لماذا يحظى الذكاء العاطفي بهذه الأهمية؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
لماذا يحظى الذكاء العاطفي بهذه الأهمية؟

يشير الذكاء العاطفي إلى القدرة على تحديد عواطف الشخص والتحكم بها وكذلك عواطف الآخرين.


يقال أن الذكاء العاطفي يشمل ثلاث مهارات على الأقل: الوعي العاطفي أو القدرة على تحديد وتسمية عواطف الفرد؛ القدرة على تسخير تلك المشاعر وتطبيقها على مهام مثل التفكير وحل المشكلات؛ والقدرة على إدارة العواطف، والتي تشمل تنظيم عواطف الفرد عند الضرورة ومساعدة الآخرين على فعل الشيء نفسه.


لا يوجد اختبار أو مقياس نفسي مطلق للذكاء العاطفي لذلك فإن الكثير يجادل بأن الذكاء العاطفي ليس بناءً فعليًا بل ما هو إلا طريقة لوصف مهارات التعامل مع الآخرين.


ورغم هذا النقد، فإن مفهوم الذكاء العاطفي قد حظي بقبول واسع. ففي السنوات الأخيرة قام بعض أرباب العمل بدمج اختبارات الذكاء العاطفي في عمليات التقدم للعمل بناءً على النظرية القائلة بأن شخصًا ذا ذكاء عاطفي كبير من شأنه أن يصبح قائدًا أو زميلًا في أفضل في العمل.


على الرغم من أن بعض الدراسات قد وجدت صلة بين الذكاء العاطفي والأداء الوظيفي، فإن العديد من الدراسات الأخرى لم تظهر أي ارتباط وعدم وجود مقياس صحيح علمياً يجعل من الصعب حقًا قياس أو التنبؤ بالذكاء العاطفي لشخص ما في الوظيفة أو في المنزل.


ما هي السمات التي يُعرّف وفقها الذكاء العاطفي


يتم تعريف الذكاء العاطفي عادةً بأربع سمات وهم


  1. الإدارة الذاتية: وتعني التحكم في المشاعر والسلوكيات الاندفاعية وإدارة عواطفك بطرق صحية ومتابعة الالتزامات والتكيف مع الظروف المتغيرة.

  2. الوعي الذاتي: وهي أن تتعرف على عواطفك الخاصة وكيف تؤثر تلك العواطف على أفكارك وسلوكك. فهي أن تعرف نقاط القوة والضعف لديك ولديك ثقة بالنفس.

  3. الوعي الاجتماعي: وهو أن تمتلك تعاطفًا بحيث يمكنك فهم مشاعر واحتياجات ومخاوف الآخرين، والتقاط الإشارات العاطفية والشعور بالراحة اجتماعيًا والتعرف على ديناميكيات القوة في مجموعة أو مؤسسة.

  4. إدارة العلاقات: وهي أن تعرف كيفية التطوير والحفاظ على العلاقات الجيدة والتأثير على الآخرين والعمل بشكل جيد ضمن فريق وإدارة الاختلاف في حالة وجوده.

لماذا يحظى الذكاء العاطفي  بهذه الأهمية؟


كما نعلم ليس الأشخاص الأذكياء هم الأكثر نجاحًا في الحياة. ربما تعرف أشخاصًا يتمتعون بالذكاء الأكاديمي ولكنهم غير مؤهلين اجتماعيًا وغير ناجحين في العمل أو في علاقاتهم الشخصية. القدرة الفكرية أو حاصل ذكائك (IQ) لا تكفي لوحدها لتحقيق النجاح في الحياة. نعم يمكن أن يساعد معدل الذكاء الخاص بك في الالتحاق بالجامعة، ولكن EQ وهي اختصار( emotional quotient التي تعني نسبة الذكاء العاطفي) الخاص بك هو الذي سيساعدك على التحكم في التوتر والعواطف. نسبة الذكاء ونسبة الذكاء العاطفي موجودان جنبًا إلى جنب ويكونان أكثر فاعلية عندما يبني كل منهما الآخر.


لذلك فإن الذكاء العاطفي يؤثر على:


  • أدائك في المدرسة أو العمل: يمكن أن يساعدك الذكاء العاطفي العالي على التنقل في التعقيدات الاجتماعية في مكان العمل وقيادة وتحفيز الآخرين والتميز في حياتك المهنية. في الواقع، عندما يتعلق الأمر بقياس المرشحين المهمين للوظائف، فإن العديد من الشركات تُصنّف الآن الذكاء العاطفي بنفس أهمية القدرة الفنية.

  • صحتك البدنية: إذا لم تكن قادرًا على التحكم في عواطفك فمن المحتمل أنك لا تتحكم في التوتر أيضًا. ويمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل صحية خطيرة. يرفع التوتر غير المنضبط ضغط الدم، ويكبح الجهاز المناعي ويزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية ويساهم في العقم ويسرع عملية الشيخوخة. الخطوة الأولى لتحسين الذكاء العاطفي هي تعلم كيفية التحكم في التوتر.

