الإفلاس في القانون التجاري

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-08-22 00:00:00
الإفلاس في القانون التجاري

لطالما سمعنا بأن شخصًا ما أو شركة ما قد أعلنا الإفلاس إذن ماذا كان يحصل معهما بالضبط وما المقصود بإعلان الإفلاس وما أنواعه وأهدافه! تابع قراءة المقال لتعرف أكثر!

ما هو الإفلاس

يصل الفرد لحالة الإفلاس عند عدم قدرته على تسديد ديونه، فإشهار الإفلاس بالقانون التجاري هو الإجراء القانوني المتّبع لتصفية شركة ما غير قادرة على سداد التزاماتها المالية المستحقّة من أصولها الحالية. ويمكن أن يتم رفع دعوى الإفلاس من قبل الطرف المَدين ذاته (المفلس) وتُسمّى هذه الحالة ( إفلاس طوعي)، أو يتم فرضها بأمرٍ من المحكمة وذلك بناءً على طلب الدائنين وتسمى هذه الحالة ( إفلاس قسري). يتم اتّباع هذا الإجراء لتحقيق هدفين، الأول: التوزيع العادل لأصول المَدين لتحقيق التسوية العادلة بناءً على مطالبات الدائنين القانونية، والثاني: إتاحة الفرصة للمَدين للبدء من جديد. §

توضيح النقط الأساسية في حالة الافلاس

هناك الكثير من المصطلحات التي يرد ذكرها في حالات الإفلاس كالمَدين والدائن والرهن والديون وغيرها لذا وضعنا فيما يلي توضيحًا لأهم هذه المصطلحات: 

  • المَدين: هو الطرف الأول الذي عليه دين وقد يكون فردًا أو شركة.
  • الدائن: الطرف الثاني وهو المؤسسة أو الشركة التي تدّعي أن الطرف الأول مَدينٌ لها بأموالٍ أو ممتلكاتٍ أو خدمات.
  • الديون المضمونة: هي الديون التي يحصل عليها المَدين مقابل تقديم شيء يمتلكه كضمان ويُسمّى رهنًا، بحيث يكون للدائن الحق القانوني في الحصول على هذا الرهن في حال فشِل المدين بتقديم الدفعات المستحقة. فمثلًا عند تقديم أحد عقاراتك رهنًا للبنك للحصول على قرض، فإن البنك يستطيع الاستحواذ على هذا العقار في حال توقفت عن سداد الدفعات المالية له.
  • الديون غير المضمونة: على عكس الديون المضمونة فإن هذه الديون لا ترتبط بأي أصلٍ من أصول المَدين.
  • تسوية الديون: هي الإجراءات والترتيبات التي تُتخَذ لاستيفاء الديون المترتبة على المَدين ولكن بمقدار وطريقة تختلف عن الترتيبات الأصلية المُتّفق عليها في البداية بين الطرفين.
  • الديون القابلة للإلغاء: وهي الديون التي من الممكن أن تُلغى بمجرد تقديم المَدين طلبًا لإعلان إفلاسه.
  • الديون غير القابلة للإلغاء: وهي الديون التي لا يمكن إلغاؤها حتى عند تقديم طلب الإفلاس.§
  • أنواع الإفلاس

    يختلف تصنيف الإفلاس حسب القانون المطبّق في كل بلد، لكن يمكن القول أن الأنواع الثلاثة التالية توضّح أنواعه بشكلٍ عام:

  • إفلاس الشركات: تلجأ الشركات لإعلان إفلاسها عندما تكون ديونها كبيرةً للغاية بحيث لا يمكن إعادة هيكلة هذه الديون وعادةً تُسمّى هذه الحالة بالتصفية، ويتم هنا تعيين وصيّ من قبل المحكمة للاستحواذ على أصول الشركة وتوزيعها على الدائنين. وبعد أن يتم سداد الدين يحصل صاحب الشركة على براءة ذمة أي أنه يُعفى من أي التزام بالديون بعد الآن، أما في حال الشركاء والشراكات فلا يتم الحصول على براءة الذمة.
  • إفلاس الشركات مع إعادة التنظيم: هي خطوة تقوم بها الشركة التي تمتلك فرصة واقعية لتغيير الأمور بهدف إعادة تنظيم أعمالها وسداد ديونها، وذلك تحت إشراف وصيّ تعيّنه المحكمة، بحيث تقوم الشركة بتقديم خطة مفصّلة لإعادة التنظيم وتحديد كيفية التعامل مع دائنيها، ثم يقوم الدائنون بالتصويت على هذه الخطة، فإذا وجدت المحكمة أن الخطة عادلة ومنصفة توافق عليها.
  • الإفلاس الفردي: وهو كما الحالة السابق يُتّبَع مع عملية إعادة تنظيم، بحيث يقوم الشخص المفلس هنا تقديم خطة للمحكمة تبيّن بالتفصيل كيف سيقوم بتسديد ديونه، ويتوقف المبلغ الذي يتعيّن عليه سداده بما لديه من ممتلكات وبالمبلغ الذي يجنيه والذي يدين به. يفضّل في هذه الحالات الاستعانة بمحامٍ مختصٍّ بهذه القضايا لمعرفة الخيارات التي يمكن اتّباعها قبل إشهار الإفلاس وكيفية التصرف الصحيح عند تقديم طلب الإفلاس.§
  • بعض النقط الإيجابية والسلبية في حالة الإفلاس

    ربما يكون الإفلاس آخر الحلول التي يستطيع الفرد تقديمها لحلّ مشكلة الديون، وعلى الرغم من أنه ليس الحل الأفضل بالتأكيد لكن قد يشمل بعض المزايا؛ فمثلًا يمكن للفرد البدء من جديد عند انتهاء أمر الإفلاس أي بحلول عام تقريبًا، وقد يُسمَح له بالاحتفاظ بأشياء معينة كالأدوات المنزلية ومبلغًا من المال للعيش منه، ولن يكون مضطرًا بعد ذلك للتعامل مع الدائنين الذين يتعيّن عليهم إيقاف الإجراءات القضائية لاستعادة أموالهم وهذا سيخفف الضغوط التي تُمارس عليه.هذا فيما يخص المزايا لكن من جهةٍ أخرى فإن للإفلاس الكثير من السلبيات؛ فمثلًا إذا كان المَدين ذا دخلٍ مرتفع بدرجة كافية، فسيتوجّب عليه سداد الديون على مدى عدة سنوات، وسيكون من الصعب عليه الحصول على رصيد خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أن التصنيف التأميني سيتأثر بهذه الحالة عدة سنوات، وقد يؤدي أيضًا لخسارة بعض الممتلكات كالمنزل أو السيارة أو السلع الثمينة التي يمتلكها، وإن كان المدين يملك نشاطًا تجاريًا فقد يتم إغلاقه وبيع الأصول، وقد يؤثر على حالة الهجرة الخاصة به وغيرها من السلبيات. §