جزر القمر

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-19
جزر القمر

عُرِفت جزر القمر في القرن الثامن عشر بــ “جزر العطور” نسبةً لزهورها العطرة كزهرة ايلانغ ايلانغ الصفراء والمستخدمة في صناعة العطور.[1]تشكلت جزر القمر عند ملتقى حضارات مختلفة، سكنها أولًا البانتو من شرق إفريقيا، تبعتها الهجرة العربية. دخلها الإسلام حوالي عام 650 م، وشكلت مركزًا تجاريًّا وموقعا مهما في شبكةٍ من المدن التجارية التي تضم كيلوا في تنزانيا الحالية، وسوفالا (منفذ للذهب الزيمبابوي)، وموزمبيق، ومومباسا في كينيا. أصبحت البلاد جزءًا من الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في القرن التاسع عشر قبل استقلالها عام 1975، لتصبح العضو 143 في الأمم المتحدة. وشملت دولة جزر القمر الأرخبيل كاملًا، لكن فرنسا استمرت بالسيطرة على جزيرة مايوت رغم مطالبة دولة جزر القمر بها.وهي عضو في المنظمة الفرنكوفونية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ولجنة المحيط الهندي ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ووفقًا للبنك الدولي فإن حوالي 45% من إجمالي السكان تحت خط الفقر. ويعتبر كل من ضعف الرعاية الصحية والتعليم وتزايد عدد السكان العوامل الرئيسية التي تسهم في ارتفاع معدل الفقر في جزر القمر.

موقع جزر القمر

تقع الجزر في قناة موزمبيق في المحيط الهندي بين الساحل الإفريقي و مدغشقر ، تتكون جزر القمر من أربع جزرٍ كبرى وهي غراند كومور (نغازيدجا)، موهيلي (موالي)، أنجوان (نزواني)، ومايوت (مايور)، والمشهورة بأسمائها المحلية، إضافةً إلى جزرٍ صغيرةٍ هي:

  • جزيرة غراند كومور (نغازيدجا)أكبر الجزر وأكثرها ارتفاعًا وتساوي في الحجم الجزر الأخرى مجتمعةً، تقع العاصمة موروني على طول الساحل الغربي للجزيرة. ساحلها بدون مداخل كبيرة غير مناسبٍ للشحن. شكل بركان القرطالة (Karthala) أعلى نقطة فيها، وهو من البراكين الأكثر نشاطًا في العالم، ونجم عن ثورانه الكبير عام 2005 إجلاء 40 ألف شخصٍ وتدمير بحيرة فوهة البركان، كما شهد ثورانًا ثانويًّا في أيار 2006.
  • جزيرة نزواني، والمعروفة باسمأنجوان، تتميز الجزيرة بشكلها المثلث والذي نتج عن ثلاث سلاسلَ جبليةٍ وهي (سيما، نيوماكيلي، وجيميليم)، تعتبر موتسامودو المدينة الرئيسية فيها وعلى الرغم من أن غطاء التربة جيدٌ، إلا أن العديد من المناطق غير صالحةٍ للزراعة نتيجة تآكل التربة، لا توجد موانئ طبيعية جيدة، وقد تم تحديث مرافق موانئها في منتصف الثمانينات.
  • جزيرةموالي، أو موهيليأصغر الجزر وعاصمتها فومبوني، تتميز بالوديان الخصبة وتغطي تلالها غاباتٌ كثيفةٌ، وتعوق الأمواج العاتية على شواطئها الشحن.
  • جزيرة مايور أو جزيرة مايوتوهي أقدم جزيرة لديها أفضل الموانئ وأغنى تربة، تتميز بالثروة السمكية الجيدة نتيجة توافر حلقة من الشعاب المرجانية المحيطة.
  • مناخ جزر القمر

