بعد دخول الإسلام الكثير من البلاد ، ومخالطة العرب لغير العرب أدي ذلك إلى انتشار اللغة العربية بكثرة في جميع البلاد التي فتحها المسلمون وكانت تلك بداية تاريخ اللغة العربية في هذه الأوساط ، وأخذ علماء الإسلام على عاتقهم مسؤولية تعليم غير المسلمين اللغة العربية ، حتى يساعدهم ذلك على قراءة القرآن الكريم ومن أمثلة هؤلاء العلماء عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو الأسود الدؤلي، الفراهيدي ، وسيبويه ، وتم وضع قواعد اللغة العربية ، ومن أهم هذه القواعد هي قواعد النحو ، والصرف ، والإعلال ، والإبدال ، كما جاء من قواعد علم النحو قاعدة الإضافة .
الإضافة وأنواعها
يعرف الإضافة علماء اللغة على أنها إضافة أيم إلى أخر ليصبحا بذلك أسم واحد بعد أن كانا أثنين ، وتعد الإضافة من أهم قواعد اللغة العربية وتنقسم إلى قسمين أساسيين هما :[1]الإضافة المعنويةوقد سميت الإضافة المعنوية بهذا الاسم لأن الفائدة التي تحصل منها تعود إلى معنى الجملة ، كما أنها تسمى كذلك بالإضافة الحقيقية حيث السبب الأساسي من إضافة المضاف إلى المضاف إليه هو سبب حقيقي ، وليس وهمي ، وتفيد الإضافة المعنوية التعريف ، أو التخصيص ، ويشترط فيها أن لا يكون المضاف من المشتقات ، ويعرف فيها المضاف إذا كان المضاف إليه نكرة ، مثل: قوله تعالى: ( و قَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ) ، ومثل جملة : ( هذا يومُ سعيدٍ ) ، و ( وجدنا حقيبةَ فرحٍ ) ، وتفيد التخصيص أن كان المضاف نكرة مثل : ( هذا مكتبُ موظفٍ ) ، و ( مسكت كتابَ أدبٍ ) ولكن يوجد أسماء في اللغة العربية لا يمكن لها أن تصبح معرفة مثل ( غير ، ومثل ، وشبه ، ونظير ) مثل قولك : ( جاء رجلٌ غيرُك ) ، و مثل ( اشتريت ثوبًا مثلَ ريمٍ ) ، ونلاحظ أنه حتى بعد أن أضفناه إلى معرف لم يصبح معرفة .الإضافة اللفظيّةوهذه الإضافة تسمي إضافة لفظية حيث أن الفائدة فيها تعود على الفظ ، وليس على معنى الجملة ، والسبب الرئيسي منها هو تخفيف اللفظ بحذف التنوين ونون التثنية والجمع ، وشرطها أن يكون المضاف من المشتقّات ، مثل: قوله تعالى: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا ) ، و مثل جملة ( هذا كاتبُ الرسائل ) .
هناك الكثير من الأحكام التي يمكن بمجرد مشاهدها في الجملة أن ندرك أن هذا مضاف ، وهذا مضاف إليه وهذه الأحكام هي :[2]
قد يصبح المضاف معرفة بعد أن كان نكرة ، أو يصبح مؤنث بعد أن كان مذكر ، والعكس صحيح وها كله يكتسبه من المضاف إليه ، ولكن يشترط لحدوث ذلك أن يكون المضاف قابل للحذف من الجملة نهائياً ويقام المضاف إليه مكانَه ، مثل : ( شمسُ العقلِ مكسوفٌ بطوعِ الهوى ) ، ولكن الأصح أن يراعي المضاف .لا يمكن إضافة الموصوف إلا الصفة إلا بعد تقدير حذف المضاف إليه ، وتحل صفته محله ، ومن أمثلة إضافة الموصوف إلى صفته جملة : صلاةُ الأولى ، ويكون تقدير الكلام : صلاة الساعةِ الأولى . ويصح إضافة الصفة إلى الموصوف ، ولكن يشترط إضافة حرف الجر “من” بين المضاف والمضاف إليه، مثل: “كرامُ الناسِ”، فيصح فيها القول “الكرام من الناسِ”، أما إذا لم تصحّ إضافة من بين المضاف والمضاف إليه، فإن إضافة الصفة إلى موصوفها ممتنعة.يوجد بعض الأسماء في اللغة العربية التي لا تأتي في الجملة إلا في حالة الإضافة إلى مفرد ( عكس الجملة ) ، وهي : كل ، وبعض ، وأي ، وغير ( ويجب أن لا تسبق غير بلا أو ليس ) ، وعند ، ولدى ، ولدن ، ومع ، وذو، وذات، وذوو، وذوات، وأولو، وأولات، وكلا، وكلتا، وقصارى، والجهات الست “الظروف”: أمام، خلف، يمين، شمال، فوق، تحت، وما شابهها من اللفظ … إلخ . وهناك بعض الكلمات التي تلزم الإضافة ولكن إلى جمل ، وقد تكون هه الجمل اسمية ، أو فعلية مثل: ( إذا ) في قوله تعالى: “وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ ) فهنا أضيفت إذا إلى جملة اسمية .أما ما يجب أضافته إلى جملة فعلية فهو مثل : إذا، وريث، وريثما، ولـمَّا. وهناك بعض الكلمات يمكن إضافتها للجمل ، وللمفرد كذلك مثل : يوم، وحين، وغداة.
ماذا يكتسب المضاف من المضاف إليه
يمكن أن يكتسب المضاف من المضاف إليه التأنيث أو التذكير ، ولكن ذلك غير ممكن إلا بعد أن يكون حذف المضاف من الجملة جائز مثل كلمة : ( شمسُ العقلِ مكسوفٌ بطوعِ الهوى ) ، ولكن هذا لا يحدث كثيراً في اللغة والأصح هو ترك المضاف على حالته .[2]
أمثلة على إعراب المضاف إليه
أحضرْ قلمَ سعيدٍ .أحضر : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت .قلم : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف .سعيد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره .
كلانا موافقان .كلانا : كلا : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى وهو مضاف ، نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .موافقان : خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
أشم رائحةَ وردٍ .أشم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا .رائحة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف .ورد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره .
سررتُ حين رأيتكَ .سررت : فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .حين : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .رأيتك : فعل ماض مبني على السكون والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، وكاف الخطاب ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به وهو مضاف ، والجملة الفعلية ( رأيتك ) في محل جر مضاف إليه .
[3]أسباب الإضافةكل قواعد اللغة العربية وضعت لأسباب معلومة ، وكذلك قاعدة المضاف ، والمضاف إليه فأن الغرض من الإضافة هو :
[4]تحديد الملكية : مثل جملة : ( قصر الملك مختلف عن باقي القصور ) و ( كتبت بقلم محمد ) .الظرفية : مثل: ( عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ) ومثل : ( مارست الرياضة ساعة الظهر )التَّشبيه: مثل: ( انطلق العدّاء في السباق انطلاق السهم )تمييز العدد : مثل: ( لدي ثلاثة أقلام )الإيجاز : مثل: ( تحدثت إلى حارس المدرسة ) .إظهار الشيء الموصوف : مثل : أعجبني جميل كلامك ، فإن قال أعجبني كلامك الجميل لم يبرز المضاف كما في الجملة الأول .التعبير عن التفضيل المطلق : مثل: ( خير جليسٍ في الزمان كتاب ) . تميز النوع : مثل: ( هذا عقد ذهب ) .