هل يستطيع القلب التفكير؟! يبدو بأن الجواب قد أصبح نعم!

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/09/27
هل يستطيع القلب التفكير؟! يبدو بأن الجواب قد أصبح نعم!

مفهومنا عن أن الدماغ فقط هو مركز العقل وأننا لا نستطيع الإدراك والتذكر بدونه، ربما تكون من الأفكار التي يجب أن نتخلى عنها حالياً..


هو عضلة صغيرة في حجم قبصة يد وكثيراً ما يتغنى به الشعراء في قصائدهم، وإنها مصدر للحب والولع والعواطف النبيلة.


ففضلاً عن كون القلب مضخة عضلية مهمته الأساسية استقبال الدم من سائر الجسد وإعادة ضخه بعد تنقيته، فهو أعمق وأكثر بكثير من مجرد مضخة بسيطة، له دور في قدرة الانسان على التعلم والتفكير والإدراك وله دماغ مستقل به وظيفياً وليس تشريحياً!


هل يستطيع القلب التفكير؟! يبدو بأن الجواب قد أصبح نعم!
قلب الإنسان

غالبا عند قراءة عنوان هذه المقالة، ربما تتخيل أن ” القلب لديه مخ خاص به “.. في الواقع إنها ليست استعارة وربما تكون حقيقة مسلم بها في المستقبل القريب.


فقد تم اكتشاف أن القلب يحتوي على جهاز عصبي مستقل ومتطور يتكون من أكثر من 40000 خلية عصبية وشبكة معقدة شديدة الإبداع من الناقلات العصبية والبروتينات تحمل الكثير من المعلومات عن شخصياتنا وتاريخنا وذاكرتنا.


غريب للغاية..! لكن دعونا نفكر، هل القلب يحب ويشعر فقط! أم أنه يفكر ويتذكر ويتصل بقلوب أخرى حرفياً ؟!


وربما يجد البعض شيئاً من السعادة عند قراءة الجملة الأخيرة… فإن كنت أحد هؤلاء فأنا شخصياً أغبطك على هذه النعمة.


هل يستطيع القلب التفكير؟! يبدو بأن الجواب قد أصبح نعم!
المجال الكهرومغناطيسي للقلب

ربما يثير فضولك أن تعرف أن للقب مجالاً كهرومغناطيسياً، وهو أقوى من مجال الدماغ، ولوحظ أن هذا المجال يختلف تبعاً للحالة العاطفية.


وهذا يعني، أن كل الناس من حولنا يتلقون معلومات طاقية واردة من قلوبنا، وأن الحب والكراهية ليست مجرد عواطف غير منطقية وانفعالات لحظية، بل هي لغة خاصة على شكل طاقة وحالة من الوعي الذكي.


ولكن إن لم تشعر بشيء من الرضا النفسي عند قراءة الجملة المشار إليها، لا تقلق .. فيوماً ما ستحصل على علاقة طيبة مع إنسان ما حتماً، لأن أبسط قواعد المغناطيسية هي التجاذب.


نتائج غير متوقعة..


كتاب ” شفرة القلب ” للكاتب الدكتور – بول بيرسال – هو خلاصة تجارب وأبحاث استغرقت سنوات عديدة في مجال نقل وزراعة القلب، ذكر فيه العديد من النتائج، بعضها غريب إلى حد الدهشة والبعض غريب إلى حد يدعو للشفقة..


وأكد حصول تغيرات في شخصيات المزروع لهم تشابه شخصيات المتبرعين، وأورد في البحث العديد من الحالات، حيث ذكر في كتابه أن القلب يحس ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى.


هل يستطيع القلب التفكير؟! يبدو بأن الجواب قد أصبح نعم!


ومن القصص التي ذكرها الدكتور “بول بيرسال” في كتابه أن شاباً في الثامنة عشر من عمره كان يكتب الشعر ويلعب الموسيقى ويغني، توفى في حادث سيارة ونقل قلبه إلى فتاة في نفس العمر تقريباً، وخلال مقابلة لها مع والدي المتبرع عزفت أمامهم موسيقى كان يعزفها ابنهم الراحل، وبدأت في إكمال كلمات أغنية كان يرددها رغم أنها لم تسمعها أبداً من قبل.


وقصة أخرى هي الأعجب على الإطلاق قصة Sonny Graham، الذي حصل على قلب شخص مات بطريقة درامية حيث أطلق النار على نفسه في الرأس.


بعدها يحاول Sonny Graham أن يعرف من هو مانحه فيتصل بأرملة ذلك الشخص، ويتعرف عليها ويقع في حبها ويتزوجها، وبعد سنوات يطلق النار على نفسه بنفس الطريقة التي أطلق مانحه النار على نفسه (في الرأس).


وقصة أخرى هي عملية زراعة قلب اصطناعي، ويقول المريض بعد نجاح العملية أن مشاعره تغيرت بالكامل فلم يعد يعرف كيف يشعر، وحتى أحفاده لم يعد يحس بهم ولا يعرف كيف يتعامل معهم، حتى عندما يقتربون منه لا يحس أنهم جزء منه كما كان يشعر من قبل.


والآخر تعلّق بشغف بالسباحة والغوص في البحر، رغم تخوفه الشديد السابق من الغرق.


والآخر انطلق ليكتب بشكل مذهل دون توقف رغم تعثّر سيره الدراسي سابقاً.


حقائق قلبية..


يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان.


ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً .. وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه الأمر بالنبض.


هل يستطيع القلب التفكير؟! يبدو بأن الجواب قد أصبح نعم!
صورة من عملية نقل القلب

القلب هو نظام ذكي جداً، وقد تبين أيضاً أن القلب هو المسؤول عن إفراز العديد من الهرمونات التي تؤثر تأثيراً عميقاً على وظائف الجسم والدماغ ومنها هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الترابط أو الحب).


هل يمكنهم نقل الروح من إنسان لآخر؟


قبل أي فهم خاطئ ليس المفهوم بالروح هنا المعني الروحاني، فبحسب علماء النفس، إدراكنا البشري منسجم مع كل الطرق المتاحة للفهم الخاطئ!


ولكن جزء من ذاكرة الإنسان وعواطفه المرتبطة أو المخزنة في الخلايا العصبية للعضو البشري الذي تم زراعته.


تبقى الإجابة على كل هذه الأسئلة حتى الآن محيرة للعلماء، ولكن الأبحاث العلمية التي حاولت إيجاد وظيفة أخرى للقلب من ناحية وجود عقد أو شبكات عصبية تقوم بعملية تحليل للأفكار أو الآراء كوظيفة مقابلة للمخ فإنه لم يثبت حتى الآن…


لأنه لم يقل أحد أن العقل هو شيء مادي يمكن تحديد موضعه طبياً.


يمكنك مشاهدة هذا الفيديو الوثائقي للمزيد حول هذا الأمر


عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً إلى حد كبير، وهذا باعتراف العلماء أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ، ويجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء.


في المرة القادمة عندما يطلب منك أحدهم أن تفكر بعقلك قبل أن تفكر بقلبك ربما عليك التمهل وإعادة ترتيب اختيارات تفكيرك من جديد.


المصدر


1، 2