الهداية
أمر الله -تعالى- بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وجعله أمراً واجباً على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ويبدأ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر من النّفس بصلاحها، وتقواها، وقيامها بأوامر وأحكام الشّريعة الإسلاميّة، حيث قال الله -تعالى- حاثّاً المسلمين على إصلاح المجتمع: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)،
هداية الله للأقوام
إنّ الهداية من أعظم النِّعم وأجلّها التي تفضّل بها الله -تعالى- على عباده؛ حيث إنّ الهداية إلى طريق الحقّ والصلاح متعلّقة بمشيئة الله وقدرته وإرادته؛ حيث قال في القرآن الكريم: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)،
تعريف الهداية
يرتبط تعريف الهداية في اللغة بتعريفها في الاصطلاح؛ وبيانهما على النحو الآتي:
- تعريف الهداية لغةً: الهداية مصدر الفعل هدى، ويدلّ على الإرشاد، والدلالة إلى الغاية والهدف، ويُقال: من هداية الله؛ أيّ توفيق الله وتدبيره للأمور، أي أنّ الله -تعالى- يعرّف عباده ويدلّهم على طريق الإيمان والحقّ، ممّا يجعلهم يعترفون ويقرّون بالإيمان بربوبيّة الله تعالى، ولذلك سمّى الله -تعالى- نفسه بالهادي.
[6] - تعريف الهداية اصطلاحاً: الدلالة والإرشاد بلطفٍ إلى ما يُوصل إلى الهدف والغاية، والهداية خاصّة بأمور الخير والمعروف والبرّ، وهي على عدّة أنواع؛ وهي: هداية النّفس؛ وهي ما يتعلّق بالفطرة التي فطرها الله -تعالى- وبالمشاعر الظاهرة والباطنة، ثمّ هداية من خلال الآفاق، بإثبات الأدلّة في المخلوقات، وبإنزال الأحكام والتشّريعات بإرسال الرّسل وإنزال الكتب.
[7]
أسباب الهداية
لا بدّ من المسلم الاهتداء إلى الطريق الحقّ الذي ينال به رضا الله تعالى، ويبتعد به عن طريق الضلال والبغي بسلوك الأعمال التي تُوصل إلى ذلك؛ ومنها:
- الإيمان بالله -تعالى- بالاعتقاد الجازم بالقلب، وهو من أهمّ أسباب هداية العباد إلى الله تعالى، وإلى الشّريعة التي شرعها.
- اللجوء إلى الله -تعالى- بالدّعاء بالهداية، والاستعاذة به من الضلال والعصيان.
- التّوبة إلى الله تعالى، والإنابة والرجوع إليه، بشرط أن يكون العبد صادقاً في توبته، ومُقلعاً عن المعاصي والذّنوب، وعازماً على عدم العودة إليها.
- تلاوة القرآن الكريم، والمداومة عليه مع تدبّر الآيات، ومعانيها، ودلالاتها.
- الصُحبة الصالحة التي تُعين العبد على سلوك طريق الهداية والثّبات عليه.
- التمسّك بالله تعالى، والإقبال عليه بالقيام بالأوامر التي أمر العباد بها، واجتناب النواهي التي نهى عنها، مع الاستمرار على ذلك والثّبات عليه.
- طاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال الله تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).
[8]
موانع الهداية
يقوم العبد ببعض الأفعال التي تمنعه من الهداية إلى الطريق الصواب، وفيما يأتي بعض الأسباب التي تمنع من هداية العبد:
- الجهل بنصوص الشّريعة الإسلاميّة؛ بعدم الاطلاع عليها، أو بعدم العلم بمكانها ومنزلتها في التشّريع، أو بعدم معرفة دلالات ألفاظ النصوص، ويعدّ الجهل من أخطر موانع الهداية، وحذّر الله -تعالى- من الجهل في عدّة مواضع من القرآن الكريم؛ منها: (قُل إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَالإِثمَ وَالبَغيَ بِغَيرِ الحَقِّ وَأَن تُشرِكوا بِاللَّهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطانًا وَأَن تَقولوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ).
[10] - اتّباع الهوى وتحقيق رغباته؛ فطبيعة النّفس البشريّة أنّها مائلة إلى تحقيق رغباتها وشهواتها إن لم يكن الإيمان استقرّ واستحكم في قلب العبد.
- تقديم الآراء الخاطئة والمضلّة والغير ثابتة على الدلالات الثابتة بالنّصوص الشّرعيّة.
- تقديم الأحكام العقليّة على الأحكام المنقولة والثّابتة بالنّصوص الشرعيّة التي تعتبر من مصادر التشّريع.
- صمت العلماء عن الأحكام الصحيحة والأوامر الحقّ، ممّا يجعل للباطل الأولويّة والسّبق.
- الاعتماد على إثبات الأحكام والأوامر الواردة في النّصوص التي لا اعتبار لها في إثبات الأحكام؛ مثل: الاعتماد على النّصوص الضعيفة، والموضوعة، والمُنكرة.
المراجع
- 1 - سورة آل عمران، آية: 110. .
- 2 - حاجتنا إلى هداية الناس , www.alukah.net , 6-4-2018. بتصرّف. .
- 3 - سورة القصص، آية: 56. .
- 4 - الهداية من الله , www.alukah.net , 6-4-2018. بتصرّف. .
- 5 - سنة الهداية والإضلال , www.almunajjid.com , 6-4-2018. بتصرّف. .
- 6 - تعريف ومعنى الهداية , www.almaany.com , 6-4-2018. بتصرّف. .
- 7 - الحاوي في تفسير القرآن الكريم , www.al-eman.com , 6-4-2018. بتصرّف. .
- 8 - سورة النور، آية: 54. .
- 9 - الاتباع والعوائق , ar.islamway.net , 6-4-2018. بتصرّف. .
- 10 - سورة الأعراف، آية: 33. .