الإنسان في نظر الإسلام
تتمثّل طبيعة النظرة الإسلامية إلى النفس الإنسانيّة بصفةٍ عامّةٍ إلى أنّها نفسٌ مكرّمةٌ ومعظّمةٌ، ولا يوجد استثناءٌ في ذلك في أي ناحيةٍ من النواحي المحسوسة، فلا فرق بين اثنين للونٍ أو لجنسٍ أو لدينٍ، حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)،
خُلق الإنسان ضعيفاً
تقوم الشريعة الإسلامية على العديد من القواعد، وأهمّها مناسبتها للطبيعة البشرية المجبولة على الضعف والوهن، حيث ورد في القرآن الكريم العديد من النصوص التي تبيّن ما فطر الله -تعالى- عليه الإنسان من ضعفٍ، وأنّه مهما أُوتي من قوةٍ يبقى ضعيفاً وعاجزاً أمام أبسط الشهوات، والمغريات التي في الحياة الدنيا، حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا)،
مظاهر ضعف الإنسان
كما أُشير في الفقرة السابقة فإنّ جوانب ومظاهر ضعف الإنسان عديدة، وفيما يأتي ذكر بعض تلك المظاهر:
- تبصّر الإنسان، بالرغم على ما هو عليه من التقدّم المعرفي الكبير وخاصّةً في جسمه، إلاّ أنّه ما زال محدوداً، فهناك بعض الأجزاء من جسمه لا يستطيع دخولها، ويقف ضعيفاً تجاهها؛ فعلم الدماغ والأنسجة والسوائل المختلفة وتفاعلها مع بعضها ما زال الكثير منه مجهولاً لدى الإنسان.
- الإبصار ضمن شروطٍ ومعطياتٍ يحكمها الزمان والمكان والثقافة، وبشكلٍ خاصٍّ ومحدودٍ فالإنسان الضعيف لا يستطيع أن يُبصر الأمر إلّا ضمن شروطٍ ومعطياتٍ؛ فالإنسان لا يستطيع التخلّص من محدودية الرؤية وضرورة النظر من زاويةٍ معينةٍ، وهذا يفسّر سبب عدم الاتفاق على أمرٍ واحدٍ، فإنّ خصوصية التكوين البشريّ، وظروفه، ومشاعره تدفع مواقفه وآراءه إلى التفرّد.
- العجزعن إدراك الأشكال النهائية لأكثر حقائق الكون دفعةً واحدةً؛ وذلك لأنّ الحقائق لا تبيّن للإنسان كلّ أبعادها وأطوارها إلاّ بشكلٍ تدريجيٍّ.
- عدم الجزم بشيءٍ مقطوعٍ ممّا سيحصل في المستقبل، مهما كان إدراك الإنسان للظروف والعوامل والمؤثرات التي تُحيط به؛ فهو لا يعلم ماذا سيحدث بعد شهرٍ أو بعد يومٍ أو بعد ساعةٍ، وأعظم الأطباء في الكون لا يستطيع أن يضمن له استمرار حياته.
- الإمكانات التي يمتلكها الإنسان لفهم الواقع الذي يعيش فيه بجزئياته ومشكلاته وخباياه.
الحكمة من خلق الإنسان
خلق الله -تعالى- الإنسان لعبادته، وإقامة أمره، والالتزام بأحكامه، وتحكيم شرعه في الأرض، فمن ابتعد عن الطريق وحاد عنه، فإنّه يكون مستحقّاً لعقاب الله تعالى، ومن امتثل لأوامر الله وطاعته فإنّه يكون مستحقاً لنعيم الله المقيم الذي وعد به عباده المؤمنين، حيث قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)،
المراجع
- 1 - سورة الإسراء، آية: 70. .
- 2 - سورة الإسراء، آية: 33. .
- 3 - سورة الأنبياء، آية: 47. .
- 4 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن حنيف وقيس بن سعد، الصفحة أو الرقم: 1312، صحيح. .
- 5 - نظرة الإسلام للإنسان , www.ar.islamway.net , 14-4-2014، 15-7-2018. بتصرّف. .
- 6 - سورة النساء، آية: 28. .
- 7 - تفسير قول الله تعالى: وخلق الإنسان ضعيفاً , www.islamqa.info , 4-2-2-012، 15-7-2018. بتصرّف. .
- 8 - أ. عبد الكريم بكّار، " وخلق الإنسان ضعيفاً " , www.saaid.net , أ. عبد الكريم بكّار، .
- 9 - سورة الذاريات، آية: 56-58. .
- 10 - الحكمة من خلق الإنسان , www.islamweb.net , 30-12-2001، 15-7-2018. بتصرّف. .