بعيدًا عن المناهج الدراسية، ما الذي يجب أن يتعلمه طفلك؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/23
بعيدًا عن المناهج الدراسية، ما الذي يجب أن يتعلمه طفلك؟

يهتم كل أب وأم بتعليم أطفالهم أحدث المناهج وإلحاقهم بأفضل المدارس ويجتهدون في ذلك لضمان مستقبل مشرق لهم، ولكن هل تكفي المدارس والمناهج مهما كانت قوتها لبناء شخصية الطفل وجعلها شخصية قوية مستقلة تستطيع القيام بما هو منوط بها مستقبلًا؟ وما الذي يجب أن يزرعه المُربي في الطفل منذ الصغر ليصبح إنسانًا أفضل فيما بعد؟ هذا ما سنناقشه بهذا المقال.


تكوين شخصية الطفل، هل هو ضرب من الخيال؟


كما تحدثنا سابقًا، بالطبع تعليم الأطفال ليس بالمهمة السهلة أبدًا ولكن هذا لا ينفي أهمية أن يتعلم أبناؤنا منذ الصغر بعض العادات والمهارات ليصبحوا شخصيات متوازنة ومستقلة.


وهنا يأتي السؤال: ما هي العادات التي يجب أن يتعلمها الطفل بالمقام الأول؟


نود التأكيد أن الهدف هو إنشاء إنسان متوازن في كافة الاتجاهات لذا نستطيع تقسيم الأمر لعدة محاور: الجانب الشخصي والعقلي والاجتماعي والبدني.


فعلى الجانب الشخصي


هناك مجموعة من الصفات يجب أن نُنشئ أطفالنا عليها ومن أهمها: الصدق، الاعتماد على النفس، تحمل مسؤولية وعواقب أفعالهم والالتزام بالوعود والالتزامات. وبالطبع هذا يجب أن يراه الطفل في تصرفاتنا قبل أن نطلب منه أن يتصرف بهذه الطريقة. وبجانب القدوة الحسنة هناك أمور أخرى نضعها في الحسبان لنعلمه هذه الصفات الهامة:


  • لا تفعل للطفل ما يستطيع فعله بنفسه، فهذا سيجعله طفلًا اعتماديًا قليل الثقة بنفسه.

  • اترك لطفلك بعض المساحة من حرية التصرف.

  • أشركه في بعض مسؤوليات المنزل بما يتناسب مع عمره لأن هذا سينعكس بالإيجاب علي ثقته بنفسه وشعوره بأنه فرد مهم وفاعل في الأسرة.

وليكون إنسانًا متحملًا لصعاب الحياة فيما بعد من المهم أن نُوجد لديه الحافز الداخلي وألا تكون كل تصرفاته بهدف نيل التشجيع والثناء.


وأخيرًا أن يتقبل الفشل كأمر طبيعي يحدث للجميع وألا يتوقف أبدًا عن المحاولة، ولتحقيق هذا علينا أن نتقبل نحن بالمقام الأول أن يفشل ببعض الأمور وألا نُصاب بالإحباط أو نُشعره بأنه صار فاشلًا أو تقل محبتنا له حينها.


بالنسبة للجانب الاجتماعي


لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع العيش وحده بدون الآخرين يجب أن نُعلم أطفالنا تقبل اختلافات الآخر وأننا لن نكون جميعًا متشابهين أو نملك نفس وجهات النظر، أيضًا أن نحترم مشاعر من حولنا وألا نتعامل بعدائية، وبالطبع تقديم المساعدة لمن يحتاجها.
مرة أخرى لا بد أن تكون هذه هي سلوكياتنا بالأساس حتى يتعلمها منا الطفل؛ يجب أن يرى أبويه يتعاملون بلطف مع الجيران والمعارف وأن يحترموا الآخرين مهما كانت طبقتهم الاجتماعية وأن يقدموا يد المساعدة لأي محتاج لها.


من الأمور الهامة بالنسبة لتلك النقطة أن تُشارك العائلة في المشاريع الخدمية لأن هذا يخلق بداخل الطفل إحساسًا بالاهتمام والمراعاة تجاه الآخرين، فأن يرى الطفل من أبويه أفعالًا بسيطة كأخذ الطعام لجار محتاج أو مساعدة سيدة مسنة في حمل أغراض ثقيلة أو جمع الملابس والألعاب القديمة وتقديمها لجمعية خيرية يزرع بداخله مفهوم تقديم المساعدة للآخرين وتنشئة شخص يرغب مستقبلًا في خدمة من حوله ومساعدتهم.


بخصوص الجانب العقلي


لا بد أن نساعد الطفل على إعمال عقله وعدم التوقف عن طرح التساؤلات مهما كثرت لأن هذا ما سيوسع مداركه ويمنحه آفاقًا أوسع للتفكير. وأن نشجعه على البحث بنفسه على إجابات تساؤلاته طبقًا لمرحلته العمرية وإذا كان صغيرًا للغاية ليفعل ذلك بنفسه بحثنا معه ليتعلم أن يفعل ذلك بنفسه لاحقًا.


أيضًا أن نمنحه فرصة الانفتاح علي التجارب الجديدة وتنمية قدراته ومواهبه التي قد تظهر من سن مبكرة؛ فإذا ظهرت عليه بوادر موهبة الرسم نشركه في أنشطة فنية لتنمية تلك الموهبة والمهارة، إذا كان محبًا للقصص والقراءة وفرنا له الكتب والمجلات المصورة وهكذا.


ومن الأمور الهامة لعقول أطفالنا مهما اختلفت شخصياتهم هو القراءة لهم منذ نعومة أظفارهم، لأن هذا بجانب أنه يخلق بداخله حب القراءة والاستطلاع مستقبلًا إلا أنه أيضًا يقوي الرابطة بين الأبوين وأطفالهم كنشاط مفيد وممتع يمارسونه سويًا.


أما الجانب البدني


“العقل السليم في الجسم السليم” ليس قولًا مأثورًا فحسب بل هو حقيقة مهمة يجب أن يضعها كل مُربي نصب عينيه وهو يربي أطفاله. ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني مهم ليس فقط لصحة الطفل الجسدية بل أيضًا لإكسابه الثقة بالنفس والعمل الجماعي فهو يشارك الأطفال الآخرين النشاط البدني ويتعلم كيف يتعاون مع الآخرين لتحقيق الفوز للفريق.
لذا فممارسة الرياضة مهما اختلف نوعها من الأنشطة التي يجب أن يمارسها الأطفال منذ صغرهم.


كذلك تعليم الطفل العادات الصحية السليمة منذ الصغر لأن هذا يحافظ على صحتهم البدنية ويحميهم من الأمراض والأوبئة. أمور مثل غسيل الأسنان بانتظام، عادات النوم الجيدة وتناول الطعام الصحي أمور يجب أن يضعها كل مربي من ضمن أولوياته وهو يتعامل مع طفله.


بالطبع هناك الكثير والكثير لنعلمه لأطفالنا ولكن التركيز على تلك الأمور كبداية سيساعدنا كثيرًا في بناء شخصية متوازنة قوية ومستقلة تستطيع الاعتماد على ذاتها وفاعلة في مجتمعها وتحب تقديم العون والمساعدة لمن حولها.