ما أسباب الصداع في مقدمة الرأس

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ١٠:٥٤ ، ٥ مايو ٢٠٢٠
ما أسباب الصداع في مقدمة الرأس

الصداع

يصف مصطلح الصداع الألم الذي يشعر به الفرد حول الرأس، أو الوجه، أو العنق، ويُعدُّ أحد الأسباب الشائعة التي تكمن وراء الشعور بالألم والانزعاج، إذ يعاني معظم الأفراد من الصداع في بعض فترات حياتهم.[1]

أسباب الصداع في مقدمة الرأس

إنَّ معظم حالات الصداع تكون بسيطة ولا تستدعي القلق، إلا أنَّها أيضاً سبب رئيسي للتعطُّل عن العمل أو المدرسة، لذا فإنَّ الصداع المستمر يستدعي مراجعة الطبيب بهدف إيجاد الحلول المناسبة التي تُقلِّل من تأثيره في حياة المصاب، ومن الجدير بالذكر أنَّه توجد عدَّة أنواع للصداع، ويختلف كلُّ نوع عن الآخر بمقدار شِدَّته واستمراره، وأسباب حدوثه، وشعور المصاب به، واستجابته للعلاجات المتنوِّعة،[2] وعلى الرغم من أنَّ الصداع قد يؤثِّر في أيِّ جزء من الرأس، فإنَّ صداع مقدِّمة الرأس أو صداع الفص الجبهي (بالإنجليزية: frontal head pain) يُثير الألم في أجزاء معيَّنة من الرأس كالجبين والصُّدغ، ونادراً ما يتعلَّق بالفصِّ الأمامي من الدماغ رغم أنَّ اسمه قد يوحي بارتباطه بهذا الجزء من الدماغ، وإضافةً إلى ذلك لا يمكن اعتبار صداع الفصِّ الجبهي مشكلة صحيَّة بحدِّ ذاتها، وإنَّما عادة ما يكون عرضاً لوجود نوع آخر من الصداع، وفي الآتي أنواع مختلفة من الصداع التي قد تكون سبباً لحدوث الألم في مقدِّمة الرأس.[3]

صداع التوتُّر


يعاني معظم الأفراد من صداع التوتُّر بين الحين والآخر، فهو أحد أكثر أنواع الصداع شيوعاً، والذي قد تُحفِّزه عوامل عِدَّة، كالتعب، أو اتخاذ وضعيَّة غير صحيحة، أو وجود مشاكل في العضلات والعظام الموجودة في الرقبة، أو الإصابة بالاكتئاب والقلق والتوتُّر، وفي الآتي بعض من الأعراض التي قد ترافق هذا النوع من الصداع:[3]
  • وجود ألم مستمر وغير حادٍّ يمكن الشعور به في جميع أنحاء الرأس، وغالباً ما يبدأ الألم في منطقة الجبين أو مقدِّمة الرأس، أو الصُّدغ، أو خلف العينين.

  • تدرُّج شِدَّة الصداع بين الألم الخفيف والشديد، وغالباً ما يستمر هذا الألم بين 30 دقيقة وعِدَّة ساعات، وقد يستمر أحياناً لأيامٍ عِدَّة، وقد يحدث صداع التوتُّر أيضاً في عِدَّة أيام خلال الشهر.

  • الشعور بالضغط أو الشدِّ كما لو أنَّ حزاماً مشدوداً حول الرأس.

  • زيادة حساسيَّة بعض الأجزاء للَّمس، مثل: منطقة حول الرأس، والرقبة، والوجه، والكتفين، وفروة الرأس.


الصداع النصفي


يمكن تعريف الصداع النصفي على أنَّه الألم النابض والحادُّ الذي يبدأ عادة في الجبين، أو جانب الرأس، أو حول العينين،[4] ويستمر في معظم الأحيان من 30 دقيقة إلى 6 ساعات، وأحياناً قد يستمر لبضعة أيام، ومن الممكن أن يزداد هذا الصداع سوءاً عند ممارسة النشاط الجسدي، أو في حالة التعرُّض للضوء أو الروائح أو الأصوات المرتفعة، ويتميَّز الصداع النصفي بأنَّه قد يكون أحياناً سبباً في حدوث التقيُّؤ أو الشعور بالغثيان، وهي أحد أكبر الاختلافات بينه وبين صداع التوتُّر الذي عادة لا ترافقه مثل هذه الأعراض، إلى جانب أنَّ الصداع النصفي يُعدُّ أقل شيوعاً مقارنة بصداع التوتُّر، ولكنَّه قد يكون شديداً عند المراهقين بما يكفي ليسبِّب تغيُّبهم عن المدرسة أو الأنشطة الأخرى في حال عدم علاجه.[5]

