تعتبر حموضة المعدة من الحالات المرضية الشائعة والبسيطة في نفس الوقت، وعادةً لا يذهب من يشعر بحرقٍ في المعدة أو المري لمراجعة الطبيب بل يكتفي بتناول مضادات الحموضة ، لكن ما مدى فائدة هذه الأدوية وما هي المضار التي قد تسببها؟
ما هي مضادات الحموضة
مضادّات الحموضة هي صنفٌ من أصناف الأدوية التي تستخدم لمعالجة الحالات المرضية الناجمة عن الحمض الذي تنتجه المعدة، حيث تنتج المعدة حمض كلور الماء hydrochloric acid الذي يساعد في تفكيك البروتينات تمهيدًا لهضمها، وبالتالي يكون وسط المعدة وسطًا حمضيًّا تتراوح فيه قيمة الأس الهيدروجيني(الـ PH) بين 2 و3.لكن ألا يسبب الحمض تخريش لجدار المعدة؟!في الواقع لا يصل حمض كلور الماء (الهيدروكلوريك) إلى خلايا المعدة، فالجدار الداخلي للمعدة محميٌّ بطبقةٍ سمكيةٍ من المواد المخاطية التي تشكل حاجزًا دفاعيًّا عن المعدة، ولكن عند زيادة الوسط الحمضي في المعدة قد لا يكون جدار الحماية كافيًّا وبالتالي ربما تبدأ بعض المشاكل التي تستدعي مضادّات الحموضة.[1]
آلية تأثير مضادات الحموضة
تكمن الفكرة الأساسية في عمل مضادّات الحموضة هي أن تتضمن موادًا معاكسًا في تركيبها للمواد الحمضية، تعرف هذه المواد بالأسس أو القلويات والتي تتصف بخصائص معاكس تمامًا لخصائص الأحماض، وعند تفاعل مادة حمضية مع مادةٍ أساسيةٍ أو قلويةٍ نحصل على وسطٍ متعادلٍ إذا تساوت كميات المادتين، وإلا ستغلب المادة ذات الكمية والتركيز الأعلى وستسود في الوسط، يسمى هذا التفاعل عادةً بتفاعل الاعتدال reaction of neutralisation.عند وصول الحبوب المضادة للحموضة (ذات الطبيعة القلوية) إلى المعدة (ذات الطبيعة الحمضية) تتفاعل مع حمض كلور الماء في المعدة لتخفف من مستوى الحموضة العالي، وبالتالي تساعد في تخفيف الشعور بالألم والقرحة الناتجين عن زيادة إفرازات المعدة من الحمض.ينتج عن تفاعل الاعتدال بعض الغازات لذلك يشعر المريض عادةً بنوعٍ من النفخة بعد تناول الحبوب المضادة للحموضة.[2]
متى توصف مضادات الحموضة
في الحقيقة تعتبر مضادّات الحموضة من الأدوية التي لا تحتاج وصفةً طبيةً، ويمكن لأي شخصٍ تناولها عند معاينته لأحد الأعراض التالية.
الآثار الجانبية
كغيرها من الأدوية الكيميائية لا تخلو مضادّات الحموضة من الآثار الجانبية التي قد تصبح مزعجةً في حال إدمان المريض عليها ومن هذه الآثار الجانبية نذكر: