تعريف علم الاجتماع

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٣:١٥ ، ١٢ أبريل ٢٠١٨
تعريف علم الاجتماع

اختلف باحثو علم النفس في تعريفهم وتصورهم لمصطلح علم الاجتماع، فمثلاً يعتقد جيمس فاندر أن علم الاجتماع هو علم يدرس السلوك والتفاعل الإنساني، والذي يظهر في علاقة الأفراد بعضهم ببعض، حيث إنه يهتم بما يحدث بين الناس، وما يمارسونه من نشاطات بين بعضهم البعض، وبالعلاقات التي تنمو وتتطور فيما بينهم، كما أنه يهتم بالمحافظة على تلك الروابط، أما ماكجي فهو يرى مع زملائه أن علم الاجتماع هو العلم الذي يدرس النظام الاجتماعي، والذي يعبر عن النمط الذي تقوم على أساسه الشؤون بين الأفراد في المجتمع، بدءاً من العلاقات البسيطة بين الأفراد كالتعاون مثلاً، إلى العلاقات بين الجماعات التي تشترك بمواقف سياسية معينة، وتتحدث اللغة نفسها.[1]

وقد قدم لوسيل دبرمان تعريفاً لعلم الاجتماع على أنه دراسة سلوك الإنسان، وأنماط حياته الاجتماعية، كما عرفه برنارد فيلبس، أنه العلم الذي يدرس سلوك المجتمع، ويمكن أيضاً إضافة تعريف آخر ورد في الكتب العربية وهو أن علم الاجتماع هو العلم الذي يدرس الظواهر الاجتماعية، والأنظمة الاجتماعية، وسلوك الإنسان في علاقته ببيئته والمجتمع،[1] ويطلق عليه ابن خلدون الذي يُعتبر أول من اكتشفه، علم العمران، وذلك لأنه يهتم بالعمران البشري، والسلوك الإنساني، ويعتبره علماً واسعاً، حيث إنه يشتمل على العديد من الأوجه، فهو يهتم بالبيئة وتأثيرها على حياة الأفراد وسلوكهم، كما أنه يدرس حياة البدو والحضر، ويهتم بالدولة وماهيتها، ونشأتها وأسباب تقدمها أو تأخرها.[2]

وقد أطلق الفيلسوف الوضعي أوغست كونت على هذا العلم مصطلح الفيزياء الاجتماعية وذلك لإيمانه أن الظواهر الاجتماعية خاضعة لقوانين الطبيعة، واستعمل كلمة سوسيولوجيا للدلالة على هذا العلم، ويرجع الفضل في تأسيس علم الاجتماع على قواعد علمية متينة وواضحة إلى العالم إميل دوركايم، زعيم المدرسة الاجتماعية الفرنسية، الذي عرّف علم الاجتماع على أنه منهج يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية والتي هي عبارة عن قوى تفرض على المجتمع نوعاً معيناً من التصرف، والتفكير والعواطف، وهي ليست من صنع أفراد المجتمع بل هي تسبقه في الوجود.[2]

مجالات علم الاجتماع

يشتمل علم الاجتماع على مواضيع متنوعة وكثيرة حيث يتناول الجريمة، والدين، والأسرة والدولة، والانقسامات في المجتمع، والطبقات الاجتماعية، كما يبحث علم الاجتماع في الأسباب والعواقب الاجتماعية لكثير من الأمور، مثل: الحب، والهوية العرقية، والسلوك المنحرف، والشيخوخة، والمشاكل الأسرية، ويدرس الفقر، والثروة، والمدارس والتعليم، ويحلل العديد من الظواهر مثل: النمو السكاني، والهجرة، والحرب والسلام، والتنمية الاقتصادية.[3]

كما تختلف طريقة علماء الاجتماع في إجراء البحوثات الخاصة به، حيث يراقبون الحياة اليومية للأفراد، ويقومون بعمل الاستطلاعات، ويحللون البيانات، ويجرون المقابلات والاختبارات، والجدير بالذكر أن علم الاجتماع يعتبر المجال الذي يمكن من خلاله توسيع المدارك، وتحليل العلاقات الاجتماعية بين البشر، بالإضافة إلى دراسة العلاقات بين البشر والثقافات والمؤسسات المختلفة،[3] ويعتبر علم الاجتماع من العلوم الصعبة والمعقدة من حيث الدراسة، إلّا أنه من الدراسات التي تجذب الناس.[4]

