طريقة علاج عرق النسا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٩:٥٤ ، ٣١ مايو ٢٠٢٠
طريقة علاج عرق النسا

عرق النسا

يعبِّر مصطلح عرق النسا (بالإنجليزية: Sciatica) عن الألم المتواجد على امتداد العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatic nerve)، وهو العصب الذي يمتدُّ من أسفل الظهر إلى الأرداف ومنها إلى أسفل الساقين، ويُعدُّ هذا العصب أطول عصب في جسم الإنسان، والألم المرافق له يكون بسبب تعرُّضه للأذى أو الضغط الناتج عن الالتهاب، أو القرص المنفتق (بالإنجليزية: Herniated disk) في العمود الفقري السفلي، أو كما هو معروف باسم الانزلاق الغضروفي أو الديسك، أو تضخُّم العظام الناتج عن التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis).[1]ولمعرفة المزيد عن عرق النسا يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو عرق النسا).

علاج عرق النسا

يهدف علاج عرق النسا إلى تخفيف الألم ودعم الحركة وذلك بالاعتماد على المُسبِّب، إذ يتم الشفاء من عرق النسا مع الوقت في العديد من الحالات بمجرد الحصول على بعض علاجات الرعاية الذاتيَّة البسيطة، مثل استخدام الثلج، والحرارة، وتمارين الإطالة، والعلاجات الدوائيَّة التي لا تحتاج إلى وصفة طبِّية، وبشكل عام تجب استشارة مقدِّمي الرعاية الطبِّية بعد مرور 6 أسابيع على بدء العلاجات بالرعاية الذاتيَّة دون ملاحظة أيِّ تحسُّن، وذلك بهدف الانتقال إلى خيارات العلاج الأخرى.[2]

العلاج الفيزيائي


ينصح الطبيب في بعض الحالات التي تكون فيها الأعراض معتدلة الشدَّة وقد استمرَّت لعدَّة أسابيع البدء بالعلاج الفيزيائي، إذ تكمن فائدة التمارين المختلفة في التقليل من الألم والوقاية من الإصابة به لاحقاً، وتختلف التمارين التي يُنصَح بها باختلاف المسبِّب، ومن المهمِّ هنا التنبيه على ضرورة وجود خبرة سابقة لدى الأخصائي في علاج مرض عرق النسا، إلى جانب ضرورة التزام المريض بالتمارين تماماً كما نصح بها الأخصائي،[3] وتتضمَّن أهداف العلاج الفيزيائي ما يأتي:[4]
  • تقوية العمود الفقري وعضلات أسفل الظهر، والبطن، والأرداف، والوركين.

  • زيادة قوَّة عضلات وسط الجسم (بالإنجليزية:Core strength).

  • تمدُّد العضلات المشدودة غير المرنة، مثل عضلات باطن الركبة (بالإنجليزية: Hamstrings).

  • تحفيز تبادل السوائل والموادِّ المغذِّية داخل الجسم عن طريق ممارسة التمارين الهوائيَّة، مثل: المشي، أو السباحة، أو التمارين الرياضيَّة المائيَّة.


العلاجات الدوائيَّة


تتضمَّن خيارات علاج عرق النسا بالأدوية ما يأتي:[5]
  • مسكِّنات الألم: تستخدم الأدوية المسكِّنة للألم التي لا تستلزم وصفة طبِّية للمساعدة على تخفيف ألم عرق النسا، مثل: الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، ومضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal antiinflammatory drugs) واختصاراً NSAID، كالإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen) اللذين قد أثبتا فعاليَّتهما في علاج ألم أسفل الظهر بشكل أفضل من الأسيتامينوفين، ومن الجدير بالذكر أنَّه يفضَّل تناول مسكِّنات الألم بجرعات منتظمة لمدَّة ثلاثة إلى خمسة أيَّام بدلاً من استخدامها فقط عندما يصبح الألم شديداً.[6]

  • مرخيات العضلات: قد يتم اللجوء إلى استخدام مرخيات العضلات لعدَّة أيَّام لتخفيف ألم الظهر وتقليل تشنُّج العضلات وتحسين الحركة، وبالرغم من ذلك فإنَّ هذه الفئة من الأدوية لا تُعدُّ الخيار الأنسب في العلاج، وذلك لارتباطها بالعديد من الآثار الجانبيَّة.[7]

