علاج الصداع النصفي

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٩:٤٢ ، ٧ مايو ٢٠٢٠
علاج الصداع النصفي

الصداع النصفي

يُعدّ الصداع النصفي، أو الشقيقة، أو الشّقأ (بالإنجليزية: Migraine) من الاضطرابات المُعقّدة التي تتمثل بحدوث نوباتٍ متكررةٍ من الصُّداع تُصيب في العادة جانباً واحداً من الرأس، وقد يُرافق الصُّداع النصفي بعض الأعراض الحسيّة والبصريّة ويُطلق عليها الأورة (بالإنجليزية: Aura) والتي غالبًا ما تحدث قبل بدء نوبة الصُّداع، ولكنّها أحياناً قد تحدث أثناء النوبة أو بعدها،[1] وفي الحقيقة يُقسم الصداع النصفي إلى عدّة أنواع، ويشترك العديد منها في الأعراض نفسها، والتي تشمل: الغثيان، والقيء، والدوخة، والحساسية تجاه الضوء أو الروائح، وأحياناً الشعور بالخدران وصعوبة النطق،[2]
ويُمكن بيان أبرز هذه الأنواع على النحو الآتي:[3]

  • الصداع النصفي المصحوب بالأورة: (بالإنجليزية: Migraine with aura)، حيث تُعد الأورة مُنبّهًا يُنبئُ باقتراب حدوث نوبة الصّداع النصفي، وتتمركز أعراض الأورة حول الاضطرابات البصرية.

  • الصداع النصفي دون الأورة: ويعدّ هذا النوع الأكثر شيوعًا من بين أنواع الصُّداع النصفي؛ وتبدأ أعراض نوبة الصُّداع النصفي دون إنذار مُسبق.

  • أنواع أخرى: تشترك أنواع الصداع النصفي الأُخرى بكونها مرتبطة بحالة مرضية معينة أو سبب معين، وفيما يأتي بيانها:
    • الصداع النصفي المزمن: (بالإنجليزية: Chronic migraine) ويتمثل بتكرار حدوث نوبات الصداع النصفي لأكثر من 15 يومًا في الشهر.

    • الصداع النصفي أثناء الحيض: (بالإنجليزية: Menstrual migraine) حيث يرتبط تكرار حدوث نوبات الصداع النصفي بموعد الدورة الشهرية.

    • الصداع النصفي الفالج: (بالإنجليزية: Hemipligic migraine) والذي يرتبط بحدوث ضعفٍ في جانبٍ واحدٍ من الجسم بشكلٍ مؤقت.

    • الشقيقة البطنية: (بالإنجليزية: Abdominal migraine) يُعدّ هذا النوع من الصداع أكثر شيوعًا لدى الأطفال دون سن الرابعة عشر، ويتميّز بارتباط نوبات الصداع النصفي بحدوث اضطرابات في الأمعاء والبطن.

    • الصداع النصفي المصحوب بهالة تؤثر في جذع الدماغ: (بالإنجليزية: Migraine with brainstem aura) وعلى الرغم من ندرة هذا النوع من الصداع النصفي إلّا أنّه يؤثر في الاعصاب ويؤدي إلى ظهور أعراضٍ حادة، كأن يؤثر في القدرة على الكلام.


على الرغم من أنّ السبب الحقيقي الكامن وراء حدوث نوبات الصداع النصفي لا يزال مجهولًا، إلّا العديد من العوامل قد تحفز حدوثها، كالعوامل البيئية المختلفة، والعوامل البدنية، والاضطرابات النفسية والعاطفية، والتغيرات الهرمونية، وبعض الأطعمة والأدوية، ويُعتقد أنّ الصُّداع النصفي ناتجٌ عن وجود نشاط غير طبيعيٍ في الدّماغ يؤثر في طريقة التواصل بين الأعصاب، والأوعية الدموية، والمواد الكيميائية في الدماغ، وقد يلعب العامل الوراثي دوراً في زيادة حساسية الشخص اتجاه المحفزات المختلفة،[3] وبشكلٍ عام، قد يؤثر الصداع النصفي في حياة بعض الأفراد بشكل جديّ يمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية العادية ويشعرهم بالحاجة الملحّة للبقاء في المنزل لعدّة أيام، إلّا أنّه ولحسن الحظ تتوفر العديد من الأدوية والعلاجات التي تخفف من أعراض نوبة الصداع النصفي، وعلى الرغم من أنّ نوبات الصداع النصفي قد تتفاقم مع مرور الوقت، إلا أنّ معظم الأشخاص المُصابين بالصُّداع النصفي تقل الأعراض لديهم أو تتلاشى على مدار عدّة سنوات.[4]ولمعرفة المزيد عن الصداع النصفي يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي الشقيقة وعلاجها).

