شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/09/26
شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة

المرض أو الموت هو ذلك الزائر ثقيل الظل، الذي يأتي دون سابق إنذار ولا يُفرّق بين صغير أو كبير، لنصحى في أحد الأيام على خبر مزعج في وسائل الإعلام عن وفاة أحد النجوم وهم في ريعان الشباب أو في أوج المجد والشهرة، وذلك بعد تعرضهم لوعكة صحية مفاجئة أو بعد عملية جراحية خاطئة أو بعد صراع طويل مع المرض.


وهنا سأقوم بتخليد ذكرى مجموعة من الفنانين العرب الذين رحلوا عن هذه الحياة بشكل مفاجئ، ومع ذلك كان لديهم الوقت الكافي لترك بصمّة هامّة في عالم الفَنّ العربي والمصريّ:


عادل خيري


(1931 – 1963)


شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة


فنان جميل من زمن جميل توفي في الثانية والثلاثين من عمره بعد إصابته بتليف الكبد الذي قضى عليه سريعاً، وعلى الرغم من أن عمره الفني قصير وأعماله الفنية قليلة، إلا أنها تركت بصمة كبيرة.


فمن منا ينسى دوره في المسرحية الشهيرة “إلا خمسة” والجملة الشهيرة التي ندرجها في حوارنا علي سبيل الدعابة “انت جاية اشتغلي ايه؟!!” والتي شاركته فيها السيدة “ماري منيب” كأحد أعضاء فرقة “بديع خيري”، وشكلوا معاً ثنائي ناجح، ومن هذه المسرحيات:


  • 30 يوم في السجن

  • لو كنت حليوة

أما بالنسبة للسينما فرصيده لم يتجاوز فيلمين:


  • البنات والصيف

  • لقمة العيش

الضيف ٲحمد


(1936 – 1970)


شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة


اسمه “الضيف أحمد الضيف” هذا الضيف الخفيف الذي لم يمهله القدر الوقت الكافي لنستمتع بقدراته المتعددة، فقد كان يؤلف ويخرج ويمثل ويلحن وهو مؤسس فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” وأحد أهم أعضائها.


كان ظهوره مبهجاً حتى لو لم يتعدَ دوره مشهداً واحداً، اذكر مثلاً المشهد الذي ظهر فيه في فيلم “عروس النيل” كضيف شرف، مع الفنان العظيم “رشدي اباظة” وهو يؤدي دور مريض نفسي وفقط يقول جملة واحدة بشكل عفوي ولكن تجعلك تضحك من أعماقك من البساطة واللطافة وتعبيرات وجهه المعبرة:



“أنا مين.. أنا فين.. أنا ليه.. أنا ازاي!!!



قد توفي بسكتة قلبية أنهت حياته، التي كان الجميع يتنبأ له بأن يكون أحد روّاد الكوميديا عن جدارة.


عاطف الطيب


(1947 – 1995)


شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة


مسيرة فنية مدتها خمسة عشرة عاماً، وواحد وعشرين عملاً سينمائياً، ابن الطبقة الكادحة الذي تحمّل المسؤولية صغيراً، وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، ليساعد والده الذي كان يملك محلاً لبيع الألبان ولكنه افلس، وكان مصدر رزقهم الوحيد، فكان ينزل كل يوم ليبيع اللبن لأهل منطقته “بولاق” في الفجر، ثم بعدها يذهب للمدرسة.


قد عبّر عما حدث لأسرته في ثاني أفلامه “سواق الاتوبيس” بكل صدق وبراعة ليلفت  الأنظار إلى موهبته، خاصة وبعد النقد الذي تعرّض له فيلمه الأول “الغيرة القاتلة”، ولتتوالى نجاحاته الواحد تلو الآخر لما تحمله أفلامه من واقعية خالصة كما في أفلامه:


  • الحب فوق هضبة الهرم

  • قصة الأديب العالمي: نجيب محفوظ – الذي شهد لعاطف بالعبقرية رغم صغر سنه وأطلق عليه لقب عميد الخط الواقعي الحديث.

  • البريء

  • الهروب

  • ناجي العلي

  • ليلة ساخنة

كان يُحبّ عمله جداً، ويعشق البلاتوه عشق بلا حدود، ويهتم بكل تفصيلة في العمل، صغيرة كانت أم كبيرة، ويبدو أن قلبه لم يحتمل كل تلك التفاصيل، فسقط مغشياً عليه، ونصحه الأطباء بالراحة التامة، وإجراء جراحة عاجلة، وبعد عناد طويل منه وافق على إجرائها، ليتوفى بعد الجراحة بأيام، نتيجة أزمة قلبية، وهو في السابعة والأربعين من عمره.


