هل الدعاء يغير القدر ؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-09
هل الدعاء يغير القدر ؟

علاقة القضاء والقدر بـ الدعاء

هل سمعت يوما عن أن دعائك في أمرا ما من أمور حياتك بإمكانه تغير قدرك بالكامل  ،  و هل تعلم لماذا قد أمرنا الله بالدعاء و المناجاة و الترجي له ، هل تعلم لماذا دائما ما نطلب من الآخرين بأن يدعو لنا عند الله .مما لا شك فيه أم يكتب الله سبحانه و تعالى الأقدار ، و يحددها منذ وجودنا في أرحام أمهاتنا ، و أيضا بالاضافة إلى نصيبنا و حظنا من الدنيا . و على ذكر ذلك لا بد و أن نصل إلى مراتب الإيمان بالقضاء و القدر و شقاءنا و سعادتنا ، و على ذكر ذلك القول ، فإن الله قد يلهمك و يزرع بداخلك تلك الرغبة في أمرا ما و التي قد تجعلك تدعو بها لله ، حتى يستطيع أن يغلب ذلك الدعاء  القدر ، و يجعله على مرادك . لذلك فإن الدعاء من عند الله و القدر أيضا من عند الله .[1][2]

هل الدعاء و القدر يتصارعان

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم (لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض و السماء) و معنى يعتلجان أي يتصارعان ، فإذا كان دعائك و منجاتك إلى الله أقوى من القدر نفسه ،فسوف  يظلوا يتصارعان حتى يتغلب الدعاء على القدر و يتغير القدر و يرتد تماماو قال الرسول صلى الله عليه و سلم  (لا يرد القضاء إلا الدعاء) ، فإذا كان قدرك في شيء لم تريده و دعوت الله كثيرا و طلبت منه أن يبعدك عن ذلك القدر ، سوف يستجيب الله لك و يغير قدرك للذي قد دعوت به في الحياه الدنيا .و يؤكد على كلامنا قول الله سبحانه و تعالى حين قال ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، فكل شيء من حولك دليل على تأثرك بالدعاء حيث يقول الرسول (إن الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء ) .[1]

ما هي علاقة الدعاء بالبلاء

تتنزل الأقدار يوميا من السماء ، فيأخذ كلا منا نصيبه من الفرح و من الحزن و من المرض أيضا  ، و يحضرنا قول إبن القيم ، رحمة الله عليه  حين قال ” والدُّعاء من أنفع الأدويةِ، وهو عدوُّ البلاء، يدافِعه ويعالجه ويمنع نزولَه، ويرفعه أو يخفِّفه إذا نزل، فالدُّعاء عدوُّ البلاء “من الأقدار المكتوبة علينا في الحياه الدنيا هي الإبتلاءات بكل أنواعها سواء المرض أو نقص الأموال أو نقص في الأنفس ، فجميعها من الأقدار المحتومة ، و التي لا بد لنا و أن نقابلها في الحياة الدنيا و على ذكر ذلك القول فإننا إذا دعونا الله تعالى بأن يرفع إبتلاءاتنا في الحياه ، سوف يرفع القضاء أو من الممكن أن يُخفف إذا نزل و تحقق .و الجدير بالذكر أنه في مكاناً ما على هذه الأرض ، يحدث تلاقي للدعاء مع الإبتلاء ، فالأقدار تنزل إلى الارض لتتحقق ، و الدعاء يصعد إلى فوق عند الله ليتحقق  .و من ثم سوف يتقابل  الدعاء مع البلاء أو القدر و يتصارعان و الفوز هنا للأقوى و الأقرب إلى الله  ، و الدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه و سلم  (( وإنَّ البلاء لينزِل فيتلقَّاه الدُّعاءُ، فيعتلجان إلى يوم القيامة)) .[2]و هناك عدد من الإحتمالات التي تحدث في أثناء هذا التصارع

  • يتحقق الدعاء إذا كان مستوفي جميع شروطه و أحكامه ، و يصبح دعاءا قويا بالقدر الكافي لكي يغلب البلاء  .
  • لا يتحقق كلا من الدعاء و القدر ، إذا كان كلاهما بنفس القوة ، و هنا تبقى المنافسة إلى قيام الساعة
  • إذا كان البلاء أقوى من الدعاء فإن البلاء سيتحقق ، و لكن بقدر مخفف إلى حدا ما عن ما كان من قبل .
  • مثال على أن الدعاء يغير القدر

    يُحكى أن هناك إمرأة عقيم قد جاءت إلى كليم الله  سيدنا موسى عليه السلام ، و قالت له ( يا كليمَ الله، ادعُ لي ربَّك أن يرزقني الذريَّة ) .[2]و عندما دعا موسى ربه  ، قال الله سبحانه و تعالى له ( يا موسى، إنِّي كتبتُها عقيمًا ) و عندما أخبرها أن الله قد كتبها عقيم ، إنصرفت و جاءته في العام التالي و قالت له ( يا كليمَ الله، ادعُ لي ربَّك أن يرزقَني الذريَّةَ ) .فدعا موسى ربه و قال الله سبحانه و تعالى له ( يا موسى، إنِّي كتبتُها عقيمًا ، و عندما أخبرها بأن الله قد كتبها عقيم ، إنصرفت و عادت له مرة أخرى بعد عام و معها رضيع  ، و سألها بعد ذلك ما إذا كان ولدها و قالت أنه ولدهاو عندما ناجى موسى ربه و قال ( يا رب، هذه المرأة كُتبَت عقيمًا، فكيف يكون لها ولد؟ ) فقال الله حينها : يا موسى، إنِّي كلَّما كتبتُ عقيمًا ، قالت: يا رحيم ، و رَحمتي وسِعَت كلَّ شيء و سبَقَت”

    شروط الدعاء المُستجاب

    لكي تكون على يقين كبير بأن الدعاء سيستجاب ، فهناك عدد من الشروط الواجب توافرها عند دعائك و مناجاتك إلى الله ،  و من هذه الشروط ما يليالدعاء لله وحده لا بد و أن تكون نيتك حاضرة وقت الدعاء  بأن دعائك لله وحده و لا شريك له فيه ، فتحدثه و حده و تطلب منه ما تريد و أنت على القدر الكافي من المعرفة أنه سوف يستجيب لدعائك ، حيث يقول الله عز و جل ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) .عدم الدعاء بالأثمأن لا تدعو بما يغضب الله ، كدعائك بالأثم أو بقطيعة الأرحام .الإلحاح في الدعاء قيل: يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال : يقول :  ( قد دعوت ، و قد دعوت فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك و يدع الدعاء ). يحب الله الإلحاح في الدعاء و عدم فقد الأمل في إستجابة الدعاء . ناهيك عن الفوز بثمرات الإلحاح في الدعاء و أن لا تقل أن الله لا يستجيب لي ، حيث يقول الله تعالى ( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) .اليقين بالإجابة عليك بالدعاء و قلبك مؤمن بالإجابة ، و أن الله سيجيب دعائك ، و الدليل على ذلك القول ، قول رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه .)الشعور بعظمة الله عليك أثناء الدعاء أن تستشعر عظمة الله و أن تكون خاشعا  ، و أن تعلم أنك تتحدث إلى الله يسمعك و يراك و يرى تضرعك له. حيث يقول الله تعالى ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين ) .عدم الإنشغال بالدعاء عن القيام بأمرا واجب .لا بد و أن لا يشغلك الدعاء عن تأدية الواجب ، كتلبية نداء الوالدين أو الصلاة أو العمل المدفوع الأجر .[3]