التّخصصات الجامعيّة الأكثر طلباً في المستقبل

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
التّخصصات الجامعيّة الأكثر طلباً في المستقبل

نظراً للوتيرة السريعة التي يتغير العالم بها ومجاراة الاقتصاد العالمي لهذا التغير، فإنّ مستقبل الوظائف سيتغير. كثيرٌ منها ستختفي كما وستنشأ صناعات ووظائف جديدة وتتغير متطلبات السوق وتوقعاته من الوظائف الحالية الموجودة من مهارات وكفاءات. مما تتطلّب من الأشخاص المقبلين على الدراسة الجامعية أن يبحثوا بجد عن التخصصات الجامعية الأكثر طلباً في سوق العمل.


لا شكّ أنّه من الضروري أن تختار تخصصاً جامعيّاً تهتم به حقاً، وأن ترى نفسك في مهنة ذات صلة به، تتيح لك أن تضيف شيئاً ما إلى هذا المجال. ولكن، من الضروري أيضاً معرفة ما هي التخصصات التي سيزداد الطلب عليها في سوق العمل في المستقبل؛ لتزيد من فرص حصولك على وظيفة تعود بأجرٍ ماديٍ جيد عند تخرجك، وتمنحك شعوراً بالأمان. كل هذا اقتضى دراسة آفاق العمل وإمكانات النمو الوظيفي لهذه التخصصات في المستقبل، سعياً لمواكبة الوتيرة السريعة لتغير العالم والاقتصاد.


تلخصت نتائج هذه الدراسات والأبحاث بأن أكثر الوظائف طلباً في المستقبل ستكون في مجالات الهندسة والتمويل وأن التطورات المتسارعة في التكنولوجيا سيكون لها أثراً عظيماً على عملنا وعلى حياتنا الشخصية على حدٍ سواء.


مجال الهندسة:


تعزى أهمية الهندسات واستمرار الطلب عليها كأول التخصصات الجامعية طلباً في سوق العمل إلى الحاجة إليها في أي مجال وأي مجتمع. حيث يقدم المهندسون حلولاً للمشكلات والقضايا التي قد تواجهها أي شركة أو مؤسسة بغض النظر عن مجال عملها. ابتداءً من أعظم الابتكارات المتمثلة بمركبات الفضاء مروراً بمجال العقارات والمصانع وانتهاءً بأبسط تطبيقٍ إلكتروني. ما جعل من تخصصات الهندسة ضرورة حتمية لتحقيق استمرارية وتطور المجتمعات ومن أهم تخصصاتها:


هندسة المعلوماتية:


تشمل عدة تخصصات تختلف من جامعة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر، إلا أنها بالعموم تضم هندسة البرمجيات، الشبكات والنظم والذكاء الصناعي. هندسة البرمجيات تختص ببناء التطبيقات البرمجية. في حين يختص الذكاء الصناعي في جعل الآلة تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. أما هندسة الشبكات والنظم فتختص بالشبكات الحاسوبية وهندستها وأمانها.


تعد هندسة المعلوماتية من أهم التخصصات الجامعية التي يتوجه العالم نحو دراستها ويزداد الطلب عيها في سوق العمل باستمرار، وذلك بسبب ثورة التكنولوجيا التي نعيشها ودخول التقنيات إلى جميع أوجه حياتنا. حيث نجد انتشار الاختصاصات المعلوماتية ضمن أفضل المهن في العالم. بل إنّ مهنة مطوّر البرمجيات حلّت في المرتبة الأولى ليليها محلل أنظمة الكمبيوتر.


الهندسة الطبية:


هي المهنة التي تصل الإنسان بالآلة بهدف تحسين حياته. مستخدمةً في سبيل ذلك أحدث التقنيات المتطورة. بواسطة الهندسة الطبية سيتعرف الطلاب إلى جسم الإنسان والأنظمة المختلفة التي تتفاعل وتعمل معاً للحفاظ على صحة جيدة. وهم إلى ذلك سيدرسون أحدث التطورات في التكنولوجيا وإمكانية استخدامها لعلاج الأفراد الذين يعانون مشكلات صحية مختلفة. من تركيب مفاصل بديلة إلى أجهزة تنظيم ضربات القلب، سيتعلم الطلاب كيفية تطبيق التطورات التكنولوجية لتمكين الناس من عيش حياة أكثر صحة.


