الموت
يُعتبر الموت من الحقائق الأساسيّة في الكون، ويعاينه الإنسان فيمن حوله، وسيمر به لا محالة، وقد اهتمّ الكثير من العلماء بموضوع الموت وماهيّته وما بعده من الجزاء والثواب ومن الحساب، ويتردّد على ألسنة الكثير من الناس سؤالهم بالحكمة من موت الإنسان، وكيف يحصل الموت، ورغم تقدّم العلم واتّساع المعارف واشتهار المعدّات الطبيّة الدقيقة إلّا أنّ الموت حقيقة لا بدّ من وقوعها على كلّ إنسان، فلماذا يموت الإنسان؟
معنى الموت
كلمة الموت كغيرها من الألفاظ، ولها عند العلماء عدّة معانٍ؛ وفيما يأتي بيان المعنى اللغوي والاصطلاحي للموت:
- معنى الموت لغةً: الموت في اللغة اسم، وهو مصدر من الفعل الثلاثيّ مَاتَ، ويُقصد به: زوال الحياة عن كلّ كائن حيّ، قال الله سبحانه وتعالى: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ).
[1] [2] - معنى الموت اصطلاحاً: الموت في اصطلاح العلماء هو: مفارقة الرُّوح للجسد،
[3] ويُعرّف أيضاً بأنّه: زوال صفة الحياة عمّن اتّصف بها.[4]
الحكمة من موت الإنسان
كتب الله -سبحانه وتعالى- على الإنسان الموت لحِكم جليلة، منها ما يأتي:
- بيان قدرة الله -سبحانه وتعالى- في خَلْق الإنسان من العدم، ثمّ مرور الإنسان في عدّة أطوار من الخَلق، حتى أصبح بشراً سويّاً، يسمع ويبصر، ويتكلّم ويتحرّك ويعقِل، ويأكل ويشرب، ويتزوّج ويتناسل، ويعيش في الأرض، ويسعى في طلب رزقه الذي كتبه الله -تعالى- له، ثمّ تتجلّى قدرة الله -سبحانه وتعالى- الكاملة في موت الإنسان؛ فيُصبح ساكناً بلا حركة، وكلّ ذلك بقدرة الله -تعالى- وحده، فجاء في القرآن الكريم: ( فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ*تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
[6] - وصول النفس الإنسانيّة بالموت إلى درجة اليقين والتعرّف بالموت على حقيقة النفس الإنسانيّة؛ من حيث إنّها مخلوقة من قِبل خالق عظيم، وأنّ خلقُها لم يأتِ عبثاً بل كان لسببٍ وغايةٍ عظيمةٍ.
- استخلاف الله -سبحانه وتعالى- للبشر في الأرض؛ يخلف بعضهم بعضاً، فلم يُخلق البشر خِلقةً قابلة للدوام، فلو كانوا كذلك لذهبت المصلحة والحكمة من جعلهم خلائف في الأرض.
- ابتلاء الله -سبحانه وتعالى- للإنسان، بأن جعل نهايته في الحياة الدنيا هي الموت؛ ليعلم من يطيعه ومن يعصيه؛ قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
[7] - استشعار نِعَم الله -سبحانه وتعالى- العظيمة على الإنسان، فلولا الموت ما هَنِأ للإنسان العيش في الأرض، ولا طاب له مقام فيها.
حقيقة الموت عند الفقهاء
يعدّ الموت من الأمور التي لا يعلمها إلّا الله سبحانه وتعالى، وقد استأثر الله -سبحانه وتعالى- به في علم الغيب عنده لحِكمة يعلمها؛ قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،
حكم تمنّي الموت
نهى الإسلام عن تمنّي المرء للموت، لِما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : (لا يتمنَّى أحدُكمُ الموتَ، إمّا محسِناً فلعلَّه يَزدادُ، وإمّا مُسيئاً فلعلَّه يَستَعتِبُ)،
المراجع
- 1 - سورة آل عمران، آية: 185. .
- 2 - تعريف ومعنى موت , www.almaany.com , 3-2-2018. بتصرّف. .
- 3 - بكر أبو زيد (1996)، <i> " فقه النوازل " , (الطبعة الأولى)، بيروت: الرسالة، صفحة 222 , بكر أبو زيد (1996)، .
- 4 - البركتي (2003)، <i> " التعريفات الفقهيّة " , (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلميّة، صفحة 220، جز , البركتي (2003)، .
- 5 - ندا أبو أحمد (20-6-2013)، " الحكمة من الموت " , www.alukah.net , ندا أبو أحمد (20-6-2013)، .
- 6 - سورة الواقعة، آية: 86-87. .
- 7 - سورة الملك، آية: 2. .
- 8 - سورة لقمان، آية: 34. .
- 9 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4697، صحيح. .
- 10 - بلحاج العربي (14-2-2007)، " الأحكام الشرعية والطبية للمتوفى في الفقه الإسلامي " , www.alukah.net , بلحاج العربي (14-2-2007)، .
- 11 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 6512، صحيح. .
- 12 - محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، <i> " موسوعة الفقه الإسلامي " , (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 71 , محمد بن إبراهيم التويجري (20 .
- 13 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7235، صحيح. .
- 14 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5671، صحيح. .
- 15 - حكم تمني الموت , www.islamqa.info , 24-5-2005، 12-2-2018. بتصرّف. .