    مناخ جزر القمر مداري يتميز بموسمين بارد وجاف بين مايو وأكتوبر، ودافئ ورطب بين نوفمبر وأبريل.ففي نوفمبر ترتفع الحرارة إلى 33°م بعد الظهر بسبب الرياح الموسمية الصيفية، وتنخفض في موسم الجفاف إلى أدنى مستوى لها (29 °م) في يوليو. معدل هطول الأمطار السنوي بين (1100 و2900 ملم)، وهو الأعلى على الجانب الشمالي الشرقي من الجزر.تغور الأمطار بعمقٍ في الحمم البركانية والصخور المسامية في جزيرة غراند كومور بحيث يصعب حفر الآبار. تأتي معظم إمدادات مياه غراند كومور من الخزانات المملوءة في موسم الأمطار ومن ينابيع المياه العذبة على طول السواحل.وقد تشكلت الجزر من قاع المحيط الهندي نتيجة النشاط البركاني. كما توفر الشعاب المرجانية حواجزَ عرضيةً أمام الأمواج المتلاطمة في المحيط الهندي، وهي من أفضل مناطق الغوص في العالم. على طول الساحل شواطئ رملية مفتوحة تتخللها مجموعات منعزلة من أشجار جوز الهند وأشجار المانغروف. كما تتميز بعض المناطق الساحلية بتشابكاتٍ قاسيةٍ داكنة لتدفقات الحمم البركانية الأخيرة، في حين تغطى مناطق أخرى بصخورٍ مستديرةٍ ملساءَ تُذَكر بتآكل النشاط البركاني القديم.

    السكان

    جزر القمر واحدة من أقل البلدان من حيث تعداد السكان، إلا أنها من أكثر الدول كثافة سكانية، وتضم 275 شخصًا لكل كيلومتر مربع. وقد بلغ عدد سكان جزر القمر 845224 نسمةً في آذار 2019 استنادًا إلى أحدث تقديرات الأمم المتحدة.[2]يعكس سكان الجزيرة تنوع الأصول معظمهم من المسلمين، فقد اختلط المهاجرون من الملايو والتجار العرب والفرس مع شعوبٍ من مدغشقر وشعوبٍ إفريقيةٍ مختلفةٍ. يتحدث معظم سكان الجزر اللغة القمرية وهي لغةٌ من البانتو مرتبطة باللغة السواحلية ومكتوبة باللغة العربية. اللغات الرسمية هي القمرية والعربية والفرنسية التي تعد لغة الإدارة.جزر القمر أتباع متشبثون بالإسلام، وتقام الاحتفالات بالمناسبات الدينية بشكلٍ ملحوظٍ هناك، إلا أن الثقافة المحلية هي مزيجٌ من التأثيرات العربية والفرنسية والإفريقية. يبدي السكان احترامًا كبيرًا للموسيقى وفنون الأداء الأخرى، كما يتمتع الحرفيون المحليون بمهارةٍ في النحت والفخار والتطريز وصناعة السلال.[3]أما فيما يخص اللباس، فيتمثل اللباس التقليدي للنساء بفساتينَ ملونةٍ تشبه الساري تدعى شيروماني، وتزين وجوههن بعجينةٍ من خشب الصندل والشعاب المرجانية المسماة msinzano.

    اقتصاد البلاد

    جزر القمر واحدةٌ من أفقر بلدان العالم اقتصادها قائمٌ على زراعة الكفاف وصيد الأسماك. ويعدّ الناتج المحلي الإجمالي للبلاد هو من بين الأقل في العالم. ومنذ الاستقلال في عام 1975، شكلت مساعدات الاتحاد الأوروبي ولا سيما فرنسا، الركيزة الأساسية للاقتصاد.تنتشر فيها مزارع الفانيليا (معظمها في غراند كومور وأنجوان)، ونباتات العطور (وخاصةً إيلانغ يلانغ في أنجوان) وجوز الهند (غالبًا في موهيلي) والقهوة والقرنفل والكاكاو وغيرها من المحاصيل.[4]إيلانغ إيلانغ (زهرة الزهور) شجرةٌ ذات أزهار صفراء استوائية، ذات أهميةٍ كبيرةٍ لكونها مصدرًا للزيوت الأساسية المستخدمة في صناعة العطور الراقية، وجزر القمر هي أكبر منتجٍ في العالم للزيوت الأساسية المستخرجة من الزهرة التي تعد سلعةً تشكل عُشر إجمالي إيرادات تصدير الأرخبيل.[5]

    المراجع