متى توفي والد الرسول

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٢:٥٤ ، ١٢ أبريل ٢٠٢٠
متى توفي والد الرسول

والد الرّسول محمّد

وُلِد النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- لعبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلِاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر،[1] وقد تزوّج عبد الله بآمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، بعد أن خطبها له أبوه عبد المطّلب،[2] وقد ذكر العلماء أنّ وفاة عبد الله بن عبد المطّلب كانت عندما أرسله والده إلى المدينة المنوّرة، وقيل: إنّه توفّي عندما خرج في تجارةٍ إلى الشّام، وتمّ دفنه في دار النّابغة الجعديّ،[3] أمّا تاريخ وفاته فقد اختلف العلماء في ذلك، وهذا ما سيتمّ بيانه في المقالة.

وفاة والد الرّسول

اختلف العلماء في وقت وفاة عبد الله والد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد ذهبوا إلى عدّة أقوال، وبيان ذلك على النحو الآتي:[4]

  • تُوفِّي والد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأمّه حامل به، وهذا هو الرّاجح.

  • تُوفِّي والد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعُمر الرّسول شهران.

  • تُوفِّي والد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعُمر الرّسول ثمانية وعشرون شهراً.

  • تُوفِّي والد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعُمر الرّسول تسعة أشهر.

  • تُوفِّي والد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعُمر الرّسول سبعة أشهر.

مصير والد الرّسول

اختلف العلماء في مصير والد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد ذهبوا فيه إلى عدّة أقوال، بيانها على النحو الآتي:[5]

  • قال بعض العلماء: إنّ مصير والد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى النّار، وقد استدلّوا بقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا).[6]

  • قال علماء آخرون: إنّ والد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- من المعذورين؛ أي لا يُؤاخَذون بما كانوا عليه، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (مَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّى نَبعَثَ رَسولًا).[7]

  • قال علماء آخرون: إنّه يُمتحَن يوم القيامة، وإن أجاب فهو في الجنّة، وإن لم يجِب فهو في النّار، والدليل على ذلك ما جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أمّا الذي مات في الفترةِ، فيقولُ: ربِّ ما أتاني لك من رسولٍ، فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنَّهُ، فيرسلُ إليهم أنِ ادخلوا النارَ قال: فوالذي نفسُ محمّدٍ بيدِه لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً).[8]

ولادة الرّسول ونشأته

وُلِد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في صباح يوم الاثنين، في التاسع من ربيع الأوّل من عام الفيل، ولمّا وضعته أمّه خرج معه ضياء شديد أضاء ما بين المشرق والمغرب،[1] ولمّا ولدته أمّه أرسلت إلى جدّه عبد المطلب تُبشّره بولادة حفيده محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ففرِح فرحاً شديداً، ودخل به إلى الكعبة، وأطلق عليه اسم محمّد، وهو اسم لم يكن معروفاً بين العرب.[9]

نشأ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في بيئة انتشرت فيها مظاهر الجاهليّة، مثل: عبادة الأصنام، والإيمان بالخُرافات، والفجور؛ مثل: الزِّنا، وشرب الخمر، كما كانت بيئة تعصُّبٍ قبَليٍّ شديدٍ، تنصر القويّ وإن كان ظالماً، وتترك الضعيف وإن كان مظلوماً، وتحرص على الجاه والمكان والسُّمعة، وتبذل من أجل ذلك الدّماء فتقاتل القبائل بعضها، وتشعل الحروب والفتن لأسباب صغيرة ليست ذات قيمة.[1]

وعلى الرغم من كلّ ذلك فقد حفظ الله -سبحانه وتعالى- نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- من كلّ الفتن والمظاهر، فلم يعبد الأصنام يوماً، ولم يمارس أيّاً من مظاهر الفجور منذ صِغَره، وقد عاش محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ونشأ يتيماً فقيراً، وقد أرسلته أمّه إلى البادية؛ لترضعه سيّدة من بني سعد تُدعَى حليمة السعديّة، وقد شهدت من بركات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير أثناء فترة إرضاعها له؛ فقد تبدّلت أحوالها من الفقر والجفاف إلى الغِنى والبركة مع وصوله إلى بيتها.[1]

رعاية عبد المطلب وأبي طالب للرّسول

كان عبد المطلب جدّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقوم مقام والده في رعايته والاعتناء به منذ ولادته؛ فقد التَمَسَ له حليمة السعديّة مرضعةً له بعد ولادته، وبعد أن أنهى فترة الرضاعة أعادته السيدة حليمة إلى أمّه آمنة بنت وهب، فعاش معها إلى أن أتمّ السادسة من عمره، حينها تُوفِّيت السيدة آمنة وتركته يتيم الأمّ والأب، وبعد ذلك انتقل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- للعيش مع جدّه عبد المطلب، الذي كان يرعاه ولا يفارقه، وكان يأخذه معه إلى مجالس أشراف قريش وكبارها، فيستمع إليهم، ويجالسهم، ويتعلّم منهم، وبقي على ذلك حتى وفاة جدّه، حينها كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الثامنة من عمره.[9]