ويعود تعقيد دراسته وصعوبتها إلى أنها تهتم بالعلاقات الإنسانية التي تكون في الكثير من الأحيان غير واضحة، وأهم موضوع يدرسه علم الاجتماع ما يُطلق عليه النسق الاجتماعي، وهو مجموعة من الناس الذين يرتبطون مع بعضهم البعض بروابط مشتركة، ويشتركون بنشاط أو أكثر، ومثال ذلك النسق الاجتماعي البسيط المكوّن من الزوج والزوجة، أو المعقّد كمصنع يضم العديد من الموظفين والعمال، أو الجيش الذي يضم الآلاف من الجنود.[4]

تطور علم الاجتماع

تطور علم الاجتماع من خلال مروره بثلاث فترات رئيسة:[5]

  • بدأ علم الاجتماع بالظهور في أواخر القرن التاسع عشر، حتى فترة الحرب العالمية الأولى، وهي الفترة التي حدث فيها النمو الانفجاري وتوحيد الثقافات، وعُرفت بفترة التجزئة وكانت خلال الفترة 1945-1975م.

  • تطوير منهج علم الاجتماع بالاعتماد على نظرية داروين، وذلك كمحاولة من علماء الاجتماع تأسيس العلم على منهج علمي، حيث قاموا بوضع معايير بين البشر والكائنات الحية الأخرى، بالإضافة إلى أنهم أدخلوا العديد من المفاهيم مثل التباين، والميراث والاختيار الطبيعي.

  • استبدال النظرية الداروينية، وحل محلها النظريات الأربعة وهي:
    • النظرية الاقتصادية: حيث اهتم الجميع بفكرة ماركس، والتي توضح أن التميز الاجتماعي والمستويات الطبقية في المجتمع نشأت نتيجة العوامل الاقتصادية.

    • النظرية الجغرافية: تشير إلى تأثر المجتمعات بالتغير الجغرافي والمناخي، حيث إن المناخ له تأثير كبير على تطور المجتمعات.

    • النظرية النفسية: يُقصد بها تأثير المزاج، والذكاء، والحالة النفسية والغرائز بمختلف أنواعها في التطور الاجتماعي.

    • النظرية الثقافية: لقد أكدت أن الإنسان قادر على الابتكار، وأن الثقافة عامل مهم في حدوث التطور الاجتماعي.

أبرز علماء الاجتماع

من العلماء الذين برزوا في علم الاجتماع المهندس البريطاني هربرت سبنسر، وهو أديب وفيلسوف، تعلم بنفسه وحصل على ثقافته باجتهادات شخصية، حيث إنه لم يدخل المدارس الحكومية أو الأهلية، وذلك لأنه لم يكن مقتنعاً بسياستها وأسلوبها في التربية، ويعتبر أول من فسّر النظرية التطورية، وقد قام كذلك بتطبيقها في مجال علم الاجتماع، ونشر مبادئه في عام 1860م، كما نشر مقالة بعنوان فرضية التقدم في عام 1852م وذلك قبل ظهور نظرية دارون بسبع سنوت، كما أكد فكرة التعايش الاجتماعي التي تفيد بأن أجزاء الكائن الحي تترابط مع بعضها البعض وذلك لتؤدي وظيفة اجتماعية، ومن مؤلفاته الاستاتيكية الاجتماعية، والمبادئ الأولى، ومبادئ علم الأحياء، ومبادئ علم النفس.[6]

ومن العلماء الآخرين ابن خلدون، الذي يُعدّ مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على الأسس الحديثة، وقد ولد في تونس في عام 1332م، وتوصل إلى نظريات مختلفة حول قوانين العمران، وقوانين تأسيس الدولة، ومراحل عمرانها، وأسباب سقوطها، واستطاع أن يسبق بنظرياته العديد من علماء الاجتماع المشاهير، مثل: العالم الفرنسي أوجست كونت، وله العديد من المؤلفات أشهرها مقدمة ابن خلدون.[7]

المراجع