مدينة الدار البيضاء

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٢:١٣ ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨
مدينة الدار البيضاء

الدار البيضاء

مدينة الدار البيضاء (بالإنجليزية: Casablanca) هي مدينة مغربيّة تُعرف بأنها أكبر مدن المملكة المغربيّة، وثالث أكبر مدينة في أفريقيا، بعد كلٍّ من لاغوس والقاهرة من حيث عدد السكان؛[1] حيث بلغ تعدادها السكاني 3.359.818 نسمة في عام 2014م.[2] وتُعدّ الدار البيضاء عاصمة المغرب الاقتصاديّة ومركزها التجاريّ والصناعيّ؛ حيث تضم المدينة 60% من شركات المغرب ومصانعه، التي تتنوّع في نشاطها بين صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الإلكترونيّة، وغيرها، كما تُصنف بورصة المدينة في المركز الثالث بعد بورصة كلٍّ من جوهانسبرغ والقاهرة.


كانت تُعرف الدار البيضاء قديماً باسم أنفا، أما اسم كازابلانكا فيعود للبرتغاليين الذين أطلقوا عليها اسم "Casa Branca" في إشارة إلى بيت أبيض وجدوه فيها عند قدومهم في القرن السادس عشر الميلادي، ثم أسماها الإسبان "Casa Blanca"، واستخدم المغاربة اسم "كازا" فقط.[1] أما اسم الدار البيضاء، فقد استُخدم في عهد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله.[2]

جغرافية الدار البيضاء

الموقع


تتمتع الدار البيضاء بموقع استراتيجيّ مميّز جداً؛ فهي تطلّ على سواحل المحيط الأطلسي من الجهة الغربيّة من المغرب، مما يجعلها بوابة المغرب العالميّة، كما يضعها موقعها الاستراتيجيّ في وسط خط الإنتاج المغربيّ الصناعيّ، الذي يمتد من القنيطرة في الشمال وحتى الجرف الأصفر في الجنوب. وتبعُد الدار البيضاء عن العاصمة المغربيّة الرَباط 95 كم، وتمتد من سواحل الأطلسي إلى داخل الأراضي المغربيّة لمسافة 60 كم،[1] بينما يبلُغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر 27 كم.[3] تمتد إحداثيات المدينة بين خط طول ′32 °33 شمالاً، وخط عرض ′35 °7 غرباً.[4]

المُناخ


تتميز مدينة الدار البيضاء باعتدال مُناخها الذي يميل إلى الدافئ، وذلك بسبب وقوعها على سواحل المحيط الأطلسي، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة السنوية 17.7 درجة مئوية، بينما يبلغ معدل الهطول المطري السنويّ 412 ملم، ويوصف صيف الدار البيضاء بالحرارة والجفاف؛ حيث تبلغ درجات الحرارة أشدّها في شهر أغسطس، ويبلغ المتوسط 23.3 درجة مئوية، ويشهد فصل الصيف أمطاراً قليلة جداً، تبلغ أقل معدلاتها في شهر يوليو عند 1 ملم. أما فصل الشتاء فيوصف بالاعتدال، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في شهر يناير 12.4 درجة مئوية، وهو أبرد أشهر السنة، بينما يشهد الشتاء تساقطاً مطريّاً جيداً، يبلغ أعلى ارتفاع في شهر ديسمبر عند 80 ملم.[5]

تاريخ الدار البيضاء

تُعدّ الدار البيضاء قرية أمازيغيّة قديمة، وكانت تُسمى بأنفا، إلا أنّ أصلها لا يزال غير معروف تماماً إلى الآن. ظهرت المدينة كمركز رئيسي في القرن 12 الميلادي عندما استخدمها القراصنة لشن الهجمات، ولكن دمرها البرتغاليّون في عام 1468م، قبل أن يعودوا إليها في عام 1515م، حيث بنوا مدينة جديدة وأطلقوا عليها اسم "Casa Branca" والتي تعني البيت الأبيض، وفي عام 1755م، تعرّضت المدينة لهزة أرضيّة أدت إلى إخلاء سكانها، ولكن سرعان ما أعاد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله بناءها في القرن 18 عشر الميلادي، وحينها بدأ الإسبان وغيرهم من الأوروبيين بالتوافد إليها، وأصبح أغلب سكانها من الفرنسيين تحديداً.[6]