في الحقيقة، لا يوجد علاج للصّداع النصفي بحدّ ذاته، وإنمّا يهدف العلاج للتخلص من أعراض نوبات الصُّداع النصفي وتقليل فرصة حدوث نوباتٍ اُخرى في المستقبل، وقد يحتاج الشخص المُصاب إلى تجربة أنواع عدّة من العلاجات المتوفرة لذلك حتى يتمكّن من معرفة العلاج المناسب له، وبشكلٍ عام، يعتمد اختيار العلاج الأنسب للصُّداع النصفيّ على حدّة نوبات الصُّداع، ومدى تكرارها، ومدى تأثيرها في قدرة المُصاب على ممارسة أنشطته اليومية، ومدى ارتباطها بحدوث أعراضٍ كالغثيان والقيء، وما إذا كان المُصاب يُعاني من مشاكل صحيّةٍ أُخرى، وفي هذا السياق ينبغي التوضيح أن هذه العلاجات الدوائية تُقسم إلى نوعين رئيسين، يُمكن بيانهما على النحو الآتي:[5][6]

  • الأدوية المعالجة للنوبات: (بالإنجليزية: Abortive medications)، وتتمثّل بالأدوية المُسكنة للألم التي تُؤخد أثناء حدوث نوبة الصُداع النصفيّ بهدف تخفيف الأعراض أو وقفها، إضافة إلى أدوية أخرى تُخفف الأعراض المُرافقة للنوبة.

  • الأدوية الوقائية: (بالإنجليزية: Prevention medication)، والتي تؤخذ بانتظام بهدف تخفيف حدّة نوبات الصّداع النصفيّ والحدّ من تكرارها.


الأدوية المعالجة للنوبات


كما أشرنا سابقاً، إنّ الهدف من استخدام الأدوية المعالجة للنوبات هو وقف نوبة الصُّداع النصفيّ بمجرد بدئها؛ لذلك فإنّ أفضل وقتٍ لتناول هذه الأدوية هو فور بدء أعراض نوبة الصّداع النصفي أو عند الشعور باقترابها،[7] وفيما يأتي بيانٌ لأهم المجموعات الدوائية التي تندرج ضمن قائمة الأدوية المُسكنة للألم سواءً كانت هذه الأدوية تُصرف بوصفةٍ أو دون وصفةٍ طبيّة.[8]

مسكنات الألم


يُمكن استخدام العديد من مسكنات الألم المُتاحة دون وصفةٍ طبية للتخفيف من أعراض الصُّداع النصفيّ، كالباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) وبعض مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drug)، مثل: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، حيث تتوفر هذه الأدوية بعدّة أشكالٍ صيدلانيةٍ، منها الأقراص الذائبة في الماء والتي يكون مفعولها أسرع لأنّ الجسم يمتصها بشكلٍ أسرع مقارنةً بالأقراص العادية، والتحاميل التي يُمكن استخدامها في حال كانت نوبة الصُّداع النصفيّ مصحوبةً بالغثيان والقيء، وينبغي التنويه إلى أهمية الالتزام بالتعليمات المرفقة بالدواء فيما يخصّ الجرعات المُوصى بها وفترة الاستخدام؛ إذ إنّ تناول هذه المُسكنات بشكلٍ مُستمر قد يزيد أعراض الصُداع النصفي سوءًا ويُسبّب ما يعرف بالصداع الناتج عن الاستعمال المُفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache) والذي يُطلق عليه أيضاً الصُّداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headache )[9] وفي هذه الحالة قد يحدث الصّداع عند تناول المُسكن مُفرَط الاستعمال بجرعته الاعتيادية أو بجرعةٍ زائدةٍ، لكن لحسن الحظ أنّه يخفّ بعد التوقف عن تناوله،[8] أما عن محاذير استخدام المسكنات المُتاحة بدون وصفةٍ طبيّةٍ، فإنّه لا يُنصح بتناول الأسبرين من قِبَل الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 16 سنة إلا باستشارة الطبيب، كما لا يُنصح بإعطاء الآيبوبروفين والأسبرين للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة، أو الكلى، أو الكبد.[9]

