بطَّارياتٌ جديدةٌ للسيارات الكهربائيَّةِ من إنتاج جنرال موتورز تخفضُ أسعارَها وتزيدُ مداها

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  26-12-2020
بطَّارياتٌ جديدةٌ للسيارات الكهربائيَّةِ من إنتاج جنرال موتورز تخفضُ أسعارَها وتزيدُ مداها

صورة في الثالث عشر من فبراير/شباط عام 2020، فيها سيارة شيفروليه بولت كهربائية قُدِّمَت في معرض بيتسبرغ العالمي للسيارات عام 2020. وفي التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020 تقول جنرال موتورز إن تطورًا ضخمًا في كيمياء خلايا البطاريات الكهربائية الخاصة بها سيخفض من أسعار سياراتها حتى تساوي أسعار سيارات البنزين في غضون خمس سنوات.



صرَّحَتْ شركةُ جِنِرال موتورز أنَّ تطوُّرًا مفاجئًا وضخمًا سيَحدث قريبًا في كيمياء بطَّاريات سياراتها سيؤدي إلى خفضِ أسعارِها حتى تساوي أسعارَ سيارات البنزين في غضونِ خمسِ سنواتٍ، ستزيد هذه التكنولوجيا أيضًا مدى السيارةِ، إذ ستجعلها تقطع نحوَ 724 كيلو مترًا بشَحنةٍ واحدةٍ.
وَعَدَ رئيسُ تطويرِ المنتَجات في الشركة بسيارة دفعٍ رباعيٍّ كهربائيةٍ صغيرةٍ تكلِّف أقلَّ من 30 ألف دولار، وتعهَّد بطرح 30 نموذجًا منها يعمل بالبطاريات في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2025، في حين أن جميع السيارات الكهربائية الحالية تكلف -تقريبًا- أكثر من 30 ألف دولار. وقد بيَّن لنا تصريحه السرعةَ التي تتطور بها تكنولوجيا السيارات الكهربائية، واحتمالية تحولها إلى الوقود الرئيسي المعتمد عليه في النقل في وقت أقرب مما نتصور.
وقال سام أبو الصمد المحلِّلُ الرئيسيُّ لشركة جايد هاوس إنسايتس: "يمثل تصريح جينيرال موتورز حلقةً ضمن سلسلة من نقاط التحوُّل من سيارات البنزين إلى السيارات الكهربائية. كما أعلنت شركتَي فورد وفيات مؤخَّرًا عن خطَطِهما لتصنيع السيارات الكهربائية ومكوناتها في المصانع الكندية، وكذلك شركة فولكس فاجنزمنتجة السيارات الأكثر مبيعا في العالم تزيد إنفاقها على السيارات الكهربائية ونماذجها. ويُعلق سام: سيكون هناك الكثير من السيارات الكهربائية القادمة! وإن التحدي بين شركات صناعة السيارات والشركات الناشئة كان دائمًا يوازن بين تكلفة بطارية السيارة والمدى الذي تقطعه، ولكن يبدو أن جنرال موتورز تجاوزت هذا. يبدو أنهم واثقونَ كفايةً من أسعارهم حتى يعرضوا سياراتٍ تقطَعُ مدى (482 - 643 كيلو مترًا) على شَحنة واحدة والتكلفة الأولية مشابهة لسيارات البنزين".
تأتي هذه التطورات في وقت تضع فيه الحكومات لوائح للسيطرة على التلوث في جميع أنحاء العالم، إذ أعلنت كاليفورنيا وإنجلترا مؤخرًا عن خططٍ لحظر بيع سيارات البنزين خلال مدة تتراوح بين 10 و 15 عامًا. ومن المُرجَّح أن يُعيد الرئيس الأميركي المنتَخَبُ (جو بايدن) العملَ باللوائح المتعلقة باستهلاك الوقود، والتي كان دونالد ترمب قد غضَّ الطرف عنها. ويَعد بايدن بإنفاق المليارات على السيارات الكهربائية، وتوفير شبكات من المحطات لشحنها، وقد دعمت جنرال موتورز هذا القرار.
قال دوج باركس (Doug Parks) نائب الرئيس التنفيذي لتطوير المنتجات في جنرال موتورز: "تشير جميع التوقعات إلى ارتفاع الطلب على هذه التكنولوجيا، ونحن نعتقد أن الصناعة تتحوَّل، ولذا نريد أن نكون في طليعة هذا التحوُّل".
وتطمح جنرال موتورز أن تحلَّ محلَّ تِسلا كرائد عالمي في صناعة السيارات الكهربائية، قائلةً إنها -أي تِسلا- قامت بأشياء عظيمةٍ وتمكَّنت من التفوُّق على جنرال موتورز وشركات صناعة السيارات التقليدية الأخرى. وتأكيدًا على قولها، أخبرتنا جنرال موتورز أنها ستزيد إنفاقها على السيارات الكهربائية فوق المبلغ الذي وعدت به -والذي كان 20 مليار دولار- إلى أكثر من 27 مليار دولار في عام 2025.
