5 طرق للتغلب على تحديات التعلم عن بعد

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
5 طرق للتغلب على تحديات التعلم عن بعد

مما لا يمكن إنكاره اندفاع العالم اليوم وتوجهه نحو التعلم عن بعد. فبمجرد أن تتصفح الإنترنت تجد العروض والإعلانات لمختلف الدورات التدريبية تنهال عليك وفي كل المجالات. بل إن اختيار الدورة التدريبية الأنسب لك بات يحتاج منك دراسةً وتفكيراً جدياً. ونظراً للحاجة المستمرة لتطوير مهاراتك، لمواكبة عجلة التطور المتسارعة في سوق العمل ووفرة هذه الدورات، تجد نفسك تلتحق ببعضٍ منها مملوءاً بالحماس والرغبة بتخطيط مستقبلٍ مهنيٍ أفضل. لكن ولسوء الحظ 10% فقط ممن يلتحقون بالدورات التدريبية عن بعد يتابعونها حتى النهاية. والـ 90% يعانون تراكم الرسائل البريدية الهادفة لتحفيزهم على متابعة هذه الدورات ولكنها لا تزيدهم إلا إحباطاً. فما هي صعوبات التعلم عن بعد؟ وكيف تتجاوزها؟


الصعوبات التي تواجه التعلم عن بعد وحلولها:


1. التوقعات الخاطئة


كثيرون يتوقعون أن التعلم عن بعد أسهل ولن يتطلب منهم مجهوداً مماثلاً لنظيره التقليدي. ما لم يكن أكثر بعداً عن الحقيقة. فالدورات التدريبية عن بعد تتشابه بتلك التقليدية بمحتواها ومتطلباتها بما فيها من قراءات ومهام وبحوث وأنشطة. بل إن تبادل المعلومات والأسئلة والحصول على الإجابات بشكل مباشر قد يخفف من العبء الدراسي في التعليم التقليدي. بينما يتطلب الانتظار للحصول على الإجابات في حالة التعلم عن بعد مزيداً من الجهد والمتابعة.


الحل:


تعرّف بواسطة الوصف على محتوى الدورة وما تتطلبه منك من الجهد والوقت وقارنها بالوقت الذي تستطيع تخصيصه لها وقدرتك على الإتيان بالجهد المطلوب. آخذاً بعين الاعتبار المدّة الزمنية التي ستخصصها لها. فالدراسة بعد يوم عملٍ شاق طويل قد لا تكون بتلك السهولة. وقد يكون الخِيار الأنسب الدراسة الصباحية قبل العمل والالتزامات الأخرى.


2. المرونة


نعم المرونة، وأنا لم أضفها خطأً وأدرك أن المرونة تعدّ من أهم مزايا التعلم عن بعد. بل إن القدرة على التعلم في أي وقت ومن أي مكان قد تكون السبب وراء تفضيل الطلاب لها على التعلم التقليدي. غير أن الكثير من المرونة قد يعود بأثرٍ سلبي ويدفعك للتقاعس. فما الضير إن أجلت المواد الواجب دراستها اليوم للغد أو الأسبوع القادم ما دام أنك ستنجزها في النهاية؟


الحل:


حدد جدولاً زمنيّاً للدراسة وادرس تفاصيله بعناية. أيّ الفترات الأنسب للدّراسة؟ الصباحيّة أم المسائيّة؟ حدد مواعيد نهائية خاصة بك ولا تترك المجال مفتوحاً للقيام بأي واجب. لا تسمح للمشتتات مثل رسائل البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطعتك. في مثل هذه الحالات تبدو تقنية بومودورو الأنسب فاتبعها إلى أن يصبح التركيز أمراً اعتيادياً لا يحتاج منك أي تكّلف.


3. صعوبة التكيف


يجد العديد من الطلاب صعوبةً في التكيف مع جو التعليم عن بعد والسبب في هذا يعود إلى غياب التفاعل الحيّ المباشر واختلاف الفصل الدراسي الافتراضي عما اعتادوه. مما يجعل التجربة مختلفة تماماً الأمر الذي قد لا يروق للبعض ولا يسمح لهم بالتكيّف مع بيئة التعلم عبر الإنترنت.


