مشروعية زيارة قبر الرسول
إن نية زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقبري صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ يجب أن تكون تبعاً لنية زيارة المسجد النبوي الوارد فضل زيارته في قوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى)،
ما يُقال عند زيارة قبر الرسول
إذا صلى المسلم في المسجد النبوي وأراد زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعليه ما يأتي:
- أن يقف الزائر أمام القبر النبوي بأدب ووقار، ويقرأ الصلاة الإبراهيمية المعروفة، ثم يقول: "أشهد أنك رسول الله حقاً، وأنك قد بلّغت الرسالة، وأدّيت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده؛ فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبياً عن أمّته"،
3 وممكن أن يقول: "السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته"، و لا بأس إن زاد فقال: "صلى الله وسلم عليك وعلى آلك وأصحابك، وجزاك الله عن أمتك خيراً، اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته"،5 وإن اقتصر على قول: "السلامُ عليك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاته"، فلا بأس، لأن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا سلَّم يقول: "السلامُ عليك يا رسول الله، السلامُ عليك يا أبا بكر، السلامُ عليك يا أَبَتِ، ثم ينصرفُ". - أن يخطو الزائر خطوةً إلى اليمين ليصبح أمام قبر أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فيقول: "السلام عليك يا أبا بكر، السلامُ عليك يا خليفةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في أُمّته، رضي الله عنك، وجزاك عن أُمّة محمدٍ خيراً".
- أن يخطو الزائر خطوةً أخرى إلى اليمين ليكونَ أمام قبر عُمَرَ بن الخطاب -رضي الله عنه- فيقول: "السلامُ عليك يا عمر، السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك، وجزاكَ عن أُمّة محمدٍ خيراً".
6
آداب زيارة قبر الرسول
إذا أراد المسلم أن يزور قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد قدومه إلى المدينة المنورة بنية زيارة المسجد النبوي، فعليه أن يلتزم بالآداب الآتية:
- يُستَحَب للمتوجه لزيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُكْثِرَ من الصلاةِ والسلام عليه في الطريق، ويسأل الله أن ينفعه بزيارته ويتقبلها منه.
- ينبغي على الزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يُفَرِّغ قلبه من أمور الدنيا ويستشعر عَظَمة من هو في حضرته وزيارته، ثم يُسلم عليه، ولا يرفع صوته.
- يُستَحَب للزائر لقبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستقبل القبر ويبتعد عنه قليلاً، ويستدبر القِبلة.
- لا يجوز لزائر القبر أن يتمسّح بالمنبر ولا بالحجرة النبوية التي فيها قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أن يطوف بها أو يُقبِّلها، لأن هذا عمل منكر وبدعة.
- لا يجوز لزائر القبر أن يطلب من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا من غيره أن يُفَرِّج عنه كُرَبَهُ، أو أن يقضي له حوائجه، أو يشفي مريضه، أو يُشفعه في الآخرة، أو نحو ذلك، لأن طلب ذلك من الأموات من الشرك الأكبر المُخْرِج من الملة، فلا يُسأَل ولا يُطلَب ذلك إلا من الله سبحانه.
- لا يجوز لزائر قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُطيل القيام عنده، ولا أن يتحرى الدعاء عنده، وإذا دعا فعليه أن يستقبل القبلة وليس القبر.
- لا ينبغي للمسلم زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما دخل إلى المسجد وخرج منه، أو بعد كل صلاة، لأن ذلك يعتبر من البدع المحدثة التي لم يكن عليها عمل السلف الصالح.
- لا ينبغي لزائر القبر النبوي أن يذهب فقط لأجل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الصلاة والسلام عليه تصله من البعيد كما تصله من القريب كما ثبت في الأحاديث الصحيحية، وهي مشروعة في كثير من المواضع؛ كالدخول والخروج من المسجد، وعند سماع الأذان، وفي كل صلاة، وذلك دلالة على عظيم شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتفاع منزلته عند ربه، حتى إنه جعل كل صلاة عليه بأجر عشر صلوات.
9
حكم زيارة النساء لقبر الرسول
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على زيارة القبور في قوله: (زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ)،
مراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح.
- ↑ "زيارة قبر الرسول"، www.alukah.net، 1-12-2007، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ^
>أ >ب "زيارة المسجد النبوي"، www.islamqa.info، 13-1-2003، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف. - ↑ د. سليمان الغصن، فضل المدينة وآداب الزيارة (الطبعة السابعة)، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 31. بتصرّف.
- ^
>أ >ب "صفة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف. - ↑ "زيارة المسجد النبوي"، www.ar.islamway.net، 11-12-2006، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ محيي الدين النووي (1994)، الإيضاح في مناسك الحج والعمرة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 446-450. بتصرّف.
- ↑ "أحكام زيارة المسجد النبوي والتنبيه على المخالفات التي تقع عند الزيارة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
- ↑ فضل المدينة وآداب الزيارة، سليمان الغصن (الطبعة السابعة)، الرياض: مكتبة الملك الفهد الوطنية، صفحة 29-30. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1285، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 2475، صحيح.
- ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1992)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 88-89، جزء 24. بتصرّف.