اهم نظريات علم الاقتصاد التي تشكل عالمنا الآن

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/01
اهم نظريات علم الاقتصاد التي تشكل عالمنا الآن

أغلب النظريات الاقتصادية يتم طرحها بأرقامٍ ومنحنياتٍ، قد لايفهمها الجميع -وحتى طلاب الاقتصاد- ولجعل الأمر أسوء، غالبًا مايختلف الاقتصاديون حول الحل الأمثل لكل نظريةٍ وتصبح هذه المنحنيات والأرقام بلا معنى، في هذه المقالة سأطرح بعض أساسيات علم الاقتصاد، من اليد الخفية لآدم سميث إلى تدخل الحكومة في الاقتصاد.. وفقًا للنموذج الكنزي.


اليد الخفية The Invisible Hand


اهم نظريات علم الاقتصاد التي تشكل عالمنا الآن


لطالما كان الاقتصاد شيئًا مضللًا ومخادعًا للحكومات، حيث تحاول الأخيرة دائمًا السيطرة عليه.


إذا عدنا بالزمن إلى الوراء .. عام 1776 حين صدم الاقتصادي آدم سميث الجميع حين قال بأنّ ما على الحكومة أن تفعله هو ترك الناس وشأنهم ليبيعوا ويشتروا بين بعضهم البعض، حيث اقترح بأنّه إذا تركت الحكومات التجار يهتموا بشأنهم أثناء منافسة بعضهم البعض، فإنّ ذلك سيقود السوق إلى نتائجَ إيجابيةٍ (وكأنَّ هناك يدًا خفيةً تدير السوق).


حيث إذا باع أحدهم المنتج أو الخدمة التي تقدمها بسعرٍ أقل منك، فإنّ الزبائن ستشتري منه بدلًا من أن يشتروا منك، وسيتوجب عليك هنا إما أن تخفّض أسعارك أو أن تعرض منتجًا آخر (عليه طلب في السوق).


على سبيل المثال:


إذا كان هناك تاجري خبز (ويبيعان نفس المنتج بنفس الجودة) الأول يبيع الخبز ب 1 دولار، والثاني ب 50 سنت، فإنّ الزبون سيتوجه في هذه الحالة إلى التاجر ذي السعر الأقل، وهنا التاجر الأول عليه أن يخفّض السعر (يبيع الخبز ب 50 سنت) أو يعرض شيئًا أفضل وهنا سيتوازن السوق.


أي خدمةٍ أو سلعةٍ جديدة يطلبها الناس (في اقتصاد السوق الحرة) سيقوم السوق بتوفيرها لهم، وكأنّهم أطفالهم المدللون والجميع سعداء.


في وقتٍ لاحقٍ، رأى اقتصاديو السوق الحرة –الاقتصادي النمساوي فريدريك هايك-  أنّ هذه الطريقة –اليد الخفية- تعمل أفضل من أية خطةٍ مركزيةٍ –تقوم بها الحكومة-، ولكن المشكلة تكمن في أنَّ الاقتصادات قد تستغرق وقتًا طويلًا لتصل –وحدها- إلى حالة التوازن Equilibrium، وحتى أنها قد تتعثر وهي في طريقها إلى التوازن، ويحدث ركود أو كساد مما يجعل الإحباط يسود بين الناس مما يدفع الحكومات إلى أن تدخل وتدير الأمور بيدها بدلًا من أن تترك الأمر لليد الخفية.


الإقتصاديون الخمسة الأكثر تأثيراً في تطور الفكر الإقتصادي الحديث


مفارقة (تناقض) الإدخار The Paradox Of Thrift


اهم نظريات علم الاقتصاد التي تشكل عالمنا الآن


أحد أهم التساؤلات في علم الاقتصاد: أيهما أفضل الإنفاق أم الادخار؟! حيث تكون الاقتصادات هنا في حيرةٍ من أمرها، كالأطفال عندما يحصلون على نقودٍ ويحتارون أين يذهبون بها.


