لا يخفى على الكثيرين أنّ تطوير تطبيق هاتف ذكي أصبح من أسرع الوسائل وأقواها في الانتشار لأي رائد أعمال يبحث عن نشر مشروعه للجميع، فكلما كان التطبيق يخدم الغرض الذي أُنشِئ من أجله كلما وجد له جمهور يستخدمه بكثافة.
ولكن قبل القفز لتطوير تطبيق، خاصةً للحالمين والذين يريدون فقط إنشاء تطبيق ولا يهم ماذا يحصل بعد ذلك، فتطوير التطبيق عملية سهلة مع الموارد المتوفرة على الإنترنت مثل الدروس والكُتب والمنتديات التعليمية، ولكن المهم هو ليس عملية التطوير بل ما يأتي بعده هو الذي يجب أن يفكر فيه كل صاحب مشروع ناشئ.
وقبل أن تبدأ في تطوير تطبيقك، عليك أولًا أن تسأل نفسك هذه الأسئلة بكل صدق وأمانة، ولا تخدع نفسك، فأنت صاحب الفكرة وما سيحصل لتطبيق أنت المسؤول عنه أولًا وأخيرًا.
هل أنا ملتزم بهذا المشروع؟
من أهم مبادئ تطوير التطبيقات والمشاريع الناشئة بشكل عام هو الالتزام بما أنت فيه، فلا يوجد نجاح بين ليلة وضحاها، فقط الالتزام هو ما ينبئك ويخبرك هل مشروعك ناجح أم لا؟!
فجميع المشاريع التي تراها الآن أصحابها لم يعرفوا النجاح في غمضة عين، بل استثمار الوقت والمال والطاقة الذهنية والفكرية هي ما قادتهم لما هم فيه الآن، فالالتزام هو ما سيقودك لما تريده فلا تيأس والتزم بمشروعك وفكرتك حتى الرمق الأخير.
هل يوجد سوق للتطبيق؟
المنافسة عالية جدًا، فالجميع يطور تطبيق لذلك لا تعتقد بأنّ مجرد نشر ووجود تطبيقك في متجر التطبيقات أنّك قد بلغت النجاح، فتحديد فئة المستخدمين والسوق هو ما يجب أن يشغل بالك، وهذا يأتي بدراسة السوق والمنطقة المستهدفة دراسة وافية وشاملة، وتحديد مناطق الضعف والقوة فيه حتى تنطلق بأساس قوي.
من هو المستخدم المستهدف؟
دراسة أنماط وسلوك من تستهدفهم يعتبر نصف الخطوة نحو النجاح، ويجب عليك أن تضع عدة أسئلة مثل ما هي الفئة العمرية، والتركيبة السكانية للمستخدمين، ولماذا سيستخدم العملاء تطبيقك، وهل سيلبي التطبيق حاجتهم عند استخدام التطبيق.
أسئلة مثل هذه والكثير غيرها، سيجعلك أكثر تركيزًا عند وضع الأهداف والخطط العريضة للتطبيق، ويجب عليك أن تأخذ وقتك كاملًا في تحليل ودراسة سلوك المستخدمين النهائيين من خلال الاستبيانات والأدوات والتطبيقات المختلفة.
هل يمكنني تحقيق أرباح من التطبيق؟
يعتقد الكثيرون أنّ الربح من التطبيقات يأتي بالمرتبة الأولى عندما يتوفر بشكل مدفوع، ونتيجة لهذا نجد أنّ 1% فقط من التطبيقات تحقق الدخل المالي المنشود في المتاجر المختلفة، وبالتالي 99% من التطبيقات الأخرى لا تحقق الربح المنشود، ولكن هل سألت نفسك لماذا هي مستمرة حتى الآن؟
تحقيق دخل مالي محترم من تطبيقك حتى ولو كان متوفر بشكل مجاني ممكن وفي متناول الأيدي، فقط يجب عليك تحديد الوسائل المناسبة لتحقيق الدخل من تطبيقك، من خلال الإعلانات أو جذب المستخدمين لموقعك أو أي وسيلة تراها مناسبة.
حتى إذا كانت خطتك عند إطلاق التطبيق ليس الربح المالي، يمكنك وضع خُطط إستراتيجية طويلة المدى لتحقيق الدخل متى ما وجدت قبول واستخدام كثيف للتطبيق.
هل يوجد خطة إطلاق؟
تطوير ونشر التطبيق ليس الهدف بحد ذاته، بل الهدف الأول هو كيفية الوصول للمستخدمين، وهذا يتطلب منك خطة طموحة لنشر فكرة التطبيق من خلال الإعلانات وإنفاق القليل من الوقت في زيارة المنتديات والمواقع المختلفة.
فإذا كنت تبحث عن الانتشار على المدى الطويل فمحركات البحث والتسويق الإلكتروني بمختلف اتجاهاتها هي الأنسب لك، أمّا إذا كنت تبحث عن نتائج فورية فيجب عليك التركيز داخل منطقتك وجذب المستخدمين من خلال الإعلانات المختلفة، خاصةً إذا كانت فكرة تطبيقك خدمي بالمقام الأول.
هل لدي الموارد اللازمة للتسويق؟
التسويق ليس بالضرورة أن يكلف أموالًا كثيرة، ولكن بالتأكيد تحتاج إلى الكثير من الوقت لتجريب ما يعمل وما لا يعمل، وهي أشبه بوظيفة بدوام كامل، هل لديك الموارد اللازمة لتوظيف وكالة خارجية للقيام بذلك، أم لديك الخبرة والوقت اللازمان نحو تسويق التطبيق الخاص بك على أساس يومي؟
وحتى إذا توافرت لديك الميزتان أعلاه، يجب أن يكون لديك خطة واضحة المعالم لتبدأ بشكل جدي في تسويق تطبيقك، حدد ما هي الأنظمة الأساسية التي يتواجد بها مستخدموك المحتملون وكيف ستجذب انتباههم نحو منتجك، فإطلاق تطبيق بدون خطة تسويقية واضحة أشبه بالسير في مدينة غريبة لأول مرة بدون خريطة.
هل لدي مطور أو شريك تقني؟
وهذا السؤال لأولئك الذين لديهم تلك الفكرة التي باستطاعتها تغيير الكثير من القواعد، ولكن خلفيتهم التقنية قد لا تؤهلهم لترجمة فكرتهم هذه على أرض الواقع، وهنا يأتي دور المطور والمبرمج البارع الذي باستطاعته ترجمة هذه الأفكار كما تريده بالضبط.
لذلك يجب البحث جيدًا عن مبرمج نشط وطموح ولديه تفرغ كامل لفكرة تطبيقك، ومدهُ بتفاصيل التطبيق من جميع جوانبه حتى يستطيع أن يترجم هذه الأفكار لما تريده.
