تجنب غضب حاسوبك الشخصي … أسلوبك في التعامل معه يجعل هذا الأمر ممكن الحدوث!

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
تجنب غضب حاسوبك الشخصي … أسلوبك في التعامل معه يجعل هذا الأمر ممكن الحدوث!

سنبدأ بسؤال بسيط، ما هو السبب في رأيك عزيزي القارئ يجعل أجهزة الكمبيوتر الشخصية خاصتنا سواءٌ كانت مكتبيةً أم محمولةً تواجه مشاكل بين الفينة والأخرى؟!


ربما سيقفز لذهنك بصورة سريعة مجموعة من الأسباب، والتي تتراوح بين انتهاء العمر الافتراضي، مشاكل في نظام التشغيل، مشاكل على مستوى الطاقة الكهربائية، عدم تثبيت البرامج بصورة صحيحة، وغيرها الكثير من المشاكل التي تواجهها بين الحين والآخر، وتلك التي تقرأ عنها هنا وهناك في الكتب و على صفحات الإنترنت.


لن نختلف في الأسباب المذكورة أعلاه، وتلك التي لم نذكرها والتي تدور في ذهنك حاليًا، ولكن ماذا سيكون ردة فعلك إذا أخبرتك بأنّ مثل هذه الأسباب ربما لا تشكل نسبة 1% من مشاكل أجهزتنا الشخصية بشكل عام، فالحكاية يا عزيزي تعتمد عليك بشكل كامل في المحافظة على جهازك الشخصي، والابتعاد عن المشاكل وهي تتلخص في كلمة واحدة فقط “العِناية“.


نعم، عدم “العِناية” الكافية بجهازك الشخصي من شأنها أن تدخلك في مشاكل كثيرة أنت في غنى عنها، وتجعل حاسوبك الشخصي يكرهك بكل ما في الكلمة من معنى. لذلك، قبل أن تتحول العلاقة بينك وبين جهاز الكمبيوتر الخاص بك إلى علاقة غير ودية، رجاءً توقف عن فعل هذه الأشياء:


العمل على نظام تشغيل عفا عليه الزمن


أصدرت مايكروسوفت منذ تأسيسها حتى لحظات تحرير هذه السطور 9 أنظمة تشغيل، ووصلت منافستها آبل للنسخة العاشرة، وأيضًا التوزيعات المتعددة لنظام التشغيل لينكس في تطور مستمر، كل هولاء يواكبون ويحدثون ويطورون أنظمة تشغيلهم بما يقتضيه التوجه التقني، وأنت بالتأكيد تعمل بواحد منهم الآن، فلماذا لا تُجاريهم وتُسير معهم وتُحدث نظام تشغيلك أيضًا؟!


لا تقل أنّك تعودت عليه، ولا تقل أنّ النظام مستقر و لا تواجه معه مشاكل، ولا تقل أنّ هذا النظام أفضل من الجديد – هنالك استثناءات بالطبع – ولا تقل أنّك متمسكٌ به لأنّه شهد لحظاتك الأسطورية والمجيدة في استخدام الكمبيوتر.


كل هذه الأسباب لن تغنيك عن الانتقال لنظام جديد فيه الكثير من المميزات، والإضافات التي ستجعلك تندم على بقائِك في نظام التشغيل القديم كل ذلك الوقت، وسيفتح الجميع أذرعهم مرحبين بك في عالم الحداثة والتطور.


إيقاف أو إعادة تشغيل الجهاز ليس خيارًا بل ضروريًا


حتى الشخص الخارق صاحب الإمكانيات البطولية، يحتاج إلى الراحة والبداية الجديدة المُنعشة بين الحين والآخر، فما بالك بجهاز كمبيوتر يعمل على دارات كهربائية وأوامر برمجية!


إيقاف أو إعادة تشغيل جهاز الكمبيوتر بين كل جلسة عمل وآخر، يتيح لها الحصول على بداية جديدة وحل مشاكل وحوادث تجميد وتحطم البرامج، وإعادة تهئية الذاكرة العشوائية RAM لبداية جديدة حتى يعمل بكامل كفاءته وجاهزيته التي بُرمج عليها.


