مدينة البندقية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-19
مدينة البندقية

تُعد مدينة البندقية من الوجهات التاريخية والسياحية العالمية العريقة. سنستعرض في مقالنا هذا أبرز التفاصيل المتعلقة بمدينة البندقية، وسنخوض في بعض مقتطفات تاريخها ومعالمها الحضارية والتاريخية المثيرة والفريدة.

موقع مدينة البندقية

مدينة البندقية وتُعرف أيضًا بمدينة فينيسيا (Venice) هي ميناءٌ بحريٌّ رئيسيٌّ يقع في الطرف الشمالي الغربي للبحر الأدرياتيكي، وعاصمة كل من إقليم فينيسيا ومنطقة فينيتو شمال إيطاليا، وهي أرخبيل في بحيرة البندقية (Venice Lagoon)، تحمي الضفاف الرملية المياه الضحلة للبحيرة، وتسمح فجواتها الثلاثة بمرور المد والجزر، وحركة المرور البحرية في المدينة.على مرِّ القرون، بنى أهل البندقية مدينتهم بنقل أكوام البلوط والألدر إلى التربة الرملية، وعلى هذه الأسس، شيَّدوا المنازل والقصور…[1]

تاريخ مدينة البندقية

كانت البندقية تحت سيطرة البيزنطيين لغاية 697 م، حيث انتخب الفينيسيون دوقهم الخاص (Doge) -هو زعيمٌ سياسيٌّ يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ الدوق. تطورت جمهورية البندقية لتصبح دولةً مدنيةً، ومركزًا تجاريًّا مزدهرًا بين الغرب والشرق، مستفيدة من موقعها على رأس البحر الأدرياتيكي، كما باتت قوةً مؤثرةً في البحر، استولت على العديد من الأراضي في البحر الأبيض المتوسط في القرن الثاني عشر، مثل كريت وقبرص، واعُتبرت أغنى مدينة في العالم في ذلك الحين. انتصرت في العديد من المعارك البحرية الكبرى، واحتلت مدينة جنوة المنافسة لها، وسيطرت على معظم الطرق البحرية …أدى سقوط القسطنطينية عام 1453 في يد الدولة العثمانية إلى إنهاء إرث الامبراطورية الرومانية الطويل، لتشهد البندقية على إثرها تراجعًا خلال العقود اللاحقة (400) سنةٍ، وقد كان الأتراك العثمانيين أعداء البندقية الرئيسيين في البحر وعلى الأرض …أدى اكتشاف كريستوف كولومبوس عام 1492 لأمريكا الشمالية إلى فتح سوقٍ جديدةٍ لتجار أوروبا، ومن بعده فاسكو دي جاما في عام 1497 الذي أبحر عبر رأس الرجاء الصالح جنوب القارة الإفريقية مكتشفًا طريقًا جديدًا إلى الهند، مصدر التوابل الرئيسي مما أنهى احتكار البندقية لتجارة البهارات.خلال عصر النهضة شهدت مدينة البندقية ازدهارًا معماريًّا وفنيًّا، ففي القرن الخامس عشر قام المهندسون المعماريون والنحاتون والبناؤون بتصميم وبناء أعظم المباني في المدينة، وزينتها الديكورات والجص والخشب من الداخل، كما اشتهرت البندقية بالفنون والموسيقى والمسرح، وبلغ عدد مسارحها 17 مسرحًا، وافتُتح مسرح  فينيسيا الشهير، وفي الوقت الذي كان أداء الموسيقى يتم في بلاط الملك في أوروبا، كانت مركزًا للموسيقا، ومن أشهر ملحنيها كلاوديو مونتيفيردي، وأنطونيو فيفالدي… واعتُبِر رساموها من أعظم الفنانين على مرِّ العصور كجاكوبو بيليني، أندريا مانتيجنا، فيتوري كارباتشيو، جيورجوني…عام 1797 سقطت جمهورية البندقية بيد نابليون، الذي أجبر الدوق على التنازل عن عرشه، وبعد توقيعه معاهدةً مع النمسا، أصبحت البندقية والمنطقة المحيطة بها جزءًا من مملكة لومبارديا فينيسيا النمساوية، في عام 1866 وقعت حرب الاستقلال الإيطالية الثالثة لتكون البندقية جزءًا من مملكة إيطاليا.بالنسبة للبندقية، يبدو التكيّف مع الحياة الحديثة صعبًا، إذ يتم التعامل معها كمتحفٍ، وبعيدًا عن مناطق الجذب السياحي، تحافظ على حياةٍ حضريةٍ متميزة، لا يزال الأطفال يستخدمون ساحات المدينة كملاعبٍ، بدلًا من الحدائق وغيرها من المرافق التي تخلو مدينة البندقية منها.[2]