  • المخدِّرات الناركوتيَّة: يُطلَق عليها أيضاً اسم المسكِّنات الأفيونيَّة (بالإنجليزية: Opioids)، ويتم وصفها في حال عدم تحسُّن المريض بعد استخدامه مضادَّات الالتهاب اللاسترويديَّة، أو عدم تحمُّله لها أو عند وجود حظر معين لاستخدامها،[8]لكن يجدر التنبيه إلى أنَّ المخدِّرات الناركوتيَّة مثل الهيدروكودون (بالإنجليزية: Hydrocodone) والأوكسيكودون (بالإنجليزية: Oxycodone) يمكن أن تسبِّب العديد من الآثار الجانبيَّة، مثل: النعاس، والحكَّة، والإمساك، والغثيان، والتقيُّؤ، والإدمان، وبالتالي فإنَّه عند اللجوء للمخدِّرات الناركوتيَّة يتم وصفها عادة لمدَّة قصيرة خوفاً من إدمان المريض عليها.[4][9]

  • مضادَّات الاكتئاب ثلاثيَّة الحلقات: (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants) قد يتم اللجوء إلى مضادَّات الاكتئاب ثلاثيَّة الحلقات في بعض الحالات، مثل: الإيميبرامين (بالإنجليزية: Imipramine)، والأميتربتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline)، والكلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine)، والنورتريبتيلين (بالإنجليزية: Nortriptyline)، ولكن ما زالت هذه الأدوية بحاجة إلى المزيد من الأدلَّة لإثبات فعاليَّتها في علاج عرق النسا.[7][10]

  • الأدوية المضادَّة للتشنُّج: (بالإنجليزية: Anti-seizure medications) تستخدم بعض الأدوية المضادَّة للتشنُّج في بعض الحالات، ولكن كما هو الحال مع مضادَّات الاكتئاب ثلاثيَّة الحلقات ما زالت الحاجة قائمة لإثبات فعاليَّة هذه الأدوية لدى مرضى عرق النسا.[7]


حقن الستيرويد


قد يوصي الطبيب في بعض الحالات بحقن المنطقة المحيطة بجذر العصب المتأثِّر بحُقن الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid)، وتحديداً في منطقة فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural) أسفل الحبل الشوكي، وتكمن فائدة الكورتيكوستيرويد بتخفيف الألم عن طريق تقليل الالتهاب حول العصب المتهيِّج، وعادةً ما تتحسَّن الأعراض المصاحبة لعرق النسا خلال الأسبوع الثاني إلى السادس من بدء العلاج، ويختفي أثر الحقنة خلال عدَّة أشهر، ومن الجدير بالذكر أنَّ عدد حُقن الكورتيكوستيرويد المسموح بحقنها للمريض يبقى محدوداً وذلك لارتباطها بآثار جانبيَّة خطيرة تزداد كلَّما زاد عدد الحقن،[11][6] وحسبما أشار إليه بعض الباحثين فإنَّ حقن الكورتيكوستيرويد تكون فعَّالة في حال كان التهيُّج الموجود بسبب الضغط الناتج عن القرص المنفتق.[3]

العلاج السلوكي المعرفي


يُعدُّ العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: cognitive behavioral therapy) واختصاراً CBT أحد أشكال العلاج النفسي الذي يُركِّز على معرفة كيفيَّة تأثير أفكار المريض ومعتقداته ومواقفه على مشاعره وسلوكيَّاته، وهو تقنية علاج قصير المدى تساعد المريض على التعرف على طرق جديدة للتعامل مع الأفكار، إذ يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على تقليل الضغط النفسي والتعايش مع المشاكل في العلاقات المعقَّدة، وكذلك الحزن وغيرها من تحدِّيات الحياة المختلفة،[12] ومن الجدير بالذكر أنَّه على مدى العقدين الأخيرين أصبح العلاج السلوكي المعرفي بمثابة العلاج النفسي الأوَّلي الذي يمكن أن يساعد المرضى على التعامل مع الألم المزمن بما في ذلك عرق النسا أو آلام أسفل الظهر.[13]