يقول اقتصاديو السوق الحرة كحايك وميلتون فريد مان: بأنّه حتى في الأوقات العصيبة (كأوقات الكساد والركود الاقتصادي) يجب علينا أن ندّخر أموالنا، حيث تقوم البنوك بإقراض هذه المدخرات إلى من يحتاجها، وهنا تتحول هذه المدخرات إلى استثماراتٍ مما يؤدي إلى ظهور مشاريعَ وتقنياتٍ جديدةٍ من شأنها أن تنتج أكثر.


وحتى لو فرضًا قامت هذه التقنيات الجديدة (كالآلات الصناعية) بتقليل الوظائف وهنا ترتفع معدلات البطالة، ولكن على المدى الطويل ستنخفض الأجور، وستقوم الشركات بتوظيف أشخاصٍ أكثر وبرواتب أقل، وستنخفض معدلات البطالة من جديدٍ ببساطة!


ولكن كما يقول الاقتصادي جون مينارد كينز –على المدى الطويل سنكون جميعًا في عداد الموتى- لذا لتجنّب تعاسة البطالة فإنّه يجب على الحكومة أن تقوم بالإنفاق لتخلق فرص عملٍ جديدة (كإقامة المشاريع مثلًا حيث تحتاج هذه المشاريع إلى موظفين، والموظفون يحتاجون لراتبٍ فتنخفض معدلات البطالة) لأنّه إذا تقشّفت الحكومة فإن كلًّا من الأشخاص والشركات سيفعلون الشيء نفسه وينفقون بشكلٍ أقل.


مما يؤدي إلى ازدياد معدلات البطالة سوءًا وهنا تظهر مفارقة الادخار، لذا فيجب على الحكومة أن تقوم بالإنفاق الآن وجباية الضرائب فيما بعد، عندما يملك الجميع نقود حيث يستطيع تحمّل نفقة الضرائب مما يجعل الجميع سعداء بدفع الضريبة، وهذا شيء حتى كينز لم يقدم له حلًّا!


منحنى فيليبس The Phillips Curve


اهم نظريات علم الاقتصاد التي تشكل عالمنا الآن


كان بيل فيليبس صياد تماسيح واقتصادي من نيوزيلندا، والذي رصد بأنه عند ارتفاع العمالة (أي معدلات بطالة منخفضة) فإنَّ الأجور ترتفع بشكلٍ أسرع ويكون لدى الناس نقود أكثر للإنفاق، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي حدوث التضخم وبالمثل عندما ترتفع معدلات البطالة، ستكون النقود الموجودة أقل وبالتالي تنفق الناس بشكلٍ أقل مما يعني انخفاض في مستويات التضخم، وهذا ما أصبح يعرف بمنحنى فيليبس.


حتى أنّه قامت الحكومات بوضع سياساتٍ بموجب هذا المنحنى -متجاهلةً أثر التضخم- حيث تمَّ إنفاق أموال إضافية لخلق فرص عملٍ، ولكنّهم نسوا أن العمال أيضًا يتأثرون بهذا المنحنى، حيث أنّه عندما تنخفض البطالة يتوقعون حدوث التضخم، ويطالبون برفع الأجور مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة مرةً أخرى في حين مازالت معدلات التضخم مرتفعةً، وهذا ماحدث في الولايات المتحدة عام 1970 عندما ارتفعت معدلات كلّ من البطالة والتضخم معًا!


وفي التسعينات انخفضت البطالة، ولكن معدّل التضخم بقي مرتفعًا مما يعني أننا ابتعدنا عن منحنى فيليبس، ولكن على الأقل جزء من تحليلات فيليبس تركت انطباعًا هامًّا بأنّه عندما يزداد النمو وتعود نسب العمالة إلى الارتفاع، فإنّ التضخم سيفسد كل شيءٍ!


 مارأيك بهذه النظريات، وهل أضافت شيئاً لثقافتك؟


المصدر