الفشل لا يُمثلك، إنه خطوتك الأولى للنجاح!

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
الفشل لا يُمثلك، إنه خطوتك الأولى للنجاح!

قبل حوالي مئة عام، عاد طفل أصم عمره أربع سنوات من المدرسة إلى منزله، وكان يحمل في جيبه رسالة لوالدته من معلمه. مضمون الرسالة: “إن تومي غبي للغاية بحيث لا يمكنه التعلم، ولا يمكننا استقباله في مدرستنا”.


قررت والدته وقتها أن تعلمه بنفسها. نشأ الطفل شبه الأصم وبعد فترة قصيرة من مرحلة التعليم، أصبح تومي هو “توماس أديسون” نعم، إنه توماس إديسون الذي شهد له جميع بالفشل وغرابة الأطوار. نضج هذا الشخص بمفهوم مختلف للفشل وعندما كان في طريقه إلى واحد من أشهر اختراعاته وهو المصباح الكهربائي، فشل حوالي 10,000 مرة قبل أن ينجح في الحصول على مصباح كهربائي يتوهج. وقال لاحقاً: “أنا لم أفشل، بل وجدت 10,000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها”.


وهكذا يُعرِف الناجحون الفشل على أنه الخبرة التي تؤهلك للنجاح القادم، فيما يلي نوضح لك بعض النقاط عن مفهوم الفشل وكيفية تجاوزه والاستفادة منه.


1- الفشل لا يُجسدك


الفشل لا يُمثلك، إنه خطوتك الأولى للنجاح!


إن أول ما نفكر به عند تعرضنا للإخفاق في شيء ما، هو نظرة المحيطين والمجتمع لنا، وكيف سيعاملنا الناس على أننا فاشلون، ونبدأ في رؤية أنفسنا من خلال هذا المنظور الوهمي، مما يتسبب بالتدريج في إقناع عقلنا الباطن بأننا حقاً فاشلين وغير قادرين على النجاح، والحقيقة أن هذا خطأ بحت، دعني في البداية أخبرك أن الناس لا يهتمون لأمور فشلك أو نجاحك في الحياة بدرجة كبيرة كما تعتقد، فكل منا لديه ما يشغله بحياته، كما أن المجتمع يراك من المنظور الذي ترى نفسك منه؛ بمعنى إنك عندما تشعر بالثقة والنجاح سيرى الناس أنك شخص ناجح وواثق من نفسه بناءً على نظرتك تجاه نفسك، والعكس صحيح فإذا شعرت بالفشل والسلبية؛ سيرى الناس أنك فاشل وسلبي لا تُجيد التعامل مع الظروف المحيطة بك، لذا فتذكر دومًا أن “رؤية الناس لك ما هي إلا انعكاس رؤيتك لنفسك”.


2- الفشل حدث، وليس شخص


الفشل لا يُمثلك، إنه خطوتك الأولى للنجاح!


بإقتناعك بأن الفشل لا يُجسدك فأنت بذلك تُقر على أن الفشل يمثل أحداث طبيعية، وليس أشخاص، ومن هنا فعليك أن تعلم أنك لست مسؤولاً عن أحداثك الفاشلة بغير قصد، بل إنك مسؤول عن ردة فعلك وموقفك تجاه هذه الأحداث، فالطريقة التي تختارها لتفسير إخفاقاتك هي التي يمكنها أن تحركك إلى الأمام في الحياة أو تعوقك. وبذلك فيمكن تحويل كل فشل إلى نقطة انطلاق نحو النجاح. وكل خطأ يعتبر بمثابة درس في ما لا يجب فعله. كل نكسة هي فرصة جديدة للتعمق أكثر في نفسك من زاوية مختلفة.


وهنا يجب أن نذكر مقولة “بيل ماريوت” رئيس فنادق ماريوت: “إنك لا تنجح بتجنب الفشل. بل تنجح من خلال محاولة ارتكاب الأخطاء والتعلم منها والبدء من جديد”.


3- تعلم ألا تكون فريسة لفشلك


الفشل لا يُمثلك، إنه خطوتك الأولى للنجاح!


إذا قرأت في التاريخ، ستجد أن جميع قصص الناجحين بمثابة انتصار كبير على الشدائد، حيث جاءت بعد الكثير من التجارب غير الناجحة والإخفاقات المتكررة، ولكننا غالباً ما نتجاهل الانتكاسات ونرى النتيجة النهائية فقط، مما يجعلنا نعتقد أن الشخص محظوظاً أكثر منا بقولنا: “ربما يكون ذكياً جداً ولديه علاقاته الاجتماعية التي ساعدته في ذلك”، في حين أنك لو تطلعت إلى قصة حياته الذاتية ربما يكون هذا غير صحيح وستجد الكثير من التجارب الفاشلة والإخفاقات المتتالية، وما أدى في النهاية إلى نجاحه هو تعلمه من التجارب السابقة وعدم السماح بتكرار نفس التجربة الفاشلة. وبناءً على ذلك فعليك ألا تكون فريسة لفشلك وتستمر في تكرار الأحاديث السلبية لنفسك، والاستسلام لتجربة فاشلة في حياتك والسماح لها بتدمير مستقبلك، عليك أن تتعلم كيف تتخطى الأوقات الصعبة بمرونة وكيف تتعلم من فشلك دون خسائر.


4- تذكر أنك لست وحدك


الفشل لا يُمثلك، إنه خطوتك الأولى للنجاح!


عندما تبدأ بالتفكير في فشلك من منظور ضيق وتعتقد أنك أكثر شخص قليل الحظ في الحياة وما إلى ذلك من كلام لا يُجدي نفعاً، تذكر ما حدث مع كبار الناجحين قبلك والذين جسدوا قصص نحاح عظيمة في مواجهة الفشل، لا تنسَ “والت ديزني” -المنتج التليفزيوني الشهير وصاحب سلسلة ملاهي ديزني حول العالم- حيث واجه رفضاً في بداية حياته من عدد لا يحصى من محرري الصحف، كما تم تقييمه بأنه لا يملك الموهبة الكافية ويفتقر من الأساس إلى الموهبة الطبيعية ليصبح بعد ذلك أحد الرواد في مجال الرسوم المتحركة وواحداً من أشهر رجال الأعمال ومنتجي الأفلام في العالم، وتذكر أيضاً قصة “أوبرا وينفري” -سيدة الإعلام الأمريكي الأولى- وصراعاتها منذ طفولتها، وتعرضها للطرد من إحدى وظائفها الأولى كمراسلة تليفزيونية وتقييمها بأنها لا تصلح للتليفزيون، لتصبح بعد ذلك من أكثر المؤثرين في الإعلام الأمريكي على مر التاريخ، وغير ذلك من القصص القاسية للناجحين التي تجعلك تعترف بأنك لست وحدك المُعرض للفشل في البداية، وأن هذا الفشل يمكن أن يكون بمثابة نقطة انطلاق لبداية مليئة بالنجاحات والإنجازات إذا تعلمت ألا تستلم له وتجعله عائقاً لاستكمال مسيرتك في الحياة.


والآن شاركنا بالمزيد عن قصص الناجحين الذين مروا بتجارب قاسية في بداية حياتهم؟