منظمة الصحة العالمية

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2021-04-19
منظمة الصحة العالمية

تتداول جميع الأوساط مؤخرًا موضوع انتشار الأوبئة المهددة للحياة والجهود التي تبذلها الحكومات للحد من انتشارها وضبطها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التي نجحت سابقًا في تخليص العالم من أمراضٍ خطيرةٍ. وسنتحدث في هذا المقال عن هذه المنظمة ونشأتها وأهدافها وسبب تعرضها للانتقادات في السنوات الماضية.

ما هي منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) هي منظمةٌ تابعةٌ للأمم المتحدة مقرها مدينة جينيف في سويسرا، تُعنى بالقضايا الصحية حول العالم، وتُرسي معايير مكافحة المرض والعناية الصحية والأدوية وتنفيذ برامج بحثية وتعليمية ونشر الأبحاث والأوراق العلمية، ويعتمد تمويلها على مصدرين هما الاشتراكات المقررة من الأعضاء والاشتراكات التطوعية من الأعضاء أو غيرهم.[1]تأسيس المنظمةعُقد أول المؤتمرات في مجال الصحة العالمية عام 1851 في باريس استجابةً لوباء الكوليرا الذي تسبب بموت مئات آلاف الأوروبيين بين عامي 1830 و1847، وقد كان سبب هذا الوباء غير معروفٍ.وبسبب الاختلافات السياسية لم يستطع هذا المؤتمر وعدة مؤتمراتٍ بعده إنجاز الكثير، إلا أنه كان الخطوة الأولى في محاولة إيجاد تعاون دولي لمنع الأمراض وضبطها.تأسست منظمة الصحة الدولية في 7 نيسان 1948 كمنظمةٍ تابعةٍ للأمم المتحدة وعضو في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووقع على ميثاقها 61 دولةً في 22 تموز 1946 في أول اجتماع عقدته.[2]وجاءت هذه المنظمة لتحل مكان منظمة الصحة التابعة لعصبة الأمم التي تأسست عام 1923 والمكتب الدولي للصحة العامة في باريس الذي تأسس عام 1907. وتابعت القيام بمهامٍ ارتبطت بهما سابقًا كضبط الأوبئة وإجراءات الحجر الصحي وضبط معايير الدواء، ومُنحت إضافةً إلى ذلك صلاحيات أوسع لتحقيق أفضل مستويات الصحة للشعوب.[3]تمكن المدراء والأخصائيون في المنظمة من تقديم العناية الطبية في الحالات الطارئة عند وجود كوارث طبيعية أو كوارث بشرية. وقد ساعدت إدارة البرامج الصحية في نشر التوعية حول الجدري وكبح مرض شلل الأطفال حول العالم.أما اليوم فهي تستهدف الحد من انتشار أمراض معدية كالملاريا والإيدز، ولتحقيق ذلك فإن المنظمة تتعاون مع مقدمي الرعاية الصحية المحليين والباحثين ومصنّعي الأدوية، وهو ما يثبت غاية المنظمة في أن تكون الصحة مسؤوليةً مشتركةً، ومن حق الجميع الحصول على العناية الصحية الأساسية والوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية المهددة للحياة.[4]

أهداف منظمة الصحة العالمية

جاء في تعريف الصحة حسب منظمة الصحة العالمية أن يكون الفرد بحالةٍ جسديةٍ وعقليةٍ واجتماعيةٍ صحية متكاملة جيدة، وليس فقط أن يكون سليمًا من الأمراض. وتسعى المنظمة إلى تحقيق ذلك من خلال القيام بعدة مهامٍ تتضمن:

