موضوع عن غلاء المهور

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-11-15
موضوع عن غلاء المهور

المغالاة في المهور

المهر هو احدى اركان وشروط الزواج وهو من ضمن واجبات الزواج التي وضعت في الإسلام  لتعزيز واعطاء المرأة حقها وتكريمها ، ويسمي المهر بالعديد من الأسماء  حيث قال ابنُ قدامة: (وللصَّدَاقِ تسعَةُ أسماءٍ: الصَّداقُ، والصَّدَقَةُ، والْمَهْرُ، والنِّحْلَةُ، والفرِيضَةُ، والأَجْرُ، والعَلائِقُ، والْعُقْرُ، والْحِبَاءُ).وتم ذكر المهر في القرآن الكريم والسنة النبوية مما يدل على اهميته في تكريم المرأة ، قال الله تعالى ﴿ وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ﴾ [النساء: 4].وذكر أيضا المهر في سورة البقرة ليتضح انه اثر من اثار الزواج وليس شرط أساسي في الزواج فقال الله تعالى : ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [البقرة: 236].ولا يوجد دليل على قيمه المهر في كل من القرآن الكريم والسنة ، ويتم تقديره حسب ظروف الزوجين ، ويتم تقديمه للمرأة من أجل تجهيز نفسها ، ولكن ذكر في العديد من الأحاديث أنه  يجب تقليل المهر لتسهيل وتيسر الزواج ، وذكر في إحدى الأحاديث  عن أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرحمنِ أنه قالَ: سَأَلْتُ عائشةَ رضي الله عنها زَوْج النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: كَمْ كانَ صَدَاقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قالت: «كانَ صَدَاقُهُ لأَزْواجِهِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ونَشَّاً»، قالتْ: «أَتَدْرِي ما النَّشُّ؟»، قالَ: قُلْتُ: لا، قالتْ: «نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، فَتِلْكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ، فهذا صَدَاقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأَزْواجِهِ») رواه مسلم.ولكن الآن  أصبح هناك مغالاة وتفاخر بالمهور وهو شئ  غير مستحب فهو يقلل من حالات الزواج مما يمنع المسلم من الحصول على فضائل الزواج التي أمرنا الله بها ، ويجب على كل عائلة أن تحاول تقليل المهر بما يتماشي مع الحياة المعيشية للشاب المتقدم على الزواج ، ويعتبر المهر هو احدى شروط النكاح والشروط في النكاح .

أسباب غلاء المهور

  • تظاهر الشاب أمام أهل العروس بكثرة المال وغني ، وهو على عكس ذلك تماماً.
  • زيادة الطموح المالية من قبل الاهل والبنات وذلك بسبب عدم المعرفة بالغرض الحقيقي من الزواج.
  • التمثل بالتقاليد العائلات التي يجب التخلص منها 
  • تدخل الأقارب في الأمور المالية للزواج.
  • عدم المعرفة الصحيحة بتعاليم الدين.
  • اعتقاد أهل الفناة أن المهر هو شئ التي يضمن حقها ويحميها في المستقبل.
  • آثار غلاء المهور

  • الامتناع عن الزواج ، وزيادة نسبة العنوسة بسبب المبالغة في المهور ، وزيادة تكاليف الزواج.
  • زيادة ظهور الفحشاء والفساد بسبب عدم المقدرة على تحمل المهر وتكاليف الزواج.
  • عدم اتباع تعاليم الدين الإسلامي وسنه النبي صلي الله عليه وسلم في زيادة اسعار المهور وتكاليف الزواج فقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله: (والأُوقِيَّةُ عِندَهُم أربعُونَ دِرْهَماً، وهيَ مَجْمُوعُ الصَّدَاقِ ليسَ فيهِ مُقَدَّمٌ ومُؤَخَّرٌ ، والْمُستَحَبُّ في الصَّدَاقِ مَعَ القُدرةِ والْيَسَارِ: أنْ يكونَ جميعُ عاجِلِه وآجِلِهِ لا يَزيدُ على مَهْرِ أزواجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا بَنَاتِهِ، وكانَ ما بينَ أربعِمِائَةٍ إلى خمْسِمِائَةٍ بالدَّراهِمِ الخَالِصَةِ نَحْواً مِنْ تِسْعَةَ عَشَرَ دِينَاراً، فهذهِ سُنَّةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، مَن فَعَلَ ذلكَ فقدْ اسْتَنَّ بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الصَّدَاقِ).
  • التقليل من عدد الأسر الناجحة في المجتمع مما يسبب فساد أخلاقي بالمجتمع.
  • حدوث انحدار في الأخلاق فزواج هو حكمة من الله لاستقامة الشباب والشابات وحفظهم من المعاصي.
  • تأخر سن زواج الفتيات والشباب ، مما يقلل من فرص الإنجاب الطبيعية.
  • ويجب أن يعرف كل مسلم أن تقليل المهور من ضمن احكام المهر في الاسلام .[1]
  • حكم غلاء المهور

