الصداقة
الصداقة كلمة جميلة تنطوي في كلّ حرف من حروفها على صدق ينبع من النفس، ودفء مصدره الوجدان، وأمل، وتفاؤل، وإخلاص، وقوة في المحبة والمودة، وهي تمنحنا الحب والمودة فهي نسمة هواء نقيّ تسري بين الأصدقاء، وهنا في هذا المقال جمعتُ لكم شعراً عن الصداقة الجميلة.
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جداً
- أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، ولد وتوفي في منطقة معرة النعمان، ومن أجمل قصائد أبو علاء المعري.
1
- حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ
- فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب
- إلى الطّعامِ وسَترٍ بالجلابيبِ
- لذْعَ الهَواجِرِ أو وقَعَ الشّآبيب
- إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب
- على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب
- والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب
- إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب
- على القلوب بتبغيضٍ وتحبيب
- لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب
- حتفاً هداهُ إلى سابورَ أو بيب
- فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب
عدوك من صديقك مستفاد
- أبوالحسن علي بن العباس بن جريج، وهو من شعراء العصر العباسي، ولد وتوفي في بغداد، ومن أجمل قصائده في الصداقة:
[2]
- فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ
- يحول من الطعام أو الشراب
- مُبيناً والأمورُ إلى انقلابِ
- مُصاحبة ُ الكثيرِ من الصوابِ
- وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ
يا من قربت من الفؤاد
- إيليا أبو ماضي شاعر لبناني وهو من أشهر شعراء المهجر، ومن أجمل قصائدة التي قيلت في الصداقة:
[3]
- وأنت عن عيني بعيد
- شوق السليم إلى الهجود
- يهوى أخو الظمأ الورود
- وأصدّ عن هذا الصدود
- جمعت من الدرّ النضيد
- وكأنّما القرطاس جيد
- إذا شكى العاني القيود
- وداده إلاّ بليد
- إن جئتهم غير الوعود
- عندهم غير الجحود
- غير ما عرف القرود
- عنّي أو السخط الشديد
- فليس يصدّق في الوعيد
- عددتهم طيّ اللحود
- ما كلّ ذي مال يجود
- أقسى من الحجر الصلود
- يفدي اللجين من الوفود
- خوف الصغير من اليهود
- من الرجال و لا يفيد
- وجوده ضرر الوجود
ليس الصديق الذي تعلو مناسبه
- محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري، شاعر مصري، وهو من شعراء العصر الحديث، ومن قصائده عن الصداقة:
[4]
- بلِ الصديق الذي تَزكُو شمَائِلُهُ
- أو نَابَكَ الهمّ لَم تَفتُرْ وسائِلُهُ
- وَلا تُغِبُّكَ مِن خيرٍ فواضلُهُ
- بجمرِ أحقادهِ تَغلِي مراجِلُهُ
- ليوهِمَ النَّاس أنَّ الحزن شامِلُهُ
- فاحذرهُ واعلم بأنّ اللَّهَ خاذِلُهُ
جفا وده فازور أو مل صاحبه
- بشار بن برد العُقيلي، وهو من الشعراء المخضرمين حيث عاصر نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي، ومن قصائده في الصداقة:
[5]
- وأزرى به أن لا يزال يعاتبه
- ولا سلوة المحزون شطت حبائبهُ
- وما كان يلقى قلبهُ وطبائبه
- يميل به مسُّ الهوى فيطالبهُ
- مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ
- مَطِيَّة َ رَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ
- أربت وإن عاتبته لان جانبه
- صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
- مقارف ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجَانِبُهْ
- ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
- وأبْناؤُه منْ هوْله وربائبُهْ
- لذيذ الكرى حتى تجلت عصائبه
- خَفِيِّ الْحَيَا ما إِنْ تَلينُ نَضَائُبهْ
- سَقَاني به مُسْتَعِملُ اللَّيْل دَائبُهْ
- نَسَاهُ وَ لاَ تَعْتَلُّ منْهَا حَوَالبُهْ
- على مثلث يدمى من الحقب حاجبه
- خَليطٌ وَلا يَرْجُو سوَاهُ صَوَاحبُهْ
