لا تستطيع الحيوانات تكلم لغة البشر؟ الذكاء الاصطناعي سيحولك إلى دكتور دوليتل

حيوانات  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
لا تستطيع الحيوانات تكلم لغة البشر؟ الذكاء الاصطناعي سيحولك إلى دكتور دوليتل

ماذا لو استطاع كلبُك الأليف أو قطتك التكلّم بدللًا من النباحِ والمواء، أو أن تعلم كم يحبّك كلبك كوتشي، أو حتى كم هي قطتك فلافي آسفةٌ لتوسيخِ سجادتك.


نعلم أنَّ هذا لن يحصل، على الأقلِّ بهذه الطريقة، لكن التطوّرات الحديثة في الذكاء الإصطناعي والتعلّم الآلي تشير إلى أنَّ الحلمَ الطويل الأمد والمتمثّل في القدرة على التحدث مع الحيوانات إلى حدٍ ما، يمكن أن يصبح حقيقةً واقعيّة.


مع مساعدةِ الذكاء الإصطناعيّ، يتعلّم العلماء ترجمة أصوات الحيوانات وتعابير وجوههم إلى طريقةٍ يمكننا فهمها، حيث تتضمّن التطوّرات الحديثة نظامَ ذكاءٍ اصطناعيّ والذي يستمع إلى قرود المارموسيت لتحليلِ الطرق التي يستخدمونها للتواصل فيما بينهم، وأخرى تتضمن قراءةّ تعابير وجه الخرِاف لتحديد فيما اذا كانت تعاني من الألم.


ماذا لدى كلاب المروج لتقوله؟


لا تستطيع الحيوانات تكلم لغة البشر؟ الذكاء الاصطناعي سيحولك إلى دكتور دوليتل


الدكتور كون سلوبودتشيكوف، وهو بروفيسورٌ في علمِ الأحياء في جامعة شمال أريزونا ومؤلف كتاب “Chasing Doctor Dolittle: Learning the Language of Animals”، وهو متابعٌ لطرق التواصل بين الحيوانات، واقتنع بعد انقضاء 30 عامًا من دراسة كلاب المروج أن هذه القوارض التي تعيش في شمال أمريكا لديها شكل متطوّر من طرق التواصل الصوتيّة والتي لا تقلّ عن كونها لغةّ بحد ذاتها.


تقوم كلاب المروج بإصدار أصواتٍ عاليةِ النبرة لتنبيه المجموعة إلى وجود حيوانٍ مفترسٍ. واكتشف سلوبودتشيكوف أن تلك الأصوات تختلف وفقًا لنوع المفترس وحجمه، يمكن لهذه الحيوانات الجمع بين أصواتهم بطرق مختلفة ويمكنهم استخدامها أيضًا للإشارة إلى لون ملابس شخص مجاور.


لم يتوقف سلوبودتشيكوف عند فهمه لكلاب البرايري، وبمساعدةٍ من الكمبيوتر، طوّر خوارزمية تحول الأصوات إلى اللغة الإنجليزية، وفي العام الماضي، أسّس شركةً باسم Zoolingua بهدف تطوير أداةٍ مشابهةٍ لترجمة أصوات الحيوانات الأليفة وتعبيرات الوجه وحركات الجسم، وقال معقبًا على ذلك:


“اعتقدتُ أنّه إذا استطعنا القيام بذلك مع كلاب البرايري، يمكننا بالتأكيد أن نفعل ذلك مع الكلابِ والقطط”.


ما يزال العمل في مراحلٍ مبكرة، حيث يقوم سلوبودتشيكوف بتجميع الآلاف من مقاطع الفيديو الخاصّةِ بالكلاب التي تعرض مختلف أنواع النباح وحركات الجسد، ويستخدم مقاطع الفيديو لتعليم خوارزميّةِ الذكاءِ الاصطناعيّ حول إشارات التواصل هذه. لا يزال يتعين عليه إخبار الخوارزميّة معنى كل نباح أو هزّةِ ذيل، وفي هذه المرحلة يعني هذا أنه يجب على البشر تقديم تفسيراتهم الخاصة، لكن سلوبودتشيكوف يهدف إلى دمجِ البحوث العلمية المتنامية التي تستخدم التجارب الدقيقة بدلًا من التخمين لفكِّ شيفرة المعاني الحقيقية لسلوك الكلاب.


