البيعة
اختُصّت الحضارة الإسلاميّة بنظام البيعة؛ فلم تكن الحضارات السابقة تعلم بنظام البيعة أبداً، والبيعة تتعلّق بالطّاعة والولاء للحاكم؛ إلا أنّها تدلّ أيضاً على إشراك الرعيّة في الأمور السياسيّة وعدم حصرها في كبار شّخصيات الدّولة، وذلك من مظاهر التقدّم في التاريخ الإسلاميّ، والبيعة في الشّرع هي العهد لوليّ الأمر والرّاعي للمسلمين من قِبَل رعيته بطاعته وامتثال أوامره فيما يرضي الله تعالى، وإعطائه الحقّ في سياستهم وتطبيق شرع الله -تعالى- فيهم فيما يتعلّق بأمور الدّين والدّنيا على أكمل وجه، وليس في البيعة تفريق بين الرجل والمرأة، أو بين الكبير والصغير؛ لحرص الإسلام على بثّ روح المسؤوليّة في نفوس جميع المسلمين، وإشعارهم بأهميّة التشاركيّة لتحقيق الخير للمجتمع والأمّة.
- تحقّق شروط الإمامة الشرعيّة في وليّ الأمر.
- قيام أهل الحلّ والعقد على عقد البيعة.
- موافقة وليّ الأمر على البيعة، فإن امتنع ورفضها فلا يُجبر عليها ولا تنعقد له.
- الإشهاد على البيعة إن كان العاقد واحداً.
- مبايعة تكون لشخص واحد، فلا تنعقد البيعة لأكثر من واحد.
بيعة العقبة الأولى
بذل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع الصّحابة -رضي الله عنهم- جهداً عظيماً في نشر الدّعوة الإسلاميّة في مكّة المكرّمة، إلّا أنّها قُوبلت بالعداء والرّفض وإنزال أشكال العذاب المختلفة بهم من قِبَل قريش وسادتها، إلى أن التقى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بنفرٍ من الرّجال القادمين من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرّمة، فأقبل عليهم يدعوهم إلى الإسلام حتى أسلموا ووعدوه بأن يأتوا إليه في العام المقبل مع نفرٍ آخرين من قومهم ليعتنقوا دين الإسلام.
بنود بيعة العقبة الأولى
روى عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- وهو أحد الرّجال الذين بايعوا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بيعة العقبة الأولى، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال لهم: (تَعالَوا بايعوني علَى أنْ لا تُشرِكوا باللَّهِ شيئاً، ولا تَسرِقوا، ولا تَزْنوا، ولا تَقتُلوا أولادَكُم، ولا تأتُوا بِبُهتانٍ، تَفتَرونَهُ بين أيديكُم وأرْجُلِكُم، ولا تَعصوني في مَعروفٍ، فمن وفَى منكُم فأجرُهُ على اللَّهِ، ومن أصابَ من ذلكَ شيئاً فَعوقِبَ بهِ في الدُّنيا فهُو لَه كَفَّارَةٌ، ومن أصابَ من ذلك شيئاً فسَتَرَهُ اللَّهُ فأمْرُهُ إلى اللَّهِ، إنْ شاءَ عاقَبَهُ، وإنْ شاءَ عفا عنه)،
دروس وعِبر بيعة العقبة الأولى
إنّ لبيعة العقبة الأولى أهميّة بالغة في التّاريخ الإسلاميّ، فكانت حلقة مهمّة في بناء الدّولة الإسلاميّة، وبيان ذلك فيما يأتي:
- أراد الله -تعالى- أن تكون نُصرة الإسلام من المدينة المنوّرة وليس من مكّة المكرّمة رغم أنّها بلد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- التي وُلد ونشأ فيها؛ ممّا يدلّ على أنّ الإسلام ليس ديناً خاصّاً بقبيلة أو دولة معيّنة، وإنّما هو دين عالميّ لكلّ النّاس.
- شاء الله -عزّ وجلّ- أن تكون نُصرة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة -رضي الله عنهم- بعد صبرٍ طويلٍ وكفاح لعدّة سنوات، وفي ذلك إشارة لأهميّة الصّبر والسّعي الحثيث لتحقيق المُراد، فالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم ييأس من دعوة قريش؛ وإنّما سعى لدعوة غيرهم حتى استقرّ في المدينة المنوّرة.
- تدرّج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في تفصيل وبيان أحكام الشّريعة الإسلاميّة لأهل المدينة، فلم يفرض عليهم الجهاد في البيعة الأولى؛ لعلمه بأنّ طبيعة الإنسان تقتضي التدرّج في الأوامر والنّواهي، كما أنّهم حديثو عهد بالإسلام وربما يشقّ عليهم الجهاد.
- تَرْك العنصريّة القبليّة بمجرّد الدخول في الإسلام.
المراجع
- 1 - د. راغب السرجاني (2010-5-13)، " البيعة في الإسلام مفهومها وأهميتها وشروطها " , www.islamstory.com , د. راغب السرجاني (2010-5-13)، .
- 2 - كيف تكون البيعة؟ ما صيغتها؟ أمور مهمّة عن البيعة , www.saaid.net , 2018-3-7. بتصرّف. .
- 3 - بيعة العقبة الأولى , articles.islamweb.net , 2009-11-15، 2018-3-7. بتصرّف. .
- 4 - د.راغب السرجاني (2010-4-21)، " بيعة العقبة الأولى " , www.islamstory.com , د.راغب السرجاني (2010-4-21)، .
- 5 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 3892، صحيح. .