كيف تساعد الحيوانات الأليفة على تحسين الصحة النفسية لأصحابها؟

حيوانات  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
كيف تساعد الحيوانات الأليفة على تحسين الصحة النفسية لأصحابها؟

لطالما شكلت الحيوانات الأليفة جزءاً من تاريخ الإنسان، فمنذ القدم قام البشر بتربية حيواناتٍ أليفة والاحتفاظ بها بغرض المتعة بشكلٍ رئيسي، وعلى الرغم من أنّ الكلاب تُعد من أوائل الحيوانات الأليفة التي امتلكها الإنسان وذلك يعود بشكلٍ رئيسي لقدرة الكلاب على مساعدة الإنسان في الصيد أو الرعي، إلا أنّ الإنسان قام بتربية حيوانات أخرى كالقطط والأحصنة والطيور وغيرها الكثير.


بالطبع كما ذكرنا فإنّ تربية هذه الحيوانات الأليفة غالباً ما تم للمتعة وفي بعض الأحيان للاستفادة منها عملياً واقتصادياً، وفي يومنا هذا تتم تربية الحيوانات الأليفة بشكلٍ رئيسي للمتعة فقط، لكن ما تُظهره الدراسات بشكلٍ متزايد وما لا يعرفه الكثيرون أنّ لهذه الحيوانات فوائد كثيرة لعل أبرزها أنّها تُساعد في تحسين الصحة النفسية للإنسان بشكلٍ كبير بل إنّها تُساهم حتى في علاج بعض الأمراض النفسية الخطيرة وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال.


كيف تقوم الحيوانات الأليفة بتحسين الصحة النفسية؟


كيف تساعد الحيوانات الأليفة على تحسين الصحة النفسية لأصحابها؟


العديد من الدراسات أظهرت الفوائد العديدة لتربية الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية وذلك عبر العديد من الطرق:


  1. الحيوانات الأليفة تُساعد الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات القلق والتوتر، فالقلق قد يُؤثر على كافة جوانب الحياة ويمنعهم من ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي، بل إنّ الكثيرين يُعانون من هجمات القلق والهلع التي قد تُشكل رعباً حقيقياً لهم، لكن بالإضافة إلى الكثير من العلاجات المتوفرة أثبتت الدراسات أنّ هذه الحيوانات تُنقص القلق بشكلٍ كبير لدى الإنسان، وقد برزت العديد من النظريات العلمية التي تُفسر هذا الأمر حيث لاحظ العلماء ارتفاع مستوى هرمون الأوكسيتوسين وانخفاض مستوى الكورتيزول لدى أصحاب الحيوانات الأليفة وهو ما قد يُفسر انخفاض مستوى القلق بشكلٍ كبير.

  2. الحيوانات الأليفة تدفع أصحابها إلى الخروج من منازلهم والتفاعل مع الأناس الآخرين خاصةً أصحاب الحيوانات الأليفة الأخرى، وهو ما قد يكون مُفيداً بشكلٍ كبير للأشخاص المنعزلين ويُساهم في حمايتهم من الاكتئاب والوحدة، كما تُساعد جميع الأشخاص بشكلٍ عام على تكوين صداقات والتعرف على أشخاص جدد ومختلفين وهو ما يُحسن الصحة النفسية لأيٍّ كان.

  3. الحيوانات الأليفة تنقص الشعور بالوحدة وتُشعر الأشخاص بأهميتهم وأنّهم مطلوبون، فالعديد من الأشخاص المسنين ومن كافة الفئات السنية يُعانون من الوحدة ومن الشعور بعدم أهميتهم في هذا العالم وعدم احتياج أي أحدٍ لهم وهو ما قد يكون سبباً في العديد من الأمراض النفسية كالاكتئاب، لكن هذه الحيوانات تُساهم في تخفيف هذه المشاعر السلبية والوقاية من هذه الأمراض.

