علاج الغثيان

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٩:٥٤ ، ٤ مايو ٢٠٢٠
علاج الغثيان

الغثيان

يُعرّف الغثيان (بالإنجليزية: Nausea) على أنّه اضطراب يؤثر في المعدة يتمثل بشعور المُصاب بالحاجة المُلحّة للاستفراغ، وهو عَرَض غير مُرتبط بمرض مُحدّد على وجه الخصوص؛ فقد يُصاحب العديد من الأمراض على اختلافها؛ مثل العدوى؛ كالتهاب المعدة والأمعاء (بالإنجليزية: Gastroentiritis) أو الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza)، وقد يُشكّل الغثيان أحد الأعراض المُصاحبة للإصابة بالشقيقة (بالإنجليزية: Migraine)، أو أمراض الأذن الداخلية، أو التسمم الغذائي، أو التوتر العاطفي، أو دوار الحركة (بالإنجليزية: Motion Sickness)، أو النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack)، أو التهاب البنكرياس، أو انسداد الأمعاء، أو التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis) وغيرها، ومن الجدير ذكره أنّ الغثيان يُعتبر أيضًا عَرَض جانبي ناتج عن استخدام بعض الأدوية، وكذلك عَرَض شائع للمراحل الأولى من الحمل، وعلى الرغم من أنّه الغثيان بحدّ ذاته لا يكون مؤلمًا، إلّا أنّه مُزعج للشخص ويُسبّب شعورًا بعدم الراحة في العديد من أجزاء الجسم، وفي سياق الحديث عن الغثيان يُشار إلى أنّه يكون مصحوبًا في الغالب بحدوث الاستفراغ، وقد يُصاحبه أعراض أخرى تعتمد على مُسبب الغثيان؛ ومن هذه الأعراض الإسهال، أو الإمساك، أو الانتفاخ، أو حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn)، أو فقدان الشهية.[1] تُظهر دراسة بحثية نُشرت عام 2002م أجراها قسم الطّب النفسي في مستشفى جامعة هوكلاند (بالإنجليزية: Haukeland University Hospital) أنّ نسبة ظهور الغثيان كعَرَضٍ تبلغ حوالي 12%.[2]

علاج الغثيان بتغيير نمط الحياة

لا تتطلّب الإصابة بالغثيان الخضوع للعلاج في أغلب الحالات، إلّا أنّ العلاجات قد تُساعد في التخفيف أحيانًا، وبهذا الصّدد نُقدّم عدد من النّصائح التي يمكن اتباعها لتخفيف الغثيان،[3] ومنها ما يلي:[4][5]

  • الاسترخاء، إذ إنّ النشاط الحركي الزائد وعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة قد يزيد الغثيان سوءًا.

  • الحفاظ على رطوبة الجسم، ويتمثل ذلك بأخذ رشفات صغيرة من المشروبات الباردة، أو الغازية، أو الحمضية؛ مثل عصير الليمون المُضاف إليه الماء، أو مشروب الزنجبيل أو الشاي بالنّعناع، ويُمكن أيضًا استخدام محاليل مُرطّبة تؤخد عبر الفم لمنع الجفاف؛ مثل محلول البديالايت (بالإنجليزية: Pedialyte).

  • تناول الأطعمة الخفيفة على المعدة، ويُنصح بتناول الأطعمة سهلة الهضم بدايةً؛ مثل الخبز المُحمّص والبسكويت ومن ثم التحوّل تدريجيًّا إلى حبوب الإفطار، والأرز، والفاكهة، والأطعمة المالحة أو الغنية بالبروتين أو الكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrates)، وينصح الخبراء بتجنّب تناول الأطعمة الدهنية أو الحارّة حتّى مُضي ستّ ساعات على آخر مرة استفرغ فيها الشخص.

  • تجنّب الروائح القويّة والمُحفّزات الأخرى التي من شأنها تحفيز حدوث الغثيان والتقيؤ؛ مثل العطور، والدخان، والأماكن المُزدحمة، والبيئات الرطبة، وروائح الأطعمة، والومضات الضوئية، والقيادة.

  • عدم شرب كميّات كبيرة من السوائل مع وجبات الطعام.

  • تناول الطعام ببطء، وبكميّاتٍ قليلة على عدد وجبات أكثر، بالإضافة إلى تجنّب الاسلتقاء مباشرة بعد تناول الطّعام.

  • تشتيت التركيز عن الغثيان بالقيام بأنشطة مُعينة؛ كالاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة فيلم.

  • تجنّب ارتداء الملابس الضيقة حول البطن أو الخصر.

