انواع التلوث وطرق علاجها

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2019-02-15T16:35:45+00:00
انواع التلوث وطرق علاجها



سنتعرف على اهم انواع التلوث وطرق علاجها وكيفية تفاديها وتفادى اثارها الصحية على الكبار والصغار فى هذه السطور التالية.





ما هي البيئة والتلوث ؟

– البيئة بمعناها اللغوي الواسع تعني

الموضع الذي يرجع إليه الإنسان، فيتخذ فيه منزله وعيشه ،ولعل ارتباط البيئة بمعنى

المنزل أو الدار دلالته الواضحة، ولاشك أن مثل هذه الدلالة تعني في أحد جوانبها

تعلق قلب المخلوق بالدار وسكنه إليها، ومن هذا المنطلق يتم التأكيد على وجوب أن

تنال البيئة بمفهومها الشامل غاية الفرد واهتمامه تماماً كما ينال بيته ومنزله

غايته وحرصه واهتمامه.

والتعريف البسيط للتلوث الذي يرقي إلى ذهن أي فرد منا: *كون الشيء غير نظيفاً*

والذي ينجم عنه بعد ذلك أضرار ومشاكل صحية للإنسان بل وللكائنات الحية، والعالم

بأكمله ولكن إذا نظرنا لمفهوم التلوث بشكل أكثر علمية ودقة : هو إحداث تغير في

البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية مما يؤدي إلي ظهور

بعض الموارد التي لا تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي ويؤدي إلي

اختلاله . والإنسان هو الذي يتحكم بشكل أساسي في جعل هذه الملوثات إما مورداً

نافعاً أو تحويلها إلي موارد ضارة ولنضرب مثلاً لذلك : نجد أن الفضلات البيولوجية

للحيوانات تشكل مورداً نافعاً إذا تم استخدامها مخصبات للتربة الزراعية، إما إذا

تم التخلص منها في المياه ستؤدي إلي انتشار الأمراض والأوبئة .


أنواع التلوث

تلوث التربة


يعد تلوث التربة إحدى الظواهر المنتشرة خاصّةً بعد الحرب؛ وذلك بسبب تلوثها بالمواد الكيميائية ونفايات الحرب والمشتقات البترولية، فقد تضررت التربة كباقي المكونات البيئية من هواء وماء من الحروب وآثارها، حيث قُصِفت الأنابيب النفطية، والمحطات الكهربائية وخزانات المواد الكيميائية، ونتيجةً لذلك فقد شكلت كل هذه العوامل وغيرها تلوثاً للبيئة وبالأخص التربة، فقُضِي على العديد من النباتات مما أدى إلى حدوث خلل في النظام البيئي حيث تعرت التربة من النباتات، وانتشرتظاهرة التصحر.


التلوث المائي

يعد تجمع المواد الكيميائية السامة والمعادن الثقيلة في مصبات الأنهار من صور تلوث المياه، أما بالنسبة لمياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها من المدن القريبة من الساحل إلى الشواطئ فقد تؤدي إلى زيادة العوالق في المياه، حيث تتخذ هذه العوالق من مياه الصرف الصحي غذاء لها، وبهذا يزيد عددها بشكل هائل في وقت قصير، مما يسبب موت الأسماك والكائنات البحرية بسبب نقص الأكسجين الناتج عن استهلاكه بشكل كبير، كما أن مياه الصرف الصحي تؤدي إلى زيادة أعداد البكتيريا المسببة للأمراض في المياه، ممّا أجبر المسؤولين على اتخاذ قرار بإغلاق الشواطئ الصالحة للسباحة، ومنع صيد المحار بسبب استقرار البكتيريا الضارة في أنسجتها، ومن خلال ما ذُكِر فقد عُرِّف التلوث المائي من قبل اللجنة الاقتصادية الأوروبية على أنه تغير يحدث على تركيب ومكونات المياه وخصائصها نتيجة أنشطة بشرية خاطئة تؤدي إلى تقليل جودة وصلاحية المسطحات المائية، كما أن التلوث قد يكون ناتجاً بفعل عوامل طبيعية ناتجة عن العمليات البيولوجية والفيضانات.


