ما عاصمة جزر القمر

دول  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٦:٥٩ ، ٦ مايو ٢٠٢٠
ما عاصمة جزر القمر

التعريف بالعاصمة موروني

تعدُّ مدينة موروني (بالإنجليزية: Moroni) العاصمة الاتحادية لجمهورية جزر القمر،[1] كما أنها تعدُّ أكبر مدينةٍ في البلاد، ويوجد فيها الميناء الرئيسي لجزر القمر، بالإضافة إلى كونها المركز الاداري لباقي الجزر الاخرى،[2] وهي مقر حكومة الدولة والمؤسسات والدوائر المدنية، كما يقع فيها متحف جزر القُمر الوطني، والارشيف الوطني للدولة، ومكتبة جرز القُمر الوطنية،[3] وتجدر الإشارة إلى أن اسم موروني مشتقٌ من كلمة مروني (بالإنجليزية: Mroni) المشابهة لها باللفظ والتي تعني بجانب النهر أو المطلة على النهر في اللغة القمرية المحكية،[4] كما يمكن أن يُترجم معنى كلمة موروني إلى وسط النيران؛ وذلك لأنها تقع بالقرب من بركان القرطالة النشط.[5]

نبذةٌ عن تاريخ مدينة موروني

يعودُ تاريخُ تأسيس مدينة موروني إلى القرن العاشرِ للميلاد على يدِ العربِ؛ الذين سكنوها وأقاموا فيها ومارسوا فيها أنشطتَهم وأعمالَهم، وتجدر الإشارة إلى أنّ موروني لم تكن عاصمة البلاد في السابق؛ حيث إن مدينة دزاودزي كانت تمثّل عاصمةَ البلادِ أولاً؛ والتي كانت أهمّ مُدنِ جزيرةِ مايوت في تلكَ الفترةِ، وقد ظلّت على ذلك إلى أن انتقلَت العاصمةُ إلى مدينةِ موروني فيِ عام 1958م، ومن حينها بدأت بالتطوّرِ والازدهارِ، وحَظِيَت ببنيةٍ تحتيّةٍ حديثةٍ، مع احتفاظها بعراقتِها وعاداتِها.[6]

جغرافية موروني

موقع موروني


تقع مدينةُ موروني على الساحل الغربيّ لجزيرة القمر الكبرى (بالإنجليزية: Grande Comore)؛ التي تعدُّ أكبر جزيرةٍ من جزر القمر،[7] وتبلغ مساحة موروني الإجمالية حوالي 30 كم>2،[8] أما بالنسبة لموقعها الفلكي؛ فهي تقع على خط الطول (43.2473146) شرقاً ودائرة العرض (-11.7172157) جنوباً،[9] وتكمن أهمية موقعها في كونها قريبةً من المطار الدولي، إضافةً إلى طرقها التي تصلها بالمدن الساحلية كمدينة هاهيا، التي تقع على الجهة الشمالية منها، وميتسوجي على الجهة الجنوبية.[10]

مناخ موروني


يتَّصفُ مناخ جزر القُمر بأنه مناخٌ مداري محيطي؛ أي أنه يكون حاراً ورطباً وأمطاره غزيرة خاصةً في المناطق الساحلية، وتنخفض درجات الحرارة قليلاً عند الاقتراب من المناطق المرتفعة خاصة على جبل القرطالة،[11] ومن أحد الأسباب التي تجعل موروني دافئةً على مدار السنة هو أنها تقع على منطقةٍ منخفضةٍ نسبياً؛ حيث ترتفع المدينة بمقدار 20 سنتيمتراً فقط عن مستوى سطح البحر، وتبلغ معدل درجة حرارتها السنوية ما يقارب +25 درجة مئوية بالمجمل، ويكون شهر شباط أكثر الأشهر دِفئاً بمعدل +26 درجةٍ مئوية، أما أكثر أشهر السنة برودةً في موروني فهو شهر آب والذي تبلغ درجات الحرارة فيه بالمتوسط +23 درجةٍ مئوية، أما بالنسبة لأمطارها فهي غزيرةٌ حتى في أكثر اشهر السنة جفافاً؛ حيث يبلغ معدل الهطول السنوي بالمجمل 2,381مم، ويكون شهر كانون الثاني أكثر الأشهر هطولاً للأمطار بمعدل 341مم، أما أقل الأشهر هطولاً للأمطار وأكثرها جفافاً فهو شهر أيلول بمعدل 68مم.[12]

تضاريس موروني


تتميز مدينة موروني وجزيرة القمر الكبرى بصفةٍ عامّة بأنها تتكون بالمعظم من صحراء تغزوها الصخور النارية والحمم البركانية الباردة في المنتصف،[13] ويعدُّ بركان القرطالة من أبرز تضاريس موروني، وهو من أكبر البراكين في العالم، ويحدُّ هذا البركان ساحل موروني الذي يتكون من صخورٍ بركانية،[1] وبذلك تكون موروني ملاصقة للبركان على امتداد ساحلها الغربي، ويبلغ ارتفاع جبل القرطالة حوالي 2,360 متراً، وهو أعلى نقطة في جزر القُمر كلها، وتجدر الإشارة إلى أن بركان القرطالة من البراكين النشطة؛ فقد انفجر أكثر من اثني عشرة مرة في القرنين الماضيين، ويصبح البركان على شكل هضبة واسعة يبلغ ارتفاعها 600 متراً في الجهة الشمالية منه، والتي تتميز بسطحٍ صخري وأتربةٍ خفيفة.[14]