لم يتمكَّن الأطبَّاء من تحديد السبب الأساسي وراء حدوث الصداع النصفي، إلا أنَّه قد يحدث نتيجة اجتماع العوامل البيئيَّة والجينيَّة ونمط الحياة، فقد يكون للعامل الوراثي دور في حدوث الصداع النصفي، وذلك يعني انتقاله بين أفراد العائلة الواحدة، ويبدو أنَّ تغيُّر مستوى مادة السيروتونين في الجسم يلعب دوراً أيضاً في حدوث الصداع النصفي، فهذه المادة لها العديد من المهام في جسم الإنسان، ويتضمَّن ذلك التأثير على الأوعية الدمويَّة، فارتفاع مستواها يرافقه انقباض الأوعية الدمويَّة، أمَّا انخفاضه فيُسبِّب تتمدُّد الأوعية الدمويَّة، وإضافة إلى ما سبق يمكن القول بأنَّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي المزمن، وهو الصداع النصفي الذي يحدث 15 مرة أو أكثر في الشهر الواحد، وقد يرتبط بالتغيُّرات الهرمونيَّة التي تحدث في جسم المرأة خلال الحمل، أو باقتراب موعد الدورة الشهريَّة، أو المرور بفترة سنِّ اليأس.[4]

الصداع العنقودي


يُعدُّ الصداع العنقودي من أنواع الصداع غير الشائعة مقارنة بالصداع النصفي وصداع التوتُّر، ويظهر على شكل ألم شديد يؤثِّر في أحد جانبي الرأس سواءً حول العينين أو في منطقة الجبين أو الصُّدغ، ويوصف الألم عادة بأنَّه ألم حارق أو ثاقب يعيق المصاب، إذ يشعر معظم المصابين بالصداع العنقودي بالاضطراب وعدم القدرة على الاستلقاء جرَّاء الألم الشديد الذي لا يُحتمل،[6] وحقيقة ما زال السبب الأساسي الذي يُسبِّب الإصابة بالصداع العنقودي غير معروف، ولكن قد يلعب العامل الوراثي دوراً في حدوث هذا الصداع، لذا فهو شائع بين أفراد العائلة الواحدة، وبالرغم من أنَّه قد يصيب الأفراد دون تمييز، إلا أنَّ مجموعة من العوامل قد تزيد من فرصة الإصابة بالصداع العنقودي، ومنها: الإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والإفراط في التدخين أو تناول الكحوليَّات، أو المعاناة من التوتُّر الشديد.[7]

الصداع بسبب الألم المنقول


قد تحدث بعض أنواع الصداع نتيجة وجود الألم في أجزاء أخرى في الرأس، مثل الأسنان والأذن ومفصل الفك، أو نتيجة وجود مشاكل في العين، كالذي يحدث نتيجة الإصابة بالجلوكوما الحادَّة، وهي من المشاكل الصحيَّة الناتجة عن ارتفاع الضغط داخل العينين بشكلٍ مفاجئ، وهو ما يسفر عنه صداع مفاجئ وشديد جدّاً في منطقة خلف العينين، فتكون المُقلة صلبة جدّاً للَّمس، ويرافقه احمرار في العين، وعادةً ما يُحدِث اضطراباً في الرؤية، كما قد يحدث الصداع بسبب الألم المنقول نتيجة الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفيَّة، والذي يُعدُّ أحد الأسباب الشائعة لحدوث هذا الصداع، وغالباً ما يشعر به الفرد في مقدِّمة الرأس والوجه، ويحدث عادة بسبب انتفاخ ممرَّات الجيوب الأنفيَّة خلف الخدَّين، والأنف، والعينين، فيشعر المصاب في معظم الأحيان بألم عند الضغط على الوجه، خاصة على جانب الأنف، وأسفل العينين مباشرة، وغالباً ما يزداد هذا الألم سوءاً عند الانحناء للأمام وعند بداية الاستيقاظ من النوم صباحاً، وقد يرافقه أيضاً احتقان في الأنف،[8][9] إذ تعرف الجيوب الأنفيَّة على أنَّها ثقوب توجد في الجمجمة، وتبطِّنها طبقة من الأغشية المخاطيَّة شبيهة بتلك التي تبطِّن داخل الأنف وتفرز المخاط استجابة للحساسيَّة أو الزكام،[9] وتكون الجيوب الأنفيَّة في الحالة الطبيعيَّة مملوءة بالهواء، ولكن في حالة انسدادها وامتلائها بالسائل تصبح عرضة للإصابة بالعدوى.[10]

صداع إجهاد العين


قد يُسبِّب إجهاد العين أيضاً الإصابة بصداع مقدِّمة الرأس الذي يظهر على شكل صداع وانزعاج في العين، ويكون هذا الصداع شبيهاً بصداع التوتُّر، ويحدث عادة نتيجة عدم تصحيح الرؤية، واضطراب التركيز في العين متمثِّلًا بقصر النظر، أو بعد النظر، أو المعاناة من اللابؤريَّة (بالإنجليزية: astigmatism) في إحدى العينين أو في كلتيهما معاً، أو في حال كانت العينان غير متحاذيتين تماماً، وعموماً يحدث الصداع الناتج عن إجهاد العين عادة بعد استخدامها، وخاصة إن كان ذلك لفترات طويلة، سواءً أثناء استخدام الحاسوب أو القراءة أو حتى أثناء الخياطة أو أثناء ممارسة أيَّة مهام تتطلَّب استخدام العينين لفترات طويلة، ونادراً ما يشكو الأطفال تحت سنِّ المدرسة من الصداع الناتج عن إجهاد العين، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا النوع من الصداع يُعدُّ غير شائع.[3][11]

