أنماط التعلم.. الوسيلة الأكثر فعّالية في تلقّي المعلومات والغائبة عن أنظمتنا التعليمية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/09/27
أنماط التعلم.. الوسيلة الأكثر فعّالية في تلقّي المعلومات والغائبة عن أنظمتنا التعليمية

لربما كانت العملية التعليمية المُتعارف عليها في الوطن العربي تحديدًا، عملية مُوحدة في كافة الأرجاء، ولا تتمتع بأي صفة حسنة تُميزها، حتى لو اجتازت سنواتك الدراسية وصولاً لمرحلة التعليم الجامعية. فهي في جميع الأحوال؛ عبارة عن عملية تلقين، ثم إفراغ محتويات الكتاب في ورقة امتحان في نهاية الفصل الدراسي، دون معرفة قُدرة الطالب، ومؤهلاته الإدراكية في استقبال المعلومات، أو حتى خرج بفائدة بعد انتهاء السنة.


بعض الأساتذة يسلكون طريقاً وعِراً في تقييم الطلاب لفهمهم المعلومات؛ من خلال الإمتحانات الدورية شهرياً، أو أسبوعياً، وربما كل يومين كحدٍ أدنى. لكنهم غير مُدركين أن هذه الطرق ما هي إلا وسيلة أخرى لهدر المزيد من وقت الطالب، الذي ما أن تنتهي السنة الدراسية، يصبح فارغ الرأس وكأن شيئاً لم يكن!


حسناً؛ في عالم موازي آخر، هناك ما يُعرف بأنماط أو أساليب التعلم؛ التي تُساعد الطلاب في فهم، وترسيخ المعلومات في ذاكرتهم، وتختلف هذه الأنماط من شخصٍ لآخر، حتى لو كانوا جميعاً في فصلٍ دراسي واحد.


أكثر الأنماط قبولاً في التعليم، هي تلك التي تهتم بشكلٍ كبير بمقدرة الطالب نفسه على التعلُّم. هذه الأنماط مُصنفة في 3 أنواع رئيسية هي؛ المتعلمين عن طريق البصر، السمع، الحركة.


وجدت هذه الأنواع الثلاث؛ عن طريق النموذج النظري التعليمي “VARK” لـ نيل فليمنغ، الذي وضعه لتصنيف طريقة تعلّم الطلاب، وفهمهم للمعلومات. هذا المصطلح هو اختصاراً لأنماط تعليمية هي “Visual, Auditory, Reading/Writing Preference, and Kinesthetic”.


في هذا النموذج، يوضّح فليمنغأن لكل طالب طريقة خاصة به يستطيع من خلالها استقبال، وفهم المعلومات. سماها بـ الطرق الأفضل لتعليم الطلاب، وهذه الطرق لها شروط ومميزات، كالآتي:


* تؤثر بشكلٍ كبير على سلوكهم وطريقة تعليمهم.


* لا بد أن تتوافق مع استراتيجيات، أو وسائل التعليم المناسبة.


* المعلومات التي يفهمها الطلاب مُستخدمين في ذلك أنماط التعلم الخاصة بهم، تَظهر لديهم زيادة في مستويات الفهم، والشغف نحو المعرفة.


أنماط التعليم


أنماط التعلم.. الوسيلة الأكثر فعّالية في تلقّي المعلومات والغائبة عن أنظمتنا التعليمية


تحديد الطريقة الأفضل للطالب في تلقي العلم من خلال الأنماط التعليمية، يسمح ذلك بسهولة التعلُّم، بالإضافة للتقليل من بذل مجهودات مُكثفة من قِبَل المُعلم دون فائدة تُذكر. وهذه الأنماط يتلخص شرحها في الآتي:-


المتعلمين عن طريق البصر– Visual learners


أكثر ما يناسب هذه الفئة من الطلاب، هو التعليم باستخدام الصور، والخرائط، والرسوم البيانية، والفيديوهات التعليمية لفهم المعلومة بشكلٍ أسرع.


المتعلمين عن طريق السمع – Auditory learners


هؤلاء يجدون أفضل طريقة لتلقي المعلومات عن طريق سماعها، أو المحادثات والمناقشات من خلال مجموعات تعليمية.


