نظام التعليم في هولندا… تجربة رائدة في التعليم

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
نظام التعليم في هولندا… تجربة رائدة في التعليم

مما لا شك فيه أن التعليم هو السبيل الوحيد لتقدم الأمم، وكثيرا من الدول النامية، إن لم تكن جمعيها، تتخلف عن الركب الحضاري نتيجة ضعف وتدهور النظام التعليمي بها. فهذه الدول تتبع في الغالب أساليب وطرق تعتمد على الحفظ والتلقين، بالإضافة الى عدم تنوع طرق تقييم وتقويم الطلاب. ومن ثم أصبح كل ما يهم الطالب هو الحفظ من أجل اجتياز الامتحان وليس الاستفادة مما يدرسه.


نظام التعليم في هولندا


التعليم في هولندا إلزاميًا من سن 4 سنوات الى 16 عاما.  النظام الأساسي يسمح للطالب بالبدء في سن الرابعة ويتراوح مدته ما بين (6-8) سنوات ويتخرج الطالب في سن الثانية عشر ليلتحق بالتعليم الثانوي الذي يلي المرحلة الأساسية. ويخير الطالب ما بين ثلاث أنظمة لإكمال تعليمه الأساسي:


  1. التعليم الثانوي المهني التحضيري، ومدته أربعة سنوات وينتقل الطالب بعدها إلى التعليم الثانوي المتقدم ويحصل على شهادة تؤهله للدراسة الجامعية.

  2. التعليم الثانوي المتقدم، تمتد الدراسة فيه الى خمس سنوات، ويمنح الطالب في السنتين الأخيرتين حق اختيار تخصص محدد ما بين: العلوم التقنية، أو العلوم والصحة، أو الاقتصاد والمجتمع، أو الثقافة والمجتمع.

  3. المرحلة التحضيرية الجامعية، ومدتها 6 سنوات وهي شهادة تعادل الثانوية العامة وتؤهله للبدء في الدراسة الجامعية مباشرة دون التنقل بين المراحل المختلفة.

نظام التقويم والدرجات


يعتمد نظام الدراسة في هولندا على الوحدات الدراسية أو ما يسمى بالساعات المعتمدة حيث تقدّر كل وحدة دراسية بواقع (28) ساعة عمل، وفي حالة دراسة المرحلة بعدد 60 وحدة دراسية فذلك يعني أن الطالب يدرس بنظام السنة الدراسية الكاملة. التقرير الدراسي مكون من 10 درجات. أي تتسلسل التقديرات ما بين (1 الى 10). وفي مرحلتي التعليم العالي والمرحلة الثانوية؛ تكون الدرجة (10) هي أعلى درجة والدرجة (6) هي أقل درجات النجاح.


تعليم غير تقليدي


تحررت هولندا من كل ما هو تقليدي في التعليم. فليس فقط المنهاج التقليدي، بل أيضا من الدور التقليدي للمعلم والواجبات التقليدية التي كانت مطلوبة من التلميذ. لا يوجد في هذه المدارس معلمون، بل مدربين. ويحق للطالب فيها أن يسافر في عطلة أثناء العالم الدراسي، ويسري الأمر نفسه على المدربين. ليس فيها صفوف دراسية، بل مجموعات تضم تلاميذ من أعمار مختلفة، لا يحتاج المدربون فيها إلى تحضير الدروس، ولا يضيعون وقتا في فرض النظام على الصف، ولذلك فكل وقتهم مخصص للمهمة الأساسية وهي اكتشاف مهارات الطفل وتنميتها.


ليس هناك جدول زمني لتطبيق المنهاج الدراسي الموضوع من الوزارة بل لكل طالب جدول دراسي هو الذي يختاره حسب المواد والنشاطات التي يريدها، والوقت الذي يرغب أن يخصصه لها. ويقتصر دور الوالدين على الأشراف على هذا الاختيار، ويتابع المدرب المسؤول مستوى الطالب بصورة مكثفة. زفي الاجتماع الذي يجري كل ستة أسابيع بمشاركة الطالب وولي الأمر والمدرب، تجري مناقشة ما تحقق خلال هذه المدة في الأسابيع الستة التي تليها.


لكل طالب مدرسة


بالإضافة الى كل ما سبق، يتميز النظام الهولندي بتوفير تنوع كبير بالأنظمة التعليمية المختلفة، ويستطيع الطالب اختيار المدرسة التي تناسب احتياجاته ومعتقداته الفكرية والدينية.


تعليم منزلي استثنائي


عمومًا لا يسمح به في هولندا، ولكن يوجد بعض الاستثناءات للعائلات التي لا تجد في محيطها ما يناسب أبنائها من المدارس التي تتوافق مع أفكارها ومعتقداتها.


هل ترغب بالدراسة في هولندا؟


إذا رغبت أن تكمل تعليمك الأساسي في هولندا، فمطلوب منك دراسة سنة تحضيرية، تدرس فيها بعض المواد الأساسية أو بعض مواد معادلة الشهادة، وذلك بموجب قانون الهجرة والإقامة. هذه السنة في العادة لا يمكن تمديدها أو إعادتها في حالة عدم اجتياز الطالب لها. وبعد اجتياز السنة التحضيرية يُسمح للطالب ببدء الدراسة حسب تفاصيل البرنامج الدراسي لتخصصه.


القبول في الجامعات والمعاهد الهولندية


التعليم الجامعي في هولندا، كنظيره الأساسي، يتميز بالتنوع. فيوجد في هولندا ما يقارب 1500 برنامج دراسي جامعي لدرجة البكالوريوس والدكتوراه باللغة الإنجليزية وحدها.  وينبغي على الطالب التواصل مع الجامعة أو الكلية أو المعهد حيث يرغب الدراسة، والاطلاع على شروط القبول، بالإضافة الى تقديم شهادة دبلوم اللغة الإنجليزية، أو ما يعادلها من امتحانات مثل “التوفل” بدرجة (213) لامتحان الحاسوب بالإضافة إلى امتحان التحريري (550). والحصول على درجة 6 في امتحان IELTS.


كيف نستفيد من التجربة الهولندية؟


قد يكون من الصعب تطبيق نظام تعليمي بالكامل واستبداله بنظامنا التعليمي الحالي، ويرجع ذلك ربما لفرق الإمكانيات والبنى التحتية المتهالكة والكثافة الطلابية المرتفعة. ولكن قد نستطيع تطبيق بعض الجوانب التي تناسب بيئتنا وإمكانيتنا. فتخصيص بعض حصص اليوم الدراسي لكي يختار الطالب دراسة بعض المواد الإضافية ولكن دون إلزامه بأداء الامتحان بها والتي يكون هدفها إثراء المعرفة وتدريبه على البحث عن المعلومة بنفسه بعيدا عن التلقين، قد يساهم ذلك في تدريب الطلاب على ما يرغبون في دراسته لاحقا في سنوات الجامعة، فضلا عن تدريبهم على أساسيات البحث العلمي السليم.