الهدف النهائي لسلوبودتشيكوف هو إنشاءُ جهازٍ يمكن توجيهه إلى كلب ما لترجمة نباحه إلى كلماتٍ إنجليزية، وعلى سبيل المثال، أنه يريد أن يتناول الطعام الآن أو يريد الذهاب في نزهة.


ماذا قد يعني التواصل الحيواني؟!


إن القدرة على التواصل مع الحيوانات تعني أكثر من مجرّدِ إقامةِ روابطٍ عاطفيّةٍ أوثق معهم، يمكن أن تقضي على التخمين في رعاية الحيوانات وحتى أن تُنقذ حياتهم.


في الولايات المتحدة وحدها، يُحجَز ما يقدر بنحو 3 ملايين قطط وكلاب غير مرغوب فيهم كل عام، وفي كثير من الحالات بسبب مشاكلهم السلوكيّة الغيرِ مفهومة، لكن الكلب الذي يظهر العدوان يمكن أن يكون خائفًا بكلِّ بساطةٍ، وإذا كان لدينا التكنولوجيا لفهم مخاوفه، فقد نكون قادرين على إيجاد طريقة لإنقاذ حياته.


وبالمثل، فإن تقنيةَ الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهّل الأمور على المزارعين ومربّي الماشية، وعلى سبيل المثال، من خلال تحديدِ الحيوانات التي تمرض بسرعةٍ من خلالِ الكشف عن علامات الألم في وجوههم.


وقد تم تطوير مقياس لتقدير مستويات الألم استنادًا إلى تعابيرِ الوجه لدى الحيوانات، كالشفاهِ المتشققة والآذانِ المطويّة وما إلى ذلك، ولكن تبين لاحقًا صعوبة تعليم الناس استخدام هذا المقياس، والدكتور بيتر روبنسون،لكن طوّرت أنظمة كمبيوتر تستطيع قراءة تعابير الوجه البشري، وهي ذاتها ساعدت في تحويل المقياس إلى خوارزميّة ذكاءٍ اصطناعيّ.


عندما عرض الكمبيوتر الذي يديرُ الخوارزمية مئات الصور من الأغنام، بعضها سليمٌ صحيًا وبعضها الآخر لا، تعلّم معرفة الحيوانات التي كانت تعاني من الألم،  وعلى الرغم من اقتصار هذه التكنولوجيا على المختبر في الوقت الحالي، إلا أنه يمكن تسويقها في يوم من الأيام، ربما على شكلِ كاميرا تقوم بتصوير الأغنام تلقائيًا أثناء مرورها عبر البوابة، وإذا كان الحيوان يُظهِر الألم، فإن المزارع سوف يحصل على تنبيهٍ تلقائيّ، مثل هذا النظام يمكن أن يكون أسرع من البشر في اكتشاف الحيوانات المريضة، بل وأكثر موثوقية.


 هل سيمكننا حقًا أن نفهم الحيوانات؟


حتى لو أصبحَ مترجم الذكاء الاصطناعيّ حقيقة، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستجري محادثةً من القلب إلى القلب مع حيوانك الأليف، هناك اختلافات كبيرة بين الإدراك البشري والحيواني، ونحن بعيدون عن فهمِ هذا الأخير.


ربما تستطيع التكنولوجيا في يومٍ من الأيام أن تحوّلنا جميعًا إلى دكتور دوليتل حتى نتمكن من جعل الروابط الرائعة بين الناس وحيواناتهم الأليفة أكثر قوّةً.