ديموغرافية موروني

يبلغ عدد سكان موروني حوالي 42,872 نسمة بحسب احصاءات العام 2020م،[15] يشكل المسلمين النسبة العظمى منهم،[6] وتعدُّ اللغة القمرية المحكية -لغة من عائلة اللغات السواحلية التي تأثرت باللغة العربية- اللغة الأكثر انتشاراً في العاصمة موروني وفي باقي مدن جزر القمر، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية التي تعدُّ لغةً رسميةً هناك والتي يتحدث بها معظم السكان بالإضافة إلى أنها تستخدم في الأماكن الرسمية والتعليم، وتعتبر اللغة العربية بقواعدها المعروفة بمثابة لغةٍ ثانوية هناك؛ حيث يتركَّز استخدامها في التدريس القرآني، ويجدر بالذكر أن سكان بعض جزر القمر يتحدثون بلهجاتٍ محليةٍ معينة، كالشنغزادية في جزيرة القمر الكبرى، والشموالية في جزيرة موهيلي، والشيمورية في جزيرة مايوت.[16]

اقتصادُ مدينة موروني

تشتهرُ مدينةُ موروني بتصديرِ الكاكاوِ، والفانيليا، والقهوةِ، كما تنتشِرُ فيها العديدُ من الصناعاتِ المهمّةِ، مثل: صناعةِ المُنتجاتِ الخشبيّةِ، والمعدنيّةِ، والإسمنتِ، والمشروباتِ الغازيّةِ، والزيوتِ الأساسيّةِ المُقطّرةِ، والمُصنّعةِ، إلى جانب أنّها تحتوي على عددٍ من المستودعات المُخصّصةِ لتخزينِ البضائعِ الصادرةِ، والواردةِ،[17] ويتم استيراد وتصدير هذه المنتجات عن طريق ميناء موروني الاقليمي الذي يقع في الغرب من جزيرة القمر الكبرى، ويبعد ما يقارب 300 كم عن إفريقيا، ويتم استقبال الواردات كالنفط والمنتوجات الغذائية من خلاله أيضاً، إضافةً إلى أنه يعدُّ محطة تصدير المنتجات التي تنتجها المدينة، إلا أن كمية المنتجات الصادرة والواردة محدودة بسبب صغر مساحته،[18] ويتم استخدام مطار موروني الدولي أيضاً لغايات التصدير والاستيراد؛ حيث يتم نقل البضائع منه ومن الميناء إلى جزيرة أنجوان وجزيرة موهيلي، ومن أكثر الدول التي تتعامل معها جزر القمُر تجارياً هي تنزانيا؛ حيث نشطت التجارة الدولية فيما بينهما منذ عام 2000م بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة.[19]

السياحة في موروني

تصبُّ الحكومة مساعيها في تنمية السياحة في جزيرة القمر الكبرى عامةً والعاصمة موروني خاصةً، ويعتبر المطار الدولي ووجود أكبر فنادق جزر القُمر على هذه الجزيرة من مظاهر التنمية السياحية فيها،[20] وتجدر الإشارة إلى أن أفضل وقتٍ للسياحة إلى تلك المنطقة يكون في الفترة ما بين شهري نيسان وكانون الاول؛ حيث يكون الجو دافئاً وكمية الأمطار محدودة أو متوسطة،[21] ويمكن للسائح زيارة العديد من المعالم السياحية في موروني والمناطق القريبة منها والمتمثلة بالمبان الثقافية والتاريخية؛ كمسجد الجمعة الكبير (بالفرنسية: mosquée de vendredi)، ومسجد مهيري والشيخ أحمد (بالإنجليزية: Mssihiri wa Cheik Ahmed Mosque)، ومتحف جزر القُمر الوطني؛[22] الذي يجسد تاريخ وثقافة جزر القمر؛ إذ إنه يضمُّ العديد من التحف الحجرية التي تعود إلى فترة التاريخ المالديفي القديم؛ أي ما قبل دخول الاسلام للمنطقة، إضافةً إلى أزياء وحلي مشهورة لملوكٍ عاشوا في العصور السابقة،[23] وتضمُّ مدينةُ موروني على وجه الخصوص العديدَ من الأماكنِ، والمَعالمِ السياحيّةِ الرائعةِ التي تُعتبَرُ مراكزاً مهمّة لجذبِ الزوّارِ، والسيّاحِ، وفيما يأتي ذِكرٌ لأهمّ هذه المَعالمِ:[24]

  • سوقُ فولو فولو: يعدُّ سوقاً حيوياً يضمُّ العديدَ من المَحالِّ التجاريّةِ المُخصّصةِ لبيعِ القطعِ، والأعمالِ اليدويّةِ التقليديّةِ، والهدايا التذكاريّةِ الرائعةِ.

  • بركانُ القرطالةِ: يُعتبر بركان القرطالة النَشِط أحدَ أهمِّ المَعالمِ الطبيعيّةِ في المدينةِ، ويحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ لدى مُحبّي رياضةِ المشيِ لمسافاتٍ طويلةٍ.

  • مُتنزّهُ كويلاكانث البحريُّ: يُوجَدُ هذا المنتزه على الشاطئ الجنوبيِّ لمدينةِ موروني، ويُمثّلُ بيئةً رائعةً، وخلّابةً للحياةِ البحريّةِ الطبيعيّةِ.

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول جزر القمر يمكنك قراءة مقال معلومات عن جمهورية جزر القمر

المراجع