الدعوة إلى الله تعالى
إنّ غاية خلق الله تعالى للإنسان وإيجاده؛ هي عبادة الله تعالى، والاستقامة على طريق مرضاته، والثبات على ذلك، قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،
إنّ ممّا يؤكّد أهمية الدعوة إلى الله -تعالى- أنّها كانت مهمّة الأنبياء والرّسل عليهم السلام، وقد أمر الله -تعالى- نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- بالدّعوة إليه في قوله: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،
المقصود بحمر النعم
إذا أقبل العبد على دعوة الناس إلى الله تعالى، وأخلص النية في ذلك؛ فإنّه سيجني ثمار جهده ولا شكّ، فإذا كتب الله -تعالى- الهداية لشخصٍ على يد أخيه، فقد نال فوزاً وأجراً عظيماً، ولقد وردت أحاديث نبويّة شريفة تشير إلى شيءٍ من أجر وثواب من يدعو النّاس إلى الله تعالى، ففي يوم فتح خيبر، نادى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- مُستفتحاً حصون اليهود بقيادته، ثمّ أوصاه حين أرسله بقوله: (انْفُذْ على رِسْلِكِ حتى تنزلَ بساحتِهِم، ثمَّ ادعُهُمْ إِلى الإسلامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليْهِم مِنْ حقِّ اللهِ فيه، فواللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رجلاً واحداً، خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ)،
ثمرات الدعوة إلى الله
إنّ الثمرات التي يجنيها الداعي إلى الله عظيمة وعديدة، وكذلك فإنّ هناك نفعاً يعود على المجتمع بعمومه إذا كان أهله من الدّعاة إلى الله سبحانه، ومن بركات الدعوة المتحقّقة للفرد والمجتمع:
- ينال الداعي إلى الله الثبات على الهداية؛ لأنّ الهداية مبدؤه الراسخ الذي يدعو الناس إليها.
- ينال الداعي إلى الله البركة في المال والأهل والولد.
- ينصلح حال المجتمع بعمومه إذا حمل الناس فيه همّ الدعوة لله سبحانه.
- ينال الداعي إلى الله حبّ الخلق، وقربهم منه.
- تحقّق الدعوة إلى الله المعروف والخير في المجتمع، وتقلّل من الحرام والمنكرات فيه.
- تردّ الدعوة إلى الله الشبهات ومحاولات المضلّلين للنيل من الإسلام والمسلمين.
- ترفع الدعوة إلى الله مقام المسلم في مجتمعه، وتحقّق العزة للإسلام وتنصره.
- ينال الداعي إلى الله رحمة الله سبحانه، ورضاه، فقد قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
[11]
واجبات على الداعي إلى الله
هناك واجبات وصفات على الداعي إلى الله أن يتحلّى بها ويتقنها؛ حتى تكون دعوته إلى الله مثمرةً مقبولةً، من هذه الأمور التي على الداعي التحلّي بها ما يأتي:
- الرفق بالناس والحرص عليهم؛ فلا يحمّلهم ما لا طاقة لهم به من أوامر في الدين، وفي نفس الوقت لا يفرّط بشيءٍ من ثوابت الدين.
- الصبر واحتساب الأجر؛ فلا يكلّ الداعي إلى الله ولا يملّ، بل ينتقل من طريقةٍ إلى أخرى في دعوته، ومن مكانٍ إلى آخرٍ، ويطرق كلّ الأبواب التي قد توصل إلى قلوب الناس وهدايتهم، راجياً بذلك أجره من الله وحده.
- الحكمة في سائر شؤونه؛ فالداعي إلى الله حكيمٌ، يبحث عن المواقف التي يسهل معها الوصول إلى غايته من استجلاب قلوب الناس وهدايتها.
المراجع
- 1 - سورة الذاريات، آية: 56. .
- 2 - سورة النحل، آية: 125. .
- 3 - سورة فصلت، آية: 33. .
- 4 - سورة آل عمران، آية: 110. .
- 5 - سورة آل عمران، آية: 104. .
- 6 - فيصل العمري، " فضل الدعوة وثمراتها " , www.saaid.net , فيصل العمري، .
- 7 - رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 3701، صحيح. .
- 8 - (لأن يهدي الله بك..) يشمل الهداية من الكفر وغيرها , fatwa.islamweb.net , 12-7-2001، 23-5-2018. بتصرّف. .
- 9 - معنى (حمر النعم) , fatwa.islamweb.net , 11-12-2003، 23-5-2018. بتصرّف. .
- 10 - رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2674، صحيح. .
- 11 - سورة التوبة، آية: 71. .
- 12 - محمد أحمد المطاع (4-11-2013)، "لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً , ar.islamway.net , محمد أحمد المطاع (4-11-2013)، .