مراحل الحكم العثماني في الجزائر

تاريخ  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٠:٣٨ ، ٢٠ يناير ٢٠١٨
مراحل الحكم العثماني في الجزائر

عصر الباي لاربايات (1514-1587م)

وهو يمثل أزهى عصور الحكم العثمانيّ في الجزائر؛ حيث تطوّرت البلاد من النواحي الاقتصاديّة، والعمرانيّة والتعليميّة؛ وذلك نتيجة التعاون بين فئة (الرياس) في القيادة وشعب الجزائر، كما عزّز مهاجرو الأندلس من ازدهار البلاد، ويشار إلى عدد من الأمور التي حصلت في هذه المرحلة، وهي:[1]

  • دام عهد الباي لاربايات لمدّة سبعين عاماً.

  • كان قرار تعيين الحاكم في الجزائر يأتي من جهة السلطان العثمانيّ.
وكانت السلطة في يد رياس البحر أو جنود البحرية.
  • خلال هذا العصر تمّ تحرير برج فنار عام 1529م من الإسبان، وتحرير بجاية من الاحتلال الإسبانيّ عام 1555م، وكذلك تونس عام 1574م.

عصر الباشوات (1587-1659م)

وقد تم في هذا العصر تعيين باشا تركي في كلّ من الجزائر، وتونس وطرابلس، وذلك بعد أن كان هناك حاكم واحد يحكم المنطقة كاملة ومقرّه في الجزائر، وقد بدأت تظهر الخلافات بين جنود البحرية الجزائرية (الرياس) وبين جنود البحرية العثمانية عندما بدأ الأتراك بالخلط بين المصالح الجزائرية ومصالح الإمبراطورية العثمانية، وقد برزت قوّة الرياس خلال هذا العصر؛ حتّى أصبحت دول أوروبا تخشى الجزائر وتسعى لإنشاء علاقات تعاونية معها.

عصر الآغوات (1659-1671م)

ويعدّ هذا العصر من أقصر العصور؛ وذلك لقيام قادة الجيش البرّي (اليوليداش) بخلع الباشا واستبداله بقائد من فئتهم أُطلق عليه اسم (الآغا)، وكان الانقلاب على الباشاوات عبارة عن انتقام من فئة الرياس التي كانت في أوج عزّها في عصر الباشاوات، وفي هذا العصر ضَعُفَ نفوذ السلطان العثمانيّ، وغابت السيادة العثمانيّة في الجزائر، وازدادت الصراعات المحليّة بين ضباط الجيش البريّ وكذلك بين ضباط الجيش البحريّ، واستاء الشعب من الفساد السياسيّ والفوضى التي سادت البلاد، وقام (اليوليداش) في قلب نظام الحكم والانفصال عن العثمانيين والحدّ من سلطة الرياس، إلّا أنّهم لم يتمكّنوا من إقامة نظام سياسي ديمقراطي.

عصر الدايات (1671-1830م)

حاول حكّام الجزائر في هذا العصر إرضاء السلطان العثمانيّ وتقوية مركز الحاكم (الداي) عن طريق تعيينه في منصبه مدى الحياة، وقد أصبحت الجزائر دولة مستقلّة عن تركيا، وأصبح جنود البحرية يبحثون عن الغنائم لأنفسهم وللحكّام بدلاً من مهمّة المناهضة للإسلام، وقد اهتم حكّام الجزائر في القرن السابع عشر والثامن عشر بجمع الثروة من العمليات الحربية في البحر، وأهملوا تطوّر الدخل المتمثّل في الثروة الفلاحية وتوفير الغذاء للسكان، وتمّ اغتيال العديد من الحكّام نتيجة الحروب والصراعات الداخليّة بين فئات الجيش، وتمكّن حكّام الجزائر من القضاء على الوجود الإسبانيّ في الجزائر.

الحياة الثقافية

اتّسم العهد العثماني في الجزائر بسياسة واضحة المعالم، إذ لم تفرض لغة أو لهجة واحدة، وإنّما أبقوا على الاختلاف اللغويّ بعامياتها البربرية والعربية، وقسّموا مناطق النفوذ بين العربية والتركية؛ بحيث كانت العربية لغة الدين والتعليم، واللغة التركية لغة الإدارة في غالبية الأحيان وكان للّغة العربية تأثيراً بارزاً على اللغة التركية؛ فقد استعارت الأخيرة من العربية العديد من الألفاظ والعبارات، وكَثُرَت المخطوطات العربية.[2]

ميزّات الحكم العثماني في الجزائر

اتّسم الحكم العثماني في الجزائر بظاهرة الخضوع للسلطان، كما امتاز بعدم الاستقرار الإداريّ، وكان هناك نوع من التفاهم بين السلطان والحاكم في الجزائر.3 وقد تميزّ الجندي العثماني بالانضباط، والشجاعة والتواضع، كما امتاز بالتهور والخشونة، وكان بمثابة العمود الفقريّ لنظام الحكم القائم آنذاك في البلاد، وسمّى أهل الجزائر الجند بكباش أناضوليا؛ لأنّهم كانوا حمراً سماناً، واسمهم الرسميّ يُعرف باليولداش.4

المراجع