في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لوصف نوعٍ آخر من المُّسكنات تعرف باسم المسكّنات الأفيونية (بالإنجليزية : Opioid painkillers)، ومن أمثلتها: الكوديين (بالإنجليزية: Codeine) والذي يتميّز بقدرته على منع تكون إشارات الألم في الدماغ والنخاع الشوكي،[10]
حيث يلجأ الطبيب إلى وصف مسكنات هذه المجموعة في حال كان الألم أكثر حدّة ولا تفي المسكنات العادية بالغرض، ولكن يجب الانتباه عند استخدام هذا النوع من المسكنات لفترة طويلة إلى احتمالية تطور ما يُعرف بتحمّل الدواء (بالإنجليزية: Tolerance)؛ أي أنّ الجسم يحتاج جرعة أعلى من تلك التي يأخذها للحصول على الأثر ذاته، أو قد يُعاني المصاب من الحالة التي تُسمّى الاعتماد الجسدي (بالإنجليزية: Dependence) والتي تتمثل باعتياد الجسم على الدواء نتيجة استخدامه لفترة طويلة، الأمر الذي يُسبب ظهور آثار جانبية عند التوقف عن تناول الدواء فجأة، وتُعرف بأعراض انسحاب الدواء، مثل الإسهال والغثيان والقيء وآلام العضلات والقلق، وقد تتسب هذه الأدوية أيضًا بالإدمان (بالإنجليزية: Addiction) الذي يدفع صاحبه لتناول هذه الأدوية رغمًا عنه نتيجة الاعتماد الجسدي الأمر الذي يُدخله في دوّامة من العواقب السلبية، ولذلك يجب الالتزام بتعليمات الطبيب المختص وتجنب أخذ أي دواء يحتاج وصفة طبية دون الرجوع إليه.[11]

التريبتانات


قد يلجأ الطبيب لوصف احد أدوية مجموعة التريبتانات (بالإنجليزية: Triptans) في حال فشل المُسكنات وتحديداً تلك المتاحة دون وصفةٍ طبيةٍ في التخفيف من ألم الصّداع النصفي، فبالإضافة لقدرة هذه المجموعة على تسكين ألم الرأس فإنّها قد تُساهم في التخفيف من الغثيان، والتقيؤ، والحساسية تجاه الضوء والصوت، وتتوفر التريبتانات بأشكال صيدلانيةٍ متعددةٍ؛ كالأقراص الفموية، وبخاخات الأنف، والحقن، ومن أمثلتها السوماتريبتان (بالإنجليزية: Sumatriptan) والناراتريبتان (بالإنجليزية: Naratriptan)، وفي الحقيقة يعتمد الطبيب في الاختيار فيما بينها على أعراض الصُداع ومدة استمرار نوبة الصُداع، ومن الضروري التنبيه إلى أنّ هذه الأدوية لا تُوصف للأشخاص المُعرضين لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، أو ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، أو السُّكري (بالإنجليزية: Diabetes)، أو أمراض القلب، أو فرط كوليسترول الدم (بالإنجليزية: Hypercholesterolemia)، أو الصُّداع النصفي الفالج (بالإنجليزية: Hemiplegic migraine) الذي يتمثل بحدوث ضعفٍ في جهة كاملة من الجسم، أو الصُّداع النصفي المصحوب بالأورة الموثرة في جذع الدماغ والتي تُسبب أعراضاً كالدوار ومشاكل في القدرة على التحدث، ومن الجدير بالذكر أن التريبتانات تتداخل مع بعض الأدوية وتُسبب مشاكل خطيرة، كالإرغوتامين (بالإنجليزية: Ergotamines)، ومثبطات أُكسيداز أحادي الأمين (بالإنجليزية: Monoamine oxidase inhibitors)، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)؛ لذلك من المهم إطلاع الطبيب على الأدوية المُستخدمة لتجنب حدوث مثل هذه المشاكل،[12] وفي الحقيقة، يُعتقد أنّ مبدأ عمل التريبتانات يعتمد على عكس التغييرات التي يُحدثها الصُّداع النصفي في الدماغ؛ فمثلاً تؤدي التريبتانات إلى انقباض الأوعية الدموية في الدّماغ والتي توسعت بسبب الصُّداع النصفيّ.[9]