الحل:


  • حاول أن تعوض نقص التفاعل الحي بالتفاعل الافتراضي. انضم إلى المنتديات الخاصة بالدورة التدريبية التي تتبعها. ناقش زملاءك ومدرسيك. انضم للفعاليات والندوات كلما استطعت. تواصل مع معلمك عبر الإنترنت واطرح عليه الأسئلة التي تراودك.

  • أنشئ روتيناً يومياً للدراسة. ابدأ بأن تخصص مساحة للدراسة وزيّنها بالعبارات التحفيزية والصور الملهمة.

4. الصعوبات التقنية والفنية


مع أنّ الحماس والرغبة بالتطور وتحسين المسيرة المهنية هي الدافع وراء الانضمام للدورات التعليمية، إلا أن كثيراً من أولئك الذين التحقوا بهذه الدورات بهدف التعلم عن بعد لا يتابعونها حتى النهاية. السبب في ذلك يعود إلى الصعوبات التي يواجهونها في التعامل مع الوسائط المتعددة. إما لنقص المعرفة الحاسوبية أو بسبب مشكلات في التوافق مع أنظمة التشغيل أو المتصفحات أو الهواتف الذكية.


الحل:


إن كان السبب ضعف المعرفة الحاسوبية فعليك الالتحاق بالدورات الأساسية في محو الأمية الحاسوبية. فالكفاءة التكنولوجية أمر لا بد منه لمتابعة الدورات التدريبية عبر الإنترنت لتتمكن من إدارة المناهج التعليمية والمهام بطريقة منظمة دون صعوبة.


أما إن كان بسبب المشكلات التقنية الناتجة عن عدم التوافق فعليك اختيار الدورات التدريبية عبر الإنترنت التي لا تتطلب الكثير من الذاكرة الداخلية أو اتصال إنترنت عالي السرعة، تلك التي لا تحتاج إلى تنزيل أي برامج أو طباعة المستندات فيها.


5. الملل


بعد التسجيل في دورات التعلم عن بعد، يتخلف العديد من المتعلمين عن الركب. السبب الرئيس في الانسحاب هو الملل. فالعديد من الدورات التدريبية تبدو وكأنها قراءة إلكترونية لاحتوائها على نصوص لا تنتهي متبوعة بقائمة طويلة من أسئلة الاختيار من متعدد. وبسبب النقص في المشاركة والتحفيز يجد الطالب نفسه شيئاً فشيئاً يتأخر عن ملاقاة المهل النهائية لينتهي الأمر بانسحابه.


الحل:


الحل ذو شقين، اختيار الدورة الأنسب والتحفيز الذاتي. أما الدورة فيجب أن تختار دورة تفاعلية، ديناميكية وممتعة. تعتمد على التدريب التفاعلي والوسائط المتعددة في محتواها من مقاطع فيديو، رواية القصص والمحاكاة. كما قد تساعد الشهادات الممنوحة في نهاية الدورات التدريبية على زيادة الطابع التنافسي الذي يساعد الطالب على الاستمرار.


أما التحفيز الذاتي فهو مطلب أساسي للتعلم عن بعد. عليك أن تذكّر نفسك باستمرار لماذا التحقت بهذه الدورة في المقام الأول وما الأثر الذي ستتركه على حياتك المهنية. تخيّل النتيجة والنهاية لتستطيع الاستمرار في سعيك. ثم إن الحصول على رفيقٍ للدراسة تحفّزه ويحفّزك قد يؤدّي دوراً مهماً في نجاحك. حدّد أهدافاً صغيرة على طول الطريق وكافئ نفسك في كل مرة تبلغ أحدها ولا تستهن بالعامل النفسي وأثره على النجاح.


المستقبل للتعليم الإلكتروني. حتى لو كانت فكرة التعلم عن بعد صعبةً عليك اليوم ولكن باتباع هذه النصائح، سيغدو الأمر أسهل ويصبح تطوير المهارت المستمر جزءاً من طبيعتك. قد تمرّ عليك أيام تنخفض فيها إنتاجيتك فلا تشغل بالك وعوضها في اليوم التالي. وإن كنت قد التزمت بعدد من الدورات يصعب عليك الالتزام بها جميعها، فتخيّر أبسطها وأهمها وابدأ بها لتتابع البقية فيما بعد.