عندما أحسّ جدّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بدنُوّ أجله، وقرب وفاته ومفارقته للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، رأى أن يعهد بكفالته ورعايته إلى عمّه أبي طالب، فقد كان يعلم منه حبّه الشديد للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحرصه عليه،[10] فانتقل النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- للعيش مع عمّه أبي طالب بعد وفاة جدّه، وكان عمّه يؤثره إيثاراً عجيباً، فقد أحسن إليه في كلّ مراحل حياته، ووقف إلى جانبه حين تركه قومه وعادوه، ودافع عنه أمام من حاول إيذاءَه بعد أن جهر بالدّعوة إلى الإسلام، إلّا أنّ هذا كلّه لم يدفعه للإيمان بالنبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وتلبية ندائه إلى الإسلام، فمات على كفره رغم محاولات النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- الشديدة لدعوته إلى الإسلام.[11]

وعندما حضرت وفاة أبي طالب، حاول الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- دعوته إلى الإسلام، إلّا أنّه أبى ذلك ، فقد ورد في صحيح البخاري: (لَمَّا حَضَرَت أبا طالبٍ الوَفاةُ، جاءهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم، فوَجَدَ عِندَه أبا جَهلِ بنَ هِشامٍ، وعَبدَ اللهِ بنَ أَبي أُميَّةَ بنِ الْمُغيرةِ، قال رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّم- لأَبي طالبٍ: يا عمِّ، قُل: لا إِلهَ إلَّا اللهُ، كَلِمةً أَشهَدُ لكَ بِها عندَ اللهِ، فَقال أَبو جَهلٍ وعَبدُ اللهِ بنُ أُميَّةَ: يا أَبا طالبٍ، أتَرغَبُ عَن مِلَّةِ عَبدِ المُطَّلبِ؟ فلَم يَزلْ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يَعرِضُها عليهِ، ويَعودانِ بِتلكَ المَقالةِ، حتَّى قال أَبو طالبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهم: هوَ على مِلَّةِ عَبدِ المُطَّلِبِ، وأَبى أنْ يَقولَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ. فَقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: أمَا وَاللهِ لَأستَغفِرنَّ لكَ ما لَم أُنْهَ عَنكَ، فأَنزلَ اللهُ تَعالى فيهِ: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ).[12][11]

عمل الرّسول

مع أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان دائماً في ظلّ مَن يرعاه إلّا أنّه كان حريصاً على الاجتهاد والعمل، فقد بدأ العمل صغيراً، فعَمِل في رعي الأغنام، وكذلك عمل تاجراً في شبابه، فقد بدأ برعي الأغنام في بني سعدٍ مع إخوته في الرّضاعة، ثمّ انتقل إلى رعي الأغنام في أجياد من مكّة، وذلك مقابل أجر قليل يكفيه ويعفّ نفسه عن سؤال الغير، ولم يكن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- النبيّ الوحيد الذي رعى الغنم، بل إنّ عامّة الأنبياء اشتغلوا بذلك، فقد جاء في السنّة النبويّة: (ما بعثَ اللَّهُ نبيّاً إلَّا راعيَ غنَمٍ، قالَ لَهُ أصحابُهُ: وأنتَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: وأَنا كُنتُ أرعاها لأَهْلِ مَكَّةَ بالقَراريط).[13][14]

أمّا عمل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في التّجارة فقد بدأ بذلك مع عمّه أبي طالب، فعندما أراد عمّه أن يخرج إلى الشام للتجارة تعلّق به محمّد -عليه السّلام- راغباً في صحبته، فرقّ له قلب عمّه وأخذه معه وعزم ألّا يفارقه أبداً، واستمرّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- في ممارسة التجارة في مكّة المكرّمة بعد عودته من الشّام.[14]

وقد سمعت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- بمهارة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأمانته، وكان لها مال وفير ترسل الرّجال للتجارة فيه، وتعطيهم أرباحاً من ذلك، فأرسلت إلى محمّد -عليه السلام- تطلب منه أن يخرج إلى الشّام للتجارة في مالها مقابل أن تعطيه أفضل ما تعطي التجار من الأرباح، فوافق وأخذ معه ميسرة غلام السيدة خديجة، وعندما عاد من التجارة كان قد ربح ربحاً وفيراً، فسُرَّت السيّدة خديجة بذلك، وأعطته ضعف ما اتّفقا عليه من الأرباح.[14]

المراجع