طريقة انتشار البلهارسيا

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٧:٤٧ ، ٢٨ مايو ٢٠١٨
طريقة انتشار البلهارسيا

البلهارسيا

تُعدّ البلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosoma) والمعروفة أيضاً بالمثقوبة الدموّية (بالإنجليزية: Blood fluke) من الديدان المسطحة (بالإنجليزية: Platyhelminthes)، وتتميز عن بقية الديدان المُسطحة بكونها ثُنائية المَسكَن، أو مُنفصلة الجِنس (بالإنجليزية: Dioecious)؛ وفي الحقيقة تُعدّ البلهارسيا من الطُفيّليات المُسببة لداء البلهارسيات (بالإنجليزية: Schistosomiasis) لدى الإنسان، ويُعدّ هذا المرض من الأمراض الطفيّلية الشائعة.[1]

ينتشر مرض البلهارسيا في المجتمعات الفقيرة والريفية، وذلك بسبب سوء الصرف الصحيّ، وقلة مصادر المياه الصالحة للشرب، كما أنّه ينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وخاصةً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sub-Saharan Africa)، وتجدر الإشارة إلى أنّ النساء في مجتمعات الصيد، والمجتمعات الزراعيّة اللواتي يقمنّ بالأعمال المنزلية كغسل الثياب باستخدام المياه الملوّثة والناقلة للعدوى مُعرّضات للإصابة ببلهارسيا الأعضاء التناسلية الأنثوية، كما أنّ الهجرة إلى المناطق الحضريّة، وازدياد عدد السكان وما يُرافقه من الحاجة إلى الماء والقوة لعمل مشاريع تنمويّة، وتعديلات بيئية أدّت إلى تسهيل انتشارها،[2] وفيما يلي تفصيل لطريقة انتشارها:[2][3]

  • تخرج بيوض البلهارسيا مع فضلات الشخص المُصاب، وعند تلويث الماء بفضلات الشخص المصاب، تفقس البيوض فور ملامستها للماء.

  • ينتج عن هذه البيوض يرقات تُدعى الميراسيديوم (بالإنجليزية: Miracidia)، والتي ما إنْ تلتقي بالنوع المناسب من الحلزون (بالإنجليزية: Snails) فإنّها تستخدمها كَوسيطٍ من أجل التكاثر وإنتاج آلاف الطفيليات الجديدة، والتي تُدعى بالسركاريا (بالإنجليزية: Cercariae).

  • تنتشر السركاريا خارج القواقع متّجهة إلى الماء، وحالما يلمس الإنسان الماء الملوث بهذه السركاريا، فإنّها تخترق جلده مُسببةً الإصابة بداء البلهارسيات.

  • تتطور يرقات البلهارسيا داخل جسم الإنسان لتصبح بالغة، وتسكن في الأوعية الدمويّة.

  • تتزاوج البلهارسيا البالغة داخل جسم الإنسان، ثم تقوم الأنثى بإنتاج البيوض التي ينتقل بعضها إلى أنسجة الجسم المختلفة، ويخرج بعضها الآخر مع فضلات الإنسان.[4]

أعراض الإصابة بداء البلهارسيات

أعراض المرحلة الحادة


غالباً لا تظهر أيّة أعراضٍ خلال اختراق السركاريا لجلد الإنسان، إذ يبدأ ظهورها بعد تكوّن البيض، والذي يُقدر بحواليّ شهر إلى شهرين من بعد دخول السركاريا إلى جسم الإنسان، ونذكر من هذه الأعراض ما يلي؛ الحمّى، والقشعريرة، والسعال، وألم في العضلات، وفي الحقيقة إنّ أعراض المرحلة الحادة من البلهارسيا مُشابهة لأعراض داء المصل (بالإنجليزية: Serum Sickness)، والتي تُعرف بحُمّى الكتاياما (بالإنجليزية: Katayama fever)، وهي كما يلي:[5]
  • الحمّى.

  • السعال.

  • ألم عام في الجسم.

  • ألم البطن من جهة الطحال والكبد.

  • الإسهال المصحوب بالدم (بالإنجليزية: Bloody diarrhea).

  • الطفح الجلدي.

  • الصُداع.

  • الشعور بالتوّعُك.