مضادات القيء


يُمكن استخدام مضادات القيء (بالإنجليزية: Anti emetic drugs) في علاج حالات الصداع النصفي المصحوب بالأورة والمرتبط بظهور أعراض الغثيان والتقيؤ، لكنها قد تكون فعالة أيضاً في علاج الصداع النصفي حتى لو لم تظهر هذه الأعراض، وفي العادة يصف الطبيب هذه الأدوية جنباً إلى جنب مع مسكنات الألم أو التريبتانات؛[6][9] فقد وُجد أن مضادات القيء كالميتوكلوبراميد (بالإنجليزية: Metoclopramide) والدومبيريدون (بالإنجليزية: Domperidone) تُساهم في تسريع حركة الأمعاء وبالتالي تسريع امتصاص مسكنات الألم، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الميتوكلوبراميد لا يُنصح بإعطائه للأطفال واليافعين نتيجة ارتباطه ببعض الآثار الجانبية التي قد تكون خطيرة، بالإضافة إلى ذلك تضم هذه المجموعة أيضًا البروكلوروبيرازين (بالإنجليزية: Prochloroperazine).[10]

ثنائي هيدروإرغوتامين


يُستخدم ثنائي هيدروإرغوتامين (بالإنجليزية: Dihydroergotamine) في علاج نوبات الصداع النصفي التي حدثت بالفعل لكنه لا يملك أيّة فعالية في منع حدوثها أو حتى التقليل من تكرارها،[13] وبالتالي فإنّ تناول ثنائي هيدروإرغوتامين حتى بعد ساعتين من بدء نوبة الصداع يمكن أن يكون فعالّاً في السيطرة عليها، ويتوفر هذا الدواء بأشكال صيدلانيةٍ متعددة؛ كبخاخ الأنف، والحقن الوريدية التي يُنصح باستخدامها في حال المعاناة من الصداع النصفي المزمن أو الذي يصعب علاجه، وينبغي التنوية إلى ضرورة عدم استخدامه من قبل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المُسيطر عليه أو أمراض القلب، كذلك الأمر بالنسبة للسيدات الحوامل لما قد يُسبّبه من التشوهات الخلقية للجنين.[14]

الأدوية المركبة


تحتوي الأدوية المركبة على أكثر من مادّة دوائية فعّالة في القرص الدوائي ذاته؛ فقد يجمع الدواء بين أحد مسكنات الألم وأحد الأدوية المضادة للغثيان أو أحد التريبتانات، وفي الحقيقة يجد بعض المصابين أنّ تناول الأدوية المركبة هو الخيار الأنسب لهم، لكنّ الأدوية المركبة عادةً ما تحتوي على تراكيز مُخفّضة من الأدوية المُكونة لها؛ لذلك قد لا تكون كافيةً للتخفيف من أعراض الصُّداع النصفي عند البعض، وفي هذه الحالة يُنصح بتناول الأدوية بشكلٍ منفصل، ومن الأمثلة على الأدوية المركبة المتوفرة في الصيدليات دواء يحتوي في تركيبته على الباراسيتامول، والأسبرين، والكافيين والذي يعدّ آمنًا، ويُمكن شراؤه دون الحاجة لوصفةٍ طبية، ويشار هنا إلى أنّ الكافيين قد يلعب دوراً في تعزيز امتصاص الجسم لمسكنات الألم مما يحقق نتائج علاجيةٍ أفضل، لكن الاستمرار بتناول هذا الدواء قد يرتبط بحدوث الصّداع بعد التوقف عن تناوله، ويُعزى السبب في ذلك إلى الكافيين.[9][14]

