ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/01
ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي

سَنً الملك البابلي حمورابي في القرن الثامن عشر قبل الميلاد خلاصة من 282 قانوناً، ضبطت معايير السلوك و أمنت العدل لإمبراطوريته في بلاد الرافدين.


حُفرت هذه القوانين على عمود طوله 7 أقدام ونصف من الديوريت، وهي تغطي كل شيء من حقوق الملكية و السلوك الإجرامي إلى العبودية و الطلاق، وتعهدت بعقوبات وحشية  لكل من يخالفها، ساعدت هذه القوانين في صياغة شكل الحياة البابلية في عهد حمورابي، لكنها أثرت  بكامل أرجاء العالم القديم لأكثر من ألف سنة.


سوف نستعرض بعض المعلومات عن أهم قوانين حمورابي خلال العصور التاريخية..


1- ليست أقدم القوانين الموجودة


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


غالباً ما اعتبرت إملاءات حمورابي أقدم القوانين المكتوبة، لكن سبقها على الأقل قانونان قديمان من الشرق الأوسط. الأقدم هو قانون ملك مدينة أور السومري أورنمّو، و الذي يرجع تاريخه إلى القرن الحادي و العشرين قبل الميلاد، و تشير الدلائل أيضاً إلى أن قانون الملك السومري  لبيت عشتار، ملك إيسين، سبق وصول حمورابي للسلطة  بقرنين تقريباً.


تحمل هذه القوانين القديمة شبهاً واضحاً بقوانين حمورابي بالشكل و المضمون، وهذا يعطي احتمالاً بأنها أثرت ببعضها البعض أو اشتقت من المصدر نفسه.


2- تضمنت قوانين حمورابي الكثير من أشكال العقوبات الغريبة و المروعة


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


قانون حمورابي هو أحد أشهر الأمثلة على المبدأ القديم “Lex talionis”، أو قانون القصاص، نوع من العدالة الإنتقامية مرتبطة بالمقولة “العين بالعين”.فمثلاً إذا كسر رجل عظمة لرجل آخر سيكون جزاؤه أن تكسر هذه العظمة.


في الوقت نفسه كانت الجرائم الكبرى غالباً ما تقابل بعقوبات مروعة. إذا قبض على ابن وأمه بارتكاب الزنا، كانا يحرقان حتى الموت، إذا تآمر زوجان من العشاق على قتل شركائهما، فالعقوبة هي الموت بالخازوق لكليهما. حتى الجرائم الصغيرة نسبياً يمكن أن تتسبب لمرتكبها بمصير مريع. فمثلاً إذا ضرب ابن أباه، يكون جزاؤه قطع يده.


أما بالنسبة للجرائم التي لا يمكن إثباتها أو ضحدها بدليل (كجرائم السحر) ، سمح القانون ب “التحكيم الإلهي” و هي ممارسة غير عادية ، يوضع المتهم في وضع يحتمل أن يكون قاتلاً كطريقة لإثبات برائته.


و حسب القانون إذا قفز المتهم إلى النهر و غرق فإن المدعي “سيأخذ ملكية منزله”، ولكن إذا نجّت الآلهة المتهم ، فسيعدم المدعي وسيمتلك البريء منزله .


3- تباينت قوانين حمورابي تبعاً للطبقة الإجتماعية والجنس


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


سلك قانون حمورابي نهجاً وحشياً لتحقيق العدالة، لكن غالباً ما كانت شدة العقوبات تعتمد على هوية من خرق القانون و الضحية . فبينما أمر أحد القوانين “إذا كسر رجل أسنان نظيره، ستكسر أسنانه” فإن ارتكاب نفس الجريمة ضد فرد من طبقة أقل يكون جزاؤه غرامة فقط.


حتى أن العقوبات الأخرى المعتمدة على الرتبة كانت ملحوظة بشكل أكبر.إذا قتل رجل أمرأة حبلى من الخدم ستكون العقوبة غرامة مالية  ، لكن لو كانت هذه المرأة حرة  ، ستقتل ابنته كعقاب.