تحميل طن من البرامج أثناء بدء التشغيل


وبمثل ما للتوقف أحيانًا بين الحين والآخر أهميته، فإنّ السماح لنظام التشغيل بتحميل وبدء الكثير من البرامج عند بدء التشغيل، من شأنه أن يُرهق النظام بشكل كبير ويجعل عمله يسير بصورة بطيئة، ولن تستطيع أن تحصل على كامل التجربة، ولا ننسى الرسائل التي تقفز بشكل مفاجِئ لتذكيرك بأنّ عليك أن تفعل أمرًا ما يُلهيك عن العمل الذي تعمل عليه.


لذلك اتخذ الخطوة المهمة جدًا، وابدأ في تعطيل وإيقاف عمل هذه البرامج، وابقِ على البرامج الضرورية فقط والتي تحتاج إليها بشكل عاجل، أمّا عن بقية البرامج الغير ضرورية فيمكنك الوصول إليها من زر البدء Menu، أو إنشاء رابط مختصر Shortcut على سطح المكتب.


تخزين الكثير من الملفات غير الضرورية


تحاول الوصول لمحرك الأقراص الصلبة، ولكن تجد استجابة فتح القرص الصلب بطيئةً نوعًا ما! لا تلقِ اللوم على الجهاز فهو بريء تمامًا من الاستجابة البطيئة، واللوم كل اللوم يقع عليك أنت وحدك ولا أحدٌ غيرك.


فماذا تفعل بصور الحرب العالمية الأولى، وما أهمية فيديوهات إعصار تسونامي في الفترة الحالية، والأهم صور وفيديوهات تعود لعشرين سنة ماضية، فهل سمعت بالتخزين السِحابي؟! ما رأيك بالتخزين على وسائط خارجية؟!


إذا كانت هذه الملفات لديها أهمية كبرى ولها وضع خاص بشكل شخصي، فلماذا لا تحاول أن تجتهد قليلًا بالاحتفاظ بها في وسائط أكثر أهمية، وفي أماكن تستطيع الوصول إليها بلمح البصر، وحتى تحصل على كامل أداء الجهاز فإنّ التخلص من مثل هذه الملفات هو الخطوة الأولى للوصول لهذه النقطة.


فحفظ الملفات الكثيرة في الأقراص الصلبة خاصةً الكبيرة منها يزيد من عمل الجهاز فوق طاقتها، ويُرهق جميع البرامج المرافقة مثل: مكافح الفيروسات الذي سيحتاج إلى وقت طويل للمرور على هذه الملفات، وإخبارك بنتيجة الفحص سواءً الدوري أو اليدوي.


كما أنّ النظام – ويندوز بالتحديد – أيضًا لديه شروط معينة للعمل بكامل كفاءته، وهو وجوب مساحة شاغرة في القرص الصلب – خاصةً قرص النظام C – تتراوح ما بين 10 – 15% من الحجم الكُلي للقرص الصلب.


تحميل كُل ما تجده أمامك


هنالك بعض الأشخاص لديهم ولع وعِشق بالتحميل من الإنترنت Download، ويقوم بتحميل كل صورة أو فيديو يجدها أمامه حتى إن كان قد شاهدها مسبقًا على يوتيوب مثلًا، والذي يدخل الحيرة أكثر هو أنّه بمجرد انتهاء التحميل يقرر أن يشاهده لاحقًا ليبدأ رحلة البحث عن ملف آخر لتحميله، وهكذا تدور الدائرة من جديد.


هذه العادة بالرغم من أنّها تُرهق وتملأ الأقراص الصلبة حتى التُخمة، فهي أيضًا فرصة لفتح بوابات ذهبية للفيروسات والديدان وبرمجيات الفدية التي تبحث عن أي ثغرة للدخول، فطريقة عملها هي انتظار النقر على الرابط الخاص بها من المستخدم الغافل، وستقوم بكل العمل في الخلفية بدون حتى أن تعلم بذلك.