غرائب مدينة البندقية

مدينة البندقية هي واحدةٌ من الوجهات الأكثر شعبيةً في إيطاليا، تم بناؤها على 118 جزيرةً صغيرةً، فأطلق عليها اسم “المدينة العائمة”، ترتبط هذه الجزر بأكثر من 400 جسرٍ مما أكسبها لقب “مدينة الجسور”.تشتهر بقنواتها الخلابة والجندول الذي ينساب خلالها … ساحة سان ماركو الشهيرة، وكنيسة سانت مارك… وكرنفال الربيع الذي يجذب آلاف الزوار سنويًّا لارتداء الأقنعة والأزياء وحفلات الشوارع.في مدينة البندقية ستجد أشياءَ لن تجدها في أي مكانٍ آخر ومنها شارع Calleta Varisco، أحد أضيق الشوارع في العالم، يبلغ عرضه 53 سم فقط! شوارع البندقية فريدةٌ من نوعها، ضيقةٌ وملتويةٌ، إذ لم يُعنَ أهالي المدينة بشكل الشوارع ومسارتها؛ لأن أبواب المباني كانت في اتجاه القناة.أهم القنوات القناة الكبرى تأخذ شكل الحرف S، تعبر المدينة بأكملها ويحيط بها حوالي 170 مبنى رائع، وهي ليست الوحيدة حيث يوجد 177 قناةً غيرها، إنها “مدينة القنوات” بحق![3]

السياحة

تُعد البندقية واحدةً من أقدم المراكز السياحية والثقافية في العالم، في عام 1987 تم تصنيفها وبحيرتها كموقعٍ للتراث العالمي لليونسكو.تُمثِّل السياحة جزءًا كبيرًا من اقتصاد المدينة، التي تستقبل حوالي 26 مليون سائح سنويًّا، خلال السنوات الأخيرة، واجهت البندقية عددًا من المشاكل التي جعلت منها أقل جاذبية للسياح، فمن صعوبة التعامل مع العدد الهائل من الزوار، إلى الفيضانات والتلوث والأضرار البيئية من السفن السياحية الضخمة التي تمر كل يومٍ.[4]أهم الوجهات السياحية في البندقية

  • متحف Punta della Dogan:في الماضي كان هذا المبنى القديم دائرة للجمارك، أما الآن فهو متحفٌ للفن المعاصر يتضمن العديد من التماثيل والمنحوتات الرائعة، ولعل أبرزها منحوتة المعماري Giuseppe Benoni والتي تزّين أعلى المبنى.
  • مسرح La Fenice:أحد أشهر دور الأوبرا في العالم، احترق المسرح ثلاث مراتٍ على مدار تاريخه، تمت إعادة بناء المبنى الحالي في عام 2004، والذي يتميز من الداخل بزخارفه المتميزة، تمتلئ أجندة المسرح بالحفلات الموسيقية وعروض الباليه الممتعة وحفلات الأوبرا، ولعل مشاهدة أحد عروض مسرح La Fenice يُعد من أكثر التجارب الفنية المشوّقة التي يمكن أن يحظى بها أي سائحٍ.
  • برج الجرس   Campanile: أحد أكثر المعالم شهرةً في البندقية، يقع في ساحة سان ماركو وهو أطول مبنى في المدينة ارتفاعه 99م، المبنى الذي نراه في يومنا هذا يعود لعام 1912 حيث تمَّ بناؤه بعد الانهيار المفاجئ للبرج القديم. إن الجسم الرئيسي لبرج الجرس بسيطٌ، مع بعض الإضافات المعمارية الجميلة كالأقواس والأعمال الحجرية التي تميز الأجزاء العلوية منه، يصعد الزوار إلى أعلى البرج بواسطة مصعدٍ، حيث يستمتعون بالإطلالة الرائعة على مدينة البندقية.
  • برج ساعة القديس مرقس Torre dell’Orologio:يقعالبرج على جانب ساحة سان ماركو، وهو مبنى جميل من عصر النهضة، تتوضع على واجهته ساعة فلكية مميزة، كما تتوزّع الكثير من التصاميم والأشكال الصغيرة الجميلة فيه ويوجد تمثالان برونزيان على سطحه من الأعلى تضربان على الجرس عند مرور كل ساعة، عند زيارة ساحة سان ماركو لا بدّ من زيارة هذا البرج والدخول إلى المبنى للتعرف على كيفية عمل الآلات.[5]
  • المراجع