مسبب مرض البلهارسيا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٧:٥٦ ، ٣٠ مايو ٢٠١٨
مسبب مرض البلهارسيا

مرض البلهارسيا

يُعدّ مرض البلهارسيا (بالإنجليزية: Bilharziasis)، ويسمى أيضاً بداء المنشقات (بالإنجليزية: Schistosomiasis) أحد أكثر الأمراض الطفيلية انتشاراً (بالإنجليزية: Parasitic infections) في العالم، كما يمكن اعتباره ثاني أكثر هذه الأمراض خطورة على الإنسان بعد الملاريا (بالإنجليزية: Malaria)، وذلك نظراً لانتشاره الواسع، والذي يمتد ليشمل قرابة 74 دولة، كما يعاني منه حوالي 207 مليون شخص حول العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وتجدر الإشارة إلى أنّ حالات الإصابة بمرض البلهارسيا تكثر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل إفريقيا، وخصوصاً جنوب الصحراء الكبرى، حيث يقطن أكثر من 90% من المصابين بمرض البلهارسيا في العالم، بالإضافة إلى آسيا، وأمريكا الجنوبية، وجزر الكاريبي، كما تزداد فرص الإصابة بالبلهارسيا في المناطق الريفية، التي تعاني من الفقر وما يصاحبه من ضعف البنية التحتية، وتدني مستوى النظافة والصحة العامة.[1][2]

يعتبر عالم الأمراض الألماني ثيودور بلهارس (بالإنجليزية: Theodor Bilharz) أول من اكتشف الدودة المنشقة (بالإنجليزية: Schistosoma) المسببة لمرض البلهارسيا، حيث كان يعمل حينها في مصر، وفي الحقيقة يوجد لهذا الطفيلي أنواع عدة، وغالباً ما يصيب بدايةً الأمعاء الدقيقة والجهاز البولي، وكونه ينتشر في الدم، فإنّه قد يصيب أي عضو آخر في الجسم، إلا أنّ ذلك يعتمد بشكلٍ رئيسي على نوع الطفيلي، ومن أنوع الطفيليات المنشقة المسببة لمرض البلهارسيا ما يلي:[2][3]

  • البلهارسيا المنسونية (بالإنجليزية: Schistosoma mansoni) والبلهارسيا المقحَمَة (بالإنجليزية: Schistosoma intercalatum): تسببان البلهارسيا المعوية، وتكثر الإصابة بالبلهارسيا المنسونية في إفريقيا، والشرق الأوسط، وجزر الكاريبي، والجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية.

  • البلهارسيا الدموية (بالإنجليزية: Schistosoma haematobium): وتوجد معظم حالات الإصابة بهذا النوع في إفريقيا والشرق الأوسط، كما يعتبر هو المسؤول عن الإصابة ببلهارسيا الجهاز البولي.

  • البلهارسيا اليابانية (بالإنجليزية: Schistosoma japonicum): التي تسبب كذلك البلهارسيا المعوية، وتكثر الإصابة بها في اليابان، وجنوب الصين، والفلبين، وتايلاند، وأندونيسيا.

  • البلهارسيا الميكونغية (بالإنجليزية: Schistosoma mekongi): التي تسبب أيضاً البلهارسيا المعوية في المناطق الآسيوية.

أعراض مرض البلهارسيا

لا يسبب مرض البلهارسيا شعور المريض بأية أعراض في معظم الحالات، ولكن تحدث هذه الأعراض نتيجة رد فعل الجسم تجاه بيوض الديدان وليس من الديدان نفسها، وتختلف هذه الأعراض باختلاف المرحلة التي وصل إليها المرض، وبذلك يمكن تقسيم مراحل مرض البلهارسيا والأعراض المصاحبة له إلى ثلاث مراحل رئيسية، وهي كالتالي:[3][4]

  • حكة السباحين: وهي أولى علامات الإصابة بالعدوى، وتظهر خلال ساعات من الإصابة بها، كما قد تستمر لمدة أقصاها سبعة أيام، وتتمثل بظهور طفح جلدي مثير للحكة مكان دخول الدودة إلى جسم الإنسان عبر الجلد.

  • حمى كاتاياما الحادة (بالإنجليزية: Acute Katayama fever): وتبدأ هذه المرحلة بعد مرور من أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة بالعدوى، وتنشأ من عملية وضع البيض من قبل الطفيلي، وتتضمن هذه المرحلة ظهور العديد من الأعراض، منها ما يلي:

  • البلهارسيا المزمنة: تحدث الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة من تفاعل أنسجة الجسم المختلفة مع البيوض، وبذلك تختلف الأعراض باختلاف العضو المتضرر من وجود البيوض فيه، وتكون على النحو التالي:
    • البلهارسيا المعوية: قد تسبب بداية نزول الدم مع البراز، إلا أنّه مع مرور الوقت، قد تؤدي إلى حدوث تليفات أو تضيق في الأمعاء، كما قد تؤدي إلى تكوين أورام حليمية (بالإنجليزية: Papillomatous growths).

    • البلهارسيا اليابانية والمنسونية: قد تسببان الإصابة بتشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver cirrhosis)، وما يصاحبه من مضاعفات.

    • البلهارسيا الدموية: قد تسبب مع مرور الوقت الإصابة بالتهاب المثانة المزمن، بالإضافة إلى التضيقات في المثانة، والتي قد تؤدي بدورها إلى الإصابة بتوسع الحالب (بالإنجليزية: Hydroureter) أو توسع حوض الكلية (بالإنجليزية: Hydronephrosis).

    • ومن الأعراض المحتملة للبلهارسيا أيضاً الإصابة بالعقم، بالإضافة إلى الأعراض العصبية في حال وجود الطفيليات أو بيوضها في النخاع الشوكي أو الدماغ.

تشخيص مرض البلهارسيا

يتم تشخيص مرض البلهارسيا بالاستعانة بالعديد من الفحوصات، وذلك بأخذ عينات من البول، أو البراز، أو بأخذ خزعة من النسيج المتضرر، إذ يتم الكشف عن وجود البويضات في هذه العينات، أما في حال عدم العثور على بيوض في هذه العينات، فقد يتم اللجوء إلى إجراءات تشخيصية أخرى، مثل إجراء تنظير للقولون أو المثانة، لأخذ خزع منهما، أو أخذ خزعة من الكبد، وقد يقوم الأطباء بعمل صور إشعاعية لمختلف أعضاء الجسم، كالصدر أو القلب، لتحديد مدى انتشار المرض.[5]

علاج مرض البلهارسيا

تتم معالجة معظم حالات مرض البلهارسيا باستخدام دواء مضاد للطفيليات يسمى برازيكوانتيل (بالإنجليزية: Praziquantel)، إذ يعتبر هذا الدواء فعالاً، خاصّةً في المراحل المبكرة من المرض، ولكنّ هذا الدواء لا يؤثر في البيوض أو الديدان غير مكتملة النمو، إذ تقتصر فاعليته في القضاء على الديدان الناضجة، ويتم أخذ هذا الدواء بواقع جرعتين يومياً، وتختلف الجرعة باختلاف وزن المريض، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الدواء يسبب رد فعل مناعي في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة أعراض المرض، لذلك قد تتم الاستعانة بمركبات الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids) لتخفيف هذه الأعراض، كما يمنع استخدام دواء برازيكوانتيل في حالات الإصابة ببلهارسيا العين، وفي الحقيقة لا يوجد مطعوم فعال ضد الإصابة بالبلهارسيا في الوقت الحالي.[5]

المراجع