الأدوية الوقائية


إنّ من أفضل الطرق المتبعة لتجنب نوبات الشقيقة هي تجنب المُحفّزات؛ ففي حال كان التوتر أو تناول نوع معين من الأطعمة أو غير ذلك، ومن الطرق الأخرى التي تُستخدم كعلاج وقائي: الأدوية، وكما ذكرنا سابقًا فإنّ الأدوية الوقائية تُستخدم في علاج حالات الصداع النصفي المتكرر، أو المزمن، أو الشديد الذي لا يستجيب بشكلٍ جيدٍ للعلاجات السابقة؛ لأنّها تُساهم في تقليل تكرار نوبات الصداع النصفي، وشدّتها، ومدّة استمراريتها،[6] وفي الحقيقة، قد يصف الطبيب أيًّا من الأدوية الوقائية في حال المعاناة من أربع نوباتٍ من الصداع النصفي في الشهر أو أكثر، وتشمل الأدوية الوقائية المجموعات الدوائية التالية:[15]

أدوية خفض ضغط الدم


قد يصف الطبيب الأدوية الخافضة لضغط الدم (بالإنجليزية: Blood pressure lowering medication) وتحديداً بعض الأدوية التابعة لمجموعة حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blocker)؛ كعلاج وقائي للصداع النصفي المصحوب بالأورة،[6] وأما حاصرات بيتا فمن أمثلتها البروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol) الذي يُساهم في التقليل من نشاط خلايا الدماغ التي تلعب دوراً في حدوث الصُّداع النصفي، لكن ينبغي التنويه إلى أنّه لا يُناسب الأشخاص الذين يعانون من الربو (بالإنجليزية: Asthma)، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive Pulmonary disease)، والسُّكري، وبعض مشاكل القلب، أمّا حاصرات قنوات الكالسيوم فمن أمثلتها الفلوناريزين (بالإنجليزية: Flunarizine) فهي تحول دون دخول الكالسيوم إلى خلايا الدماغ مما يجعلها أقل استجابةً لنوبة الصداع النصفي، كما أنّها تغلق مستقبلات الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) في الدماغ.[15][16]

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات


من المعروف عن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants) أنّها تُستخدم -وخاصة قديمًا- في علاج الاكتئاب، إلّا أنّ الطبيب قد يصف هذه الأدوية كعلاجٍ وقائيٍ للصداع النصفي خاصةً في حالات الصداع النصفي المصحوبة باضطرابات النوم، حيث يُعتقد أنّ مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تمنع إعادة امتصاص السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) والنورإبينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine) كما أنّها قد تسدّ مستقبلات السيروتونين،[15] ومن أدوية هذه المجموعة الأميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline) ولأنّه قد يُسبّب النعاس فإنّه يُنصح بأخذه قبل النوم، وينبغي التنويه إلى أنّ الفائدة المرجوة من الأميتريبتيلين قد يشعر بها المُصاب بعد مرور ستة أسابيع من الالتزام اليومي.[16]

