ما سبب طنين الأذن المستمر

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  ٠٦:٤٨ ، ١١ أغسطس ٢٠٢٠
ما سبب طنين الأذن المستمر

طنين الأذن

يُعرف طنين الأذن، أو الطنين، أو أزيز الأذن، أو صفير الأذن، أو رنين الأذن، أو التنيتوس (بالإنجليزيّة: Tinnitus) بأنّه الصوت الذي يسمعه الفرد داخل رأسه دون وجود مصدر خارجي له، وقد يشعر الفرد بأنّ الصوت قادم من إحدى الأذنين أو من كلتيهما، كما قد يكون الطنين على شكل صوت دائم ومنتظم أو صوت متقطّع، وفي الحقيقة يأتي هذا الصوت على هيئة رنين في أغلب الحالات، كما يمكن أن يأتي على هيئة صفير، أو ضجيج، أو زقزقة، أو همس، أو هدير، أو نقيق، وفي بعض الأحيان صراخ، ويُعدّ من الضروري مراجعة الطبيب عند الشعور بطنين الأذن بهدف العمل على تحديد سبب أو مصدر نشوء هذه المشكلة، وذلك من خلال معرفة الطبيب لتاريخ المريض الطبي، وإجراء الفحص البدني، وطلب مجموعة من الاختبارات الطبية التشخيصية.[1]ولمعرفة المزيد عن طنين الأذن يمكن قراءة المقال الآتي: (ما معنى طنين الاذن).

أسباب طنين الأذن المستمر

يوجد العديد من الحالات والمشاكل الطبية التي قد ينتج عنها طنين الأذن، وفي الواقع قد يكون من الصعب تحديد السبب أو الأسباب الكامنة وراء ظهور الطنين أحياناً، كما أنّ هناك بعض الحالات التي يعاني فيها الأفراد من طنين الأذن لأسباب غير واضحة.[2] ويمكن بيان أسباب طنين الأذن المستمرّ المعروفة بشيء من التفصيل فيما يأتي:


فقدان السمع المرتبط بالسن


يُعتبر طنين الأذن من المشاكل الشائعة لدى كبار السن، ويمثّل طنين الأذن أولى علامات فقدان السمع لدى كبار السن في بعض الأحيان،[3] ويمكن أن ينتج فقدان السمع المرتبط بالسن عن تلف وتناقص عدد الخلايا الشعرية الرقيقة الموجودة في الأذن الداخلية تدريجيًّا؛ حيث إنّها قد تتأثر بالاستهلاك والاستعمال الحاصل مع التقدّم في العمر، وفي الحقيقة فإنّ فقدان السمع يجعل من مشكلة طنين الأذن أكثر وضوحاً وملاحظةً، وذلك نتيجة عدم قدرة الفرد على سماع الأصوات الخارجية كما في السابق والتي كانت تُغطي وتخفّف من صوت الطنين،[4] ومن الجدير بالذكر أنّ طنين الأذن قد يقترن مع أي نوع من فقدان السمع، كما يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة صحية معينة أخرى.[3]

التوتر والقلق


تمّ التوصّل إلى أنّ هناك علاقة كبيرة بين القلق وغيره من الاضطرابات النفسية مع طنين الأذن، وفي الواقع هناك العديد من الأفراد الذين لاحظوا أنّ بداية ظهور الطنين كان بعد معاناتهم لفترة طويلة من الإجهاد والتوتر والقلق، ويجدر بالفرد الذي يُعاني من طنين الأذن الناتج عن التوتر والإجهاد بأن يعمل جدياً على التقليل من مستوى التوتر والإجهاد الجسدي بشكل عام، وذلك بهدف التخفيف من مشكلة طنين الأذن.[5]

التعرّض للضوضاء الصاخبة


يؤدي التعرّض للضوضاء الصاخبة والضجيج المرتفع لفترات طويلة إلى إصابة حاسة السمع بالضرر الدائم،[6] حيث إنّ التعرّض للضوضاء الصاخبة لفترات طويلة يؤذي الخلايا الشعرية الحسية المسؤولة عن نقل الأصوات إلى الدماغ،[7] وفي الحقيقة يمكن أن يؤدي التعرّض للضوضاء الصاخبة المفاجئة لمرّة واحدة فقط إلى نفس النتيجة أيضاً، أما عن طنين الأذن فيمثّل إحدى عواقب الضرر الحاصل للأذنين، بالإضافة إلى إمكانية ظهور طنين الأذن مصاحبًا لمشكلة فقدان السمع الناتج عن الضوضاء، وبناءً على ذلك يُنصح الفرد باتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث المزيد من الضرر للأذن وتجنّب الإصابة بالطنين، ومن ذلك؛ الابتعاد عن البيئة الملوثة بالضوضاء الصاخبة، واستخدام الأدوات الوقائية المناسبة.[6]