الهندسة الكيميائية:


تقدم الهندسة الكيميائية لطلابها مجالاً واسعاً من المهن والصناعات المحتملة المختلفة فقد يعمل حامل هذه الشهادة في تصميم المرافق والمصانع الآمنة والمستدامة التي تُستخدم لإنشاء منتجات كيميائية مختلفة. كما يمكنهم العمل على تطوير العلاجات الكيميائية واللقاحات للمجال الطبي، أو يمكنهم استخدام تعليمهم لمعرفة المزيد عن إنتاج مواد بلاستيكية صديقة للبيئة ومصادر طاقة بديلة.


هندسة الحواسيب والأتمتة:


تعنى هندسة الحواسيب والأتمتة بدراسة الأجزاء الصلبة من الحاسوب وكيفية عملها وتطويرها بالإضافة إلى عدد من لغات البرمجة. يعمل حاملوا هذه الشهادة في مجالات مختلفة منها: تصميم نظم الحوسبة والرقاقات الإلكترونية، برمجة الشبكات الحاسوبية، تطبيقات قواعد البيانات، بناء وبرمجة الشبكات الصناعية بالإضافة إلى تصميم نظم التحكم المختلفة وتطبيقات قواعد البيانات.


هندسة الإلكترون والاتصالات:


هي الهندسة التي تؤمن وسائل الاتصال بين الناس. فهي المسؤولة عن وضع التصاميم والخطط التنفيذية لشبكات الاتصالات الفضائية والأرضية والخليوية. تؤمن هندسة الاتصالات مجالاً واسعاً لخريجيها من المهن والوظائف. فقد يعمل مهندس الاتصالات في شركات الاتصالات مصمماً لشبكات الاتصال اللاسلكي، أو مهندساً في مخدمات الإنترنت أو في محطات التلفزيون.


هندسة التقانات الحيوية (الهندسة الوراثية):


هي الهندسة التي تندمج فيها التكنولوجيا مع البيولوجيا. وهي أكثر العلوم التكنولوجية تطوراً في وقتنا الحالي. فهي علم تطبيقي يهدف إلى إيجاد وتطوير واستعمال تقنيات بيولوجية وجزيئية متعددة لإحداث تغييرات وراثية مرغوبة في الكائنات الحية معتمداً على المنهج العلمي. وقد أثبتت أهميتها في الجائحة الحالية لفيروس كوفيد-19. كما أنّ الكثير من البحوث العلمية السابقة قد أدّت دوراً في إيجاد تطبيقات عملية جديدة خدمت البشرية، مثل اكتشاف الحمض الريبوزي النوويّ منزوع الأكسجين والدور الذي لعبه في تحديد البصمة الوراثية واختبارات الأمراض الوراثية.


فرص العمل لحاملي هذه الشهادة تضم العديد من المجالات المتنوعة مثل: المعالجة الوراثية، الهندسة الوراثية، تقنيات وتطبيقات المناعة، تقنيات الخلايا الجذعية وغيرها.


الهندسة المدنية:


هي هندسة قديمة ووجدت لتستمر. السبب في ذلك يعود إلى حاجة المجتمع المستمرة إلى تخطيط وتطوير المشروعات المدنية مثل المدن والطرق والجسور التي ستستمر باستمرار البشرية. غير أن حجم هذا الحاجة والعدد اللازم من خريجي الهندسة المدنية قد يختلف من بلدٍ لأخرى تبعاً لعوامل مختلفة. فالواجب أخذ وضع السوق في البلد الذي توجد فيه بعين الاعتبار.


مجال التمويل:


بناءً على التوجهات الحديثة التي نراها اليوم، وذلك بسبب سيطرة الأنظمة المؤتمتة وأنظمة الروبوتات والذكاء الاصطناعي التي تعمل على تحسين العمليات التجارية، فإن الالتزام بوظيفة في مجال التمويل لم يعد كافياً ليضمن أماناً وظيفياً مدى الحياة. غير أن بعض الوظائف لا يمكن الاستغناء عنها وهي مفصلية ومستمرة باستمرار النشاطات التجارية والصناعية. نستعرض فيما يلي أهمها:


التحليل المالي:


يعدّ التحليل المالي من أهم الوظائف الحيوية في المؤسسات المختلفة. تقوم وظيفته على تجميع البيانات المالية والمعلومات المستنبطة من القوائم المالية للمنشأة وإخضاعها إلى دراسة تفصيلية دقيقة تبين مستوى أداء المنشأة وتساعد في سن الخطط والسياسات المالية المستقبلية. المؤهلات الأكاديمية المطلوبة لوظيفة المحلل المالي درجة البكالوريوس في المحاسبة أو الإدارة المالية.


التسويق الإلكتروني:


وفرة الهواتف النقالة وانتشار الأجهزة المتصلة بالإنترنت قادت لظاهرة التسوق الإلكتروني حتى بات توجهاً لا بد منه في كل المؤسسات. بل إن عدم التواجد الإلكتروني للشركة يعد مؤشراً خطيراً وأحد معيقات نموها. اتسع هذا المجال ليشمل العديد من الوظائف مثل مدير العلامة التجارية الرقمية، مدير التسويق الرقمي، مدير SEO ومدير التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي. المؤهلات الأكاديمية المطلوبة لهذا المجال هي بكالوريوس تجارة مع التخصص في التسويق ثم إن هناك دورات تدريبية متاحة على المنصات التعليمية مختصة بكل أنواع التسويق الإلكتروني.


الموارد البشرية:


إدارة الموارد البشرية تعدُّ واحدة من أهم العمليات الإدارية في المنظمة فهي تقوم على إدارة القِوَى العاملة في المنظمات والمنشآت. تشمل مهام مدير الموارد البشرية جذب الموظفين، والاختيار بين المرشحين، تدريب، تقييم، مكافأة، تحفيز الموظفين والتحقق من الامتثال بقوانين العمل. مدير الموارد البشرية يعدّ صلة الوصل بين المؤسسة والموظفين. في حين أنّ كثيراً من المؤسسات لا تركّز على المؤهلات الجامعية المطلوبة من مدير الموارد البشرية إلا أن مجموعة من المهارات العملية ضرورية لشغل هذا المنصب مثل القدرة على حل المشاكل، الذكاء العاطفي والقدرة على التعامل مع الطبائع المختلفة للبشر ومهارات القيادة.


إدارة الأعمال:


الإجازة في إدارة الأعمال تفتح فرصاً كثيرة للعمل أمام حامليها. لأن كل شركة ونشاط اقتصادي بحاجة إلى مجموعة من الإداريين الناجحين. المناصب التي قد يشغلها حملة هذه الشهادة متنوعة تشمل مدير الموارد البشرية، مدير الإنتاج، مدير المبيعات، مدير المشتريات، مدير مشاريع صغيرة والمدير تنفيذي. من أهم السمات الشخصية للمدير في هذه المجالات هي الشخصية القيادية والقدرة على الإقناع، القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات ومهارات التواصل الجيدة.


مجال التكنولوجيا:


تتطوّر التكنولوجيا وتقنياتها وتنمو بشكلٍ كبير في ظل الثورة الرقمية، مما زاد الطلب على الموظفين في مجالات التكنولوجيا المختلفة. ومن المتوقع أنه سيستمر في المستقبل بمعدلٍ أكبر. السبب في ذلك يعود إلى اعتماد حياتنا بشكلٍ كبير على الذكاء الصناعي والابتكارات الجديدة في تكنولوجيا المعلومات والأتمتة. مما خلق مجالات جديدة وتطلب وظائف جديدة لم تكن موجودة.


من أهم هذه المجالات:


التعليم الإلكتروني:


أصبح الحصول على درجةٍ علمية أو شهادة عبر الإنترنت أمراً سهلاً. ولم يعد يتطلب السفر من أولئك الراغبين بالدراسة في جامعاتٍ أجنبية. كلّ ما يحتاجون إليه هو اتصالٌ بالإنترنت للوصول إلى الدروس والمواد الدراسية، حاسب ومجموعة من البرامج التي تجعل من التعلّم عن بعد عمليةً سهلة. تم اعتماد التعلم عبر الإنترنت بسرعة بسبب الوصول الواسع النطاق، والفوائد العدّة التي يقدمها. ثم إن رواجه ازداد في المدّة الأخيرة نتيجة جائحة كوفيد-19.