مضادات التشتجات


قد يصف الطبيب مضادات الاختلاج أو مضادات الصرع (بالإنجليزية: Antiseizure drugs) كعلاجٍ وقائي للصداع النصفي؛ لأنّها تُساهم في التقليل من تكرار حدوث نوبات الصداع النصفي، ومن أمثلتها الفالبرويت (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate)[6] وفيما يتعلّق بالأخير فقد شاع استخدامه بشكلٍ كبيرٍ جداً لعلاج الصّداع النصفي، ومن الجدير بالذكر أنّ التوبيراميت قد يُلحق الضرر بالجنين إذ استُخدم من قبل المراة الحامل، كما أنّه قد يُقلل من فعالية وسائل منع الحمل الهرمونية، ولحل هذه المشكلة فقد يلجأ الطبيب للاستعاضة عن وسيلة منع الحمل بأُخرى لا تتأثر بالتوبيراميت.[16]


علاجات أخرى


من العلاجات الوقائية الأخرى التي قد يُلجأ إليها في حال الإصابة بالشقيقة ما يأتي:
  • توكسين البوتولينيوم A: (بالإنجليزية: Toxin botulinum type A) أو ما يُعرف بالبوتوكس، وهو أحد الأدوية المشتقة من السم الذي يُنتجه نوعٌ من البكتيريا تُعرف بكلوستريديوم بوتولينيوم (الاسم العلمي: Clostridium botulinum)؛ حيث يُستخدم بجرعاتٍ قليلةٍ لعلاج العديد من المشاكل من بينها الصداع النصفي المزمن الذي لم يستجب لثلاث علاجاتٍ وقائيةٍ أُخرى على الأقل، وعادةً ما يحقن الطبيب البوتكس في مواقع متعددة حول الرأس والرقبة، وقد يستمر مفعوله من 3-12 شهراً، لكن يُمكن أن يُعطي الطبيب حقن البوتكس مجدداً بعد مرور ثلاثة أشهر، وفي الحقيقة لم يتضح إلى الآن سبب فعالية حقن البوتكس في علاج الصداع النصفي، لكن بشكلٍ عامٍ يقوم مبدأ عمل حقن البوتكس على إضعاف بعض العضلات أو إصابتها بالشلل، أو عرقلة عمل بعض الأعصاب، ومن الجدير بالذكر أنّ البوتكس غير مناسبٍ للنساء الحوامل أو المرضعات، ومن أكثر الآثار الجانبية شيوعاً لهذه الحقن: شعور بألم أو انتفاخ أو ظهور كدماتٍ في موقع الحقن.[16][17]

  • الأجسام المضادة أحادية النسيلة للبتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)؛ وهي من العلاجات الوقائية التي تمّ استحداثها لعلاج الصداع النصفي، ويعتمد مبدأ عملها على تثبيط نشاط البتيد المرتبط بجين الكالسيتونين إمّا عن طريق الارتباط به أو بمستقبلاته مما يثبط حدوث نوبة الصداع النصفي، إذ يلعب هذا الببتيد دوراً في حدوث الألم وتوسيع الأوعية الدموية الدماغية، وتُقسم الأجسام المضادة إلى أربعة أنواع من المركبات؛ ثلاثة منها مصممة للحقن تحت الجلد مرة شهريًّا، والرابع والمعروف باسم إيبتنيزوماب (بالإنجليزية: Eptinezumab) المُصمم للحقن الوريدي مرةً كل 3 شهور.[18]


علاج الصداع النصفي المرتبط بالحيض


يبدأ الصداع النصفي المرتبط بالحيض عادةً قبل يومين من موعد الدوره الشهرية ويستمر إلى ثلاثة أيام بعدها، ولأنّه يسهل التنبؤ بحدوثه فإنّه من الممكن الوقاية منه باستخدام العلاجات الهرمونية وغير الهرمونية، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[16]
  • العلاج غير الهرموني: قد يصف الطبيب مسكنات الألم غير الستيرودية والتريبتانات للسيطرة على نوبات الشقيقة المرتبطة بالحيض، ويُمكن البدء بأخذها قبل موعد الدورة الشهرية بيومين أو فور بدايتها والاستمرار في تناوله حتى آخر يومٍ منها.