صداع الكحول


نظراً لطبيعة الكحول كمادة سامَّة ينعكس تأثير تناولها سلباً على عدد من أعضاء الجسم، كالدماغ والكبد والكليتين والقلب والأوعية الدمويَّة وبطانة المعدة، والعديد من الأجهزة التنظيميَّة والهرمونيَّة في الجسم،[12] ويُعدُّ صداع الكحول من المشاكل الشائعة التي ترافق تناول الكحوليَّات، والذي قد يعزى حدوثه إلى تفاعل المواد الكيميائيَّة الموجودة في الكحول، مثل التيرامين (بالإنجليزية: Tyramine)، والهستامين (بالإنجليزية: histamine)‏ مع المواد الكيميائيَّة التي توجد في الدماغ، فيسفر عنه الشعور بألم نابض شبيه بضربات الطبل على الدماغ يؤثِّر في جانبي الرأس من منطقة الجبين أو الصُّدغ أو في كليهما، وفي معظم الأحيان يزداد الألم سوءاً عند ممارسة النشاط الجسدي، وهو ما يُجبر المصاب على الاستلقاء والراحة عند الإصابة به، وحقيقة غالباً ما يحدث صداع الكحول في صباح اليوم التالي وذلك بعد مضي 5-12 ساعة من استهلاك الكحول، وإلى جانب صداع الكحول فإنَّ تناول الكحوليَّات قد يحفِّز اضطراب الصداع الأوَّلي عند الشخص، ويسرِّع حدوث نوبات الصداع الاعتياديَّة في حالات الصداع النصفي أو العنقودي أو صداع التوتُّر.[13][14]

التهاب الشريان الصدغي


إنَّ الشرايين هي عبارة عن أوعية دمويَّة مسؤولة عن نقل الدم المحمَّل بالأكسجين من القلب إلى أنسجة الجسم الأخرى، ومن بينها الشرايين التي تقع في منطقة الصُّدغ وخلف العين، والتي قد تتعرَّض للالتهاب والانتفاخ في حالة الإصابة بما يعرف بالتهاب الشريان الصُّدغي (بالإنجليزية: Temporal arteritis)، أو التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة، وهو الالتهاب الذي يرافقه صداع في مقدِّمة الرأس، وفي معظم هذه الحالات تكون الشرايين في مقدِّمة الرأس أكثر حساسيَّة للَّمس، كما يشعر المصاب بألم في فروة الرأس أثناء تمشيط الشعر، وغالباً ما يزداد هذا الألم سوءاً أثناء المضغ، وعموماً يصيب التهاب الشريان الصُّدغي الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً، كما يعتبر من المشاكل الصحيَّة الخطيرة، فإهمال علاج التهاب الشريان الصُّدغي قد يكون سبباً في حدوث فقدان مفاجئ للبصر.[15][16]

أسباب خطيرة لحدوث الصداع في مقدِّمة الرأس

يحدث ألم مقدِّمة الرأس في بعض الحالات كواحد من أعراض الإصابة بمشكلة صحيَّة خطيرة تُهدِّد حياة الفرد، فيظهر على شكل ألم مفاجئ يزداد سوءاً مع الوقت، وبالرغم من كونه أكثر شيوعاً بين كبار السنِّ، فإنَّ الصداع الناتج عن الإصابة بمشاكل صحيَّة خطيرة يُعدُّ غير شائع، بل وفي كثير من الحالات يكون نادراً جدّاً، إلا أنَّه يستدعي عند حدوثه مراجعة غرفة الطوارئ فوراً لتقييم الوضع الصحِّي للمصاب،[16][17] ومن المشاكل الصحيَّة الخطيرة التي قد تُسبِّب ألم مقدِّمة الرأس ما يأتي:[17]

  • أورام الدماغ.

  • ارتجاج الدماغ.

  • الجلطة الدماغيَّة.

  • الورم الدموي تحت الجافية.

  • التعرُّض لصدمة شديدة في الرأس.

  • التهاب الدماغ، والذي يعرف بأنَّه الالتهاب والانتفاخ الذي يحدث في الدماغ نتيجة الإصابة بعدوى فيروسيَّة، أو نتيجة وجود أسباب أخرى.

  • نزف داخل القحف، وهو النزيف الذي يحدث داخل الدماغ.

  • التهاب السحايا، وهو عبارة عن عدوى أو التهاب يصيب الكيس المحيط بالدماغ والحبل الشوكي.

فيديو أسباب وجع الرأس من الأمام

آلام الرأس مزعجة حتماً، فلماذا قد يؤلمنا من الأمام تحديداً؟


المراجع