انسداد الأذن بالشمع


ينتج انسداد الأذن عادةً عن تراكم الشمع نتيجة استخدام قطن تنظيف الأذنين أو سماعات الأذن التي يمكنها دفع شمع الأذن بالاتجاه المعاكس إلى داخل قناة الأذن، الأمر الذي قد يؤدي إلى انحشار الشمع وانسداد الأذن، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأفراد يُعانون من إنتاج شمع الأذن الجاف الذي يساهم في حدوث مشكلة تراكم الشمع كثيراً لديهم، وفي الحقيقة يُسبّب شمع الأذن أو الصملاخ مشكلة الانحشار لدى بعض الأفراد، بالرغم من أنّه لا يُسبّب أي مشكلة لدى غالبية الأفراد، وفي الواقع تتمثّل أعراض انسداد الأذن بالطنين، وفقدان السمع المؤقت، وألم الأذن، واحتقان الأذن، والدوخة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الطريقة الصحيحة المطلوبة لتنظيف الأذن هي مسح الأذن الخارجية باستخدام قطعة قماش مبللة وذلك من حين إلى آخر.[8]

تصلّب الأذن


يمثّل تصلّب الأذن (بالإنجليزيّة: Otosclerosis) عملية نموّ غير طبيعية ومزمنة للعظام داخل الأذن الوسطى ينتج عنها تكوين عظم إسفنجي،[9] ويُعدّ تصلّب الأذن أحد الاضطرابات الشائعة التي تؤدي إلى فقدان السمع التوصيلي، وفي معظم حالات تصلّب الأذن يعاني المريض من مشكلة طنين الأذن أيضاً، ومن الجدير بالذكر إمكانية اللجوء إلى العلاج الجراحي الذي يساهم في تحسين حالة السمع ويخفّف من الطنين.[10]

داء منيير


ينتمي داء منيير (بالإنجليزيّة: Meniere's disease) إلى الأمراض التي تصيب الأذن الداخلية، وعادةً ما يؤثر في إحدى الأذنين ويظهر على شكل ضغط أو ألم في الأذن، ودوخة أو دوار، وفقدان للسمع، وطنين على هيئة رنين أو هدير،[11] وفي الحقيقة يمكن أن تبدأ نوبات الدوخة بشكل مفاجئ لدى المريض أو عقب فترات قصيرة من الطنين أو فترات من السمع الخافت والخفيف، وتختلف طبيعة ظهور نوبات الدوخة بين الأفراد؛ فقد يُعاني البعض من نوبة دوخة واحدة خلال فترة زمنية قصيرة، بينما قد يُعاني البعض الآخر من العديد من النوبات المتلاحقة خلال عدّة أيام، كما قد يُعاني بعض الأفراد من دوخة شديدة تؤدي إلى فقدان التوازن والسقوط ويُطلق على هذه الفترة نوبات السقوط.[12]

اضطرابات المفصل الفكي الصدغي


تؤثر اضطرابات المفصل الفكي الصدغي (بالإنجليزيّة: Temporomandibular Disorders) بشكل سلبي في مفصل الفك والعضلات التي تتحكّم في حركة الفك، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، أهمّها؛ الشعور بألم متواصل حول الفك، والمعاناة من حركة فك مقيّدة ومحدّدة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم حالات اضطرابات المفصل الفكي الصدغي تتعافى من تلقاء نفسها خلال شهرين عادةً، بينما قد تستمرّ لفترات طويلة أو قد تحدث بشكل متكرّر في بعض الأحيان.[13]

عدوى الأذن


قد تؤدي عدوى الأذن الوسطى إلى فقدان السمع وطنين الأذن بشكل مؤقت عادةً، وينبغي على الفرد مراجعة الطبيب العام لتشخيص الحالة بشكل سليم والحصول على العلاج المناسب لها.[4]

إصابات الرأس أو الرقبة


يمكن أن تؤثر إصابات الرأس أو الرقبة الرضحية في الأذن الداخلية أو الأعصاب السمعية، أو الوظيفة الدماغية المرتبطة بعملية السمع، وهذا يؤدي عادةً إلى الشعور بالطنين في إحدى الأذنين.[7]

تشنجات عضلية في الأذن


تحدث في بعض الأحيان تشنّجات أو انقباضات في عضلات الأذن الداخلية تؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، وذلك مثل؛ طنين الأذن، وفقدان السمع، والشعور بامتلاء الأذن، وفي الحقيقة قد يعود السبب في حدوث هذه التشنّجات إلى الأمراض العصبية مثل؛ مرض التصلّب المتعدّد، كما قد لا ترتبط هذه التشنّجات مع أي سبب واضح أحياناً.[7]

استخدام الأدوية


تُعرف الأدوية التي قد تسبّب الطنين أو فقدان السمع عند استخدامها بالأدوية السامة للأذن (بالإنجليزيّة: Ototoxic medications) وهي قليلة نسبياً، وفي الحقيقة يؤدي التوقف عن استخدام هذه الأدوية إلى منع ازدياد المشكلة سوءًا، ولكن قد لا يختفي صوت الرنين بشكل تام في كل الحالات، وتتمثّل هذه الادوية بما يأتي:[14]
  • دواء الأسبيرين (بالإنجليزيّة: Aspirin)، ومضادّات الالتهابات غير الستيرويدية (بالإنجليزيّة: NSAIDs).