  4. الحيوانات الأليفة تُجبر أصحابها على المشي، وبعيداً عن الفوائد الصحية الكثيرة لهذا الأمر كالوقاية من الأمراض القلبية، أظهرت الدراسات أنّ هذا الأمر يُساعد بشكلٍ خاص الأشخاص الذين يُعانون من الاكتئاب.

  5. تُساعد الحيوانات الأليفة أصحابها على عيش اللحظة عوضاً عن المبالغة بالتفكير بالأمور، فالوقت الذي يقضيه أصحاب هذه الحيوانات وهم يهتمون بشؤون حيواناتهم الأليفة واللعب معها تُساعدهم في قضاء فتراتٍ أطول من الزمن وهم يقضون وقتاً جيداً عوضاً عن التفكير المستمر بأمور الحياة المثيرة للتعب والقلق، وقد لُوحظ أنّ هذا يُساعد المراهقين تحديداً حيث أنّ هذه الحيوانات تُشتت تفكيرهم عن الأمور المزعجة وتُذكرهم بكيفية قضاء وقتٍ ممتع.

  6. تُساهم الحيوانات الأليفة بزيادة ثقة أصحابها بأنفسهم، ويُعتقد أنّ هذا ينبع من كون أصحاب هذه الحيوانات أكثر اجتماعيةً وفي صحةٍ أفضل وأقل وحدةً من غيرهم.

  7. تُساعد الحيوانات الأليفة في تخفيف القلق عند الأطفال أيضاً وليس عند البالغين، وبينما يُنظر في الكثير من الأحيان إلى المشاكل النفسية لدى الأطفال على أنّها أمرٌ عابر لكون الأطفال سريعي النسيان إلا أنّها في الحقيقة بالغة الأهمية لما لها من انعكاسات على كامل حياة الطفل، لذا فإنّ تحسين هذه الحيوانات للصحة النفسية للأطفال وتقليلها من معدلات القلق لديهم يُساعدهم على التمتع بطفولة جميلة وحياة أفضل عندما يبلغون.

  8. تُساعد الحيوانات الأليفة أصحابها على تعلم الالتزام والاهتمام وتقدير المشاعر كالحب والحنان والشوق، لذا فإنّ أصحاب هذه الحيوانات ذوي قدرة أكبر على التمتع بعلاقاتٍ عاطفية وزيجاتٍ أفضل، بل وجدت الدراسات أنّ الأطفال الذين كانوا يمتلكون حيوانات أليفة كانوا ذوي وعي عاطفي أكبر وقدرة أكبر على امتلاك علاقاتٍ عاطفية ناضجة وناجحة.

  9. الحيوانات الأليفة تُحب أصحابها حباً غير محدوداً لا يتعلق بنجاح الشخص ومكانته الاجتماعية ووضعه المادي، بالطبع هكذا حب يُحسن الصحة النفسية بشكلٍ كبير خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يمرون بظروفٍ صعبة.

  10. أصحاب الحيوانات الأليفة يكتسبون الكثير من العادات الجيدة بسبب اعتنائهم بحيواناتهم كالاستيقاظ مبكراً والتجول في الطبيعة وأهمية الاهتمام بالنظافة الشخصية، كافة هذه التفاصيل مهمة للصحة الجسدية لكنها تُساهم أيضاً بالعديد من الطرق بتحسين الصحة النفسية لأصحاب هذه الحيوانات.

كيف تُساعد الحيوانات الأليفة الأشخاص المُصابين بأمراضٍ نفسية؟


كيف تساعد الحيوانات الأليفة على تحسين الصحة النفسية لأصحابها؟


في الحقيقة لا يختلف الأمر كثيراً عما ذكرناه سابقاً، لكن نتيجة كافة الفوائد السابقة ونتائج الدراسات المستمرة حول فوائد الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية تمت الاستعانة بهذه الحيوانات للمساعدة على العلاج العديد من الأمراض النفسية، وبينما يبدو واضحاً مما سبق كيف تُساعد هذه الحيوانات على علاج اضطرابات القلق فالأمر لم يقتصر على هذه الأمراض الخطيرة بل تمت الاستعانة بها للمساعدة في علاج من يُعانون من اضطراباتٍ نفسية أخرى.