يوفر التعليم الإلكتروني نوعين من الوظائف. وظائف تتعلق بالتخصصات التقنية القادرة على بناء منصات التعليم من مبرمجين ومصممي مواقع وتقنيين. ووظائف تتعلق بالمحتوى التعليمي الذي سيقدمه المدرسون الحاليون الراغبون بمواكبة هذا التطور والدخول إلى مجال التعليم عن بعد.


إنترنت الأشياء:


شهد العالم مؤخراً نمواً سريعاً في عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت. وأطلق مصطلح “إنترنت الأشياء” على تفاعل الأجهزة مع بعضها البعض بواسطة اتصالها بالإنترنت. ولإدارة هذه المنتجات المتصلة بالإنترنت تم إنشاء بيئة قائمة على الإنترنت تدعى الحوسبة السحابية (The cloud of Things). تقوم الحوسبة السحابية بإدارة التطبيقات المختلفة لإنترنت الأشياء التي تتراوح من التطبيقات المسؤولة عن التشغيل الآلي للمنزل ليزداد تعقيدها وصولاً إلى المدن الذكية المترابطة.


في حين أن اختصاص إنترنت الأشياء موجود في بعض البلدان، فإنه لا يوجد بشكل مباشر في معظم البلدان العربية ولكن هذه هي التخصصات التي قد تؤسس لهذا المجال: هندسة الحواسيب والأتمتة، الهندسة المعلوماتية وهندسة التحكم الآلي.


البيانات:


تتنوع الوظائف في هذا المجال إلى خبراء البيانات ومحللوا البيانات وخبراء البيانات الضخمة (تعرّف إلى الفرق بينها من هنا). عموماً تقوم هذه التخصصات على دراسة البيانات وتحليلها وترتيبها وتقديمها على هيئة تقارير وعروض تقديمية مرئية تقدّم لغة مفهومة مما يساعد صانعي القرار على اتخاذ قراراتٍ منطقية مبنية على أساس علمي مدروس. يعرف هذا العلم بأنه أحد أسرع المجالات نمواً في العالم، ويوظف محللو بيانات الأعمال، وعلماء البيانات في مختلف أنواع الشركات لتزيد من قدرة أي شركة على التنافس والربح. بواسطة حسن استخدامها لتحليل البيانات تمكّنت شركات رقمية ضخمة مثل Amazon من التفوق على الشركات التقليدية وأحدثت تحوّلاً جذرياً في الصناعات. هذه التخصصات قد لا تتواجد بشكل مباشر في الكثير من الجامعات العربية إلا أن دراسة بعض التخصصات مثل الرياضيات، علوم الحاسوب والإحصاء قد يساعد على البَدْء في هذا المجال. كما أنّ العديد من المنصات الإلكترونية تقدّم اليوم دوراتٍ تدريبية في مجال تحليل البيانات والبيانات الضخمة.


التصميم الجرافيكي:


ازدياد الحاجة والطلب على مصممي جرافيك اليوم، يعزى إلى زيادة الإقبال على التسويق الإلكتروني. تكاد لا تخلو أي شركة اليوم من مصمم أو مجموعة مصممين يعملون بدوام كامل أو جزئي أو حتى عن بعد. تتلخص مهمة المصمم الجرافيكي بتنظيم وتنسيق مجموعة عناصر (الصور – الكتابات – الأشكال – الألوان… إلخ) وفقاً لأسس التصميم، لإنتاج أعمال تعد فناً من الفنون البصرية، بهدف إيصال رسالة معينة بطريقة بسيطة وفعالة. يتم التخصص في هذا المجال بواسطة دراسة اختصاص الفنون الجميلة في الجامعة كما يمكن الاعتماد على التّعلم الذاتي الذي تمكّنه مجموعة من المنصات الإلكترونية العربية أو بالالتحاق بدورات تعليمية للبرامج التي يعتمد عليها مثل: Adobe Photoshop, Adobe Illustrator, Adobe InDesign وغيرها.


عزيزي الطالب، قد تختلف أسماء بعض التخصصات في بلدك عن المذكورة في المقال، فيرجى القيام ببعض البحث عما يقابل التخصص المذكور في بلدك. كم أنّ الطلب في سوق العمل في بلدك قد يدفعك إلى تخصصات أخرى لم تذكر في المقال الذي تناول متطلبات الأسواق العربية والعالمية عموماً. سيساعدك دليل التخصصات على معرفة المزيد عن هذه الفروع.


نرجو لك التّوفيق والنّجاح في أي تخصصٍ تختاره.