الجراحة


يُعدُّ الهدف الأساسي من الجراحة هو محاولة التخلُّص من السبب الكامن وراء عرق النسا والتحكُّم بالأعراض الظاهرة، كالشعور بالألم في الساق وضعفها، إذ يُلجأ لخيار الجراحة عادةً عند الشعور بألم في الساق، أو عند وجود ضعف مستمرٍّ أو يزداد في حدَّته تدريجيّاً، وذلك بعد تجربة خيارات العلاج الأخرى غير الجراحيَّة، وفي بعض الحالات قد تكون الجراحة هي الخيار الأوَّل، ومن الجدير بالذكر أنَّه وبالرغم من ارتباط عرق النسا بألم الظهر إلا أنَّه قد لا يزول هذا الألم بعد الخضوع للجراحة، وتتضمَّن الحالات التي تكون فيها الجراحة الخيار الأوَّل ما يأتي:[14]
  • متلازمة ذنب الفرس (بالإنجليزية: Cauda equina syndrome)، وهي حالة طبِّية طارئة تتمثَّل بضغطٍ على جذور الأعصاب في منطقة ذنب الفرس، ويفقد فيها الجسم القدرة على الإحساس والحركة في الجزء السفلي منه.

  • الأورام، أو تجمُّع السوائل في أكياس أو على شكل خراج، أو الكسور الشديدة في العمود الفقري القطني.

  • عرق النسا على الجانبين (بالإنجليزية: Bilateral sciatica)، وهو عرق النسا المؤثِّر في كلا الساقين الناتج عن وجود العديد من الأقراص المنفتقة في مستويات مختلفة، أو انفتاق حادٍّ في قرص واحد، أو التضيُّق الشوكي أو ما اسمه تضيُّق القناة الشوكيَّة (بالإنجليزية: Spinal stenosis).

  • العدوى، أي العدوى التي تصيب منطقة الحوض غير المستجيبة للعلاج.

  • استمرار الألم أو الضعف في الساق، فقد يُنظر في إجراء عمليَّة جراحيَّة عند استمرار ألم الساق أو ضعفها لمدَّة تتراوح بين 6-8 أسابيع بصرف النظر عن العلاجات غير الجراحيَّة، أو عند بدء تأثير الألم في النشاطات اليوميَّة للمريض.

  • ملاحظة وجود خلل في وظيفة كل من الأمعاء والمرارة.[15]


تتطلَّب الجراحة عادةً التخدير العام مع إقامة في المستشفى لمدَّة يوم أو يومين، وخاصة في الحالات التي يكون فيها القرص المنفتق المسبِّب لعرق النسا، إذ يتم استئصال القرص وفي بعض الحالات يتم استئصال جزء من الفقرة، ولكن توجد بعض تقنيات الجراحة المجهريَّة التي تعتمد على التخدير الموضعي لجزء معين من العمود الفقري، ثم يتم إجراء شقٍّ صغير بهدف استئصال الجزء المنفتق من القرص، وفي هذه الحالة لا توجد حاجة للإقامة في المستشفى، ويستطيع المريض غالباً في كلتا الحالتين العودة لنشاطاته المعتادة خلال مدَّة تتراوح بين ستة أسابيع إلى ثلاثة أشهر، ومن المتوقَّع أن يكون التعافي أسرع لدى الأشخاص الخاضعين للجراحة مقارنة بأولئك الذين لم يخضعوا لها، ولكن معدَّل التعافي يكون متساوياً لحدٍّ كبير بعد مرور سنة أو سنتين لدى الجميع.[16]

يوازن الجرَّاح بالاعتماد على مسبِّب عرق النسا الفوائد والمخاطر المترتِّبة على خضوع المريض لعمليَّة جراحيَّة، وبناءً على ذلك يختار العلاج الجراحي الأنسب، وتضمُّ خيارات الجراحة المتاحة استئصال الصفيحة الفقريَّة القطنيَّة (بالإنجليزية: Lumbar laminectomy)، وتتم فيها توسعة القناة الشوكيَّة في أسفل الظهر لتخفيف الضغط الواقع على الأعصاب، أو استئصال القرص (بالإنجليزية: Discectomy)، وفيها يتم استئصال القرص المنفتق بشكل جزئي أو كُلِّي.[17]