أحد الاضطرابات النفسية التي قد تُساعد الحيوانات الأليفة في علاجها هو اضطراب فرط النشاط ونقص التركيز الذي يُعاني منه العديد من الأطفال، ففي هذا الاضطراب يكون الطفل كثير الحركة والنشاط وذو قدرةٍ قليلة على التركيز والجلوس بهدوء وهو ما ينجم عنه اضطراب في قدرة الطفل على التعلم ويُعرضه إلى الكثير من المشاكل والمخاطر، لكن لُوحظ أنّ امتلاك الطفل لحيوانٍ أليف وتحمل مسؤوليته يُساعده بشكلٍ كبير على التغلب على هذا الاضطراب.


أحد الاضطرابات الأخرى الأكثر خطورة والتي تستطيع الحيوانات الأليفة مُساعدة الأطفال الذين يُعانون منها هو التوحد، فالتوحد اضطراب خطير وفي تزايد مستمر وهو يُعيق الطفل في الكثير من الأحيان من التمتع بحياةٍ طبيعية، لكن هذه الحيوانات تُساعد هؤلاء الأطفال عبر العديد من الوسائل كالتغلب على المشاكل الحسية وتعويدهم على ملمس الأشياء كي يُصبح بإمكانهم التفاعل مع غيرهم من البشر، كما تُساعدهم على الابتعاد عن سلوكهم الروتيني والانشغال بشيء آخر.


وفي إحدى الدراسات التي شملت أشخاصاً يُعانون من اضطراباتٍ نفسية خطيرة مُزمنة كفصام الشخصية وداء اضطراب ثنائي القطب وغيرها، أثبتت النتائج أنّ الحيوانات الأليفة تُساعد في تحسين الصحة النفسية حتى لهؤلاء الأشخاص وذلك عبر تقديم الدعم العاطفي والحب وكسر وحدتهم، كما قال المشاركون أنّ هذه الحيوانات شغلت تفكيرهم عن مرضهم مهما كانت شدته وخطورته وهو ما ساهم بشكلٍ مباشر بتحسن حياتهم وصحتهم النفسية.


بالطبع فالدارسات مُستمرة حتى يومنا هذا لإثبات مدى أهمية هذه الحيوانات بالنسبة للصحة النفسية ومدى قُدرتها على مساعدة أولئك الذين يُعانون من اضطراباتٍ نفسية، لكن العلماء والأطباء النفسيين بدأوا بالفعل بالاستعانة بهذه الحيوانات لعلاج المرضى، ففي يومنا هذا يتوفر بشكلٍ محدود في بعض المراكز النفسية المتقدمة حيوانات أليفة مُدربة بشكلٍ خاص لتُصبح قادرة على مُساعدة هؤلاء الأشخاص.


العديد من المنظمات التي تهتم بالصحة النفسية بدأت تهتم بشكلٍ مُتزايد بمدى تأثير هذه الحيوانات على الصحة النفسية، بل ظهرت بعض المؤسسات مثل مؤسسة أبحاث رابطة الإنسان والحيوان HABRI التي تعمل بالتعاون مع مشافي ومراكز صحية عالمية ومؤسسات مهتمة بالصحة النفسية مثل الرابطة الأمريكية للقلق والاكتئاب ADAA لاكتشاف كيف بالإمكان مُساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراباتٍ نفسية على التعافي عبر الاستعانة بهذه الحيوانات.


بالطبع فإنّ امتلاك حيوان أليف يُعد مسؤوليةً كبرى ويتطلب الكثير من الجهد والعمل لكن الدراسات والأدلة العلمية تُشير إلى أنّ الأمر يستحق بالفعل وعلى كافة الأصعدة، فما رأيكم أنتم؟ وهل امتلكتم يوماً حيواناً أليفاً؟ وهل كان لهذا الحيوان أي تأثير على صحتكم النفسية؟ شاركونا آراءكم وخبراتكم في التعليقات.