- يجد به تعذامه ويلاعبه
- بذي الرَّضْم حَتَّى مَا تُحَسُّ ثَوَالبُهْ
- على أبقٍ والروض تجري مذانبه
- لَظَى الصَّيْف مِنْ نَجْمٍ تَوَقَّدَ لاَهِبُهْ
- منَ الآل أمْثَالَ الْمُلاَءِ مَسَاربُهْ
- ذُرَى الصَّمْد ممَّا اسْتَوْدَعَتْهُ مَوَاهبُهْ
- منَ الصَّيْف نَئَاجٌ تَخُبُّ مَوَاكبُهْ
- إلى الجأب إلا أنها لا تخاطبه
- أيَمْضِي لِوِرْد بَاكِراً أمْ يُواتـبُهُ
- من الليل وجه يمم الماء قاربه
- يُنَاهبُها أُمَّ الْهُدى وتُناهبُهْ
- إِلَى نَهجٍ مِثْلَ الْمَجَرَّة لاَحِبُهْ
- من الماء بالأهوال حفت جوانبه
- كما صخبت في يوم قيظ جنادبه
- ترود وفي الناموس من هو راقبه
- يَجاذبُها مُسْتحْصِدٌ وتُجاذبُهْ
- أَنين الْمريض للْمريض يُجاوبُهْ
- عليه خلا ما قربت لا يقاربه
- إِذا ما أتاها مُخْفِقاً أوْ تُصاخبُهْ
- غليلُ الْحشا منْ قانصٍ لاَ يُواثبُهْ
- ولبَّاته فانْصاع والْموْتُ كاربُهْ
- فأصبح منها عامراهُ وشاخبه
- كأنَّ الْمَنَايَا في الْمُقَامِ تُناسبُهْ
- وَخِيمٌ إِذا هبَّتْ عليْك جنائبُهْ
- أخا ثقة ٍ تجدي عليك مناقبهْ
- عيون الندى منهم تروى سحائبه
- حبائلهم سيقت إليه رغائبه
- لظاهُ فما يَرْوَى منَ الْمَاء شَاربُهْ
- يزفُّ وقد أوفى على الجذل راكبهْ
- مَوَاردُهُ مَجْهُولَة ٌ وَسَباسبُهْ
- تزيدُ علَى كُلِّ الْفعَال مَرَاكبُهْ
الى الصديق
- ومن قصائد إيليا أبو ماضي في الصداقة أيضاً:
[6]
- فأحطم دواتك، واكسر القلما
- لا يحملون وتحمل الألما
- أحسبت أنّك تسمع الرّمما
- وكأنّ في آذانهم صمما
- أو أنت مّمن يخلق الهمما؟
- أدبا (وحاتم طيء) كرما
- والعلم (رسططا ليس) والشّيما
- وشأوت (آديسون) معتزما
- وحبوتهم إيّاه منتظما
- وجعلت كلّ مبعّد أمما
- إني وجدت الحرّ متّهما
- عرفتهم الدّنيا ولا نقما
- وكأنّما قد آثروا العدما
- نصلوا فلا عربا ولا عجنا
- والغرب ذو خطلر وما زعما
- إنّ القويّ يهون منقسما
- وتراه أهون ما يرى ديما
- فإذا يناكر بعضه نهدما
- ما دام فيه الخلف محتكما
- في أمّة كلّ لا تشبه الأمما
- والإثم كلّ إن كتما
- والجهل إن يبك الحجى ابتسما
- ولسوف تمضي وهو ما علما
- اللّيث، لولا بأسه، اهتضما
- كالبحر يأكل حوته البلما
- أو يرحم الضّرغامه الغنما
- حتّى لأحسب بيننا رحما
- أن لا يكون الشّمل ملتئما
- حبرا ، ويقرأه أخوك دما
- عضّ الأناسل بعدما ندما
- حتّى تكون الأرض وهي سما
- غرّاء يهتك نورها الظّلما
- ونطقت لما استصحبوا البكما
- كانت روائعهم لها خدما
- سكران جدّ السّكر، محتشما
- ينسي القفار الأنيق الرسما
- كأضالعي مملوءة ضرما
- لو شئت لاستنزلتها كلما
هو الدهر لا يشوي وهن المصائب
- حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، ولد في سوريا وتوفي في الموصل، واشتهر شعره بالقوة والجزالة، ومن قصائد أبو تمام في الصداقة:
[7]
- وأكثرُ آمالِ الرجالِ كواذبُ
- بَلِ المَوْتُ لاشَكَّ الذي هوَ غَالِبُ
- فقلتُ ولكنَّ الشُّكولَ أقارِبُ
- وإنْ باعدتْنا في الأصولِ المناسبُ
- إلى قولِهِ الأسماعُ وهي رواغبُ
- سِنَانَيّة ٍ في صَفْحَتَيْها التَّجارِبُ
- فَلَمْ يَجتِمعْ لي رأيُهُ والنَّوائِبُ
عبجتُ لصبري بعده وهوَ ميتٌ
- وكُنْتُ امرءاً أبكي دَماً وهْوَ غائِبُ
- عجائبَ حتى ليسَ فيها عجائبُ !
المراجع
- 2 - ابن الرومي ، " عدوك من صديقك مستفاد " , www.adab.com , ابن الرومي ، .
- 3 - إيليا ابو ماضي، " يا من قربت من الفؤاد " , www.aldiwan.net , إيليا ابو ماضي، .
- 4 - محمود سامي البارودي، " ليس الصديق الذي تعلو مناسبه " , www.aldiwan.net , محمود سامي البارودي، .
- 5 - بشار بن برد ، " جفا وده فازور أو مل صاحبه " , www.adab.com , بشار بن برد ، .
- 6 - إيليا أبو ماضي ، " الى الصديق " , www.adab.com , إيليا أبو ماضي ، .
- 7 - أبو تمام ، " هو الدهر لا يشوي وهن المصائب " , www.adab.com , أبو تمام ، .