اللغة العربية من أهم اللغات المتعارف عليها إذ أنها لغة القرآن الكريم والحديث الشريف، كما أنها تضم العديد من القواعد النحوية والصرفية، ولكل قاعدة أحكامها وخصائصها، ولكي يتم الكتابة بشكل صحيح وبدون أخطاء لا بد من معرفة تلك القواعد بشكل صحيح حتى يتم التمكن من ضبط الحركات وفقًا للموقع الإعرابي، ومن بين الموضوعات النحوية يوجد النعت، كما يُمكن لمحبي القراءة البحث عن النعت أو القصص الروائية التي يقرؤونها لكي يتقنوه.
تعريف النعت
يمكن تعريف النعت بأنه اسم تابع يُذكَر لبيان صفة من صفات الاسم الذي قبله، كأن نقول: (هذا طالب مجتهد)، أو (جاءت الفتاة الصغيرة)، ومعنى أن النعت تابع أنه يتبع المنعوت في كافة الخصائص كـ(الرفع، النصب، الجر، الإفراد، التثنية، الجمع، التذكير، التأنيث، التعريف، التنكير)، ويمكن التوضيح بالأمثلة الآتية:[1]
أنواع النعت
يُقال نعت فلان، والمُراد وصفته، وكثيرًا ما نجد أن بعض النحويين يطلقون على هذا الباب من أبواب النحو (باب النعت) وآخرون يطلقون عليه (باب الوصف)، ولهذا السبب لا يمكن ذكر الفرق بين النعت والصفة لعدم وجود فرق عند النُحاة، والنعت ينقسم إلى نوعين هما الحقيقي والسببي.[2]
النعت الحقيقي
النعت الحقيقي هو ما يدل على صفة من صفات الاسم الواقع قبله أي (منعوته)، كما في قول الله تعالى (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، [سورة البقرة: الآية 258]، وهنا لفظ (الظالمين) يُعتبر نعت حقيقي إذ أنه يدل على صفة من صفات (القوم) وهي متبوعه، والسبب في تسمية هذا النوع بالحقيقي هو أنه بالنسبة لمنعوته يُعد صفة حقيقية لفظًا ومعنى، وقد ذُكر هذا في كتاب (تنقيح الأزهرية): [سُمِّي هذا النعت حقيقيًّا؛ لجريانه على المنعوت لفظًا ومعنى؛ أما لفظًا فلأنه تابع له في إعرابه، وأما معنى فلأنه نفسه في المعنى].[2]
تعريف النعت السببي
هو ما يُشير إلى صفة من صفات الاسم الواقع بعده، ولكنه يتعلق ويرتبط بالمتبوع أي (المنعوت)، وهو يقوم برفع اسم ظاهر يتصل بضمير عائد على المنعوت كما في قوله تعالى ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا)، [سورة النساء: الآية 75]، وهنا كلمة (الظالم) تكون نعت سبيي ولكن لا يصف الاسم السابق له (القرية)، بل يصف ما يأتي بعده (أهل القرية)، لأن الظلم في هذه الجملة ليس لوصف القرية، ولكنه لما بعده، كما أنه لوجود ارتباط بين القرية وأهلها فيجوز القول عن صفة أهل القرية أنها صفة القرية نفسها، ولهذا فإن كلمة (ظالم) تصبح نعت سببي أو غير حقيقي، فضلًا عن أن النعت السببي قام برفع اسمًا ظاهرًا وهو لفظ (أهلها) بالإضافة إلى أن هذا اللفظ به ضمير عائد على المنعوت (القرية).[2]
لماذا سمي النعت بـ السببي
النعت السببي يخرج عن مصطلح التوابع، ولولا وجود ضمير بالاسم المتأخر عنه والذي يشير إليه الوصف عائد على الاسم السابق على النعت كما في كلمة (أهلها) الواقعة في الآية الكريمة ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا)، [سورة النساء: الآية 75]، إذ أن هذا الضمير مرتبط بالمتبوع المتقدم وأيضًأ المنعوت الحقيقي، مما ترتب عليه إنشاء صلة بين الصفة والمتبوع المتقدم، ولهذا تم اعتبار هذا النوع من ضمن أبواب النعت، ثم تم إطلاق اسم النعت السببي عليه من قبل علماء النحو.[2]الفرق بين النعت الحقيقي والسببيبعد توضيح تعريفات النعت الحقيقي والسببي يأتي الدور على التفريق بين المفهومين وهذا يتم من خلال وجهين وهما:[2]
مطابقة النعت بنوعيه للمنعوت
لا يوجد فرق بين النعت السببي والحقيقي للمنعوت، فكلاهما يتبعان المنعوت في الآتي:[2]الإعرابإن النعت السببي والحقيقي يتبعان المنعوت في الإعراب في جميع المواضع (الرفع، النصب، الجر) كالآتي:
المراجع
- 1 - من التوابع: النعت .
- 2 - النعت السببي والحقيقي .