أعراض المرحلة المزمنة


إنّ الأعراض المزمنة لمرض البلهارسيا تظهر بعد عدّة شهور وسنوات، وتحدث بسبب التهابٍ ونُدَبٍ في الأنسجة المختلفة، يسببه الجهاز المناعي للجسم استجابة لوجود البيض، ومن هذه الأعراض ما يلي:[5][6]
  • دم في البراز: وذلك نتيجةً للالتهابات الحاصلة بسبب وجود البيض في الأوعية الدموية للأمعاء.

  • ألم أثناء التبوّل: يتسبب البيض الموجود في المسالك البولية بالتهابها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الإصابة بعدوى الجهاز البولي (بالإنجليزية: Urinary tract infection)، وقد تجعل المُصاب عُرضة للإصابة بسرطان المثانة (بالإنجليزية: Bladder cancer) في الحالات النادرة.

  • دم في البول: يظهر دم في البول نتيجة التهاب المثانة الشديد، الحاصل بسبب وجود البيض في الأوعية الدموية الواقعة في جدار المثانة.

  • السعال وضيقٌ في التنفس: والذي يحدث بسبب انتقال اليرقات الطفيلية خلال أنسجة الرئة، وانحصار البيض في الأوعية الدموية التي تغذي الرئة، مما يؤدي إلى تكوّن ورم حُبَيبي (بالإنجليزية: Granuloma)، والإصابة بالتليّف (بالإنجليزية: Fibrosis).

  • نوبات الصرع والشلل: تحدث نوبات الصرع نتيجة الالتهابات الحاصلة، بسبب وصول البيض إلى الحبل الشوكي والدماغ.

الوقاية من البلهارسيا

في الحقيقة لا يوجد أيّ لقاحٍ ضد البلهارسيا، ولكن يمكن اتباع بعض الخطوات للوقاية من الإصابة بها، ومنها ما يلي:[7][8]

  • تجنّب السباحة في مياه المناطق التي تشتهر بانتشار داء البلهارسيات.

  • شرب المياه بعد غليه لمدة دقيقة على الأقل، أو بعد تنقيته، وتجدر الإشارة إلى أنّ البلهارسيا تنتقل عند ملامسة الفم والشفاه للماء الملوّث بها وليس عند ابتلاعه.

  • الاستحمام باستخدام ماءٍ مغليّ لمدة دقيقة كافٍ للقضاء على السركاريا، ولكن يجب تبريدها لتجنّب الإصابة بالحرق، كما أنّ المياه المحفوظة في الخزانات لمدة يوم إلى يومين تُعدّ آمنة للاستخدام.

  • التجفيف بقوّة باستخدام المنشفة بعد التعرّض للمياه الملوثة، إذ إنّ ذلك يمنع اختراق البلهارسيا للجلد، ولكن لا يُعتمد عليها كطريقة فعّالة للوقاية من الإصابة.

  • علاج واسع النطاق للسكان المعرّضين لخطر الإصابة، وذلك من خلال تطبيق علاج دوري بدواء البرازيكوانتيل (بالإنجليزية: Praziquantel)، والذي يستهدف الفئات التالية:
    • الأطفال في سن المدرسة في المناطق التي ينتشر فيها المرض، وفي الحقيقة يعتمد تكرار العلاج لهذه الفئة على مدى انتشار المرض، إذ إنّ المناطق المعروفة بنقل العدوى، قد تحتاج إلى تكرار العلاج سنوياً وعلى مدارعدّة سنوات.

    • البالغين المعرّضين لخطر الإصابة في مناطق انتشار المرض، وكذلك أصحاب المهن التي تتطلب ملامسة الماء الملوث، مثل الصيّادين والمزارعين وغيرهم.

    • جميع السكان الموجودين في المناطق التي يكثر فيها انتشار المرض.

  • توفير مياه صالحة للشرب.

  • تحسين الصرف الصحي.

تشخيص البلهارسيا

يتم تشخيص الإصابة بمرض البلهارسيا من خلال أخذ عينات من بول أو بُراز الشخص المصاب، وفحصها باستخدام المجهر الإلكترونيّ، للكشف عن وجود بيض أيّ نوّعٍ من أنواع ديدان البلهارسيا، وتجدر الإشارة إلى أنّ البيض غالباً ما يخرج بشكلٍ مُتَقطعٍ ويكميّات قليلةٍ، مما يجعل اكتشافه أمراً صعباً، لهذا قد يُلجأ إلى إجراء فحصٍ عن طريق أخذ عيّنة دم.[9]

المراجع