  • العلاجات الهرمونية: حيث يُمكن أن يصف الطبيب وسائل منع الحمل المركبة (المحتوية على هرمون الإستروجين والبروجسترون) أو وسائل منع الحمل المحتوية على هرمون البروجسترون فقط، أو المحتوية على الإستروجين فقط سواءً كانت أقراصاً فموية أو لصقاتٍ أو حُقن وغيرها من الأشكال الصيدلانية الأُخرى، ويجب التنويه إلى أنّ العلاجات الهرمونية غير مُناسبة للسيدات اللاتي يعانين من الصُّداع النصفي المصحوب بالأورة؛ وذلك لأنّها تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة.

علاج الصداع النصفي للحامل

تُعدّ مرحلة الحمل حساسة للغاية، وتحتاج إلى دقّة في اختيار العلاج الأمثل دون إلحاق الضرر بالجنين، وفي الحقيقة، يعدّ تجنّب محفزات الصداع النصفي الخيار الأمثل في هذه المرحلة كذلك، وفي حال كان العلاج الدوائي ضروريًّا، فإنّ الطبيب قد يصف دواء الباراسيتامول بجرعةٍ مُخفضة، فإذا لم يُجد نفعاً عندئذٍ قد يلجأ الطبيب إلى وصف السوماتريبتان أو الآيبوبروفين يحيث تستخدمه الحامل بشكلٍ متقطعٍ، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الطبيب يأخذ بعين الاعتبار مرحلة الحمل قبل اختيار العلاج الدوائي؛ فمثلاً تناول الآيبوبروفين خلال الثلثين الأول والأخير من الحمل يرتبط ببعض المخاطر، لهذا قد يصفه الطيبب بتحفظٍ وتحت شروطٍ معينة، أمّا عن العلاجات الوقائية خلال الحمل فغالباً لا يلجأ الطبيب لوصفها إلاّ في الحالات الشديدة، وعلى الرغم من أنّ الصداع النصفي يتحسّن تدريجياً أثناء فترة الحمل، إلّا أنّ الأعراض سرعان ما تعود بعد الولادة، وفيما يتعلّق بالسيدات المقبلات على الحمل واللواتي يُعانين من الصداع النصفي فيجب عليهنّ استشارة الطبيب والحصول على معلومات كافية تضمن حملًا آمنًا وولادةً سليمة.[9][19]

نصائح لتخفيف أعراض الصداع النصفي

إنّ أفضل ما يُمكن فعله عند بدء نوبة الصُّداع النصفيّ هو التوجه إلى غرفة هادئة ومظلمة ومحاولة الاسترخاء أو أخذ غفوة، خاصةً إذا كانت النوبة مصحوبةً بالأورة، كما يُمكن وضع مكعبٍ من الثلج ملفوفٍ بقطعة قماشٍ على الجبهة أو على الجزء الخلفي من الرقبة للتخفيف من أعراض الشقيقة،[20] ومن ناحية أخرى فإنّ معرفة محفزات الشقيقة وتجنُّبها يُعدّ علاجًا وقائيًا مبكرًا يُمكن اتباعه لمنع حدوث نوبات الصداع النصفي أو الحدّ من تطورها قدر المستطاع،[21] بالإضافة إلى ذلك يُمكن اتباع النصائح التالية لتخفيف أعراض الصداع النصفي:[22][6]

  • ممارسة تمارين الاسترخاء واليوغا.

  • تنظيم مواعيد الاستيقاظ والنوم وكذلك مواعيد تناول وجبات الطعام والحرص على الالتزام بها.

  • شرب كمياتٍ كافية من السوائل، وخاصةً الماء تجنُّباً للإصابة بالجفاف.

  • اقتناء دفترٍ خاص بنوبات الصداع النصفي والذي من خلاله يُمكن تحديد محفزات الصداع ومعرفة أيّ العلاجات المُستخدمة هو الأكثر فعالية.

  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، مثل التمارين الهوائية؛ كالمشي، والسباحة، وركوب الدراجة لما لها من دورٍ في تقليل التوتر والوزن الزائد، ويجب التنويه إلى ضرورة الإحماء قبل البدء بممارسة التمرين، فقد تُحفز ممارسة الرياضة بشكلٍ مفاجىٍ حدوث نوبة الصداع النصفي.

المراجع