  • دواء بينزوديازيبين (بالإنجليزيّة: Benzodiazepines) المُستخدم لعلاج القلق لفترات قصيرة.

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

  • بعض المضادات الحيوية التي تُستخدم في علاج أنواع العدوى البكتيرية الشديدة، وهي تتمثل بالجنتاميسين (بالإنجليزيّة: Gentamicin)، والتوبراميسين (بالإنجليزيّة: Tobramycin).


ورم العصب السمعي


يمثّل ورم العصب السمعي (بالإنجليزيّة: Acoustic neuroma) ورمًا غير سرطاني نادر الحدوث، وفي الحقيقة ينمو هذا الورم على نحو بطيء مع تراكم الخلايا الزائدة من خلايا شوان أو شفان (بالإنجليزيّة: Schwann cells)، والتي يقوم الجسم بإنتاجها في الوضع الطبيعي لتلتفّ حول الألياف العصبية وتدعمها، ويضغط الورم المُتنامي على أعصاب الأذن الداخلية المسئولة عن التوازن والسمع، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض، وأهمّها؛ فقدان القدرة على سماع الأصوات ذات التردّدات العالية، والمعاناة من طنين الأذن على هيئة رنين، والشعور بالامتلاء في الأذن، وفي الحقيقة تظهر جميع هذه الأعراض في الأذن التي نما فيها الورم، وبالإضافة إلى ذلك يعاني المريض من الدوخة، والخدران أو التنميل في الوجه، ومشاكل التوازن وعدم القدرة على الثبات.[15]

اختلال وظيفة قناة استاكيوس


يحتوي جسم الإنسان على ممرّ صغير يصل بين الحلق والأذن الوسطى يُعرف بقناة استاكيوس (بالإنجليزيّة: Eustachian tube)، وتكمن أهمية قناة استاكيوس بمنع تراكم السوائل أو تغيّر ضغط الهواء داخل الأذن، لذلك تُفتَح القناة خلال العطاس، والبلع، والتثاؤب، وفي الواقع قد تتعرّض هذه القناة للانسداد مما ينتج عنه اختلال في وظيفة قناة استاكيوس، وظهور مجموعة من الأعراض، أهمّها؛ سماع صوت الرنين في الأذنين، والشعور بامتلاء الأذنين، والإحساس بأنّ الأصوات مكتومة أو خافتة، والشعور بالألم في إحدى الأذنين أو كلتيهما، وصعوبة الحفاظ على التوازن، والإحساس بفرقعة أو طقطقة في الأذن أما بالنسبة للأطفال فقد يُعبّرون عن ذلك بالدغدغة في الأذن.[16]

اضطرابات الأوعية الدموية


ينتج الطنين النابض (بالإنجليزيّة: Pulsatile tinnitus) التابع إلى أنواع الطنين الإيقاعي في الغالب عن وجود تشوهات أو اضطرابات تؤثر بشكل سلبي في الأوعية الدموية، ولا سيّما الأوعية الدموية المحيطة والقريبة من الأذنين، وفي الواقع تؤدي الاضطرابات الوعائية إلى تغيّر طبيعة التدفّق الدموي داخل هذه الأوعية الدموية، وفي الحقيقة فإنّ الاضطرابات التي تؤثر في الشريان الرئيسي الذي يُغذي الدماغ والمعروف بالشريان السباتي تؤدي إلى ظهور الطنين النابض لدى الفرد، وقد يكون سبب هذه الاضطرابات هو إصابة الأوعية الدموية بتصلّب الشرايين الذي يُضعِفها ويُتلِفها، كما قد يكون السبب حالة نادرة يُطلق عليها خلل التنسج العضلي الليفي والذي يتمثّل بنموّ جدار الشريان بصورة غير طبيعية.[17]

عوامل خطر الإصابة بطنين الأذن

بالرغم من أنّ مشكلة طنين الأذن يمكن أن تظهر لدي أي فرد، إلاّ أنّ هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالطنين، وفيما يأتي أهم هذه العوامل:[7]

  • التعرّض للضوضاء الصاخبة: يُعتبر الأفراد الذين يعملون في بيئات ملوثة بالضوضاء الصاخبة أكثر عُرضة لخطر طنين الأذن، بمن فيهم عمال المصانع، وعمال البناء، والموسيقيين، والجنود.

  • العمر: تنخفض عدد الألياف العصبية الفعّالة في الأذنين مع التقدّم في العمر، وهذا يؤدي إلى الإصابة بمشاكل سمعية قد ترتبط بالطنين.

  • الجنس: يُعدّ الرجال أكثر عُرضة للإصابة بطنين الأذن من النساء.

  • التدخين: يعتبر المدخّنون أكثر عُرضة للإصابة بطنين الأذن مقارنةً مع غير المدخّنين.

  • مشاكل القلب والأوعية: تزيد المشاكل الوعائية التي تؤثر في تدفّق الدم من خطر الإصابة بالطنين، وذلك مثل؛ ارتفاع ضغط الدم، وتصلّب الشرايين.

فيديو عن طنين الأذن

للتعرف على المزيد من التفاصيل حول طنين الأذن و أسبابة شاهد الفيديو.


المراجع