وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
علِم النبي -عليه الصلاة والسلام- عن طريق الوحي بِقُرب أجله، فقام بتوديع الصحابة -رضي الله عنهم- في حجّة الوداع، ولمّا توفّي -صلى الله عليه وسلم- وعلِم الصحابة بوفاته؛ اهتزّت قُلوبهم، واضطربت عُقولهم من هول هذا المُصاب العظيم؛ فبعضهم من توقّف لسانه عن الكلام، وآخرون قعدوا بلا تحرّك، ونهى عمر بن الخطاب أن يقول أحدٌ أنّ النبي قد مات، بل غاب وسيعود إليهم، لكنّ أبو بكر -رضي الله عنه- بقي ثابتاً، ودخل على حجرة النبيّ فقبّله، ثم خرج إلى الناس وقال مقولته المشهورة: "أيها الناس، من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حيٌّ لا يموت"،
أين يقع قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
ثبت عن طريق التواتر أن النبي -عليه الصلاة والسلام- دُفِن في حُجرة السيّدة عائشة -رضي الله عنها-، في الزاوية الغربيّة القِبليّة منها؛ الواقعة في شرق المسجد النبويّ والمُلاصقة به، ثُمّ دُفن فيها بعد ذلك بجانب النبيّ أبو بكر، ثُمّ عُمر -رضي الله عنهما-،
كيفية دفن النبي صلى الله عليه وسلم
انتهى الصحابة -رضي الله عنهم- من تجهيز النبي -عليه الصلاة والسلام- في يوم الثُلاثاء، وأخذوا يتشاورون في مكان دفنه، فقال بعضهم: في المسجد، وذهب آخرون إلى دفنه مع صحابته، ولكنّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- قال لهم إنه سمع من النبي حديثاً يقول فيه أن النبي يُدفن حيث يموت، فقام الصحابة -رضي الله عنهم- برفعه، ثُم حُفِر له قبرٌ مكان وفاته، وبدأ الناس يدخلون عليه، فدخل الرجال أولاً للصلاة عليه وتوديعه، ثُمّ النساء، ثُمّ الأطفال، ودُفن في مُنتصف ليلة الأربعاء،
وكان من الصحابة الذين شاركوا في حفر القبر المُغيرة بن شُعبة؛ لقُرب عهده بالنبي -عليه الصلاة والسلام-،
تشريف المدينة المنورة لوجود قبر النبي فيها
شرّف الله -تعالى- المدينة المنورة بوجود قبر النبي -عليه الصلاة والسلام- فيها، لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي علَى حَوْضِي)،
وتُسمّى المدينة أيضاً بطيبة الطيّبة؛ لتنزّل الوحي فيها، ولأنها مكان التقاء المُهاجرين والأنصار، وعاصمة المُسلمين الأولى، ومصدر الهداية والنور، ومكان هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومكان سكنه في أواخر حياته، ومكان وفاته، ومبعثه، وقبره، ولمْ يُجزم بمكان وجود قبر أيّ نبيٍّ إلا مكان قبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في المدينة.
المراجع
- 1 - مصطفى بن حسني السباعي (1985)، <i> " السيرة النبوية - دروس وعبر " , (الطبعة الثالثة)، لبنان: المكتب الإسلامي، صفحة 170 , مصطفى بن حسني السباعي (1985)، .
- 2 - صفي الرحمن المباركفوري، <i> " الرحيق المختوم " , (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الهلال، صفحة 431 , صفي الرحمن المباركفوري، .
- 3 - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، <i> " الموسوعة الفقهية الكويتية " , (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 249، جزء 37 , وزارة الأوقاف والشئون الإس .
- 4 - لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، <i> " فتاوى الشبكة الإسلامية " , ، صفحة 442، جزء 4 , لجنة الفتوى بالشبكة الإسلا .
- 5 - محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1421 هـ )، <i> " لقاء الباب المفتوح " , ، صفحة 24، جزء 71 , محمد بن صالح بن محمد العثيم .
- 7 - محمد بن سعد (1968)، <i> " الطبقات الكبرى " , (الطبعة الأولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 295، جزء 2 , محمد بن سعد (1968)، .
- 8 - أبو بكر البيهقي (1988)، <i> " دلائل النبوة " , (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 252، جزء , أبو بكر البيهقي (1988)، .
- 9 - أبو القاسم الطبراني (1994)، <i> " المعجم الكبير " , (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الصميعي، صفحة 414، جزء 20 , أبو القاسم الطبراني (1994)، .
- 11 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1888، صحيح. .
- 12 - أحمد أحمد غلوش (2004)، <i> " السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني " , (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر و , أحمد أحمد غلوش (2004)، .
- 13 - عبد الله عبد الجبار - محمد عبد المنعم خفاجى، <i> " قصة الأدب في الحجاز " , ، القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية، صفحة 51 , عبد الله عبد الجبار - محمد ع .
- 14 - عبد المحسن البدر (2000)، <i> " فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها " , (الطبعة الأولى)، الرياض- السعودية: مطبعة النرجس، صفحة 4 , عبد المحسن البدر (2000)، .