كيف نصلي الاستخارة

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020-08-16
كيف نصلي الاستخارة

صلاة الاستخارة كما عرفها الشرع هي : طلب خير الأمرين من الله – عز وجل- أي أن الإنسان عندما يحتار بين أمرين ولا يدري أيهم هو الخير له ، فإنه يصلى صلاة الاستخارة ليطلب من الله ، أن يوفقه للخير فيهما ، ويقال أنها طلب الخير من الله – عز وجل – وهذا من حيث التعريف اللغوي ، أما من حيث  الاصطلاح، فهي: ركعتان يطلب العبد من الله فيهما أن يختار له الخير في أمر مُباح ، أو مندوب حين تتعارض لديه الترجيحات بين أمرَين، ولا تكون الاستخارة في أمر مكروه ، أو مُحرَّم، وهي سُنّة مُستَحبّة ، كما علمنا من قصص عن الاستخارة أنه يمكن أن يصلي الشخص صلاة الاستخارة أكثر من مرة في أكثر من وقت أن لم يعلم أي من الأمر خير له بعد الصلاة لأول مرة .

صفة صلاة الاستخارة

كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو أول من صلي صلاة الاستخارة ، فيصليها المسلمين لما أمرهم بذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ففي حديث جابر بن عبد الله أنّه قال: ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُور ، كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ) ،  كما أنها تعوض المسلمين عن التطير الذي كان منتشراً في الجاهلية ، وتجعله متوكل على الله – عز وجل – حريصاً على أن لا يفعل الإثم ، ويعلم تمام العلم أن الله – عز وجل – هو الذي بيده مقاليد كل شيء .[1]

دعاء صلاة الاستخارة

في دعاء الاستخارة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهو: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ)[2]

كيفية صلاة الاستخارة 

  • في أول الأمر يتوضأ المسلم وضوءه للصلاة ويصلي ركعتين نافلة ، فصلاة الاستخارة مستحبة ، وليست واجبة كما هو عليه أكثر أهل العلم .
  • ثم يدعو الشخص الذي يحتار بين أمرين بالدعاء الوارد  عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهو : (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ).
  • ولكن الخلاف بين أهل العلم في الموضع الذي يقول فيه المُستخير  هذا الدعاء فقد اختلفوا في ذلك على رأيين هما ولكن الرأي الراجح هو رأي الجمهور الذي يقول :
  • رأي الجمهور أن دعاء الاستخارة يكون  بعد التسليم وهذا أفضل ، ويُجزِئه أن يدعوَ قبل السلام، وقد رجّح الإمام ابن تيمية أنّ الدعاء قبل التسليم أفضل من الدعاء بعده وعلى رأي الجمهور فإن المصلي  يُستَحبّ أن يبدأ دعاءه ، ويختمه بحمد الله ، والصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ، فيستقبل القبلة، ويرفع يديه، ويُراعي آداب الدعاء .
  • أمّا القراءة في صلاة الاستخارة، ففيها ثلاثة آراء، هي:
  • استحباب قراءة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وقراءة (قل هو الله أحد) في الركعة الثانية بعد الفاتحة، وهذا قول الحنفية، والشافعية، والمالكية. استحسان بعض السَّلَف قراءة الآيات: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ*وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وذلك بعد الفاتحة في الركعة الأولى.
  • وفي الركعة الثانية قراءة الآية: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا).
  •  أما  ما ذهب إليه الحنابلة، وبعض الفقهاء أنه لا يستحب قرأة آيات معينة في صلاة الاستخارة .[2]

وقت صلاة الاستخارة

اختلف العلماء في هل يجوز صلاة الاستخارة في الأوقات التي نهي الله – عز وجل- عن صلاة النافلة فيها ولكن ليس هناك اختلاف على أن صلاة الاستخارة يمكن أن يصليها المُستخير في أي وقت غير الأوقات المنهي عنها وذهبوا بالآراء إلى ثلاثة مذاهب :[3]

  1. قال الإمام الشافعيّ، ورواية عن الإمام أحمد ، وكذلك بعض الحنابلة ، أنه يجوز للمسلم أن يصلي الصلوات التي لها أسباب في الأوقات المنهي عنها واستدلّوا في ذلك على أنّ النهي عن الصلاة في وقت النهي قد دخله تخصيص، مثل أن الشخص يمكنه أن يصلي الصلاة التي فاتته في أوقات النهي ، كما أنه يجوز إعادة الصلاة لمن دخل المسجد وفيه جماعة يُصلّون فأراد أن يُصلّي معهم ولو كان في وقت النهي ، وكذلك صلوات السبب لا تدخل في أوقات النهي ، لأنه معاها سبب .
  2. وذهب الأحناف، والمالكية، إلى أنه لا يجوز مطلقاً أن يصلي المسلم صلاة الاستخارة في أوقات النهي ، وذلك هو الرأي الغالب عند  الإمام أحمد ، واستدلّوا على ذلك بأنّ أحاديث النهي بلغت حَدّ التواتر ؛ فهي أقوى بعمومها ، ولذلك فصلاة الاستخارة لا تجوز عندهم في أوقات النهي .
  3. وذهب أهل العلم إلي أن أفضل وقت يصلي فيه المسلم صلاة الاستخارة هو الثلث الأخير حيث أن الرسول – صلى الله عليه وسلم قال في حديث قدسي عن رب العزة : ((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له ) .

شروط صلاة الاستخارة

إن لصلاة الاستخارة عدة شروط، يُذكر منها:[4]

  • يجب أن تكون الاستخارة في أمر يمكن الخيار فيه ولكن هناك أمور لا يتجوز الاستخارة فيها مثل العبادات ، والواجبات ، و المحرّمات ، والمنهيّات ، ولكن يمكن لشخص أن يستخير الله – عز وجل – في فعل عبادة من العبادات في وقت معين مثل أن يستخير الله – عز وجل – بالصدقة على فلان أو فلان . ة
  • يمكن أن تكون الاستخارة في الأمور المندوبة ، وبالتأكيد في الأمور المباحة .
  • ويشترط لصلاة الاستخارة ما يشترط للصلاة عامة مثل  ستر العورة ، واستقبال القبلة ، والطهارة من الحدثين .

حُكم قول دعاء الاستخارة بدون صلاة

هناك الكثير من الأحوال التي لا يمكن للمسلم أن يصلي معها صلاة الاستخارة ، ولكنه يحتاج لتوفيق الله – عز وجل- وعونه ، وأن يختار له أي الأمرين خير ، فيمكن أن تكون المرأة حائض ، ويجب أن تعطي قرار مهم في حياتها ، ففي هذه الأحوال يمكن قول دعاء الاستخارة فقط من دون الصلاة .[5]