كما أدرج القانون عقوبات مختلفة للرجال والنساء فيما يتعلق بالخيانة الزوجية حيث سمح للرجال أن يقيموا علاقات خارج نطاق الزواج مع الخدم و العبيد، بينما منعت النساء و كانت العقوبة التقييد والرمي بنهر الفرات مع عشاقهن.


4- وضع القانون حداً أدنى لأجور العمال


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


كان قانون حمورابي سابقاً لعصره بشكل مدهش من خلال وضعه قوانين مرتبطة بالطلاق، حقوق الملكية ومنعه لسفاح القربى، وربما كان أكبر دليل على تقدم هذا القانون هو فرضه نوعاً من الحد الأدنى للأجور.


أشارت عدة مراسيم في القانون لمهن محددة و أقرّت أجوراً محددة للعمال.


5- تضمن القانون أحد أقدم الأمثلة على افتراض البراءة


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


رغم شهرة قوانين حمورابي –  بعقوباتها الوحشية، لكنها وضعت عدة سوابق قانونية مهمة ما زالت موجودة حتى اليوم.


و هو من بين أقدم الوثائق التاريخية التي طرحت مبدأ “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”.


حتى أن القانون يضع عبء تأمين الدليل على المدعي ، وبفرض لم يتكمن من إثبات قضيته أمام الشيوخ فسيتم إعدامه.


6- مازال  المؤرخون غير متأكدين من دور القانون في الثقافة البابلية


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


ربما يقدم قانون حمورابي لمحة عن الحياة اليومية في بابل القديمة، لكن مازال هناك جدل قائم حول دور هذا القانون في المجتمع.


من الممكن أن تكون هذه القوانين تعديلاً أو تحسيناً أو تنقيحاً  لقوانين أخرى عامة تاريخية، ومن الممكن أن تكون مجموعة من سوابق قضائية جمعت من الحوادث اليومية.


أثار بعض المؤرخين جدالاً حول هذا القانون، و شككوا بكونه لم يكن سوى حملة دعائية ملكية لجعل حمورابي ملكاً عظيماً و عادلاً، لكن مهما كان هدف القانون  فليس هناك شك بأن هذا القانون والعمود المنحوت عليه، كان معروضاً أمام العامة.


و يفتخر حمورابي في خاتمة القانون بقوله أن أي شخص مرتبط بنزاع يمكن له قراءة القوانين ل ” يصل للعدالة، ويسعد قلبه”


7- استمر القانون حتى بعد احتلال بابل


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


ضعفت إمبراطورية حمورابي بعد وفاتة عام 1750 قبل الميلاد حتى انهارت كلياً سنة 1595 قبل الميلاد عندما نهب الحثييون عاصمتها بابل.


ومع ذلك أثبت قانون حمورابي أهميته و تأثيره، حيث استمر دليلاً قانونياً للمنطقة لعدة قرون. على الرغم من انتقال السلطة المتكرر في بلاد الرافدين.


كانت إحدى مهمات النساخين التدريب على نسخ القانون ، وقد وجدت بعض الارقام التي تعود للقرن الخامس بعد الميلاد وحوت قانون حمواربي بعد مضي  أكثر من 1000 سنة على حكمه.


8- لم تكتشف قوانين حمورابي حتى القرن العشرين


ثمانية أشياء لا تعرفها عن قوانين حمورابي


كان لمراسيم حمورابي دور هام في العالم القديم، لكها فقدت مع الزمن و لم تكتشف من جديد حتى عام 1901، و ذلك في مدينة سوسا مقر الإمبراطورية العيلامية في إيران.


حسب  المؤرخين، فإن ملك عيلام شوتروك ناهونت سرق اللوح البالغ وزنه 4 أطنان خلال غارة على مدينة سيبار البابلية في القرن 12 قبل الميلاد ونقله إلى سوسا.


و يعتقد أن شوتروك ناهونت محى عدة  أعمدة من النصب ليضيف إليه كتاباته، لكن لم يضف أي نص.


اليوم يعرض هذا النصب العظيم في متحف اللوفر في باريس.


لقد ضمن هذا الإنجاز تخليد اسم حمورابي حتى يومنا هذا، وتكريماً له كمشرع حفر اسم حمورابي إلى جانب عدد من المشرعين العظماء، على لوح من الرخام موجود في المحكمة الأمريكية العليا.


المصدر