تلوث الهواء

يُعرَّف تلوث الهواء على أنه تغير تركيب الهواء الطبيعي نتيجة وصول الغازات الملوثة ورذاذ السوائل الملوثة إلى الغلاف الجوي، حيث يتسبب بأضرار خطيرة تؤثر في الكائنات الحية التي تعتمد في حياتها على الغازات الموجودة في الغلاف الجوي بكميات مناسبة، ويحدث تلوث الهواء نتيجة إطلاق الانبعاثات السامة إلى الهواء عن طريق الأنشطة التي يقوم بها الإنسان أو العوامل الطبيعية، حيث تُغيّر العوامل الطبيعية كالبراكين مكونات الغلاف الجوي؛ نتيجة انبعاث كميات كبيرة من الغازات السامة والغبار، كما يؤثر سلوك الإنسان في تلوث الهواء بشكل أكبر من العوامل الطبيعية، ويعد حرق الوقود الأحفوري ومشتقاته أحد أهم مصادر تلوث الهواء الناتجة عن الأنشطة البشرية، فعملية الحرق تؤدي إلى إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتراكم في الغلاف الجوي بكميات هائلة، ممّا يسبب حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري


أهم مصادر الملوثات وأضرارها

للملوثات مصادر متعددة كما أن لها آثاراً سلبية خطيرة على البيئة، وفيما يأتي بعض أهم مصادر الملوثات الموجودة في البيئة والأضرار التي تسببها:

   – يعد الصرف الصحي والنفايات الصناعية من أهم مصادر المبيدات والكيميائيات، حيث تتسبب بأضرار كبيرة على البيئة، ومن آثاره السلبية التسبب بمرض الأسماك والكائنات البحرية ونفوق العديد منها.

   – يعد التسرب والصرف الصناعي من أهم مصادر المنتجات البترولية المسببة للتلوث؛ إذ تدمّر النظام البيئي وتقضي على الكائنات الحية الدقيقة.

   – تُعدّ المخلفات الصناعية التعدينية من مصادر المعادن الثقيلة كالزنك، والزئبق، والنحاس، والزرنيخ، وغيرها من المعادن الملوثة للبيئة، حيث تسبب تلوث الماء والهواء، كما تسبب مرض السرطان


أضرار التلوّث البيئي

يعتبر التلوّث البيئي من أخطر المشاكل التي تهدّد الحياة على الأرض؛ فالهواء الملوّث يحمل معه الأمراض المعدية، ويسبّب الإضرار بالمحاصيل الزراعية، وتلوّث الهواء يحدث تغييرات مناخية في الجو، وهناك شكلٌ آخر من التلوث وهو تلوّث الماء، والّذي يعمل على قتل المحاصيل الزراعيّة أو إنتاج غذاء ملوّث يشكّل خطراً على الإنسان، كما أنّ تلوّث مياه البحار والذي ينتج من صب أنابيب مجاري المياه المتّسخة يعود بالضرر على الكائنات البحريّة والتي يستخدمها الإنسان في غذائه، كما أنّ المياه الجارية في المزارع تحمل في طيّاتها المبيدات والأسمدة الكيميائية التي تصب في الأنهار والبحار، وهي أيضاً من أشكال تلوّث المياه والأتربة.

إنّ جميع الكائنات الحيّة مرتبطة ببعضها البعض بما يسمّى النظام البيئي، ولا يمكن فصلها عن بعضها؛ فتلوّث الهواء يدخل أيضاً في تلوث المياه والأتربة، فالهواء يحيط بكل شيء في هذا الكون وللحدّ من التلوث البيئي وتقليله يجب على الإنسان تقليل استخدام المركبات والسيارات، ولكن ذلك يبدو صعبا في ظلّ الحاجة إلى الراحة والسرعة في التنقل، كما أنّ التقليل من استخدام المصانع من الممكن أن يزيد البطالة ويقلّل أيضا إنتاج مواد مهمّة في حياة الإنسان.


حل مشكلة التلوّث

من الصعب القضاء على مشكلة التلوّث نهائيّاً؛ لأنّ كلّ مسببات التلوث البيئي هي بالنهاية مواد مهمة في حياة الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنها، إلّا أنّه مع مرور الوقت أصبح من الممكن استخدام تقنيات تقلّل من التلوث البيئي دون التأثير على حياة الإنسان؛ حيث إنّ هناك طرق لتشغيل المصانع قليلة التلوث، كما أنّ هناك مبيدات تستخدم للنباتات سريعة التحلّل، والتي تسبّب تلوّثاً أقل، ومن الممكن استبدال استخدام المبيدات باستخدام فضلات الحيوانات بدلاً من رميها ووصولها إلى المياه، ممّا يؤدّي إلى انتشار الكثير من الأمراض.

إنّ هذه الحلول من المفروض أن تقوم الحكومات بتبنّيها حفاظاً على سكّانها وسنّ القوانين التي من شأنها الحد من التلوث البيئي إلى أقل درجة ممكنة، فهناك الكثير من الأمراض التي ظهرت مؤخّراً وانتشرت من دولة لأخرى بفعل الهواء الملوّث، كما شهدنا العديد من حالات التسمّم الغذائي الناجمة عن تلوث الأتربة بفعل المبيدات