  • صحتك العقلية: يمكن أن تؤثر العواطف والتوتر غير المنضبطين أيضًا على صحتك العقلية مما يجعلك عرضة للقلق والاكتئاب، فإذا كنت غير قادر على فهم مشاعرك أو تصورها أو التحكم بها فستجد صعوبة أيضًا في تكوين علاقات قوية. هذا بدوره قد يجعلك تشعر بالوحدة والعزلة ويزيد من تفاقم أي مشاكل في الصحة العقلية.

  • علاقاتك: وذلك من خلال فهم مشاعرك وكيفية التحكم فيها وتكون قادرًا بشكل أفضل على التعبير عن شعورك وفهم شعور الآخرين. يتيح لك ذلك التواصل بشكل أكثر فاعلية وإقامة علاقات أقوى في العمل وفي حياتك الشخصية.

  • ذكائك الاجتماعي: يخدم التناغم مع عواطفك غرضًا اجتماعيًا وهو يوصلك بالأشخاص الآخرين والعالم المحيط بك، حيث يمكّنك الذكاء الاجتماعي من التعرف على الصديق من العدو وقياس اهتمام شخص آخر بك وتقليل التوتر وتحقيق التوازن بين نظامك العصبي من خلال التواصل الاجتماعي والشعور بالحب والسعادة.

كيف تحسن ذكاءك العاطفي؟


  1. استخدام أسلوب حازم للتواصل: التواصل الحازم يقطع شوطًا طويلاً نحو كسب الاحترام دون أن يصادفك أي نوع من العدوانية أو السلبية، ويعرف الأشخاص الأذكياء عاطفياً كيفية توصيل آرائهم واحتياجاتهم بطريقة مباشرة مع احترام الآخرين.

  2. الاستجابة بدلاً من الرد على النزاع: خلال حالات النزاع تتفجر العاطفة ومشاعرالذكاء العاطكفي الغضب الشائعة، والشخص الذكي عاطفياً يعرف كيف يظل هادئًا في المواقف العصيبة إذ أنه لا يتخذ قرارات دافعة يمكن أن تفضي إلى مشاكل أكبر. إنهم يفهمون أن الهدف في أوقات النزاع هو الحل ويتخذون خيارًا واعيًا للتركيز على ضمان أن تكون أفعالهم وكلماتهم متوافقة مع ذلك.

  3. استخدام مهارات الإنصات الإيجابي: في المحادثات يستمع الأشخاص الأذكياء عاطفيًا بوضوح بدلاً من مجرد انتظار دورهم في الكلام. يتأكدون من أنهم يفهمون ما يقال قبل الرد، كما ينتبهون إلى التفاصيل غير اللفظية للمحادثة. هذا يمنع سوء الفهم ويسمح للمستمع أن يستجيب بشكل صحيح ويظهر الاحترام للشخص الذي يتحدثون إليه.

  4. كن متحفزًا: الأشخاص الأذكياء لديهم دوافع ذاتية وموقفهم يحفز الآخرين، إذ أنهم يضعون أهدافًا في مواجهة التحديات.

  5. ممارسة الوعي الذاتي: يتميز الأشخاص الأذكياء عاطفيًا بالحدس الفطري، إنهم يدركون عواطفهم الخاصة وكيف يمكنهم التأثير على من حولهم. كما يلتقطون مشاعر الآخرين ولغة الجسد ويستخدمون هذه المعلومات لتعزيز مهارات التواصل لديهم.

  6. تقبل النقد بصدر رحب: جزء مهم من زيادة ذكائك العاطفي هو أن تكون قادرًا على تحمل النقد، بدلاً من الشعور بالإهانة أو الدفاع.

  7. تعاطف مع الآخرين: الناس الأذكياء يعرفون كيف يتعاطفون، إنهم يفهمون أن التعاطف هو سمة تُظهر القوة العاطفية وليس الضعف، ويساعدهم التعاطف على التواصل مع الآخرين على المستوى الإنساني. إنه يفتح الباب للاحترام المتبادل والتفاهم بين الأشخاص ذوي الآراء والمواقف المختلفة.

  8. استخدام مهارات القيادة: يتمتع الأشخاص الأذكياء بمهارات قيادية ممتازة إذ أنهم لديهم معايير عالية لأنفسهم ومثالاً يحتذى به للآخرين ومن ثم يأخذون المبادرة، ولديهم أيضًا مهارات كبيرة في اتخاذ القرارات وحل المشكلات، وهذا يسمح بمستوى أداء أعلى وأكثر إنتاجية في الحياة وفي العمل.