يقول باركس: "تخضع الآن كيمياءُ الخلايا الخاصة بالبطارية إلى اختباراتٍ داخلَ معامل المركز التقنيِّ الخاصِّ بالشركة في مدينة ديترويت الأميركية، هذه البطاريات يمكنها استيعاب ضعف الطاقة التي تستوعبها بطاريات السيارات الكهربائية الحالية التابعة للشركة، كما أنها ستُكلف أقل بـ60% من بطاريات شيفروليه بولت الكهربائية".
ويقول باركس إن هذه الكيمياء التي تستخدم أنودات الليثيوم ستساعد جنرال موتورز على صنع بطاريات متعددة تُوفر خيارات متعددة للمستخدم، إذ تناسب الأنواع المختلفة من العربات، وتُوفَّر بأسعار مختلفة ويكون لكل منها مدى مختلف. كما ستَستخدم شركة هوندا هذه البطاريات لشراكتها مع جنرال موتورز، وإل جي الكورية التي هي المُورد لخلايا البطارية.
ويقول إن الجيل القادم من بطاريات جنرال موتورز -المقرَّر طرحه العام القادم- يُقربنا بالفعل من خفض تكلفة السيارة الكهربائيَّة لتكون مثل تلك التي تعمل بالاحتراق الداخلي، وخصوصًا إذا أخذنا تكاليف تزويدها بالوقود في عين الاعتبار. وإن جنرال موتورز ستصنع بطارياتها الخاصة لتتصدر المشهد في خضمِّ زيادة الإقبال على شراء السيارات الكهربائية.
وقال: "سنتعلمها ونتقنها، وسنوسع دائرة الإقبال عليها، وسنقود منحنى تكاليفها نحو الأسفل".
أشار مؤتمر باركليز العالمي للسيارات -الذي عُقد عبر الإنترنت في شهر نوفمبر- إلى سيارات شيفروليه الكهربائية المستقبلية الخاصة بالركاب، والأخرى الرياضية، وإلى شاحنات جي إم سي وشيفروليه الصغيرة الكهربائية، وسيارة دفع رباعي كهربائية كبيرة الحجم من جي إم سي وهامر، وسيارة دفع رباعي كهربائية من شيفروليه وبويك، وسيارة دفع رباعي كهربائية كبيرة الحجم من كاديلاك. سنشهد العديد من السيارات بحلول عام 2023.
يقول باركس إن واحدةً من سيارات الدفع الرباعي الخاصة بشفروليه سيكون حجمُها مماثلًا لسيارة إكوينوكس التي أصدروها سابقًا. وبم أن السوق سيُملأُ بسيارات الدفع الرباعي، سيساعد هذا جنرال موتورز على تقديم سياراتها الكهربائية بأسعار أقلّ. وقالت ماري بارا الرئيسة التنفيذية لجنرال موتورز إن عليهم تجاوز هدفهم السابق لبيع مليون سيارةٍ كهربائيةٍ في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2025.
ثم يعود باركس ليقول إن بعض السيارات الكهربائية الفاخرة مثل سيارة تسلا موديل إس، تقدم بطارياتٍ كبيرةً ولها مدى يتجاوز 644 كم في الشحنة الواحدة، إلا أن جنرال موتورز تسعى إلى جلب السيارات الكهربائية ذات المدى الكبير إلى متناول الناس، إذ إن المدى المقدر بـ 724 كم -والذي ستوفره جنرال موتورز- هو ما يتوقع الشخص أن يحصل عليه من خزَّان بنزين واحد.
تأتي تصريحات جنرال موتورز بعد شهرين من تصريحات إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتِسلا التي قال فيها إن الشركة تعمل على تقنيةٍ جديدةٍ من شأنها أن توفِّر مزيدًا من السيارات ذات المدى الكبير بأسعار معقولة، ومن المحتمل للبطاريات الجديدة ألا تصبح جاهزةً للإنتاج بكميات كبيرة قبل عام 2022، وأنه بهذا قد توجد سيارة تِسلا يبدأ سعرها من 25 ألف دولار.
قالت شركة ديلوات للمحاسبة والاستشارات في دراسة لها الصيفَ الماضي، إن المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية والهجينة التي تعمل بالبنزين والكهرباء قد تخطت حاجز الاثني عشر مليونًا، ومثلت 2.5% من مبيعات السيارات الجديدة عمومًا. وتتوقع ديلوات أنه بحلول عام 2030 سترتفع مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة إلى 31 مليونًا ومئة ألف، سيكون نصيب السيارات الكهربائية - فقط- منها 25 مليونًا و300ألف، وستكون نسبة مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة هي 32% من مبيعات السيارات الجديدة، نسبة الكهربائية فقط هي 81% من نسبتهما معًا.
يُذكر أنه بعد المؤتمر أُغلِقت أسهم شركة جنرال موتورز على ارتفاعٍ بنسبة 0.2 بالمئة!