المتعلمين عن طريق القراءة، والكتابة– Read & Write


ربما هذا النمط من التعليم؛ هو أكثر الأنماط التي اعتدنا عليها، وهي القراءة والكتابة المركزة والمستمرة للمعلومة. لكنها هنا نمط مُحدد بفئة خاصة لطلاب لا يجدون فهمهم إلاّ ضمن هذه الطريقة.


المتعلمين عن طريق الحركة – kinesthetic


يعد هذا النمط التعليمي من أكثر الأنماط فعّالية لفئة كبيرة من الأشخاص، حيث يرتبط بالحياة الواقعية أكثر. وهو استخدام التدريب، وإجراء التجارب والعمل على فهم المعلومة عملياً. وأكثر ما يميز المتعلمين بهذا النمط، هو قدرتهم على فِهم أي معلومة جديدة من خلال التدريب العملي، حتى لو لم يكن يعنيهم الأمر، أو المادة العلمية. أما أكثر تحدّي لهم؛ هو الجلوس والإنصات لما يُقال أثناء التعلُّم!


إستراتيجية SWOT للتعليم


أنماط التعلم.. الوسيلة الأكثر فعّالية في تلقّي المعلومات والغائبة عن أنظمتنا التعليمية


بعد فهم طريقة كل طالب في تلقي المادة العلمية، يأتي دور الاستراتيجيات أو الوسائل التي يسهل بها التعلُّم. ” SWOT”ببساطة هي اختصاراً لجملة ” Study Without Tears”، بمعنى إيجاد إستراتيجيات، وطرق تعليمية مُختلفة تُناسب كل نمط من الأنماط السابقة. فوجدت أربعة استراتيجيات أو وسائل معينة تشرح مُتطلبات كل نمط؛ كالآتي..


# التعلم عن طريق البصر – Visual


استخدام الصور، والرسوم البيانية، والفيديوهات بشكلٍ مركز.


تذكُّر وإعادة رسم الصور، أو الرسوم البيانية.


استبدال الكلمات والمصطلحات برموز أو الحرف الأولى في المصطلح.


تحديد الكلمات أو العناوين والأجزاء الرئيسية والمهمة بألوان واضحة، مختلفة.


# التعلم عن طريق السمع “شفهياً“- Aural


تسجيل المادة العلمية على أجهزة، والإستماع إليها من حينٍ لآخر.


التحدث ومناقشة المادة العلمية مع الآخرين من خلال مجموعات، أو افراد.


شرح المواد التعليمية لمُتعلمين آخرين يناسبهم هذا النمط فقط.


# التعلم عن طريق القراءة والكتابة


اكتب، اكتب، ثم اكتب المادة العلمية المراد تعلُّمها.


إعادة صياغة الأفكار والمبادئ الأساسية في المادة؛ لاكتساب فِهم أعمق.


تنظيم وإضافة المُخططات والرسوم البيانية، وإلحاقها بالمادة العلمية.


# التعليم الحركي – kinesthetic


استخدام أمثلة واقعية، وتطبيقات، ودراسات إلى ملخص المادة التعليمية.


إعادة إجراء التجارب العلمية في المختبرات، لتوصيل الفكرة بشكلٍ أسرع.


استخدام الصور أيضاً التي توضّح الفكرة.


* يأتي الآن دورك كطالب أو حتى قارئ لمعرفة أي الأنماط التعليمية تناسبك أنت، عليك بالإجابة فقط على مجموعة من الأسئلة في هذا الإختبار البسيط لنموذج “VARK”


أخيراً، بعد أن تعرف أي الطلاب أنت، وأي نمطٍ تعليمي يناسبك، لابد أن تتقيد بهذا النمط حتى لو أجبرك الوضع بأن تستمر كمُتلقِّن. فقط استغل وقت التلقين في التفكير في وسائل أو طرق جديدة تناسبك، أو أعلمهم بأن الوضع لايناسبك واعرض فكرتك لهم، أو دعهم ليكملوا طريقهم، وأنت في طريقك.