عدم تحديث الكمبيوتر والبرامج المُرافقة


إذا كان وضع التحديث في جهازك على ميزة التحديث اليدوي، فسأطلب منك الذهاب لصفحة تحديث النظام قبل متابعة القراءة! حسنًا ماذا وجدت؟! سأترك الإجابة لك، ولكن لغاية إكمال هذه الفقرة سأجيب على هذا السؤال بناءً على خبرتي المتواضعة في هذا المجال.


العديد من أوامر تحديث النظام قيد الانتظار هو المتوقع بصورة كبيرة، فعدم السماح للنظام بتحديث نفسه سواءً يدويًا أو تلقائيًا من شأنه أن يحرم النظام من الميزات الجديدة التي يتم إصدارها من المطورين، فضلًا عن تحديث ورقع الثغرات الأمنية التي يتم اكتشافها، والإبلاغ عنها من الأطراف الأخرى مثل الهكر الأخلاقيين.


ونفس الشيء ينطبق على البرامج الأخرى التي تستخدمها على جهاز الكمبيوتر، مثل: مكافح الفيروسات والتطبيقات الأخرى التي تتطلب تحديثها بصورة منتظمة؛ لتفادى أن تُحدث مشاكل على مستوى الأداء العام للجهاز.


عدم الاهتمام بالنظافة الدورية للجهاز


إذا كنت تريد لجهاز الكمبيوتر أن يُعمر طويلًا ويعمل بكفاءة عالية، لا تعرضه للأتربة والغبار بشكل مباشر، فهذا الأمر من شأنه أن يوقف عمل الجهاز بشكل تام، وإذا سمعت أو ظهر لك بعض المشاكل مثل: التوقف المفاجِئ وصوت عالي يصدر من المروحة، فتأكد بنسبة كبيرة أنّ هنالك مشكلة عويصة قد بدأت بالظهور.


يمكنك التعامل مع هذا الأمر من خلال العناية الشخصية بنظافة الشاشة ولوحة المفاتيح بين الحين والآخر، واستخدام الأدوات المخصصة لنفض الأتربة والغُبار عن المكونات الداخلية للجهاز لإبقائِه نظيفًا إذا كنت تريد أن يستمر الجهاز في العمل لسنوات إضافية.


عدم إصلاح ما يطرأ من مشاكل بشكل فوري


في بعض الأحيان تظهر بعض المشاكل بصورة مفاجِئة سواءً على مستوى نظام التشغيل أو البرامج المثبتة، ونتكاسل عن عدم إصلاحها؛ لأنّ الجهاز يعمل بشكل طبيعي ونضع في اعتقادنا أنّها قد لا تؤثر على الجهاز بصورة كبيرة.


هذا التجاهل أو التكاسل سوف تدفع ثمنه غاليًا بمرور الوقت، من خلال تفاقم المشكلة الأصلية لتنتج مشاكل ثانوية مما يؤدى إلى عطب وتوقف الجهاز بشكل كامل في يوم من الأيام، وحينها ستجد أنّ إصلاح المشكلة سوف يكلف أموالًا طائلةً، أو التفكير في جهاز جديد والذي بدوره سيُكلفك أموالًا أيضًا ربما تكون في أمس الحاجة لها، ولا ننسى تعطل أعمالك ومشاريعك التي تعمل عليها.


مسألة الحفاظ على كفاءة عمل أجهزتنا الإلكترونية بمختلف أنواعها، الجزء الأكبر منه يقع على عاتق المستخدم بشكل كبير من خلال وعيه وطريقه إدارته، وعنايته بهذه الأجهزة للحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة وفي نفس الوقت عدم الدخول في دوامة الصيانة، ومحاولة استبدال الجهاز بشكل كامل، والتي يمكن تفاديها بقليل من الحرص والعناية اللازمين.