  • إن المنظمة هي السلطة الإدارية والتنسيقية في مجال الصحة العالمية.
  • تعزيز التعاون التقني.
  • مساعدة الحكومات عند طلبها للمساعدة في تعزيز ودعم الخدمات الصحية.
  • توفير المساعدة التقنية اللازمة والمساعدة الضرورية في حالات الطوارئ بناءً على طلب الحكومات أو بعد الحصول على موافقتها في تدخل المنظمة.
  • تحفيز وتحسين العمل لضبط الأوبئة والأمراض المستوطنة وغيرها والوقاية منها.
  • تعزيز العمل على تحسين ظروف التغذية، والسكن، والصرف الصحي، والظروف الاقتصادية، وظروف العمل، ونواحٍ أخرى متعلقة بالصحة البيئية، والتعاون مع المنظمات المختصة الأخرى عند الحاجة.
  • تعزيز وتنسيق أبحاث الخدمات الصحية والطبية البيولوجية.
  • تحسين معايير التعليم والتدريب في مجال الصحة والطب والمهن المرتبطة.
  • العمل على تأسيس معايير دولية للمستحضرات الصيدلانية والبيولوجية والمنتجات المشابهة، وتوحيد معايير الإجراءات المتخذة في التشخيص.
  • دعم النشاطات المرتبطة بالصحة العقلية خاصة تلك التي تؤثر على توازن العلاقات الإنسانية وانسجامها.[5]
  • أين نجحت المنظمة وأين برز ضعفها؟

    نجحت منظمة الصحة العالمية في التخلص من مرض الحصبة وشلل الأطفال في العالم، لكنها كانت أقل نجاحًا في منع الأمراض المعدية نظرًا لعدم وجود لقاحٍ فعالٍ ضدها كالملاريا والإيدزوالسل، فأصبحت غايتها هي العمل على تخفيف العبء الذي تسببه الملاريا والسل على العالم والحد من إصابة أشخاصٍ جدد بالإيدز.وتأتي صعوبة احتواء هكذا أمراض في جميع أنحاء العالم في صعوبة القضاء على الحشرات الناقلة للمرض كالملاريا، أو تحسين ظروف السكن للجميع لتجنب السل، أو تغيير السلوك الاجتماعي لتجنب الإيدز. وقد سعت إلى الوصول إلى استراتيجياتٍ مبتكرةٍ للتعامل مع هذه الأمراض المتفشية، والاستمرار في تمويل الأبحاث لتطوير لقاحاتٍ فعالة ضدها.وقد أضاء انتشار مرضسارس(SARS) المفاجئ في الفترة الماضية على نقاط قوة منظمة الصحة العالمية، ونقاط ضعفها كونها تشكل عاملًا أساسيًا في التفوق على هذا المرض. إذ بدأ هذا المرض في الصين وانتشر بسرعةٍ في البلدان الآسيوية وكندا، وتمكن علماء الأوبئة في المنظمة من تتبع سير المرض وانتشاره بنجاحٍ، إلا أنه ونتيجةً لعدم امتلاكهم صلاحيات قانونية تُجبر البلدان على السماح لهم بالعمل ضمن حدودها اضطروا إلى انتظار سماح الصين لهم بدخول البلاد قبل أن يتمكنوا من تقييم حجم العدوى وتفشيها في هذا البلد الكبير وتحديد أول إصابة بالمرض.[6]

    الانتقادات الموجهة إلى منظمة الصحة العالمية

    تلقّت المنظمة الكثير من الانتقادات في نهاية ثمانينيات القرن العشرين من أطراف عدة كخبراءَ في سياسات الصحة والمؤسسات الدولية (كالبنك الدولي)، ومن دول محددة بسبب عدم فعاليتها وانعدام الشفافية وانحيازها السياسي إلى جهة التمويل الأكبر وفقدان تأثيرها وأهميتها في العالم، فعملها البيروقراطي يعيق اتخاذ قراراتٍ سريعة في الحالات الطارئة، والذي كان أحد أسباب الاستجابة المتأخرة لمرض إيبولا.كما أن تخفيض دولٍ مانحة كبيرة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية للتمويل المخصص لها قد خلق مشاحناتٍ داخليةً متعلقة باتجاه المنظمة وأولويات السياسة العامة.[7]

    المراجع