علاء ولي الدين


(1963 – 2003)


شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة


استطاع أن يثبت وجوده في وقت قصير، مستغلاً تكوينه الجسماني الضخم في اضحاكنا، وتعبيرات وجهه الطفولية، بدأ بأدوار ثانوية في العديد من الأفلام نذكر منها: “الإرهاب والكباب” و”المنسي” و”النوم في العسل”، ثم بعد ذلك استطاع أن يكون هو بطل العمل الأساسي، وكانت البداية الناجحة وفاتحة الخير عليه، بفيلمه “عبود علي الحدود” تلاه وبنجاح ساحق فيلم “الناظر”، الذي قدّم فيه ثلاث شخصيات مختلفة: الأب والأم والابن وببراعة منقطعة النظير.


قد حقق فيلم الناظر إيرادات تخطت كل التوقعات “18 مليون جنية”، بعدها قدّم فيلم “ابن عز” ولكنه لم ينجح كسابقه، كان علاء ولي الدين يشعر دائماً بأن الموت قريباً منه، وقد صرّح بهذا الهاجس لصديقه المقرب “محمد هنيدي” الذي اعتبره نوعاً من الهزار.


وقد كان علاء ولي الدين يعاني من داء السكري منذ كان في التاسعة عشرة من عمره، لنصحو في أحد أيام عام 2003 علي خبر حزين، فغيبوبة سكر قضت عليه ولم يتجاوز عمره الأربعين بعد.


خالد صالح


(1964 – 2014)


شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة


بدأ مسيرته الفنية عام 2000 وهو في سن السادسة والثلاثين، كان قبل ذلك يعمل محامياً، وأعمال خاصة أخرى، لكن هواية التمثيل لم تفارقه، فقد اشترك في العديد من الأعمال المسرحية على مسرح الهناجر، في أدوار صامتة، كما عمل كمساعد مخرج، ثم أخرج بعد ذلك لصديقه الفنان “خالد الصاوي”، ثم لفت الأنظار إليه بأدوار ثانوية على شاشة السينما، ولكنها مميزة مثل أفلام:


  • ملاكي اسكندرية

  • تيتو

  • حرب اطاليا

  • عمارة يعقوبيان

  • تمن دستة أشرار

  • أحلى الأوقات

ثم ينطلق بعد ذلك في صفوف النجوم، فنراه في أدوار رئيسية هامة مثل:


  • ابن القنصل

  • الجزيرة

  • هي فوضي

  • الريس عمر حرب

أما بالنسبة لشاشة التليفزيون فاستطاع أن يقتنص بطولات مطلقة في العديد من الأعمال الناجحة نذكر منها:


  • الريان

  • فرعون

  • موعد مع الوحوش

  • 9 جامعة الدول

كان خالد صالح يعاني من مرض القلب، وقد أجريت له جراحة ناجحة ولكنه مرض مرة أخرى، ولتوافيه المنية بعد هذه الجراحة الثانية ويرحل عن عالمنا وهو لم يتجاوز الخمسين بعد.


ممدوح عبد العليم


(1959 – 2016)


شخصيات فنيّة مصرية بحياة قصيرة وأعمال خالدة


بدأ التمثيل منذ أن كان طفلاً في برامج الأطفال، لكنه لم يدرسه، فممدوح عبد العليم حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، قدّم لنا العديد من الأدوار التليفزيونية التي لا تُنسى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:


  • الحب وأشياء اخري

  • ليالي الحلمية

  • خالتي صفية والدير

  • الضوء الشارد

  • ابيض في ابيض

كذلك جسّد على شاشة السينما العديد من الأدوار الهامة نذكر منها:


  • مشوار عمر

  • بطل من ورق

  • من إنتاجه الخاص قدّم:

  • سمع هس

  • رومانتيكا

كان ممدوح عبد العليم ينتقي أعماله بعناية شديدة، إذ أنه كان لا يدخل عمل من باب الكسب، كان لابد أن يكون مقتنعاً جداً بما يقدمه، لذلك كانت أعماله قليلة في السنوات الأخيرة وخصوصا بعد الثورة، وكانت آخر أعماله في 2014 في مسلسل السيدة الأولى.


توفي الفنان ممدوح عبد العليم وهو يمارس الرياضة، ولقد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله الي المستشفى ويتم اسعافه من الأزمة القلبية التي تعرض لها.


هكذا كما قرأت عزيزي القاريء، ينتقي الموت ذوي القلوب الرقيقة، يختطفهم نجوماً لامعة في سماء الفَنّ، تاركين في وجداننا رصيداً من الأعمال الخالدة التي لن تنسى برحيلهم.