حب الله لتوبة عبده
يبقى العبد المسلم رغم حبه لله تعالى وبحثه عن مرضاته في حياته مخلوقاً ضعيفاً يقع في مواطن الشبهات والخطايا حيناً بعد حين، ويصدق ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (كلُّ بني آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطائينَ التوابونَ)،
التوبة من الذنوب العظيمة
يخبر الله تعالى عباده أن رحمته وتوبته عظيمة وشاملة كلّ بني آدم مهما بلغت ذنوبه كثرة أو عِظماً، فإنّ الله تعالى قادرٌ على مغفرتها كلها، قال الله تعالى في الحديث القدسيّ: (قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ أنَّك أتيتَني بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشركْ بي شيئًا لأتيتُك بقرابِها مغفرةً)،
شروط التوبة وما يعين عليها
ذكر العلماء خمسة شروط للتوبة المقبولة على المرء أن يجتهد ليحصّلها كلها حتى يطمئنّ أن توبته قد قبلت، والشروط هي:
- إخلاص النية لله تعالى من هذه التوبة، فلا تكن سعياً لمرضاة أي أحد سواه.
- الإقلاع عن الذنب وتركه نهائياً.
- الندم على إتيانه والوقوع فيه من قبل.
- عقد العزم على عدم العودة إليه ثانية.
- الشروع بالتوبة والإقبال على الله تعالى قبل أن يغرغر الإنسان عند الموت.
- أداء الحقوق إلى أصحابها إن كانت الذنوب والمعاصي متعلّقةً بالعباد، وبذل كل الوسع والطاقة في ذلك، فإن كانت التوبة من السرقة مثلاً فعلى العبد أن يردّ المسروقات إلى أصحابها، وإن كان ذلك صعباً فعلى العبد أن يتصدّق بقيمة المسروقات.
- استحضار عظمة الله سبحانه وأنه المتفضل على عباده بنعم كثيرة، فلا يجوز أن يقابل المرء الإحسان بالإساءة، بل بالشكر والطاعة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
- تذكر سوء عاقبة الذنب والمذنبين، وأنه سبب لحلول سخط الله تعالى، ونزول النقم عليه بسبب تكرار أخطائه وبعده عن التوبة والاستغفار، ولقد أوضح الله تعالى في القرآن الكريم أن الذنوب سبب لنزول النقم والبلايا، قال الله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)،
[11] - استحضار فضل التوبة وأهميتها، فكما أن استحضار سوء الذنب ينفر منه، فإنّ استحضار فضل التوبة وأهميتها قبل الموت سببٌ للإقبال عليها والرغبة في الاستزادة منها.
- إيقان المسلم أنه لا بد من الوقوف بين يدي الله تعالى يوم الحساب، واستعراض الذنوب والخطايا واحداً واحداً أمامه، فذلك سبب لخجل الإنسان من ذنوبه واجتهاده في التوبة منها.
- حفظ القرآن وتلاوته، فإنه معين للاستقامة والتوبة.
- الإكثار من مجالس الأخيار وصحبتهم، فإنّ في ذلك تذكيراً دائماً بما يرضي الله تعالى، وفيه عونٌ من الجماعة على استقامة الفرد وصحوته باستمرار.
- التوجه لله تعالى بصدق الدعاء أن يعينه على الثبات والاستقامة طوال العمر، ومن ذلك مواظبته على قول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
المراجع
- 1 - رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6274 ، صحيح. .
- 2 - معنى كلمة التوبة , www.almaany.com , 2018-9-21. بتصرّف. .
- 3 - معنى كلمة التواب , www.almaany.com , 2018-9-18. بتصرّف. .
- 4 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2577 ، صحيح. .
- 5 - حديث: لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته , www.alukah.net , 2018-9-19. بتصرّف. .
- 6 - رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6047 ، صحيح. .
- 7 - سورة الزمر، آية: 53. .
- 8 - شرح حديث: يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني.. , www.alukah.net , 2018-9-19. بتصرّف. .
- 9 - خمسة شروط للتوبة الصادقة , www.fatwa.islamweb.net , 2018-9-19. بتصرّف. .
- 10 - أمور تعين على التوبة , www.fatwa.islamweb.net , 2018-9-19. بتصرّف. .
- 11 - سورة الشورى، آية: 30. .