في عام 1907م احتلت القوات الفرنسيّة المدينة، ووُضِعَت المدينة تحت الحماية الفرنسية بين عامَي 1912–1956م، وخلال تلك الفترة أصبحت المدينة الميناء الرئيسيّ للمغرب، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تطوير ازدهار المدينة، التي شهدت نمواً سريعاً، وساهم ذلك في وضعها على الخارطة العالمية كمركز مهم ورئيسيّ ليس بمنأى عن الأحداث العاليمة؛ فخلال الحرب العالمية الثانية، استضافت المدينة القمة البريطانية-الأمريكية في عام 1943م، كما استضافت المدينة في عام 1961م مؤتمراً بقيادة الملك المغربيّ محمد الخامس، والذي تأسست على أثره مجموعة كازابلانكا للدول الأفريقية.[6]

معالم الدار البيضاء

تضُم الدار البيضاء عدداً كبيراً جداً من المعالم التاريخيّة التي تعود إلى عصور مختلفة، وتحمل في طياتها تاريخاً عريقاً مرّ في المدينة، ومن أبرز تلك المعالم:

  • البرج التوأم: هما مبنيان أبيضا اللون، ويُعتبران من أهم المعالم السياحيّة الموجودة في الدار البيضاء، ولا تقتصر أهميتهما على ذلك؛ بل يشكل البرجان مركزاً اقتصاديّاً يشمل عدداً من الشركات العالميّة. وقد بُني البرجان في عام 1999م بتوقيع المهندس المعماري الكتلاني ريكاردو بوفيل، ويصل ارتفاعهما إلى 115 متراً على مساحة 93,000 متر مربع، ويصل عدد الطوابق إلى 29 طابقاً.[7]

  • الجامع الأبيض: يقع هذا المسجد في القصبة المحمديّة، ويُعدّ أكبر مسجد في المملكة المغربية، وأبرز ما يميزه هو لونه الأبيض الجميل، وقرب موقعه من ساحل البحر، حيث ساهم ذلك في جعله أبرز معالم الجذب السياحية في المغرب حالياً.[8]

  • ضريح سيدي عبد الرحمن: هو ضريح الولي الصالح عبد الرحمن بن الجيلالي العراقي الأصل، وعاش في المدينة في القرن 6 الهجري، ويستقطب الضريح الكثير من الزائرين القادمين من حول العالم لاعتقادهم بأنه يحل المشاكل الاجتماعيّة التي يواجهونها. يقع الضريح فوق صخرة في المحيط الأطلسي، مما جعله مكان جذب سياحي طبيعي كذلك.[9]

  • باب مراكش: يتميّز هذا الباب بكونه المعلم الوحيد الذي ما زال قائماً بعد الزلزال الذي ضرب المدينة قديماً، ولذلك يُشكل معلماً بارزاً فيها. يقع في الباب سوق شعبي، يتجمّع في ساحاته الباعة والزائرون لبيع وشراء البضائع المختلفة.[10]

  • قصر المدينة: يقع في هذا القصر مقر ولاية الدار البيضاء، ويُشكل مزاراً سياحيّاً مهماً؛ لما يتميز به من بناء فريد من نوعه إذ يجمع العناصر الدينيّة والطراز المعماريّ الفرنسيّ المغربيّ، حيث يعود بناؤه إلى الثلاثينيات من القرن الماضي خلال فترة الحماية الفرنسية للمدينة، ويصل طوله إلى 50 متراً، ويضم ساعة البلدية.[11]

  • ميناء الدار البيضاء: هو أكبر ميناء في المملكة المغربيّة، وهو الميناء الذي يُميّز المدينة، حيث يقع على سواحل المحيط الأطلسي، ويُعتبر مركزاً تجاريّاً مهمّاً، حيث يستقبل السفن التجارية من العديد من دول العالم. ويعود فتح الميناء للتجارة العالمية إلى عام 1906م، ويضم داخله 5 مداخل، إلى جانب السكك الحديدة التي تُستَخدَم لنقل البضائع من الميناء إلى الداخل.[12]

  • المدينة القديمة: وهي حي مغربي قديم، يُحاكي في أسلوب بنائه طراز المدن المغربيّة القديمة، ويحيط فيها عدد من الأسوار التي تهدّم معظمها، كما تضم أبواباً ومداخلَ عديدة، من أكثرها شهرة باب مراكش. اليوم تضُم المدينة سوقاً تجاريّاً شعبيّاً، فيه عدد من الدكاكين، والآثار التاريخية، والمساجد.[13]

  • كنيىسة القلب المقدس: وتُسمّى أيضاً كاتدرائيّة الدّار البيضاء، وأُنشِئت الكنيسة في عام 1930م على يد الفرنسين، بتصميم المهندس المعماري الفرنسي بول تورنان، لكنها توقفت عن العمل كمكان عبادة في عام 1956م، وتُستخدم اليوم كمركز ثقافي، ومعلم سياحي يستقطب الزوار.[14]

المراجع