الوظيفة ليست عبـودية !

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/01
الوظيفة ليست عبـودية !

أشعر بالغيظ دائماً عند سماعى لهذه الجملة “الوظيفة عبودية” ، فبمجرد أن أسمعها أتخيل أناس يعملون ويعملون بدون توقف كالعبيد، ومالكهم أو المدير يحمل السوط لعقاب من يتكاسل! وفي نفس الوقت يركض المئات ويزيد إلى الملايين للحصول على وظيفة براتب مضمون.


الوظيفة ليست عبـودية !


لكن مالفرق بين الوظيفة والعبودية؟


مالسبب في تصوير مصدر أرزاق للعديد من البشر أنها عبودية؟


لماذا يتصرف المدراء كالطغاة و لماذا يتصرف الموظفين كالعبيد؟


لنناقش سويا هذه الأسئلة..


الفرق بين الوظيفة والعبودية


الوظيفة هي العمل (موظف) لدى الآخر (صاحب الوظيفة أو المالك أو المدير) للحصول على أجر بموجب عقد توضح فيه الحقوق والواجبات،حيث بإمكان الموظف ترك العمل للعمل في وظيفة أخرى أو مجال آخر…


أما العبودية فهو أن شخص ما (السيد أو المالك) يملك شخص آخر (العبد) غصباً عنه، حيث إن العبد يعمل كل مايريده سيده دون نقاش أو تلكؤ،بل وحتى يحق لسيده التصرف به كمتاع يملكه كأن يبيعه لغيره.


عبودية الوظيفة (الأجر) تصف الوضع الذي يكون فيه الشخص معتمداً كلياً على وظيفته فقط في تحصيل قوته على الأجر الذي يكسبه.


لماذا العمل في الوظيفة


  • الراتب (الأجر المالي) المضمون.

  • تحقيق الموظف لذاته من خلال إنجازه لمسؤوليات العمل، وهي مصدر إلهامه وحماسه في الحياة.

  • مزايا العمل كالزملاء والبيئة الداخلية للعمل.

أسباب تصوير الوظيفة على أنها عبودية


  • العمل بها لساعات طويلة قد تزيد على 8 ساعات يومياً للحصول على راتب شهري وحيد دون وجود مصادر أخرى.

  • القبول بها طول العمر دون ترقية أو راتب أعلى أو أي تغيير.

  • الخوف من فقدانها أكثر من حياته، لأنه إن فقدها ضاعت منه فرصة العيش الكريم.

هذا التصور المرعب هو ما يجعل الإنسان منكسرا أمام وظيفته، غير مبدع، وغير قادر على تحقيق ذاته.


أسباب كره الوظيفة


  • رؤساء العمل: حيث إن البعض يتصرف كالطغاة محتسبين أن لا أحد يجرؤ على رفض أوامرهم، وهم السبب الأكبر في ترك الموظفين لعملهم.

وأشهر من كره الوظيفة هو عباس محمود العقاد، حيث كتب مقال بعنوان (الوظيفة عبودية القرن العشرين):


إن نفوري من الوظيفة الحكومية في مثل ذلك العهد الذي يقدسها كان من السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله عليها.. فلا أنسى حتى اليوم أنني تلقيت خبر قبولي في الوظيفة الأولى التي أكرهتني الظروف على طلبها كأنني أتلقى خبر الحكم بالسجن أو الأسر والعبودية.. إذ كنت أؤمن كل الإيمان بأن الموظف رقيق القرن العشرين


الوظيفة ليست عبـودية !


  • الرضا الوظيفي: يقصد بها مدى رضا الموظفين عن عملهم، مثل محبة لما يقومون به، هل مايقومون به هو نتيجة لما درسوه في جامعاتهم؟ هل مايريدونه يحصلون عليه مباشرة؟…الخ.

  • الأجر المطلوب: لا أقصد هنا الأجر المادي فقط، بل والأجر المعنوي كالاحساس بالاحترام، الإنجاز…الخ.

المدراء والموظفين


بعض الناس تتخيل المدير على أنه طاغية سادي يستخدم السوط لتعذيب الموظفين، بينما يتخيل البعض الآخر أن الموظفين هم طفيليات تعتاش على أموال الشركة من دون عمل أي شيء.


لكن الواقع غير ذلك، يمكن للموظف أن يترك وظيفته ويذهب للعمل لدى شركة أخرى أو أن يؤسس شركة بنفسه، فإن لم يكن لديه المال فلديه الخبرة والمهارات الذي اكتسبها من عمله السابق. وكذلك المدير الذي يسعد بتوظيف موظفين جدد قد يكونوا أقل تكلفة من الموظفين السابقين.


لكن هناك بعض المخاطر، حيث يرى المدير أن توظيف الموظفين الجدد قد يكلف الشركة من التدريب لجعلهم يتكيفون مع متطلبات وبيئة العمل، كما أنه يخشى خسارة الموظف السابق من أن يعمل لدى شركة منافسة نتيجة لخبرته أو أن ينافسه بنفسه، أو أنه لديه مهارات نادرة يصعب الحصول عليها وقد تسبب الخسارة لعمله.


أما الموظف فقد لايجد وظيفة أو عمل يتناسب مع خبرته، كما قد تكون مهاراته قديمة أو غير متوافقة مع مايطلبه سوق العمل. وحتى إن أسس شركة بنفسه فقد يخسر ويُفلس، لأنه قد لاتكون لديه المهارات المطلوبة لإدارة عمله بنفسه.


نصائح


  • الوظيفة هي مرحلة مؤقتة للحرية المالية.

  • الوظيفة هي درس مهم لتطوير الذات للحصول على وضع أفضل في الحياة.

  • عامل وظيفتك على أنها تجارة، حيث أنت التاجر تبيع عملك للشركة مقابل قيمة العمل (الراتب).

  • احتفظ بعلاقة جيدة مع زملاء العمل (المدراء والموظفين) بلا استثناء. كما قال إبراهام لنكولن: “أدمر أعدائي عندما أجعلهم أصدقائي.”

  • وازن بين الوظيفة وحياتك.

قد لاترضى تصرفات مديرك، ولكن إذا كنت أنت المدير، هل ستتصرف بشكل أفضل؟


المصادر


1،2