المغالاة في المهور
المهر هو احدى اركان وشروط الزواج وهو من ضمن واجبات الزواج التي وضعت في الإسلام لتعزيز واعطاء المرأة حقها وتكريمها ، ويسمي المهر بالعديد من الأسماء حيث قال ابنُ قدامة: (وللصَّدَاقِ تسعَةُ أسماءٍ: الصَّداقُ، والصَّدَقَةُ، والْمَهْرُ، والنِّحْلَةُ، والفرِيضَةُ، والأَجْرُ، والعَلائِقُ، والْعُقْرُ، والْحِبَاءُ).وتم ذكر المهر في القرآن الكريم والسنة النبوية مما يدل على اهميته في تكريم المرأة ، قال الله تعالى ﴿ وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ﴾ [النساء: 4].وذكر أيضا المهر في سورة البقرة ليتضح انه اثر من اثار الزواج وليس شرط أساسي في الزواج فقال الله تعالى : ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾ [البقرة: 236].ولا يوجد دليل على قيمه المهر في كل من القرآن الكريم والسنة ، ويتم تقديره حسب ظروف الزوجين ، ويتم تقديمه للمرأة من أجل تجهيز نفسها ، ولكن ذكر في العديد من الأحاديث أنه يجب تقليل المهر لتسهيل وتيسر الزواج ، وذكر في إحدى الأحاديث عن أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرحمنِ أنه قالَ: سَأَلْتُ عائشةَ رضي الله عنها زَوْج النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: كَمْ كانَ صَدَاقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قالت: «كانَ صَدَاقُهُ لأَزْواجِهِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ونَشَّاً»، قالتْ: «أَتَدْرِي ما النَّشُّ؟»، قالَ: قُلْتُ: لا، قالتْ: «نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، فَتِلْكَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ، فهذا صَدَاقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأَزْواجِهِ») رواه مسلم.ولكن الآن أصبح هناك مغالاة وتفاخر بالمهور وهو شئ غير مستحب فهو يقلل من حالات الزواج مما يمنع المسلم من الحصول على فضائل الزواج التي أمرنا الله بها ، ويجب على كل عائلة أن تحاول تقليل المهر بما يتماشي مع الحياة المعيشية للشاب المتقدم على الزواج ، ويعتبر المهر هو احدى شروط النكاح والشروط في النكاح .
أسباب غلاء المهور
آثار غلاء المهور
حكم غلاء المهور
حث الإسلام على عدم المغالاة في المهر وتكاليف الزواج ، واجمع العلماء أن غلاء المهور لا يتناسب مع الشرعية الإسلامية ، فعن عمرَ رضيَ اللَّهُ عنهُ يقولُ : “لا تُغلوا صُدُقَ النِّساءِ فإنَّها لو كانت مَكْرمةً في الدُّنيا أو تَقوى في الآخرةِ لَكانَ أولاكم بِها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما أنكحَ شيئًا من بَناتِهِ ولا نسائِهِ فوقَ اثنتَي عشرةَ وقيَّةً وأُخرى تقولونَها في مغازيكم : قُتِلَ فلانٌ شَهيدًا ، ماتَ فلانٌ شَهيدًا ، ولعلَّهُ أن يَكونَ قد أوقرَ عَجُزَ دابَّتِهِ ، أو دفَّ راحلتِهِ ذَهَبًا وفضَّةً يبتَغي التِّجارةَ ، فلا تَقولوا ذاكُم ولَكِن قولوا كما قالَ مُحمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ في الجنَّةِ”[2]وهناك حديث آخر عن ابن أبي درعي يبن اهمية الزواج وتقليل التكاليف والمهر فقال “كُنْتُ أُجالسُ سعيدَ بنَ الْمُسيَّبِ فَفَقَدَنِي أيَّاماً، فلَمَّا جِئْتُهُ قالَ: أينَ كُنْتَ؟ قالَ: تُوُفِّيَتْ أَهْلي فاشتَغَلْتُ بها، فقالَ: أَلا أَخْبَرْتَنا فشَهِدْناها؟ قالَ: ثُمَّ أَرَدْتُ أنْ أقُومَ، فقالَ: هلِ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً؟ فقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ ومَنْ يُزَوِّجُنِي وما أَمْلِكُ إلاَّ دِرْهَمَيْنِ أوْ ثلاثةً؟ فقالَ: أنا، فقُلْتُ: أَوَ تَفْعَلُ؟ قالَ: نَعَمْ، ثمَّ حَمِدَ اللهَ تعالى وصلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وزَوَّجَنِي على دِرهمينِ أو قالَ: ثلاثةٍ، قالَ: فقُمْتُ ولا أَدْرِي ما أَصْنَعُ مِنَ الفَرَحِ، فَصِرْتُ إلى مَنْزِلي، وجَعَلْتُ أَتَفَكَّرُ مِمَّنْ آخُذُ ومِمَّنْ أَسْتَدِينُ، فصَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وانصَرَفْتُ إلى مَنْزِلي واسْتَرَحْتُ، وكُنْتُ وحْدِي صائماً، فقَدَّمْتُ عشائي أَفْطَرُ كانَ خُبْزاً وزَيْتاً، فإذا بآتٍ يَقْرَعُ، فقُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالَ: سَعِيدٌ، قالَ: فتَفَكَّرْتُ في كُلِّ إنسانٍ اسْمُهُ سَعيدٌ إلا سعيدَ بنَ الْمُسَيَّبِ، فإنَّهُ لَمْ يُرَ أَربعينَ سَنَةً إلاَّ بينَ بَيْتِهِ والمسجدِ، فقُمْتُ فخَرَجْتُ فإذا سَعِيدُ بنُ الْمُسَيَّبِ، فظَنَنْتُ أنهُ قد بَدَا لَهُ، فقُلْتُ: يا أبا محمدٍ ألا أرسَلْتَ إليَّ فآتِيَكَ، قالَ: لأَنْتَ أحَقُّ أنْ تُؤْتَى، قالَ: قُلْتُ: فمَا تَأْمُرُ؟ قالَ: إنَّكَ كُنتَ رَجُلاً عَزَباً فتَزَوَّجْتَ فَكَرِهْتُ أنْ تَبيتَ الليلَةَ وحْدَكَ، وهذهِ امرأَتُكَ، فإذا هيَ قائمةٌ مِن خَلْفِهِ في طُولِهِ، ثمَّ أخَذَها بيَدِها فدَفَعَها بالبابِ ورَدَّ الْبَابَ، فسَقَطَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الحَيَاءِ، فاسْتَوْثقَتُ مِنَ البابِ ثمَّ قَدَّمْتُها إلى القَصْعَةِ التي فيها الزَّيْتُ والخُبْزُ فوَضَعْتُها في ظِلِّ السِّراجِ لكَيْ لا تَراهُ، ثمَّ صَعَدْتُ إلى السَّطْحِ فَرَمَيْتُ الجِيرانَ فجاءُوني فقالُوا: ما شأْنُكَ؟ قُلْتُ: ويحَكُمْ زَوَّجَني سعيدُ بنُ المُسَيَّبِ ابنَتَهُ اليومَ وقد جاءَ بها علَى غَفْلَةٍ، فقالُوا: سعيدُ بنُ المُسيَّبِ زَوَّجَكَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، وها هيَ في الدَّارِ، قالَ: فنَزَلُوا هُم إليها، وبَلَغَ أُمِّي فجَاءَتْ وقالَتْ: وَجْهِي مِن وَجْهِكِ حَرَامٌ إنْ مَسَسْتَها قبلَ أنْ أُصْلِحَها إلى ثلاثةِ أيَّامٍ، قالَ: فأَقَمْتُ ثلاثةَ أيَّامٍ ثُمَّ دخَلْتُ بها، فإذا هيَ مِن أجْمَلِ الناسِ، وإذا هيَ مِنْ أحْفَظِ الناسِ لكتابِ اللهِ وأعلَمِهِم بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَعْرِفِهِم بحقِّ الزَّوْجِ، قالَ: فَمَكَثْتُ شَهْراً لا يَأْتِيني سعيدٌ ولا آتِيهِ، فلَمَّا كانَ قُرْبُ الشَّهْرِ أَتَيْتُ سَعِيداً وهُوَ في حَلْقَتِهِ فسَلَّمْتُ عليهِ فرَدَّ عليَّ السلامَ، ولَمْ يكَلِّمْني حتى تَقَوَّضَ أهْلُ المجلِسِ، فلَمَّا لَمْ يَبْقَ غَيْرِي قالَ: ما حالُ ذلكَ الإنسانُ؟ قُلْتُ: خَيْراً يا أبا محمدٍ على ما يُحِبُّ الصَّدِيقُ ويَكْرَهُ الْعَدُوُّ، قالَ: إنْ رَابَكَ شيءٌ فالْعَصَا، فانصَرَفْتُ إلى مَنْزِلي، فَوَجَّهَ إليَّ بعشرِينَ ألفَ دِرْهَمٍ، قالَ عبدُ اللهِ بنُ سُليمانَ: وكانتْ بنْتُ سعيدِ بن الْمُسَيَّبِ خطَبَهَا عبدُ الملكِ بن مَرْوَانَ لابنِهِ الوليدِ بنِ عبدِ الْملكِ حِينَ ولاَّهُ العَهْدَ، فأبى سعيدٌ أنْ يُزَوِّجَهُ” رواه أبو نُعيم في الحِلية.[1]
حلول غلاء المهور
المراجع
- 1 - غلاء المهور .
- 2 - التغالي في المهور مذموم .