الأمان والخصوصية: كيف تكسب الشركات الكبرى ثقتنا؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
الأمان والخصوصية: كيف تكسب الشركات الكبرى ثقتنا؟

إذا نظرنا حولنا اليوم تكاد لا تخلو غرفة من جهاز إلكتروني يعمل لتسهيل حياتنا اليومية، وتعمل جميع هذه الأجهزة على تشغيل برامج وخدمات ضرورية بالنسبة إلينا، حيث يتنافس عمالقة التكنولوجيا اليوم كجوجل Google ومايكروسوفت Microsoft وفيسبوك Facebook وأبل Apple على تطوير هذه الخدمات وتحسينها لضمان الأمان والخصوصية للمستخدمين.


وتعمل الشركات الكبرى بجهد كبير على تحصين بيانات المستخدمين في وجه هجمات إلكترونية شرسة كان آخرها قبل أيام عندما تعرضت فيسبوك لصدمة كبيرة بعد استهداف مجموعة من المخترقين الإسرائيليين خدمة واتساب Whatsapp، واستطاعوا الوصول إلى البيانات الشخصية وسجل الرسائل والمكالمات لعدد كبير من مستخدمي واتساب حول العالم.


وتمثل قدرة هذه الشركات على حماية بياناتنا هاجسًا للكثيرين، فصورنا وملفاتنا وحساباتنا المصرفية وكل شيء تقريبًا معرّض لخطر الهجمات الإلكترونية، فكسب ثقة المستخدمين وإظهار القدرة على تأمين بياناتهم هو أهم ما يدور في المؤتمرات الكبرى هذا العام.


فيسبوك في قفص الاتهام


الأمان والخصوصية: كيف تكسب الشركات الكبرى ثقتنا؟


استغلت فيسبوك مؤتمرها الأخير في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا وعرضت رؤيتها الجديدة التي تهدف لدمج فيسبوك وواتساب WhatsApp وإنستغرام Instagram معًا في فضاء خاص بكل مجموعة من الناس بهدف زيادة الخصوصية، وجاءت هذه المحاولات لكسب ثقة المستخدمين بعد سلسلة فضائح لفيسبوك على مستوى الخصوصية، كاستغلال بيانات المستخدمين لتحقيق أرباح إعلانية بعد أن تجاوز عدد مستخدمي خدمات فيسبوك حاجز المليارين، أي أكثر من ربع سكان الكرة الأرضية.


وتجازف فيسبوك بخسارة الكثير من مستخدميها في حال أقدمت على دمج خدماتها معًا، إذ أن لكل خدمة محبيها الذين لا يمكنهم الاستغناء عنها، فالكثير من مستخدمي انستغرام Instagram لا يحبون فيسبوك والعكس ممكن.


كابوس اختراق هاتفك الذكي


الأمان والخصوصية: كيف تكسب الشركات الكبرى ثقتنا؟


تجمع جوجل بيانات مستخدمي أندرويد Android وتقوم بتحوليها إلى مخدمات جوجل الرئيسية لاستخدامها في تقديم تجربة مميزة قابلة للتخصيص ولكنها أقل أمانًا، بينما تعتمد أبل في أجهزة آيفون iPhone على تخزين أغلب البيانات على الجهاز نفسه والاكتفاء بمعرفة معلومات قليلة فقط على زعمهم، وينوه تيم Tim Cook كوك المدير التنفيذي لشركة أبل أن الشركات تجمع بيانات مستخدميها لتستخدمها في تحسين الخدمات وهذا شيء غير صحيح على حد قوله.


وتدافع جوجل عن نظامها الذي يعتبر ذا مصدر مفتوح قابل للتخصيص بسهولة وتقول أنها تسمح للمطورين بالعمل على مشاريع مفيدة للناس وتحافظ على مستوى جيد من الأمان والخصوصية وتراقب جميع التطبيقات في متجرها، إلا أن ذلك مخيف فعلًا فقد أزالت جوجل العام الماضي 145 تطبيقًا من متجرها لاحتوائها على برمجيات خبيثة تسرق بيانات المستخدم.


تعمل أبل وجوجل على إرسال تحديثات دورية كل شهر أو شهرين لضمان سد كل الثغرات الأمنية، لذلك يجب على المستخدم تثبيتها حال وصولها فورًا، وتتفوق أجهزة آيفون أيضًا هنا لقلة إصدارات الأجهزة العاملة بنظام تشغيل آي أو إس، والذي يمكّن الشركة من إرسال التحديثات لجميع مستخدمي آيفون بسهولة وسرعة، على عكس أجهزة أندرويد التي تصنعها شركات كثيرة كسامسونج وهواوي وسوني والكثير غيرها من الشركات، وتحتاج التحديثات للتخصيص لكل هاتف على حدة هو شي صعب وبطيء جدًا.


بالمقابل تجد أن هواتف آيفون مرتفعة الثمن مقارنة بالهواتف العاملة بنظام أندرويد، لذلك لا تتجاوز نسبة مبيعات آيفون 15% مقابل أكثر من 85% لصالح أندرويد في سوق الهواتف العالمي.


الأمان والخصوصية في حواسيبنا الشخصية


الأمان والخصوصية: كيف تكسب الشركات الكبرى ثقتنا؟


تعمل أغلب حواسيبنا اليوم بنظام تشغيل ويندوز Windows المملوك لعملاق التكنولوجيا مايكروسوفت، وتعمل الشركة جاهدة لزيادة ثقة المستخدمين على اعتبار أن الحواسيب الشخصية هي أسهل أنواع الأجهزة اختراقًا.


حيث تجبر اليوم مايكروسوفت مستخدمي ويندوز 10 على تنزيل تحديثات الأمان والخصوصية و تثبيتها بشكل إجباري محاولة سد كل الثغرات الأمنية التي تكتشفها، وتبدو مايكروسوفت أقل تأثرًا بموجة انتهاك الخصوصية لأنها لا تجمع بيانات كثيرة حول مستخدميها، فتشغيل خدماتها لا يحتاج سوى لبريد إلكتروني على عكس بعض الشركات التي ربما تطلب عنوان المستخدم وبطاقة تعريفه الشخصية أو جواز سفره.


ولا يمكننا المرور دون ذكر ماك بوك MacBook، حواسيب أبل التي تمتلك جمهورًا من المستخدمين الذين يثقون بأمان حواسيبهم وحصانتها ضد الهجمات الإلكترونية، ولكنهم يدفعون بالمقابل الكثير من المال للحصول هذه الأجهزة مقابل أسعار أقل نسبيًا للحواسيب العاملة وفق أنظمة ويندوز.§


وعي المستخدم هو الأهم لضمان الأمان والخصوصية


لكل شركة سياسات خصوصية ودرجة أمان محددة يمكننا معرفتها ومعرفة نقاط قوتها، ولكن أغلب الهجمات الإلكترونية تستغل قلة وعي المستخدم بهذه الأمور أو خداعه للحصول على معلوماته وبياناته الخاصة، لذلك يجب على مستخدمي التكنولوجيا أن يكون لديهم حد أدنى من المعرفة بمخاطر الهجمات الإلكترونية وكيفية تجنبها واختيار الخدمات الآمنة التي تسهل حياتنا دون استغلالنا.