  • تجنّب الشدّ على البطن أو الانحناء إلى الأمام، فقد يحدث ذلك نتيجة ممارسة بعض الأنشطة أو المرور بمواقف مُعينة خلال الحياة اليومية، ولكن قد يترتب على ذلك زيادة الضغط الواقع على المعدة وبالتالي زيادة شدّة أعراض الغثيان.[6]

  • الخروج لاستنشاق الهواء النّقي لتخفيف الشعور بالغثيان، كما يُنصح بممارسة التنفس العميق؛ فقد أظهرت الأبحاث أنّ التنفس العميق بوتيرةٍ بطيئة وثابتة يُساهم في تخفيف الغثيان، ويستطيع المُصاب بالغثيان أنّ يُشارك في جلسات التأمل الذهني (بالإنجليزية: Meditation) التي تُساعده على التركيز على كيفية السّيطرة على التنفّس.[6]

  • تناول أطعمة مُعينة؛ فيُنصح الحوامل اللاتي يُعانين من غثيان الصباح (بالإنجليزية: Morning Sickness) بتناول رقائق البسكويت المقرمش صباحًا قبل النّهوض من الفراش.[7]

علاج الغثيان دوائيًّا

يعتمد علاج الغثيان بصورةٍ عامّة على المُسبّب الرئيسي له، وفي أغلب الحالات تزول هذه الحالة من تلقاء ذاتها خاصّة بعد الاستفراغ، وتتضمّن السّيطرة على الغثيان إعطاء المُصاب كمياتٍ كبيرةٍ من السّوائل، ولكن قد تتطلّب الحالات الشديدة منه الخضوع للعلاجات الدوائية،[8] ونذكر من الأدوية المُتاحة دون وصفة طبية لتخفيف الغثيان ما يلي:[3]

  • الأدوية التي تُبطّن جدار المعدة الداخلي وتُعادل أحماضها؛ مثل مُضادات الحموضة (بالإنجليزية: Antacids)؛ سواء السائلة أو القابلة للمضغ، ودواء بسموث سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth subsalicylate)، ومحاليل الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose)، أو الفركتوز (بالإنجليزية: Fructose) أو حمض الفوسفوريك (بالإنجليزية: Phosphoric Acid).

  • الأدوية التي يُعتقد بأنّها تُعيق مستقبلات الدّماغ التي تُحفّز الاستفراغ أثناء الحركة، وبالتالي فهي تُستخدم لعلاج دوار الحركة أو الوقاية منه، ومنها ديمينهيدرينات (بالإنجليزية: Dimenhydrinate) أو ميكليزين هيدروكلوريد (بالإنجليزية: Meclizine Hydrochloride).


قد يصِف الطبيب أنواع مُعينة من الأدوية من شأنها تخفيف الغثيان في حال استمراره، ولكنّ معظمها قد يُسبّب الشعور بالنّعاس كأحد أبرز أعراضها الجانبية، ومن الجدير بالأهمية تقييم الطبيب لحالة المرأة الحامل أو المُقبلة على الحمل قبل استخدام أيّ من أدوية علاج الغثيان حتّى تلك التي لا تستدعي وصفة طبية لصرفها.[3]

الوقاية من القيء عند الشعور بالغثيان

يُمكن تجنّب حدوث الاستفراغ المُصاحب للغثيان بشرب كميّاتٍ قليلةٍ من السوائل المُحلّاة بالسكر لأنّها تُهدّئ المعدة؛ مثل المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة باستثناء عصائر الحمضيات ذلك أنّها تزيد من حموضة المعدة، كما يُنصح بالاسترخاء إمّا بوضعية الجلوس أو الاستلقاء المدعوم بمسند ظهر؛ نظرًا لأنّ الحركة قد تتسبّب بزيادة أعراض الغثيان سوءًا وعليه قد يستفرغ المُصاب، أمّا في حالات الأطفال، تُساعد السيطرة بالأدوية على الحمّى (بالإنجليزية: Fever) والسُّعال المُستمرين في تقليل احتمالية الاستفراغ، ويُمكن تفادي الغثيان الناتج عن دوار الحركة في السيارة بجعل الطفل يجلس مواجهًا لزجاج السيارة الأمامي؛ فالمشاهدة من النوافذ الجانبية أثناء حركة السيارة السريعة تزيد الغثيان سوءًا، ويُنصح أيضًا بتقليل عدد الوجبات الخفيفة للطفل وعدم تقديمها له مع مشروباتٍ غازية، وعدم السماح له باللعب والأكل معًا في نفس الوقت مع تشجيعه على أخذ استراحة أثناء تناولهم للوجبات الخفيفة.[9]

المراجع