نصائح منزلية للتخفيف من عرق النسا

تستجيب معظم حالات عرق النسا للعلاجات المنزلية،[18] وبشكل عام تتضمَّن النصائح المنزليَّة للتخفيف من آلام الظهر وعرق النسا المحافظة على النشاط، واستخدام مسكِّنات الألم، إلى جانب ممارسة تمارين الإطالة.[19]

المحافظة على النشاط


عادة ما يزول ألم عرق النسا المعتدل مع الوقت، إلا أنَّه عند تجربة عرق النسا لأوَّل مرَّة قد تكون هناك حاجة إلى الراحة في الفراش لمدَّة يوم أو يومين للمساعدة على تخفيف الألم، ولكنَّ الراحة لمدَّة أطول قد تسبِّب ضعف العضلات الأساسيَّة (بالإنجليزية: Core muscles)، وزيادة الشدِّ وألم الظهر، إلى جانب إطالة مدَّة الشفاء، ولذلك فإنَّ من المهمِّ العودة إلى النشاط في أقرب وقت ممكن لمساعدة العمود الفقري على البقاء قويّاً،[16][20] ومن المهمِّ ذكره أنَّ المريض قد يشعر ببعض الألم أثناء إجراء الأنشطة، ولكنَّه يستطيع التغلُّب على ذلك عن طريق استخدام مسكِّنات الألم، ويجدر التنبيه إلى ضرورة استشارة أخصائي العلاج الطبيعي لأخذ النصائح اللازمة فيما يخصُّ التقنيات التي من شأنها تخفيف الألم أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة، مثل النهوض من الفراش والتنقُّل، وتُعدُّ السباحة والمشي من الأنشطة المعتدلة التي من الممكن البدء بها إلى جانب تمارين التاي تشي (بالإنجليزية: Tai Chi) المعتدلة التي من شأنها تخفيف ألم أسفل الظهر، وينصح الأطباء عند ارتباط عرق النسا بوجود قرص منفتق بالمحافظة على الأنشطة المعتادة بأقصى حدٍّ ممكن طالما لا يؤدِّي ذلك إلى ألم شديد.[7]

ممارسة تمارين الإطالة


تفيد تمارين الإطالة في تخفيف ألم أسفل الظهر، كما قد تخفِّف من الضغط الواقع على جذور الأعصاب، ولكن من المهمِّ تعلُّم ممارستها بالطريقة الصحيحة كما ينصح بها الأخصائي صاحب الخبرة، هذا إلى جانب ممارسة التمارين الهوائية التي من شأنها التقوية العامَّة وتقوية العضلات الأساسيَّة، ويجب التنبيه إلى تجنّب الالتواء أو الاهتزاز أو الارتجاج أثناء الإطالة، والثبات على وضعيَّة الإطالة لمدَّة لا تقلُّ عن 30 ثانية.[2][11]

الحرارة والبرودة


تفيد الكمَّادات الباردة في البداية عند وضعها على مكان الألم لمدَّة 20 دقيقة عدَّة مرَّات في اليوم مثل استخدام كمَّادات الثلج، ويتم الانتقال لاستخدام الحرارة في الشعور بالراحة، وبعد مرور 2-3 أيَّام وذلك باستخدام الكمَّادات الساخنة، أو المصابيح الحراريَّة، أو وسادة التدفئة أو كما تُعرَف باسم قربة الماء، ومن الجيِّد استخدام الكمَّادات الباردة والدافئة بالتناوب عند استمرار الشعور بالألم.[18]

مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية


تتضمَّن مسكِّنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبِّية الأكثر شيوعاً والتي تساعد على تخفيف الألم والالتهاب والانتفاخ مضادَّات الالتهاب اللاسترويديَّة المذكورة سابقاً، مثل: الإيبوبروفين، والنابروكسين، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ومن المهمِّ الانتباه عند اختيار الأسبرين وذلك لارتباطه بالإصابة بالقرح والنزيف لدى البعض، وفي حال عدم قدرة المريض على تناول مضادَّات الالتهاب اللاسترويديَّة فمن الممكن اختيار الأسيتومينافين (بالإنجليزية: Acetaminophen).[2]

المراجع