    حث الإسلام على عدم المغالاة في المهر وتكاليف الزواج ، واجمع العلماء أن غلاء المهور لا يتناسب مع الشرعية الإسلامية  ، فعن عمرَ رضيَ اللَّهُ عنهُ يقولُ : “لا تُغلوا صُدُقَ النِّساءِ فإنَّها لو كانت مَكْرمةً في الدُّنيا أو تَقوى في الآخرةِ لَكانَ أولاكم بِها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما أنكحَ شيئًا من بَناتِهِ ولا نسائِهِ فوقَ اثنتَي عشرةَ وقيَّةً وأُخرى تقولونَها في مغازيكم : قُتِلَ فلانٌ شَهيدًا ، ماتَ فلانٌ شَهيدًا ، ولعلَّهُ أن يَكونَ قد أوقرَ عَجُزَ دابَّتِهِ ، أو دفَّ راحلتِهِ ذَهَبًا وفضَّةً يبتَغي التِّجارةَ ، فلا تَقولوا ذاكُم ولَكِن قولوا كما قالَ مُحمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ في الجنَّةِ”[2]وهناك حديث آخر عن ابن أبي درعي يبن اهمية الزواج وتقليل التكاليف والمهر فقال “كُنْتُ أُجالسُ سعيدَ بنَ الْمُسيَّبِ فَفَقَدَنِي أيَّاماً، فلَمَّا جِئْتُهُ قالَ: أينَ كُنْتَ؟ قالَ: تُوُفِّيَتْ أَهْلي فاشتَغَلْتُ بها، فقالَ: أَلا أَخْبَرْتَنا فشَهِدْناها؟ قالَ: ثُمَّ أَرَدْتُ أنْ أقُومَ، فقالَ: هلِ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً؟ فقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ ومَنْ يُزَوِّجُنِي وما أَمْلِكُ إلاَّ دِرْهَمَيْنِ أوْ ثلاثةً؟ فقالَ: أنا، فقُلْتُ: أَوَ تَفْعَلُ؟ قالَ: نَعَمْ، ثمَّ حَمِدَ اللهَ تعالى وصلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وزَوَّجَنِي على دِرهمينِ أو قالَ: ثلاثةٍ، قالَ: فقُمْتُ ولا أَدْرِي ما أَصْنَعُ مِنَ الفَرَحِ، فَصِرْتُ إلى مَنْزِلي، وجَعَلْتُ أَتَفَكَّرُ مِمَّنْ آخُذُ ومِمَّنْ أَسْتَدِينُ، فصَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وانصَرَفْتُ إلى مَنْزِلي واسْتَرَحْتُ، وكُنْتُ وحْدِي صائماً، فقَدَّمْتُ عشائي أَفْطَرُ كانَ خُبْزاً وزَيْتاً، فإذا بآتٍ يَقْرَعُ، فقُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالَ: سَعِيدٌ، قالَ: فتَفَكَّرْتُ في كُلِّ إنسانٍ اسْمُهُ سَعيدٌ إلا سعيدَ بنَ الْمُسَيَّبِ، فإنَّهُ لَمْ يُرَ أَربعينَ سَنَةً إلاَّ بينَ بَيْتِهِ والمسجدِ، فقُمْتُ فخَرَجْتُ فإذا سَعِيدُ بنُ الْمُسَيَّبِ، فظَنَنْتُ أنهُ قد بَدَا لَهُ، فقُلْتُ: يا أبا محمدٍ ألا أرسَلْتَ إليَّ فآتِيَكَ، قالَ: لأَنْتَ أحَقُّ أنْ تُؤْتَى، قالَ: قُلْتُ: فمَا تَأْمُرُ؟ قالَ: إنَّكَ كُنتَ رَجُلاً عَزَباً فتَزَوَّجْتَ فَكَرِهْتُ أنْ تَبيتَ الليلَةَ وحْدَكَ، وهذهِ امرأَتُكَ، فإذا هيَ قائمةٌ مِن خَلْفِهِ في طُولِهِ، ثمَّ أخَذَها بيَدِها فدَفَعَها بالبابِ ورَدَّ الْبَابَ، فسَقَطَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الحَيَاءِ، فاسْتَوْثقَتُ مِنَ البابِ ثمَّ قَدَّمْتُها إلى القَصْعَةِ التي فيها الزَّيْتُ والخُبْزُ فوَضَعْتُها في ظِلِّ السِّراجِ لكَيْ لا تَراهُ، ثمَّ صَعَدْتُ إلى السَّطْحِ فَرَمَيْتُ الجِيرانَ فجاءُوني فقالُوا: ما شأْنُكَ؟ قُلْتُ: ويحَكُمْ زَوَّجَني سعيدُ بنُ المُسَيَّبِ ابنَتَهُ اليومَ وقد جاءَ بها علَى غَفْلَةٍ، فقالُوا: سعيدُ بنُ المُسيَّبِ زَوَّجَكَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، وها هيَ في الدَّارِ، قالَ: فنَزَلُوا هُم إليها، وبَلَغَ أُمِّي فجَاءَتْ وقالَتْ: وَجْهِي مِن وَجْهِكِ حَرَامٌ إنْ مَسَسْتَها قبلَ أنْ أُصْلِحَها إلى ثلاثةِ أيَّامٍ، قالَ: فأَقَمْتُ ثلاثةَ أيَّامٍ ثُمَّ دخَلْتُ بها، فإذا هيَ مِن أجْمَلِ الناسِ، وإذا هيَ مِنْ أحْفَظِ الناسِ لكتابِ اللهِ وأعلَمِهِم بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَعْرِفِهِم بحقِّ الزَّوْجِ، قالَ: فَمَكَثْتُ شَهْراً لا يَأْتِيني سعيدٌ ولا آتِيهِ، فلَمَّا كانَ قُرْبُ الشَّهْرِ أَتَيْتُ سَعِيداً وهُوَ في حَلْقَتِهِ فسَلَّمْتُ عليهِ فرَدَّ عليَّ السلامَ، ولَمْ يكَلِّمْني حتى تَقَوَّضَ أهْلُ المجلِسِ، فلَمَّا لَمْ يَبْقَ غَيْرِي قالَ: ما حالُ ذلكَ الإنسانُ؟ قُلْتُ: خَيْراً يا أبا محمدٍ على ما يُحِبُّ الصَّدِيقُ ويَكْرَهُ الْعَدُوُّ، قالَ: إنْ رَابَكَ شيءٌ فالْعَصَا، فانصَرَفْتُ إلى مَنْزِلي، فَوَجَّهَ إليَّ بعشرِينَ ألفَ دِرْهَمٍ، قالَ عبدُ اللهِ بنُ سُليمانَ: وكانتْ بنْتُ سعيدِ بن الْمُسَيَّبِ خطَبَهَا عبدُ الملكِ بن مَرْوَانَ لابنِهِ الوليدِ بنِ عبدِ الْملكِ حِينَ ولاَّهُ العَهْدَ، فأبى سعيدٌ أنْ يُزَوِّجَهُ” رواه أبو نُعيم في الحِلية.[1]

    حلول غلاء المهور

  • يجب القيام بالتوعية الدينية الصحيحة لحق الزوجة في المهر ، ولكن بما يتناسب مع ظروف الحياة المعيشة ومع الشاب التي يتقدم للزواج ، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خير النكاح أيسره” ، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: “إن من يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسر رحمها”
  • التفكير في الحياة الزوجية  بشكل بعيدا عن المال ، وعدم تحميل الشاب الكثير من الديون التي سوف يتحملها بعد زواج لتقديم المهر لزوجه مما يقلل من مستوى المعيشة بعد الزواج.
  • يجب على الدولة طرح العديد من البرامج التوعوية التي تساعد على التغيير من فكر الأهل في مغالاة المهور وارتفاع تكاليف الزواج ، وجدير بالذكر أن كثير من الدول شجعت على عمل بحث عن المهور و بحث عن غلاء المهور لتوعية الناس.
  • المعرفة بأن المهر الكبير لا يحل كل مشاكل  الحياة فهو جزء صغير من الزواج ، فقال عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ ” لا تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُثَقِّلُ صَدَقَةَ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ وَيَقُولُ قَدْ كَلِفْتُ إِلَيْكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ” صححه الألباني في “صحيح ابن ماجه” (1532) .[1]